"بيت لحم" بحلة جديدة وحركة اقتصادية نشطة

"بيت لحم" بحلة جديدة وحركة اقتصادية نشطة
بيت لحم - دنيا الوطن
تستعد مدينة بيت لحم لاستقبال زوارها من السياح والحجاج للمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد المجيدة التي يصادف إحداها يوم الجمعة القادم حسب التقويم الغربي.
وحسب أرقام وزارة السياحة والآثار، فمن المتوقع أن تحتضن مدينة المهد حوالي 90 ألف زائر ليلة عيد الميلاد فالاحتفالات تصل ذروتها بإقامة قداس منتصف الليل.

واكتست المدينة حلتها الجميلة من زينة العيد، من خلال تزيين واجهات المنازل والمحلات التجارية وكذلك الشوارع الرئيسة الواصلة إلى ساحة المهد التي ستشهد حفل استقبال غبطة البطريرك فؤاد طوال بطريرك طائفة اللاتين في الأراضي الفلسطينية والأردن.

ورغم تواصل إجراءات الاحتلال من حصار وإغلاق على المدينة إلا أن أعدادا كبيرة من الزوار قدموا إلى مدينة السلام التي تتجلى فيها مظاهر البهجة والسعادة وكذلك توفر العوامل الأمنية، للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد.

ووسط ساحة المهد وقف السائح النيجيري إيفات اكرلي يتأمل الأجواء العامة التي تسود بيت لحم، وقال لـ'وفا': كل ما سمعناه غير صحيح، بيت لحم آمنة وهادئة وهناك أجواء حقيقية للأعياد وليس كما يتم التداول عبر بعض وسائل الإعلام المغرضة.

وأشار إلى أن الخدمة السياحية 'جيدة وأجمل ما في المدينة أهلها الطيبون... فهو شعب ودود ومحب'، مؤكدا أنه سيعود إليها في المستقبل وسيشجع أصدقائه ومحبيه للقدوم إلى بيت لحم في ظل توفر 'كل أجواء الأمن والأمان'.

وقال السائح الفلبيني جوساليتو إن مظاهر وأجواء العيد تبلغ الآن 'مجدها' من خلال ما رآه من مساع كبيرة للقائمين على إنجاح الاحتفالات وكذلك حسن استقبال الزوار، مشيرا إلى أنها أول زيارة له وهو يشعر بالأمن.

ولفت النظر إلى أن حلم كل مسيحي أن يأتي إلى مدينة بيت لحم، والأجواء العامة السائدة تشجع الجميع على القدوم وأهالي المدينة يساعدون الزوار في تقديم المعلومات وعليه فهم لا يحتاجون إلى مرشدين.

وتشهد المدينة حركة تجارية نشطة لشراء مستلزمات العيد من ملابس وأغراض خاصة مثل شجرة الميلاد وزي 'بابا نويل' وحلويات وغيرها.

وأشار رئيس مجلس غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم الدكتور سمير حزبون، إلى أن الأسواق التجارية بعد عيد الأضحى شهدت ركودا، وبالتالي أعياد الميلاد 'فرصة حقيقية لتنشيط السوق المحلي'.

ولفت الانتباه إلى أن العاملين في الغرفة يعملون على جذب المتسوقين من داخل الخط الأخضر لتنشيط السوق، بالتزامن مع تنفيذ العديد من الفعاليات والنشاطات المرتبطة بالأعياد التي تقوم بها المؤسسات المحلية، مؤكدا أن هذا سيساهم في تنشيط التجارة والعملية الاقتصادية حتى نهاية أعياد الميلاد المجيدة مع بداية الثلث الأخير من شهر كانون ثاني من العام 2011.

في حين تفاءل العديد من أصحاب المحلات المتخصصة ببيع مستلزمات العيد إلا أن أحدهم فيكتور حوش قال 'الإقبال على الشراء تحديدا على شجرة الميلاد والزي الخاص بالمناسبة مثل 'بابا نويل' لا يلبي ما نطمح إليه... ربما يرجع ذلك للوضع الاقتصادي لبعض العائلات، وربما احتفظ قسم كبير بتلك المستلزمات من العام الماضي'.

وأشار حوشا إلى أنه والعديد من التجار تفاعلوا مع هذه المناسبة التي لا تعتبر دينية فحسب وإنما وطنية من خلال التجهيز بجلب البضائع المختلفة وكذلك تزيين المحل وإظهار أجواء العيد.

كما وتشهد المرافق السياحية المختلفة من فنادق ومطاعم ومحلات بيت التحف الشرقية حركة نشطة واكتظاظ.

وأشار نائب رئيس جمعية الفنادق الياس العرجا إلى أن معظم فنادق المحافظة، تحديدا في مدن بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا، تشهد حركة سياحية كبيرة من خلال حجز كافة الغرف الفندقية البالغة 1200 والموزعة على 22 فندقا.

ولفت النظر إلى أن الازدياد الواضح في ليالي المبيت، والعمل جار على تشييد 8 فنادق جديدة في المحافظة، واحد في بيت جالا، وخمسة في بيت ساحور واثنان في بيت لحم.

وحول الخدمة الفندقية، قال 'الأداء ممتاز وقد تم زيادة العاملين إلى ما نسبته 20% خلال أعياد الميلاد للتمكن من توفر كل الخدمات دون نقصان'.

وتنتشر في الشارع الرئيس لمدينة بيت لحم وهو شارع المهد وكذلك في ساحة المهد وشارع 'مغارة الحليب' العديد من محلات بيع التحف الشرقية التي تشهد في هذه الفترة حركة في عملية البيع.

وعلى مقربة من كنيسة المهد ومقابل مركز شرطة بيت لحم ينهمك صاحب محل 'يوحنا المعمداني' لبيع التحف الشرقية حنا ابو عيطة في بيع معروضاته للسياح، وقال: آفاق هذا العيد في تحسن وأفضل من الأعوام الماضية، ونحن بشكل عام نلمس التحسن الواضح في واقع الحركة السياحية التي انعكست أجوائها العامة على الحركة التجارية لدينا'.

وأشارت إلى أنه حرص على جلب البضاعة ووضعها في محله على عكس السنة الماضية حيث اقتصر على البضاعة المكدسة، آملا أن تنشط الحركة أكثر في الأيام القادمة، ومؤكدا أن مبيت السياح في بيت لحم ساهم كثيرا في زيادة المبيعات.

ولا يختلف البائع المتجول والمرخص من قبل وزارة السياحة باسم عساف الذي يتقن ست لغات عن باقي تجار التحف عندما قال: الحركة التجارية نشطة وأفضل من العام الماضي، وهذا مرده لدور وزارة السياحة في ترويج وتسويق السياحة الفلسطينية في الخارج وهو ما زاد من أعداد السياح.

واعتقد أن الحركة التجارية ستشهد نشاطا مضاعفا خلال اليومين المقبلين مع وصول أفواج سياح وحجاج جدد لحضور قداس منتصف الليل.

التعليقات