الشرطة الهولندية تعتقل 12 صوماليا قبل تنفيذ عمل إرهابي

الشرطة الهولندية تعتقل 12 صوماليا قبل تنفيذ عمل إرهابي
متجر «بنادير» للاتصالات في مدينة روتردام الذي داهمته الشرطة الهولندية عقب اعتقال 12 من أصول صومالية أمس
غزة - دنيا الوطن
قالت السلطات الأمنية الهولندية إنها اعتقلت 12 صوماليا في مدينة روتردام، كانوا يخططون لتنفيذ عمل إرهابي في هولندا خلال وقت قريب، وجاءت الاعتقالات بناء على معلومات من جهاز الاستخبارات الأمنية الهولندية، وقال مكتب النيابة العامة الهولندية ظهر أمس، إن مداهمات جرت في أربعة منازل، ومحل للاتصالات بمدينة روتردام، وغرفتين داخل أحد الفنادق في مدينة خلز راين القريبة من بريدا وروتردام.
وقالت السلطات إنه بعد المعلومات التي توفرت من جهاز الاستخبارات الأمنية، جرى التنسيق مع مكتب المنسق الوطني لمكافحة الإرهاب، وبالاستعانة بعناصر قوة مكافحة الإرهاب الأمنية، وجرت التحريات والبحث، وبعدها التحرك للمداهمة، مما أسفر عن اعتقال 12 شخصا تتراوح أعمارهم مابين 19 و48 عاما، ومنهم 5 أشخاص لديهم عناوين إقامة في روتردام، وستة لا يحملون أوراقا أو إقامة معروفة، والأخير جاء من الدنمارك.

يذكر أن هولندا قامت باعتقالات لثلاثة أشخاص أواخر الشهر الماضي، بناء على طلب من بلجيكا، وقالت السلطات الهولندية إن الاعتقال جاء بالتزامن مع اعتقالات أخرى في بلجيكا وألمانيا لعناصر شبكة يشتبه في علاقتها بالإرهاب، ومعظم عناصرها في بلجيكا.

دعوات لاعتناق الدين الإسلامي، وجهتها جماعة تطلق على نفسها اسم «الشريعة لهولندا» لكل من ملكة هولندا بياتريكس، ورئيس الحكومة الهولندية مارك روته وجميع أعضاء حزبه، للتوبة وتطبيق شرع الله، إذا كان «حقا يريد الخير لأمته». وخاطبت أيضا غيرت فيلدرز، زعيم الحزب، من أجل الحرية، الذي شيد برنامجه السياسي على معاداة الإسلام والوجود الإسلامي في أوروبا وهولندا بصفة خاصة، متوجهة إليه في لغة مهددة: «قبل أن تخرج دعوتك الخرقاء المعادية للإسلام من نطاق السيطرة وأنت بالتأكيد لا تريد أن يكون هناك ثيو فان غوخ ثان (قتله محمد بوييري)». من جانبه، سارع الحزب من أجل الحرية إلى حث وزير الداخلية على منع أنشطة هذه الجماعة، وانتقد سياسة «الاستخفاف» في التعامل مع مثل هذه الجماعات المتطرفة. وحمل سؤال وجهه نائب عن هذا الحزب لوزير الداخلية دعوة لتفكيك هذه المجموعة وطرد أعضائها إلى خارج هولندا: «هل توافقوننا الرأي أن هذه المنظمة ينبغي تفكيكها ومنعها، وأن تغادر هذه المنظمة وأعضاؤها في أسرع وقت ممكن بلادنا، وأن هولندا ليست مكانا لهذا النظام المتوحش والوضيع الذي يسمى (الشريعة)؟».. وتحت عنوان «جماعة الشريعة لهولندا تقاتل من أجل تطبيق القوانين الإسلامية»، قالت وسائل إعلام هولندية: إن مجموعة «الشريعة لهولندا» انقسمت عن المجموعة المتطرفة البلجيكية التي تطلق على نفسها اسم «الشريعة لبلجيكا». هذه المجموعة تسببت العام الماضي باضطرابات في مناسبات عدة في بلجيكا. وأشارت إلى أن مجموعة «الشريعة لبلجيكا» تنشط منذ أوائل العام الحالي، والشهر الماضي قامت الشرطة البلجيكية باعتقال 13 شخصا بتهمة التحضير لإعمال إرهابية و3 منهم ينتمون لهذه المجموعة. كما قامت في وقت سابق بتهديد الكاتب الهولندي بينو برنارد لاشتراكه في محاضرة حول الإسلام السياسي. ويرى الإعلام الهولندي أن أجهزة الاستخبارات الهولندية ومكتب مكافحة الإرهاب على اطلاع بنشاط هذه المجموعة في هولندا، ولا يوجد سبب للتدخل؛ لأن هذه المجموعة لم تدعُ حتى الآن للقيام بأعمال عدائية. وتقول إذاعة هولندا العالمية: «إلا أن شكوكا مبررة وتساؤلات عدة تثار حول نشاط مثل هذه التنظيمات القزمية التي تنمو كالفطريات في البلدان الغربية». وتتركز التساؤلات حول «يد» المخابرات فيها، لا سيما أن بعض الصحف الهولندية نشرت خلال العام الحالي تقارير تفيد بأن جهاز الاستعلامات الهولندية (المخابرات) أنشأ في السابق مواقع إسلامية متطرفة على شبكة الإنترنت كوسيلة لاصطياد المتطرفين والتسلل إلى عالمهم.

وهناك أيضا قرائن تشير إلى أن المخابرات الهولندية جندت في السابق عناصر متطرفة من «جماعة هوفستاد» التي يقضي بعض أفرادها الآن عقوبات بالحبس في سجن فوخت شديد الحراسة. بل حتى محمد بوييري قاتل فان غوخ (2004) كان تحت مجهر المخابرات الهولندية قبل تنفيذ العملية، كما أن جهاز المخابرات لم يرد أن يعلق على «مضمون» دعوة هذه المجموعة للعائلة الملكية ولسياسيين هولنديين آخرين إلى اعتناق الإسلام ولم يجد المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب في هولندا مبررا كافيا للتدخل لمنع مجموعة «الشريعة لهولندا». وتقول الإذاعة الهولندية: إن الشيخ فواز جنيد هو أحد شيوخ السلفية في هولندا وواحد من المراجع الدينية للكثير من الشباب المسلمين. ونشر فواز باسمه وباسم مجلس إدارة مسجد السنة في لاهاي الذي يؤم الناس فيه، في موقع «اليقين»، رسالة استنكر فيها محاولة هذه الجماعة فرض الشريعة على هولندا، واعتبر أعضاءها «مختلين عقليا» و«أغبياء يستحقون السجن أو مستشفى المجانين».

التعليقات