الجاسوس طارق اقنع الموساد انه على علاقة بأبناء مسئولين مصريين

الجاسوس طارق اقنع الموساد انه على علاقة بأبناء مسئولين مصريين
غزة - دنيا الوطن
كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى قضية التجسس المتهم فيها طارق عبدالرازق عيسى أن المتهم أقنع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" بأنه على علاقة وطيدة بعدد من المسئولين فى مصر عن طريق تدريب أبنائهم على لعبة الكونغ فو، مما دفع "الموساد" لتجنيده .

واضافت التحقيقات أن المتهم لجأ إلى التودد إلى أبناء المسئولين خلال الفترة التى كان يقيم خلالها فى القاهرة أو الفترة التى سافر فيها إلى الصين.

من جانب آخر، عادت أسرة المتهم إلى شقتها فى منطقة عزبة مكاوى بحدائق القبة، بعد اختفائها فور تلقيها نبأ القبض على طارق بعد تورطه ضمن شبكة تجسس لصالح دولة إسرائيل.

وسيطرت حالة من الحزن العميق على الأسرة واتشحت الأم بالسواد، حزنا على ابنها ويخشى باقى أفراد الأسرة الخروج إلى الشارع خوفا من نظرات الناس إليهم، بعد ثبوت تورط طارق فى القضية، وأغلقت الأسرة بابها على نفسها.

ونقل موقع"اخبار مصر " الالكتروني عن والدة المتهم قولها: "فى البداية كنت أعتقد أن هناك لبسا فى الموضوع، وأن ابنى برىء من هذه التهمة، وقد يكون تشابه أسماء، مثلما يحدث فى كثير من الأحيان".
 
وأضافت: "بعد أن تبين لنا من تحقيقات أمن الدولة أن ابنى طرف أساسى فى شبكة التجسس لصالح إسرائيل  اعتبرته مات وارتديت الثوب الأسود، منذ أن سمعت الخبر، لأننى اعتبرته مات بالفعل، وانتهى من حياتى".

وعن معاملة الأهل والجيران قالت: "فى البداية الجميع كان متعاطفا معنا، لأن الكل يعرف أننا بسطاء وفى حالنا، وكثير منهم لم يعرف ابنى بشكل شخصى، وبعد ثبوت تورطه أصبحت نظراتهم تلاحقنا فى كل مكان، لدرجة أننا نخشى الخروج إلى الشارع لشراء متطلباتنا البسيطة"، وتابعت: الأطفال ينادوننى بـ"أم الجاسوس" وقلة من أولياء الأمور ينهرون أطفالهم فى حالة الإساءة إلينا.

وأضافت:" نحن أسرة بسيطة للغاية، وإن كان ابنى الأكبر قد تورط فى قضية تمس البلد، فلماذا يعاملنا الجيران على أننا طرف فى القضية؟", وتابعت:" زوجى وأولادى فكروا أن يتركوا أعمالهم بسبب نظرات الناس إليهم، ولكن كيف نعيش ونحن فى هذه الظروف السيئة، إذا تركوا أعمالهم وجلسوا فى المنزل". 

وأكدت أن البعض يعتقد أن ابنها ،الذى ترك مصر منذ 3 سنوات، كان يرسل لهم أموالا من الموساد واستنكرت قائلة: "إذا كان يرسل لنا أموالا فلماذا نظل نعيش فى هذه الشقة البسيطة".

وأنهت حوارها قائلة: "ابنى مات منذ سفره وليس منذ إلقاء القبض عليه فى هذه التهمة البشعة".

من جهة اخرى ، ذكرت تقارير صحفية أن هيئة المحكمة التى ستنظر القضية برئاسة المستشار جمال الدين صفوت  تعتزم عقد مؤتمر صحفى فى أولى جلسات المحاكمة، لمطالبة الصحفيين بتوخى الحذر فيما ينشر، بعد أن أدلى المتهم بالكثير من المعلومات حصل عليها من ابن أحد المسئولين.

وكانت النيابة، قد قامت بإعلان المتهم الأول فى القضية طارق عبد الرازق حسين عيسى (37عاما) صاحب شركة استيراد وتصدير بقرار الاتهام، وأمر الإحالة فى القضية بمحبسه بسجن مزرعة طرة، والذى تضمن إحالته وضابطى الموساد الإسرائيلى الهاربين إيدى موشيه وجوزيف ديمور إلى محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ بالقاهرة.

ويضم ملف القضية قرار الاتهام وأمر الإحالة وتحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى القضية مع المتهم ومذكرة التحريات الأمنية وأسماء شهود إثبات التهم ضد المتهمين وإفاداتهم، وكذلك الأحراز المضبوطة فى القضية وغيرها من الأدوات التى استخدمها المتهم المحبوس طارق عبدالرازق فى عمليات التخابر.

ونسبت نيابة أمن الدولة إلى المتهمين الثلاثة فى قرار الاتهام، أنهم خلال الفترة من مايو/ايار 2008 وحتى أول أغسطس/اب 2010 داخل مصر وخارجها تخابروا مع من يعملون لحساب دولة أجنبية "إسرائيل" بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد بأن اتفق المتهم طارق عبدالرازق أثناء وجوده بالخارج مع المتهمين الإسرائيليين على العمل معهما، لصالح المخابرات الإسرائيلية وإمدادهما بالتقارير والمعلومات عن بعض المسئولين الذين يعملون فى مجال الاتصالات لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع الموساد بغية الإضرار بالمصالح المصرية .

كما نسبت النيابة إلى المتهم الأول "طارق عبدالرازق" أيضا أنه قام بعمل عدائى ضد دولتين أجنبيتين "سوريا ولبنان"، من شأنه تعريض الدولة المصرية لخطر قطع العلاقات السياسية معهما، بأن اتفق بالخارج مع المتهمين الإسرائيليين، ولمصلحة المخابرات الإسرائيلية على إمدادها بتقارير وبمعلومات عن بعض السوريين واللبنانيين، لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع" الموساد"، ونقل تكليفات من إسرائيل لأحد عملائها بسوريا وكان من شأن ذلك تعريض الدولة المصرية لخطر قطع العلاقات السياسية مع هاتين الدولتين .

التعليقات