زاهي حواس استباح مقتنيات «الملك توت» لتصوير عرض أزياء أمريكي..صور

غزة - دنيا الوطن
هو الرجل «أبو برنيطة»، الذي صدع رءوسنا طوال سنوات بالكلام عن خبايا الفراعنة وأسرارهم، والتطفل علي أدق تفاصيل حياتهم، حتي أن كثيرين منا تخيلوا أنه هو نفسه واحد من هؤلاء الفراعنة. لكن ما يقوم به المدعو زاهي حواس من تشويه وتجريف متعمد لثروة هؤلاء الفراعنة وتاريخهم، يجعل من الضرورة أن نصنفه ضمن أعداء الفراعنة. هو ليس أحد أحفادهم بالتأكيد، ربما يكون حفيدًا لجندي من «الهكسوس» ضل طريقه في الصحراء قبل أن يطردهم القائد العظيم «أحمس»، لكنه بالتأكيد لا يستحق أن يكون المسئول الأول والأخير، عن سمعة وتراث وتاريخ المصريين، في وزارة لحماية «الآثار» بينما الرجل مشغول طوال الوقت بتدمير تلك الآثار.
آخر خبايا حواس، التي لا حصر لها، كشفها مصور أمريكي اسمه جيمس ويبر علي مدونته، والتي نشر فيها تفاصيل ليلة مثيرة قضاها في المتحف المصري بين مقتنيات الملك العظيم توت عنخ أمون لتصوير أزياء واكسسوارات ضمن عرض أزياء أقامته شركة ملابس أمريكية اسمها «آرت زولو» .
الواقعة يعود تاريخها إلي 23 نوفمبر الماضي وأكدها ويبر بمجموعة كبيرة من الصور لعارض أزياء يجلس علي كرسي توت عنخ أموت ويمسك عصاه ويسلي نفسه باللعب بمقتنيات الملك الشهير.
المعلومات التي قدمها المصور الأمريكي تفضح طريقة تعامل حواس مع الآثار، واستهانته الشديدة وربما احتقاره لما تمثله هذه الآثار حيث وافق حواس أن يتم التصوير داخل المتحف المصري، بما يعني استخدام كاميرات وفلاشات شديدة الإضاءة، ومعدات تصوير ثقيلة تهدد سلامة المعروضات، لكن ذلك لم يمثل أي مشكلة بالنسبة لحواس الذي اكتفي بأن تحمل هذه الملابس اسمه، وأن يتحول من وزير للآثار إلي ماركة مسجلة في عالم الموضة.
يصف المصور جيمس ويبر تفاصيل تلك الليلة ويقول: أمر غير معتاد أن يسمح لأحد بالتصوير داخل المتحف، وعادة لا يسمح بدخول الكاميرات، لكننا دخلنا المتحف ليلاً وبعد إغلاقه وفي غير أوقات الزيارة، بدأنا في التاسعة والنصف حيث حضرت مع مجموعة التصوير والموديلز، وقد اصطحبنا معنا كل أدواتنا، حيث أغلقت علينا الأبواب حتي الصباح، ولم ننس أيضًا إحضار مطبخ صغير لأننا سنبقي لوقت طويل.
كنوز الآثار التي يمنع لمسها أو تعريضها لأي إضاءة، وافق حواس أن يستبيحها لصالح شركة الأزياء، وأن يتجول فريق التصوير بين محتوياتها وأن يتناولوا السندوتشات وأكواب الشاي وهم جالسون عليها. حواس لم تهتز شعرة واحدة من رأسه بعد كشف هذه الواقعة، لم ينزعج ولم ينف، كل ما قاله أنه وافق بالفعل منذ يوليو الماضي علي أن تقوم الشركة الأمريكية بإنشاء خط أزياء يحمل اسمه، وأن يتم استخدام مقتنيات الملك توت عنخ أمون في التصوير الدعائي للشركة، شرط أن تذهب الأرباح لصالح مستشفي سرطان الأطفال.
