توضيح حول هديل بين الحرائق

الأخوة الأعزاء في أسرة دنيا الوطن سبق لكم وعرضتم صفحة تتطرق بها الفنانة سوزان نجم الدين عن أراءها  وأعمالها السابقة واللاحقة ومن بينها عمل بعنوان هديل بين الحرائق وذلك بتاريخ 17/4/2009  وبما أن هذا العمل أنا معني به بصفتي الكاتب والمؤلف ومن أجل الوضوح والشفافية التي تمتاز بها صفحاتكم أرجو نشر هذا التوضيح الهام جدا مع فائق التقدير والإحترام لما تبذلونه من جهود لإظهار الحقائق . 

هديل بين الحرائق
رواية تتطرق للسيرة الذاتية لحياة فتاة تعرضت لسلسة من الصدمات التي حاكها القدر ولم ترحمها أنوثتها ولا حتى انسانيتها المتميزة بالعطاء حتى لدرجة الفداء .
هديل بين الحرائق انتزعت اسمها بجدارة حين جسدت معنى الهديل الذي يرمز بالمحبة والسلام والنيران التي كانت تحيط هديل هي بمثابة سلسلة من العقد والمصائب التي اقتحمت حياتها دون ارادتها لكنها اكتشفت في سياق الأحداث أنها تملك من الذكاء والفطنة ما يجعلها أقوى بكثير من السنة النيران التي خلفتها المصائب وقد خرجت منها أكثر قوة وشكيمة ,هديل التي فقدت أمها منذ نعومة أظافرها تعيش تحت رحمة زوجة أب متصابية تتخذ منها خادمة مجانية وابتليت بأب لا يكترث بمشاكلها فهو يهمش كل شيء وهي تمنح المال والدلال والرعاية لولدها وسيم وشقيقته الصغرى تيماء التي كانت هديل  تحبها كثيرا لأنها كانت تعكس البراءة والحب في حياتها وهذا الدلال لولدها وسيم جعله ينزلق في الطرقات المشينة وراح يلاحق الممنوع حتى سقط ضحية بجريمة هو منها براءة لكن الأدلة كلها كانت ضده 0
هديل سلوكيتها الطيبة تأخذ منحى انسانيا مميزا تحول خصومها من النسوة الى صديقات لها ومحبوها كثر لكنها هي تفشل على الدوام مع زوجة أبيها التي سخرت كل أموالها من أجل إنقاذ ولدها من حبل المشنقة وطال الزمان حتى نفذ المال لديها ووصل بها الأمر أنها أرادت تزويجها من رجل عجوز كهل طمعا بالمال وقطعة أرض مما جعل هديل تفقد كل الخيارات أمام هذا الظلم الجائر فكان ذكاؤها الفطري عونا لها الذي اوصلها الى مكان فيه الأمن والأستقرار وهو بيت الصبي اليتيم جهاد الذي منحها غرفة مستقلة عن بيته وهي منحته الرعاية والحب الذي فقده من يتمه مما دفعها هذا الحب البريء الى أن تتبرع في إحدا كليتاها وعند التنظير والتشخيص كانت حالتها فريدة من نوعها بأنه لديها أربعة كلى وبهذا تبرعت له بكليتاها  وقبل ذلك كانت تبيع الخبز المنزلي لكي تعينه على نفقات الحياة وأثناء هذا العمل طلب منها شخص ما ان ترسل كل ما لديها من خبز بحجة أنه لديه ضيوف فأوقع بها لأنه ارتكب جريمة بقتل زوجته طمعا بمالها والأيقاع بها ليخفي الجريمه عن نفسه 0
ملامح محيا هديل ينضح بالحب والبراءة مما دفع أحد ضباط الأمن الجنائي بالتعاطف معها ونقل الصورة الى ضابط كبير في جهاز الأمن الجنائي وحين التقاها شعر بذات الشعور وتوج هذا الشعور بالدليل الدامغ حين كلفها الضابط بخطة قصيرة تحتاج منها حسن الأداء والتصرف وفعلا اتقنت انجاز هذه الخطة بنجاح مميز مما أثار البهجة والسرور في نفس الضابط وكانت براءتها خاتمة رائعة دفعت الضابط بتبني مواهب هديل وتوظيفها في عمل وطني شائك مما دفع هديل للتطوع في جهاز الأمن الجنائي لأنه سبق لها أن حصلت على شهادة البكلوريا فهي تجد هذا الجهاز ميدان فروسية لخنساء العصر فهي تعكس صورة المرأة في مدينة نابلس ودمشق وقرى حيفا وريف الشام فهي المرأة التي خلقت لتكون مدرسة ومشروعا ينسج منه أما وأختا وحبيبة وبقدر وداعتها تكون شرسة في قهر الصعاب مهما تعاظمت عليها المظالم 
استخدمت ذكاءها الفطري وحاكت الخطط واللأعيب واوقعت برموز الجريمة وسادة على جميع المواقف بعد عناء كثير وجهد ومثابرة والأقدار وقفت الى جانبها حتى من رجل متسول معتوه كان قد انقذها من موت محكم لكنه بفطرته وجد بها يد رحمة كثيرا ما كانت تعطف عليه فإندفع نحو من اوشك على قتلها بشكل لا يحسب له ولا حتى يخشاه فكانت اصابته طفيفة وانتهى الأمر بسلام 
هديل محط أنظار كبار مسؤولي جهاز الأمن الجنائي فهي التي انقذت شقيقها بالأدلة القاطعه وهي التي كشفت عدد من الجرائم كانت قد اختفت آثارها وهي التي استعادت كرامتها حين قال البعض عنها انها هربت مع عشيقها هديل تعود الى قريتها بموكب مهيب اعده الضابط الكبير وفيه شقيقها وسيم الذي جعل أمه وأبيه بفرحة وبكاء شديد مما دفع خالتها لللأرتماء أمام أقدامها تطلب الصفح والتسامح وهديل بدورها صفحت وسامحت قائلة تعلو خطايانا جبة السماء ويغفرها لنا الخالق عز وجل وما نحن سوى بشر 0
هذا المسلسل تمت كتابته سيناريو وحوار بيد الكاتب عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين محمد خير عواد فرع سوريا محافظة درعا ناحية المزيريب وقد قدمت ثمان مئة مشهد من أصل الف وخمس مئة مشهد للفنانة سوزان نجم الدين ابان انتاجها لمسرحية في بيتنا ثعلب وكان اختياري تقديم هذا العمل للفنانة سوزان لما تتميز به من صفات تتفق مع شخصية هديل فهي ذات محيا يتأرجح بين البراءة والجد وبين الحذر والخوف وصوتها     يواجه الحب والغضب والأمل واليأس فهو ذو بحة عذبة لا يتذوق سمعها الا كل من يجيد التصنيف اقنعتني شخصيتها وحسن اداءها منذ امد بعيد حين كانت الملكة فكتوريا بمسلسل نهاية رجل شجاع واقنعتني بأمومتها بمسلسل جبران خليل جبران واقنعتني أكثر بملامحها المظلومة في مسلسل الهاربة والى الآن لم نتفق ولم نكتب عقدا بخصوص إنجاز هذا المسلسل رغم مرور قرابة العامين 0