أرض الميلاد..أرض الآلام
بيت لحم- دنيا الوطن
يغرق دير مسيحي بالهدوء.. كان الأب يوسف سعادة قد فرغ لتوه من نشاطه الصباحي؛ التقى مسيحيين قادمين من الجليل، الأرض التي بشر فيها يسوع المسيح.
ولأن حركة المؤمنين خفيفة إلى حد كبيرا في مثل هذا الوقت داخل الدير، يجلس الأب وحيدا وسط الساحة التي تحيط بها بنايات طويلة يسكنها المسلمون.'كلهم سواء.عشنا هنا بتآلف تام' قال الأب الذي أشار إلى حي سكني يقطنه المسلمون في نابلس، المدينة التي تشهد تنوعا دينيا يضم أتباع الديانات الثلاث.
ثمة فتيات مسلمات تخففن من الحجاب، يمشين على قارعة الشارع المقابل للدير، وفتاتان مسيحيتان دخلتا الدير وألقتا السلام على سعادة.
إنه الوقت الذي يحضر فيه المسيحيون منازلهم لعيد الميلاد وسط مدينة تشهد تنوع ديني متناغم.
ويستعد المسيحيون في العالم وفي الأراضي الفلسطينية التي شهدت ميلاد النبي عيسى، وشهدت تبشيره بالديانة التي تلت الديانة التوراتية للاحتفال بذكرى الميلاد.
ويعتبر العيد رمزا للبهجة. وتشهد الدول الغربية حركة اقتصادية نشطة. الأمر ذاته في التجمعات المسيحية الفلسطينية.
وقال الأب إبراهيم نيروز راعي الكنيسة الأسقفية 'أهمية الميلاد أنه حدث في أرضنا في بيت لحم في فلسطين. هذا حدث يجمع المسلمين والمسحيين، نحن متفقون على البشارة ومعجزة الولادة وعذرية مريم'.
المسيحيون في نابلس كبرى المدن الفلسطينية جاهزون: ذاته الأب سعادة ورجال دين آخرين جهزوا شجرة الميلاد وزينوا منازلهم.
لكن ثمة إحساس تشوبه المرارة في الأراضي المقدسة.
قال سعادة فيما وقف في صدر كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك (القديس يوحنا المعمدان) التي دشنت عام 1962' الآن أعيش عيد الميلاد. أنا فاقد الإحساس بالأمل بالعيش بحرية'.
وتغيرت الخارطة الديمغرافية، ففي نابلس والمحافظات القريبة منها هناك 700 مسيحي. يصمت سعادة الذي يسرد بتأني كيف كان يلقي عظاته عام 1980 لـ 220 مسيحيا في هذا الدير، لكنه الآن يقول إن عدد أبناء طائفته لا يتجاوز الأربعين.
قال نيروز' هناك تناقص. لكنه ليس تناقص مرضي'.
'حينذاك كان في نابلس 1500 مسيحيا 'قال سعادة الذي أعد شجرة الميلاد الصغيرة وزينها بأضواء ودمى حمراء، ووضعها هو وابنه جابي فوق مجسم يجسد مغارة الميلاد، فيه مجسم لمريم العذراء والطفل المبشر عيسى ويوسف الصديق مربي العائلة.
وتعرض المسيحيون في كل أنحاء فلسطين التاريخية عام 1948 لما تعرض له المسلمون. هجروا من قراهم ومدنهم داخل أراضي 48، وشاركوا في الثورات ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وانخرط مسيحيون في مراحل الكفاح الفلسطيني المختلفة، وقاد منهم حركات التحرر النضالي اليسارية والوسطية، وترك رجال مثل جورج حبش والمطران كبوتشي أثرا وجوديا في حياة الفلسطينيين.
والمسيحيون على اختلاف طوائفهم يشكلون رافدا هاما للتاريخ الاجتماعي والديني الفلسطيني منذ تاريخ الميلاد، منذ أن وضعت مريم اليسوع الذي بشر بالديانة المسيحية'.
ذاته سعادة الذي يستعد لميلاد جديد هاجرت عائلته من حيفا. كان عمره حينذاك ثمانية أعوام، وظل هو شاهدا على تاريخ نابلس منذ ذلك الوقت.
