كاسترو وأوباما.. قصة حب فاشلة

كاسترو وأوباما.. قصة حب فاشلة
غزة - دنيا الوطن
نشرت صحيفة غارديان البريطانية مقالا عن برقية دبلوماسية أميركية سربها موقع ويكيليكس المنادي بشفافية عمل الحكومات، تبرز تحمس الزعيم الكوبي فيدل كاسترو للرئيس الأميركي باراك أوباما إبان حملة الأخير في انتخابات الرئاسة الأميركية.

لكن البرقيات تبين أن ذلك التحمس الذي قد يرقى إلى مرتبة الهوس، قد تلاشى في مرحلة لاحقة وتحول من الاحترام إلى نوع من الإحساس بالخيانة.

وتقول الصحيفة إن قصة حب كاسترو وأوباما كان محكوما عليها بالفشل مثلها مثل قصص حب كثيرة، إلا أن ذلك لا يمنع من بقاء ترسبات للمراحل الأولى من الحب الذي شهد قدرا كبيرا من التعاطف والاحترام.

عشرة رؤساء 
وبما أن كاسترو عاصر 10 رؤساء أميركيين اشتركوا جميعهم في السعي لاغتياله أو الإطاحة به أو عزله، فإنه قد يكون أحق شخص بأن يكون في حالة ترقب دائم لأي ساكن جديد للبيت الأبيض في واشنطن.

ولكن الوضع مع باراك أوباما كان مختلفا. لقد استهوى كاسترو هذا الرئيس الجديد الشاب، ولكنه كان متشككا جدا في إمكانية فوزه وسكنه للبيت الأبيض.

تقول الصحيفة إن كاسترو قد قفز فرحا عندما فاز "مرشح الأمل" بالانتخابات الرئاسية. المقالات التي كتبها كاسترو في صحيفة الحزب الشيوعي الكوبي "غرانما" كانت تعكس مراقبة عن كثب تحولت فيما بعد إلى مدح.

البعثة الدبلوماسية الأميركية في العاصمة الكوبية هافانا، تعودت عبر سنين أن تعد تقارير عما يتردد في البلاد عن "الطغيان الأميركي"، ولم تكن مهيأة نفسيا لأن تتناول أي مواد من كوبا تحمل إعجابا بأي شيء أميركي.

قالت إحدى البرقيات "إن انطباع فيدل في التاسع من يونيو/حزيران، سوف يساهم في تقوية توقعات منظمات المجتمع الأميركي ونقاط الاتصال الدبلوماسية بأن فيدل لديه هوس بالرئيس أوباما".

"خطيب ممتاز"
كلمة الرئيس أوباما إلى العالم الإسلامي التي ألقاها في القاهرة ألهمت الزعيم الكوبي المتقاعد فيدل كتابة مقالة من 3500 كلمة، تضمنت مدحا لأوباما الذي وصفه بأنه "خطيب ممتاز" ويمتلك "قابلية وقدرة عمل فائقتين".

وتصف الصحيفة كلمات فيدل كاسترو بأنها مدح بكل معنى الكلمة لأنها صادرة عن مدمن على العمل وإلقاء الخطب الماراثونية.

قال كاسترو في مقالته إن أوباما قد استلم مقاليد الحكم في "وقت استثنائي للغاية" وإنه لا يمكن توجيه اللوم لأوباما على مستنقع الشرق الأوسط الذي ورثه من سلفه. إلا أن الصحيفة تبرز نصا مقتبسا من إحدى البرقيات يصف موقف كاسترو من أوباما بأنه حذر. 

تقول البرقية "فيدل متعاطف إلى حد كبير مع أوباما بطريقته الخاصة. فيدل مستمر في محاولاته التي تتسم بالفصل الحذر بين الانطباع الإيجابي عن رئيس أميركي يتمتع بالشعبية وبين فكرة أن إمبراطورية الشر (الولايات المتحدة) لن تتغير في يوم من الأيام".

"سفاح وعربيد" 
وفي مقالات أخرى قال كاسترو –الذي وصف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في وقت سابق بأنه سفاح وعربيد سكير- عن أوباما إنه ذكي ومخلص وصادق وشريف. كما أنه وصف موقف أوباما من مسألة الانحباس الحراري بأنه شجاع، ورحب بمنحه جائزة نوبل.

قمة المناخ التي عقدت في كوبنهاغن كانت النقطة التي بدأ عندها الخط البياني لإعجاب كاسترو بأوباما ينحدر. 

كان موقف الرئيس في تلك القمة من مسألة التغير المناخي في العالم مخيبا لآمال كاسترو وأحس الزعيم الكوبي بأن أوباما قد خذله.

تقول إحدى البرقيات "بعد المؤتمر، كتب كاسترو ثلاث مقالات متتالية كرسها للهجوم على مشاركة أوباما في قمة كوبنهاغن. وصف كاسترو الملاحظات التي أبداها أوباما في المؤتمر الصحفي بأنها خادعة وغوغائية وغامضة.

ومنذ ذلك الحين ساوى كاسترو بين أوباما وبين من سبقه وبدأ مناداته بالـ"الرئيس اليانكي" ويعني بذلك أن أوباما تحول إلى رئيس أميركي تقليدي مثل من سبقه. 

التعليقات