كل ما نفاه حواس أن يكون التصوير قد تم في المتحف، مؤكدًا أنه وافق علي تصوير هذه المقتنيات في معرض نيويورك، الذي يضم عددا كبيرا من القطع الأثرية المهمة، وهي فيضحة مستمرة قام خلالها حواس بتوزيع كثير من كنوز المصريين علي معارض العالم.. يقول حواس: «حتي لو كان التصوير قد تم في المتحف، فما المشكلة في ذلك طالما أن الأرباح ستعود إلي مستشفي الأطفال»، وهي كلمة حق يراد بها باطل لأن كثيرًا من المشروعات الخيرية فتحنا باب التبرعات لها، واكتشفنا في النهاية أنها تذهب لجيوب المسئولين عنها.. وهو ما حدث في حساب مكتبة الإسكندرية مثلا.. الذي ذهب بالكامل لزوجة الرئيس المخلوع وغيرها من المشاريع، كما أن كنوز المصريين وتاريخهم لا يجوز أن يتحول لمادة لـ«التسول»، كما يريد وزير الآثار رقيق المشاعر ومرهف الحس.
الغريب أن الوزير الإنسان، صديق الوزير الفنان، لم يعلن موافقته عن هذه الواقعة في وقتها، وصمت طوال هذه الأشهر حتي كشفها المصور الأمريكي.
اعتلاء زاهي حواس لمنصب وزير الآثار يحتاج لمراجعة سريعة، فهو بشهادة كثير من مسئولي الآثار يرتكب مجازر في حق المصريين وتاريخهم، وهو ما دفع اثنين منهم هما عبدالرحمن العايدي رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطي ونور الدين عبدالصمد مدير عام إدارة المواقع الأثرية للتقدم بأربعة بلاغات للنائب العام يوم 8 مارس الماضي يتهمان حواس بالتستر علي السرقات التي تمت في المواقع الأثرية، بالإضافة لتوقيع اتفاقية مع جمعية أمريكية مشبوهة قامت بإجراء دراسات تضر بالأمن القومي المصري، من خلال دراسة بعض الملوك المصريين القدامي الذين يدعي اليهود أنهم من أصول عبرانية.
الجمعية الأمريكية نفسها هي التي قامت بمنح الدكتوراة الفخرية لسوزان مبارك في 2002 وكان ذلك جواز مرور لها للنبش في آثار مصر وتشويهها، وكلنا نذكر ما قام به حواس في نهاية 2002 بإحداث ثقب في الهرم الأكبر، وهو الحدث الذي قامت 144 قناة عالمية بتغطيته علي الهواء مباشرة وانتهت بخيبة أمل كبيرة.. فلم يتم العثور علي شيء.
حواس الذي يحتل موقع وزير الآثار.. تم تكليفه بهذه الوزارة مرتين الأولي في حكومة شفيق لأيام قليلة، والثانية في وزارة شرف الذي فكر طويلا في إلغاء هذه الوزارة، لكنه عاد وأسندها للرجل «أبوبرنيطة»، لكن استمرار حواس في موقعه يعني مزيدًا من الكوارث واستمرارا لنزيف الآثار وتزييف التاريخ، ويكفي أن نذكر تصريحاته المتضاربة حول محتويات المتحف المصري منذ أحداث ثورة 25 يناير.. فهو قد بدأ بالصراخ حول نهب المتحف وسرقة محتوياته، ثم عاد وأعلن أن المتحف سليم ولم يلمسه أحد.. ليعود مرة أخري ويقر بسرقة 8 قطع فقط، ويخرج علينا مرة عاشرة ليؤكد أن عشرات القطع المهمة لم يعثر عليها أحد.
لن تسلم الآثار المصرية من الأذي إلا بإبعاد حواس الذي يحيط نفسه بهالة من الشهرة ويسرق الكاميرات بتصريحاته الغريبة، وأغلبها لا تعدو أكثر من خزعبلات، كان آخرها ما ادعاه بأن الثورة العظيمة التي دفع ثمنها مئات الشهداء، لم تكن إلا بسبب «نفخة» قام بها أحد الأثريين في بوق الحرب الخاص بتوت عنخ آمون.. هكذا يري حواس الثورة.. وعلي الثورة ووزارتها أن تنفخ في بوق التطهير لإبعاده عن أغلي ما يملكه المصريون، تراثهم.




