أكذوبة الثورات الشعبية وبدء الانقلابات الامريكية بتونس ومصر

أكذوبة الثورات الشعبية وبدء الانقلابات الامريكية بتونس ومصر
أكذوبة الثورات الشعبية وبدء الانقلابات الامريكية بتونس ومصر

بقلم : د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية

للاسف عاشت الجماهير العربية أكذوبة الثورة التونسية المزعومة ولحق بها الاعلام العربي يهلل ويمجد لثورة البوعزيزي رغم ان ماحدث بتونس كان انقلابا عسكريا امريكيا مدبرا تم الاعداد له على نار هادئه منذ سنوات وتحديدا منذ عام 2006 بدأت امريكا تتحرك بهدوء وحذر شديد للاعداد لانقلاب عسكري على زين العابدين على حسب وثائق ويكليكس .
جاءت الشرارة التي انتظرتها امريكا طويلا بحادث عفوي تمثل في احراق البوعزيزي لنفسه فحركت ادواتها بتونس لتحريض مختلف النقابات المهنية لركوب الموجه وحشد الشارع التونسي الذي يعاني من الفقر والبطالة .
لقد اجمع كل المحللين على ان نظام زين العابدين كان بوليسيا بدون ادنى شك ، فهل يسقط مثل هذا النظام بفعل مسيرات جماهيرية هنا وهناك جراء مقتل 70 شخصا ؟! ما حصل في الحقيقة هو ان المسيرات التي تحركت بفعل فاعل هيأت مناخا صوريا لتمرير انقلاب عسكري ومن ثم ابعاد زين العابدين بن علي وتلك كانت احدى الحماقات الامريكية حيث ان امريكا حرضت كل دول العالم على عدم استقبال زين العابدين وبقيت طائرته تحلق في الجو ليوم كامل تقريبا دون ان تسمح له اي دولة بدخول اراضيها بتحريض امريكي وهذا المشهد كان الزعماء العرب من المحيط الى الخليج يتابعونه ويحفظون الدرس الامريكي عن ظهر قلب حتى تطوعت السعودية لاستضافة زين العابدين . ومن هنا كانت الحماقة الامريكية بان حولت الزعماء العرب الى انتحاريين ولايوجد الان اي استعداد لاي زعيم عربي كي يغادر بلده مهما كانت النتائج ، وكان الاجدر بامريكا ان تترك زين العابدين وشأنه ولا تحرض دول العالم وتمنعهم من استضافته ، ولكن السياسة الامريكية معروفة بحماقاتها تاريخيا والتغيير على الطريقة الامريكية تحول الى دمار في تونس ومصر .
حاولت امريكا تحريك ادواتها في مصر مثل البرادعي وايمن نور والقائمة طويلة بحجة الفقر والبطالة تمهيدا لتهيئة الاجواء لاجراء انقلاب عسكري على الرئيس مبارك ولكنها فشلت فشلا ذريعا فتحولت الثورة المصرية المزعومة الى مجموعة بلطجية وحرامية ينهبون المحلات التجارية والبنوك والشركات تحت شعار التغيير .
النظام في مصر لم يسقط ولن يسقط رغم التحريض الامريكي السافر ورغم تحريض اوباما شخصيا الذي شاهد بنفسه وعلى شاشات الفضائيات العالمية عملية التخريب والنهب للمتلكات الخاصة والعامة ومع هذا يخرج اوباما ليطالب الرئيس مبارك بان لا يستخدم العنف مع المتظاهرين والسؤال اين هو العنف الذي تمارسه وزارة الداخلية المصرية ، فاذا كانت القوات الشرطية والامن المركزي قد انسحبوا مساء اليوم الاول واصبحت القاهرة ومدن اخرى خالية تماما من اي وجود شرطي والجيش يقف متفرجا ، فاين هو العنف الذي يمارسه النظام ؟ ولماذا لم ياتي اوباما بكلمة واحدة مع التخريب والنهب والسلب الذي يقوم به المتظاهرون . المؤامرة التي تتعرض لها مصر مؤامرة امريكية خطيرة وسقوط مصر يعني سقوط كل الدول العربية ، فهي صمام الامان ومن هنا نلاحظ اتصالات معظم الزعماء العرب مع الرئيس مبارك تأييدا ومؤازرة وهذا دليل واضح على ان الدول العربية تدرك خطورة سقوط مصر في وحل المؤامرة الامريكية .
لقد اكدت تداعيات المؤامرة على ان ما حدث في تونس لن يتكرر في مصر ، والدولة ثابته بجيشها ومؤسساتها وشعبها خلف الرئيس مبارك ، فالشعب المصري الاصيل يتجاوز 80 مليون مواطن يجلسون في بيوتهم ومن تظاهر في القاهرة لا يتجاوز عددهم عشرة الاف شخص ، فهل العشرة الاف بما فيهم البلطجية والحرامية هم نواب الشعب المصري ؟! اقول لكل من اختلط عليه الامر ولم تتضح الصورة امامه من واجبنا كعرب ان نقف مع مصر كي تتجاوز هذه المؤامرة الامريكية واقول لايمن نور ومن هم على شاكلته كفاكم استقواء بالامريكان انكم تدمرون بلدكم من اجل حفنه من الدولارات ومصر ليست لكم وحدكم بل هي لثمانين مليون مصري من الشعب الابي الذي يرفض ان ينساق خلف المؤامرة الامريكية ومصر للامة العربية كلها.
[email protected]

التعليقات