اسرائيل توقف عملية توريد الدقيق والقمح لقطاع غزة وتحذيرات من توقف المطاحن والمخابز

غزة - دنيا الوطن
اوقفت اسرائيل يوم امس عملية تزويد قطاع غزة بالقمح والدقيق، بعد ان اغلقت معبر المنطار 'كارني' المخصص لادخال هذه السلع لـ 'اسباب امنية'، وهو ما ينذر بكارثة غذائية محققة ستلحق بنحو مليون ونصف مواطن من المحاصرين في القطاع.
وقال حاتم عويضة مسؤول ملف المعابر لـ 'القدس العربي' ان السلطات الاسرائيلية التي تتهيأ لاغلاق كامل لمعبر المنطار 'كارني' نهاية الشهر الجاري ونقل العمل لمعبر كرم ابو سالم ليصبح المعبر التجاري الوحيد لسكان غزة اوقفت عملية ادخال الدقيق والقمح من هذا المعبر بزعم 'دواع امنية'.
وذكر انه طوال الاسبوع الجاري لم تورد اسرائيل اي كمية من الدقيق، لافتا الى ان اخر ايام عمل المعبر كانت يوم الاربعاء من الاسبوع الماضي.
واكد عويضة ان هذا الامر سيتسبب في 'ازمة حقيقية وكارثة غذائية لدى سكان قطاع غزة المحاصرين'.
وعمل مواطنون من قطاع غزة على مدار الايام الماضية على تخزين كميات من الدقيق في منازلهم، بعد تحذيرات من فقدان هذه السلعة خلال ايام قليلة من الاسواق، الى جانب تحذيرات اخرى باغلاق المخابر والمطاحن ابوابها.
وبحسب تجار فقد اكدوا ان الاقبال على شراء اكياس الدقيق شهدت ازديادا كبيرا خلال الساعات القليلة الماضية من قبل السكان.
وتشهد مخابز القطاع في هذه الاوقات ازدحاما ملحوظا في اعداد السكان الراغبين في شراء الخبز.
وسبق وان تكرر هذا المشهد اكثر من مرة في القطاع بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض على السكان، بعد ان شهدت اسواق القطاع شحا في كميات الدقيق، ما دفع بغالبية المخابز لاغلاق ابوابها.
وذكر عويضة ان سلطات الاحتلال طالبت من مستوردي الدقيق والقمح في غزة الانتقال لادخال بضائع، من معبر كرم ابو سالم في هذه الايام، لافتا الى ان التجار اعلنوا يوم امس رفضهم لهذه الآلية لما يترتب عليها من تبعات تؤثر على عملهم.
واشار الى ان عملية استيراد الدقيق قبل تجهيز معبر كرم ابو سالم بنفس معدات الاستيراد الموجودة في معبر المنطار المغلق ستكلف المستورين مبالغ مالية كبيرة تفوق عن الماضية بأكثر من الضعف بمرتين، واكد انه بسبب ذلك رفض التجار هذه الآلية حتى لا يتم تحميل هذه المبالغ الجديدة للمواطنين.
وشدد المسؤول في حكومة حماس على ان معبر كرم ابو سالم التجاري جنوب قطاع غزة الذي يعمل بشكل جزئي بموجب الحصار 'غير مهيأ لعملية توريد الدقيق والقمح والاعلاف لقطاع غزة بخلاف معبر المنطار'.
وكانت اسرائيل اعلنت انها ستغلق معبر المنطار 'كارني' المخصص لادخال القمح والاعلاف ومواد البناء للمؤسسات الدولية بحلول نهاية الشهر الجاري، وستنقل العمل الى كرم ابو سالم، ليكون بذلك ثالث معبر تجاري تغلقه اسرائيل منذ فرضها للحصار قبل ثلاث سنوات ونصف.
وتفرض اسرائيل حصارا محكما على قطع غزة منذ منتصف شهر حزيران (يونيو) من العام 2007، وتمنع بموجب الحصار ادخال العديد من الاصناف والسلع للسكان المحاصرين، مما ادى الى تفاقم البطالة والفقر، حيث اعلنت وكالة 'الاونروا' في اوقات سابقة ان الحصار جعل 80 بالمئة من السكان يعتمدون على المساعدات الخارجية.