هو الرجل «أبو برنيطة»، الذي صدع رءوسنا طوال سنوات بالكلام عن خبايا الفراعنة وأسرارهم، والتطفل علي أدق تفاصيل حياتهم، حتي أن كثيرين منا تخيلوا أنه هو نفسه واحد من هؤلاء الفراعنة. لكن ما يقوم به المدعو زاهي حواس من تشويه وتجريف متعمد لثروة هؤلاء الفراعنة وتاريخهم، يجعل من الضرورة أن نصنفه ضمن أعداء الفراعنة. هو ليس أحد أحفادهم بالتأكيد، ربما يكون حفيدًا لجندي من «الهكسوس» ضل طريقه في الصحراء قبل أن يطردهم القائد العظيم «أحمس»، لكنه بالتأكيد لا يستحق أن يكون المسئول الأول والأخير، عن سمعة وتراث وتاريخ المصريين، في وزارة لحماية «الآثار» بينما الرجل مشغول طوال الوقت بتدمير تلك الآثار.
آخر خبايا حواس، التي لا حصر لها، كشفها مصور أمريكي اسمه جيمس ويبر علي مدونته، والتي نشر فيها تفاصيل ليلة مثيرة قضاها في المتحف المصري بين مقتنيات الملك العظيم توت عنخ أمون لتصوير أزياء واكسسوارات ضمن عرض أزياء أقامته شركة ملابس أمريكية اسمها «آرت زولو» .
الواقعة يعود تاريخها إلي 23 نوفمبر الماضي وأكدها ويبر بمجموعة كبيرة من الصور لعارض أزياء يجلس علي كرسي توت عنخ أموت ويمسك عصاه ويسلي نفسه باللعب بمقتنيات الملك الشهير.
المعلومات التي قدمها المصور الأمريكي تفضح طريقة تعامل حواس مع الآثار، واستهانته الشديدة وربما احتقاره لما تمثله هذه الآثار حيث وافق حواس أن يتم التصوير داخل المتحف المصري، بما يعني استخدام كاميرات وفلاشات شديدة الإضاءة، ومعدات تصوير ثقيلة تهدد سلامة المعروضات، لكن ذلك لم يمثل أي مشكلة بالنسبة لحواس الذي اكتفي بأن تحمل هذه الملابس اسمه، وأن يتحول من وزير للآثار إلي ماركة مسجلة في عالم الموضة.
يصف المصور جيمس ويبر تفاصيل تلك الليلة ويقول: أمر غير معتاد أن يسمح لأحد بالتصوير داخل المتحف، وعادة لا يسمح بدخول الكاميرات، لكننا دخلنا المتحف ليلاً وبعد إغلاقه وفي غير أوقات الزيارة، بدأنا في التاسعة والنصف حيث حضرت مع مجموعة التصوير والموديلز، وقد اصطحبنا معنا كل أدواتنا، حيث أغلقت علينا الأبواب حتي الصباح، ولم ننس أيضًا إحضار مطبخ صغير لأننا سنبقي لوقت طويل.
كنوز الآثار التي يمنع لمسها أو تعريضها لأي إضاءة، وافق حواس أن يستبيحها لصالح شركة الأزياء، وأن يتجول فريق التصوير بين محتوياتها وأن يتناولوا السندوتشات وأكواب الشاي وهم جالسون عليها. حواس لم تهتز شعرة واحدة من رأسه بعد كشف هذه الواقعة، لم ينزعج ولم ينف، كل ما قاله أنه وافق بالفعل منذ يوليو الماضي علي أن تقوم الشركة الأمريكية بإنشاء خط أزياء يحمل اسمه، وأن يتم استخدام مقتنيات الملك توت عنخ أمون في التصوير الدعائي للشركة، شرط أن تذهب الأرباح لصالح مستشفي سرطان الأطفال.
