عاجل

  • غارتان من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية في شارع النديم في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة

  • (أونروا): الوقود شريان حياة بغزة ودون شحنات عاجلة منه سيؤدي انقطاع الخدمات لمزيد من المعاناة والعقاب الجماعي

  • خمسة شهداء وجرحى بقصف الاحتلال مدرسة الشافعي في منطقة عسقولة بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة

  • وصول شهيدين إلى مستشفى الصليب الأحمر إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على طالبي الإغاثة غرب مدينة رفح

  • استشهاد مواطن بنيران الزوارق الحربية الإسرائيلية قبالة سواحل غزة

اللواء الدكتور كامل أبو عيسى : اسرائيل لن تنجح في صد هجوم قوات حزب الله المندفعة نحو الجليل

اللواء الدكتور كامل أبو عيسى : اسرائيل لن تنجح في صد هجوم قوات حزب الله المندفعة نحو الجليل
غزة دنيا الوطن
 بعد التهديدات المباشرة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله والمتوعدة باجتياح وتحرير منطقة الجليل في شمال "اسرائيل" أي فلسطين المحتلة منذ عام1948 ، ومناشدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لشعب اسرائيل بان لا يصدق أقوال الشيخ حسن نصر الله ، اتصلت دنيا الوطن مع اللواء الدكتور كامل أبو عيسى مدير المركز الاستراتيجي للسياسات الفلسطينية طالبة منه تشخيص الحالة الراهنة على ضوء هذه التصريحات التصعيدية الخطيرة والتراشق الإعلامي المتبادل بين الجانبين ، وباعتباره أول من تحدث ومنذ 4 سنوات عن إمكانية قيام حزب الله باجتياح وتحرير منطقة الجليل ، فأجابنا بالقول: بأن المبادرة الإستراتيجية ومن خلال القدرة على فرض الوقائع الميدانية عسكريا أصبحت بيد حزب الله ولو كان لدى اسرائيل هذه القدرة والمقدرة لما تأخرت لحظة واحدة عن شن الحرب و العدوان على لبنان فالجيش الإسرائيلي وبالرغم من امتلاكه لقدرة تدميرية هائلة يدرك ان هذه القدرة وهذه الإمكانيات الهائلة والمتوفرة لديه لا تكفي لانجاز المهام الإستراتيجية المطلوبة لحسم الحرب من خلال الوقائع الميدانية ، وبالتأكيد فإن الشيخ حسن نصرا لله يعرف تمام المعرفة ويعلم علم اليقين هذه الحقيقة وبأن اسرائيل المأزومة والمرتبكة تعاني من مرض عضال يصعب علاجه عانت منه الامبراطوريات والكيانات القوية السابقة على مر العصور ويعرف باسم "الوهن الاستراتيجي " وهو مرض خطير لا يستجيب لكافة العلاجات والوصفات ومن اهم اعراضه : -
- امتلاك ترسانة عسكرية ضخمة عديمة الجدوى على صعيد الفعل .
- انعطاف اجتماعي نحو التطرف والعدمية اليمينية الموغلة في الشوفينية
- فلتان اقتصادي يؤدي الى ازدهار المافيات وتزايد واتساع دورها على الصعيد السياسي وفي قمة الهرم الحاكم بشكل عام.
- تراجع ملحوظ في دور المؤسسة الامنية استراتيجيا على صعيد الوقاية والفعل المبادر والتوقعات .
- تحاشي المواجهة العسكرية مع الخصم اثناء المعارك وممارسة اشد انواع التنكيل والاجرام بالمدنيين .
- تزايد ملحوظ في عدد التشكيلات الحزبية الاصولية والدينية المتطرفة بشكل عام والتضيق على المنظمات الاهلية ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني.
- التوغل في الاستعلاء المذل على الاقليات والقوميات الاخرى المستضعفة وممارسة اشد انواع القهر والتنكيل والبطش لطمأنة الذات المرتبكة من جهة وتخويف المتمردين والساخطين المحجتين على هذه الممارسات من جهة اخرى.