شهد الحروب وساعات السلام القليلة.
قال الرجل فيما أدار وجهه نحو صور تلاميذ المسيح الاثني عشر' كان ميلاد مزين بالدم قبل سنوات. كان ميلادا تحت حظر التجول'.
ويجسد ميلاد السيد المسيح الذي يحييه مسيحيو العالم في أجواء بهجة الذكرى. 'ما يهمني هو الميلاد الروحي. الولادة الجديد للإنسان'.
ويستعد المسيحيون في نابلس لمسيرتهم السنوية في شوارع نابلس.
وقال الأب نيروز 'في نابلس كل الكنائس تجتمع ونسير بمسيرة ميلاد واحدة نجوب الشوارع. هناك مسلمون يشاركون أيضا، وسامريون، لكن هذا العام لن يستطيعوا للأسف. انه يوم السبت'.
ودأب الزعيم الراحل ياسر عرفات والرئيس محمود عباس على حضور قداس منتصف الليل في كنيسة المهد.
وقال نيروز' ليلة الميلاد كل العالم يقرأ نص الكتاب المقدس وجميع الكنائس تذكر بيت لحم في هذا النص.عندما تذكر هذه الكلمة الكل يتصور كنيسة المهد والاحتلال'.
'هناك تغير نوعي في الرأي العام الغربي بالنسبة لقضيتنا. بدأ العالم يغير نظرته. هذا التحول يحدث في الكنائس وهي بؤرة التغيير الايجابي'.
لكن ثمة أسى يشعر به المسيحيون هنا عشية الميلاد.'نحن نعيش ظلم الإنسان للإنسان. العالم يسير بعكس إرادة الله وبسط السلام والسرور.هذا ما نذكر به العالم في ليلة الميلاد.يجب أن يمحى الاحتلال والكراهية والبغض.
وعندما سئل نيروز فيما إذا تحققت عبارة الملائكة التي بشرت بميلاد المسيح' المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة'
هل على الأرض سلام؟.
قال:' للأسف الشديد لا'.
هل بالناس المسرة؟.
قال:' للأسف الشديد أيضا ليس هناك مسرة في قلوب الناس'.
يغرق دير مسيحي بالهدوء.. كان الأب يوسف سعادة قد فرغ لتوه من نشاطه الصباحي؛ التقى مسيحيين قادمين من الجليل، الأرض التي بشر فيها يسوع المسيح.
ولأن حركة المؤمنين خفيفة إلى حد كبيرا في مثل هذا الوقت داخل الدير، يجلس الأب وحيدا وسط الساحة التي تحيط بها بنايات طويلة يسكنها المسلمون.'كلهم سواء.عشنا هنا بتآلف تام' قال الأب الذي أشار إلى حي سكني يقطنه المسلمون في نابلس، المدينة التي تشهد تنوعا دينيا يضم أتباع الديانات الثلاث.
ثمة فتيات مسلمات تخففن من الحجاب، يمشين على قارعة الشارع المقابل للدير، وفتاتان مسيحيتان دخلتا الدير وألقتا السلام على سعادة.
إنه الوقت الذي يحضر فيه المسيحيون منازلهم لعيد الميلاد وسط مدينة تشهد تنوع ديني متناغم.
ويستعد المسيحيون في العالم وفي الأراضي الفلسطينية التي شهدت ميلاد النبي عيسى، وشهدت تبشيره بالديانة التي تلت الديانة التوراتية للاحتفال بذكرى الميلاد.
ويعتبر العيد رمزا للبهجة. وتشهد الدول الغربية حركة اقتصادية نشطة. الأمر ذاته في التجمعات المسيحية الفلسطينية.
وقال الأب إبراهيم نيروز راعي الكنيسة الأسقفية 'أهمية الميلاد أنه حدث في أرضنا في بيت لحم في فلسطين. هذا حدث يجمع المسلمين والمسحيين، نحن متفقون على البشارة ومعجزة الولادة وعذرية مريم'.
المسيحيون في نابلس كبرى المدن الفلسطينية جاهزون: ذاته الأب سعادة ورجال دين آخرين جهزوا شجرة الميلاد وزينوا منازلهم.
لكن ثمة إحساس تشوبه المرارة في الأراضي المقدسة.