كل ما نفاه حواس أن يكون التصوير قد تم في المتحف، مؤكدًا أنه وافق علي تصوير هذه المقتنيات في معرض نيويورك، الذي يضم عددا كبيرا من القطع الأثرية المهمة، وهي فيضحة مستمرة قام خلالها حواس بتوزيع كثير من كنوز المصريين علي معارض العالم.. يقول حواس: «حتي لو كان التصوير قد تم في المتحف، فما المشكلة في ذلك طالما أن الأرباح ستعود إلي مستشفي الأطفال»، وهي كلمة حق يراد بها باطل لأن كثيرًا من المشروعات الخيرية فتحنا باب التبرعات لها، واكتشفنا في النهاية أنها تذهب لجيوب المسئولين عنها.. وهو ما حدث في حساب مكتبة الإسكندرية مثلا.. الذي ذهب بالكامل لزوجة الرئيس المخلوع وغيرها من المشاريع، كما أن كنوز المصريين وتاريخهم لا يجوز أن يتحول لمادة لـ«التسول»، كما يريد وزير الآثار رقيق المشاعر ومرهف الحس.
الغريب أن الوزير الإنسان، صديق الوزير الفنان، لم يعلن موافقته عن هذه الواقعة في وقتها، وصمت طوال هذه الأشهر حتي كشفها المصور الأمريكي.
اعتلاء زاهي حواس لمنصب وزير الآثار يحتاج لمراجعة سريعة، فهو بشهادة كثير من مسئولي الآثار يرتكب مجازر في حق المصريين وتاريخهم، وهو ما دفع اثنين منهم هما عبدالرحمن العايدي رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطي ونور الدين عبدالصمد مدير عام إدارة المواقع الأثرية للتقدم بأربعة بلاغات للنائب العام يوم 8 مارس الماضي يتهمان حواس بالتستر علي السرقات التي تمت في المواقع الأثرية، بالإضافة لتوقيع اتفاقية مع جمعية أمريكية مشبوهة قامت بإجراء دراسات تضر بالأمن القومي المصري، من خلال دراسة بعض الملوك المصريين القدامي الذين يدعي اليهود أنهم من أصول عبرانية.
الجمعية الأمريكية نفسها هي التي قامت بمنح الدكتوراة الفخرية لسوزان مبارك في 2002 وكان ذلك جواز مرور لها للنبش في آثار مصر وتشويهها، وكلنا نذكر ما قام به حواس في نهاية 2002 بإحداث ثقب في الهرم الأكبر، وهو الحدث الذي قامت 144 قناة عالمية بتغطيته علي الهواء مباشرة وانتهت بخيبة أمل كبيرة.. فلم يتم العثور علي شيء.
حواس الذي يحتل موقع وزير الآثار.. تم تكليفه بهذه الوزارة مرتين الأولي في حكومة شفيق لأيام قليلة، والثانية في وزارة شرف الذي فكر طويلا في إلغاء هذه الوزارة، لكنه عاد وأسندها للرجل «أبوبرنيطة»، لكن استمرار حواس في موقعه يعني مزيدًا من الكوارث واستمرارا لنزيف الآثار وتزييف التاريخ، ويكفي أن نذكر تصريحاته المتضاربة حول محتويات المتحف المصري منذ أحداث ثورة 25 يناير.. فهو قد بدأ بالصراخ حول نهب المتحف وسرقة محتوياته، ثم عاد وأعلن أن المتحف سليم ولم يلمسه أحد.. ليعود مرة أخري ويقر بسرقة 8 قطع فقط، ويخرج علينا مرة عاشرة ليؤكد أن عشرات القطع المهمة لم يعثر عليها أحد.
لن تسلم الآثار المصرية من الأذي إلا بإبعاد حواس الذي يحيط نفسه بهالة من الشهرة ويسرق الكاميرات بتصريحاته الغريبة، وأغلبها لا تعدو أكثر من خزعبلات، كان آخرها ما ادعاه بأن الثورة العظيمة التي دفع ثمنها مئات الشهداء، لم تكن إلا بسبب «نفخة» قام بها أحد الأثريين في بوق الحرب الخاص بتوت عنخ آمون.. هكذا يري حواس الثورة.. وعلي الثورة ووزارتها أن تنفخ في بوق التطهير لإبعاده عن أغلي ما يملكه المصريون، تراثهم.
*روز اليوسف



عارض الأزياء يعتلي عرش الملك توت


التعليقات