السعودية.. الملاذ الأخير للساسة دون ممارسة السياسة

غزة - دنيا الوطن
يصف مراقبون ومحللون حال السعودية بأنها ترنو دوما من خلال استضافتها للزعماء واللاجئين السياسيين الذين كانوا يوما ملء السمع والبصر إلى ممارسة دور تذويب الأصداء التي قد تعقب الاضطرابات السياسية عند أي تشنج يحدث للدول والبلدان الصديقة، عبر تجنيب بلدانهم وشعوبهم الانتقام المتبادل وحقن الدماء، بصفتها دولة إسلامية كبرى، في الوقت الذي تحافظ فيه دوما على الوقوف على مساحة متزنة بين الفرقاء إلى جانب عدم تدخلها في الشأن الداخلي للدول الأخرى، وهو ما تنص عليه سياسة المملكة الخارجية.
ويستقر الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي هبطت طائرته في وقت متأخر مساء أول من أمس في السعودية ليضاف إلى قائمة سياسيين وزعماء، فتحت لهم السعودية بابها بكل كرم، باستثناء عدم ممارستهم أي أنشطة سياسية.

وكانت السعودية استضافت جملة من الساسة العرب والإسلاميين، منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

ففي عهد الملك عبد العزيز، بقي السياسي العراقي رشيد علي الكيلاني في السعودية حتى انتهى الحكم الملكي في العراق في يوليو (تموز) 1958 إذ أطيح بالنظام الذي دفعه إلى اللجوء في السعودية، بعد أن شغل 3 مناصب وزارية.

كما استضافت السعودية محمد البدر آخر الأئمة المتحدرين من السلالة التي حكمت اليمن الشمالي منذ 1911 وحتى 1962، والذي لم تتجاوز فترة حكمه أسبوعا واحدا، والذي توفي في لندن أواخر تسعينات القرن المنصرم تحديدا في 1996 ودفن في المدينة المنورة.

وكان عيدي أمين الديكتاتور الأفريقي الذي حكم أوغندا بداية من 1971 لجأ إلى السعودية عقب سقوطه سنة 1979 حتى توفي في جدة في أغسطس (آب) 2003، وكان يصافح سكان جدة ويشاهد في الأسواق التجارية ويمارس حياته الاجتماعية بشكل طبيعي بعيدا عن السياسة.

أما نواز شريف ابن إقليم البنجاب الثري، رئيس وزراء باكستان، فقد لجأ إلى السعودية عقب انقلاب الحكم العسكري الذي قاده الجنرال برويز مشرف في باكستان سنة 1999، وقد عاد شريف (61 عاما) إلى بلاده بعد أن قضى سنوات النفي منذ مطلع القرن الجاري وحتى 2007، رغم أن مدة نفيه كانت محددة بعشرة أعوام.

التعليقات