- التهويل الدائم والمستمر من خطر الاخطار الخارجية المهددة لكيان الدولة والمجتمع وتعويم سياسة الخوف والرعب المتوارث على صعيد الاجيال وبين الفئات العمرية الصغيرة والكبيرة على حد سواء.
- تشديد دوائر الحصار الديني على الثقافة المدنية والعلمانية ، واسناد كل ماحدث او سيحدث الى النصوص التوارتية وهو الامر الذي وصل قمة انحداره باعلان الكيان الاسرائيلي "دولة يهودية" وبالتراجع الملحوظ للصهيونية العلمانية والمدنية امام الاكتساح المتزايد للصهيونية الدينية والتوارتية الموغلة في الحقد والاستعلاء الخرافي والتطرف المبني على احتقار الغير.
وعمليا وعلى وجه التشبيه فإن الوهن الاستراتيجي الذي يصيب الدول والكيانات السياسية القوية ، يتشابه مع مرض الخرف " الزهايمر" الذي يصيب الانسان في خريف العمر وكما يبدو فإن اسرائيل بدأت تدخل مع عقارب الزمن في خريفها الاخير ولهذا فهي تصر على رفض كافة التسويات العادلة مع الجانب الفلسطيني ولا تقبل بقيام دولة فلسطينية مستقلة في عموم اراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وترفض كذلك التراجع عن هضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية .
ولذلك فأن "اسرائيل" تعاني من معضلة وجودية حقيقية أصبحت تؤرق صناع القرار السياسي والأمني على الصعيد الاستراتيجي ، فهي تعاني من هبوط في القيمة الإستراتيجية وهبوط في المستوى الاستراتيجي وهبوط على صعيد الأداء الاستراتيجي وحتى أصبحت تكاليف وجود الكيان تتفوق سلبيا على ايجابيات وجودة من وجهة نظر القوى الداعمة والممولة لهذا المشروع ، فهو عقبة في وجه الترتيبات الدولية للإقليم عندما لا تمر من خلاله وعقبة في وجه هذه الترتيبات عندما تمر من خلاله كذلك ولأسباب تتعلق بالدور المناط به والمرفوض عمليا على صعيد كيانات الإقليم ، وهو الأمر الذي يؤدي عمليا إلى فقدان المهمة المحددة أو الوظيفة المعتمدة ، وعليه ولهذا أصبح يتحول تدريجيا إلى عبئ ثقيل ، فهو لاعب مصاب ويصر على إشراكه أساسيا في المباريات الحاسمة ويرفض الجلوس على دكة الاحتياط ويصر على أن يتقاضى الأجر الأعلى من بين كل اللاعبين ، ولهذا وبالتأكيد فإن الكيان الإسرائيلي لن ينجح استراتيجيا وعلى الصعيد الميداني للعمليات في صد الهجوم المحتمل والمنتظر لقوات حزب الله أثناء اجتياحها لمنطقة الجليل ، وكما يبدو فإن ساعة الاختبار والحقيقة بدأت تقترب في عقاربها من اللحظات الحاسمة والتي سيأمر فيها الشيخ حسن نصرا لله وقيادة حزب الله القوات المعدة لتنفيذ عملية الاجتياح وباعتبار أن عمليات الإنهاك المعنوي للخصم في إستراتيجية حزب الله قد بلغت مداها وحدها الأقصى من خلال تأكيد النية المبيتة على تنفيذ عملية الاجتياح والسيطرة على الجليل ، وفي إطار التأكيد الملاحظ للوقائع فإن اسرائيل التي تعد في جيشها منذ هزيمة عام2006 للانتقام مازالت تعيش في حالة من التردد والهوس والارتباك وباعتبار أنها لن تقوى على تحمل تبعات هزيمة ثانية لقواتها أمام حزب الله وبمعنى أخر فإنها أي اسرائيل أصبحت في موقف العجز فهي غير قادرة على ممارسة الهجوم الانتقامي الرادع وغير قادرة على تحمل تبعات الدفاع عن الوجود ، فالخصم هذه المرة أي حزب الله لا يهدد فقط بالرد الشامل والحاسم بل وكذلك بالتطوير الميداني للعمليات ، بغرض وهدف السيطرة على منطقة الجليل ، وهي سيطرة ستؤدي في حال تنفيذها وحدوثها إلى فقدان الكيان الإسرائيلي لمقومات البقاء والتوازن الاستراتيجي اللازم للحفاظ على الذات .

التعليقات