قال سعادة فيما وقف في صدر كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك (القديس يوحنا المعمدان) التي دشنت عام 1962' الآن أعيش عيد الميلاد. أنا فاقد الإحساس بالأمل بالعيش بحرية'.
وتغيرت الخارطة الديمغرافية، ففي نابلس والمحافظات القريبة منها هناك 700 مسيحي. يصمت سعادة الذي يسرد بتأني كيف كان يلقي عظاته عام 1980 لـ 220 مسيحيا في هذا الدير، لكنه الآن يقول إن عدد أبناء طائفته لا يتجاوز الأربعين.
قال نيروز' هناك تناقص. لكنه ليس تناقص مرضي'.
'حينذاك كان في نابلس 1500 مسيحيا 'قال سعادة الذي أعد شجرة الميلاد الصغيرة وزينها بأضواء ودمى حمراء، ووضعها هو وابنه جابي فوق مجسم يجسد مغارة الميلاد، فيه مجسم لمريم العذراء والطفل المبشر عيسى ويوسف الصديق مربي العائلة.
وتعرض المسيحيون في كل أنحاء فلسطين التاريخية عام 1948 لما تعرض له المسلمون. هجروا من قراهم ومدنهم داخل أراضي 48، وشاركوا في الثورات ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وانخرط مسيحيون في مراحل الكفاح الفلسطيني المختلفة، وقاد منهم حركات التحرر النضالي اليسارية والوسطية، وترك رجال مثل جورج حبش والمطران كبوتشي أثرا وجوديا في حياة الفلسطينيين.
والمسيحيون على اختلاف طوائفهم يشكلون رافدا هاما للتاريخ الاجتماعي والديني الفلسطيني منذ تاريخ الميلاد، منذ أن وضعت مريم اليسوع الذي بشر بالديانة المسيحية'.
ذاته سعادة الذي يستعد لميلاد جديد هاجرت عائلته من حيفا. كان عمره حينذاك ثمانية أعوام، وظل هو شاهدا على تاريخ نابلس منذ ذلك الوقت.
شهد الحروب وساعات السلام القليلة.
قال الرجل فيما أدار وجهه نحو صور تلاميذ المسيح الاثني عشر' كان ميلاد مزين بالدم قبل سنوات. كان ميلادا تحت حظر التجول'.
ويجسد ميلاد السيد المسيح الذي يحييه مسيحيو العالم في أجواء بهجة الذكرى. 'ما يهمني هو الميلاد الروحي. الولادة الجديد للإنسان'.
ويستعد المسيحيون في نابلس لمسيرتهم السنوية في شوارع نابلس.
وقال الأب نيروز 'في نابلس كل الكنائس تجتمع ونسير بمسيرة ميلاد واحدة نجوب الشوارع. هناك مسلمون يشاركون أيضا، وسامريون، لكن هذا العام لن يستطيعوا للأسف. انه يوم السبت'.
ودأب الزعيم الراحل ياسر عرفات والرئيس محمود عباس على حضور قداس منتصف الليل في كنيسة المهد.
وقال نيروز' ليلة الميلاد كل العالم يقرأ نص الكتاب المقدس وجميع الكنائس تذكر بيت لحم في هذا النص.عندما تذكر هذه الكلمة الكل يتصور كنيسة المهد والاحتلال'.
'هناك تغير نوعي في الرأي العام الغربي بالنسبة لقضيتنا. بدأ العالم يغير نظرته. هذا التحول يحدث في الكنائس وهي بؤرة التغيير الايجابي'.
لكن ثمة أسى يشعر به المسيحيون هنا عشية الميلاد.'نحن نعيش ظلم الإنسان للإنسان. العالم يسير بعكس إرادة الله وبسط السلام والسرور.هذا ما نذكر به العالم في ليلة الميلاد.يجب أن يمحى الاحتلال والكراهية والبغض.
وعندما سئل نيروز فيما إذا تحققت عبارة الملائكة التي بشرت بميلاد المسيح' المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة'
هل على الأرض سلام؟.
قال:' للأسف الشديد لا'.
هل بالناس المسرة؟.
قال:' للأسف الشديد أيضا ليس هناك مسرة في قلوب الناس'.
التعليقات