الى ذلك، اكد عويضة ان السلطات الاسرائيلية عملت على تقليص كميات الدقيق الموردة لقطاع غزة منذ شهر اكتوبر الماضي، وقال لـ 'القدس العربي' ان الكمية التي دخلت القطاع في اشهر تشرين الاول (اكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الاول (ديسمبر) لا تتعدى الـ 50 بالمئة من احتياجات القطاع.
وبين ان الكمية التي دخلت في شهر تشرين الاول (اكتوبر) كانت سبعة الاف طن، وفي تشرين الثاني (نوفمبر) ثمانية الاف، وفي كانون الاول (ديسمبر) 13 الف طن، من اصل 20 الف طن شهريا، لافتا الى انه تم رصد الامر من منظمات حقوقية ودولية مثل منظمة 'اوتشا' التي ترقب حركة المعابر.
وتتحكم السلطات الاسرائيلية في كميات وانواع البضائع التي تدخل الى قطاع غزة منذ ان اخضعت القطاع للحصار.
وفي السياق اكد عبد الناصر العجرمي رئيس جمعية اصحاب مخابز قطاع غزة ان مخزون القمح والدقيق في القطاع محدود جدا.
وعقب النجار على عملية اغلاق معبر المنظار بالقول ان الامر سيؤدي الى 'ازمة كبيرة'، لافتا الى ان الايام القليلة المقبلة ستشهد نفاد الكميات المخزنة وتوقف المطاحن والمخابز عن العمل.
وبحسب تصريحات العجرمي فان عملية تقليص ادخال الدقيق للقطاع سيحول دون تمكن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين من توزيع المساعدات الغذائية على السكان المحتاجين في القطاع.
وشدد على ضرورة تجهيز معبر كرم ابو سالم لتوريد القمح للقطاع ونقل كافة المعدات اللازمة له قبل اعتماده بديلا لمعبر المنطار.
وناشد العجرمي المؤسسات الدولية والانسانية بـ 'الضغط على اسرائيل لحثها على فتح المعابر التجارية، وادخال المواد الاساسية لتجنيب القطاع ازمة انسانية مقبلة'.
وفي سياق الحديث عن التقليصات على السلع الاساسية الموردة للقطاع، اكد حاتم عويضة ان ازمة جديدة اخرى تتمثل في 'غاز الطهي' تلوح في الافق، بسبب التقليصات الاسرائيلية بادخال هذه السلع، وتلويحها بوقف ضخ الكميات اللازمة للقطاع.
واشار عويضة ان السلطات الاسرائيلية تدخل ما يقارب من 140 طنا بشكل يومي للقطاع الذي يحتاج لـ 250 طنا، لافتا الى ان اسرائيل هددت قبل ايام بوقف ضخ الغاز لعدم تسديد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لفاتورة مشتريات هذه السلعة.
وبين ان تجار غزة الذين يستوردون غاز الطهي، يوردون المبالغ المالية لشراء هذا الصنف للهيئة العامة للبترول في الضفة الغربية، التي تقوم بدورها بتوريد المبالغ للجانب الاسرائيلي.
وذكر عويضة ان تجار غزة اكدوا تحويلهم لكافة المستحقات المترتبة عليهم، وان هيئة البترول في الضفة تتقاعس في تحويل الاموال للجانب الاسرائيلي.
واكد وجود مخطط يهدف الى 'خلق ازمة انسانية على صعيد القمح والدقيق والخبز والطهي للمساس بكل مواطني قطاع غزة'.
وبالحديث عن معبر كرم ابو سالم قررت السلطات الاسرائيلية يوم امس السماح بادخال 20 مركبة حديثة عبر معبر كرم ابو سالم، الى جانب سماحها بادخال مواد بناء لصالح المؤسسات الدولية في قطاع غزة.
واوضح المهندس رائد فتوح رئيس لجنة تنسيق البضائع الى غزة ان الجانب الاسرائيلي سمح امس بادخال 190 شاحنة محملة بالمساعدات للقطاعين التجاري والزراعي وقطاع المواصلات.

التعليقات