سفير منظمة التحرير لدى الولايات المتحدة: الاحتلال الاسرائيلي سبب عدم تحقيق السلام والفلسطينيون يجب ان يكونوا احراراً

سفير منظمة التحرير لدى الولايات المتحدة: الاحتلال الاسرائيلي سبب عدم تحقيق السلام والفلسطينيون يجب ان يكونوا احراراً
الرئيس ياسر عرفات مع ايهود باراك والرئيس بيل كلينتون في كامب ديفيد
غزة - دنيا الوطن
  نشر الموقع الاليكتروني لمجلة "فورين بوليسي" الاميركية اليوم السبت مقالاً لسفير منظمة التحرير الفلسطينية لدى الولايات المتحدة معن رشيد عريقات يفند فيه ادعاءات اسرائيل بشأن التزامها بتحقيق السلام مع الفلسطينيين ويقول ان السبب الحقيق لعدم حصول تقدم في عملية السلام هو الاحتلال الاسرائيلي. وفي ما يأتي نص المقال:

"كتب نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موشيه يعالون في الآونة الاخيرة مقلاً لـ"فورين بوليس" يشوه بخبث الالتزام الفلسطيني بسلام دائم، كما يسىء تصوير جهودنا الصادقة للعثور على حل دبلوماسي لهذا الصراع. واسمحوا لي بتصحيح السجل.

ان الغرض من من كلام يعالون الملهب هو اخفاء حقيقة بسيطة هي ان الصراع بين اسرائيل والعالمين العربي والاسلامي هو نتيجة احتلال اسرائيل لاراض فلسطينية وعربية، وما استتبع ذلك من عدم الاقرار بالمساواة والحرية لأهالي منطقتنا.

ان الحقيقة البسيطة والاهم هي الآتية: الفلسطينيون يجب ان يكونوا احراراً. ان هذا الامتياز الاخلاقي الأهم يبقى القوة الدافعة لكل جانب من جوانب التعبير الفلسطيني السياسي، والاجتماعي، والثقافي والفني. وهو السبب في ايجاد منظمة التحرير الفلسطينية، ويظل مبرر كل جهد من جهودنا.

لا توجد أي صفة مميزة او فريدة للسعي الفلسطيني

الى الحرية في بلادنا – بلاد آبائنا واجدادنا واجدادهم – لنعيش جنباً الى جنب مع اسرائيل آمنة. ذلك ان السعي الانساني الاساسي الى الحرية امر يشترك فيه كل رجل وامرأة وطفل في انحاء العالم. وهذا هو ما جعل الكفاح الفلسطيني من اجل الحرية ايقونياً الى هذا الحد في كل انحاء العالم لاولئك المعنيين بالعدالة والحقوق المدنية. من البرازيل الى تركيا، ومن اندونيسيا الى جنوب افريقيا، ومن البوسنة والهرسك الى المملكة المتحدة، يقف الفلسطينيون كايقونة ترمز الى مسؤولية كل منا للعمل من اجل حرية كل من يبقى مضطهداً.

ينطبق هذا أيضاً على الولايات المتحدة – وهي أمة اسست بناء على مبدأ الحرية والتحرر. ومن هذه الناحية وحدها، يشترك الفلسطينيون والاميركيون برباط لا ينفصل كثيراً مالا يجري الحديث عنه.

ان لغة المفاوضات التكنوقراطية يمكن ان تدفع حتى أي ضعيف سياسياً الى التثاؤب. لكن مصطلحات عملية السلام هذه تسبب ما هو اكثر من السأم للقراء – اذ إنها تشوش أبرز الحقائق المتصلة بسعينا الى الاستقلال. ان هدف الفلسطينيين هو أي يكونوا احراراً، احراراً لنعيش في بلادنا، أحراراً لنبني أينما نريد، أحراراً لنسافر متى والى أين نريد، أحراراً لندفع الضرائب 
فقط الى حكومة نختارها نحن وتمثلنا وتمثل مصالحنا، أحراراً في أن لا نقلق كل يوم وكل دقيقة على أمننا وأمن أطفالنا. ان التقرير الذي نشرته هذا الاسبوع رابطة الحقوق المدنية في اسرائيل والذي يوثق احتجاز اسرائيل لأكثر من ألف طفل فلسطيني من القدس الشرقية هذه السنة وحدها لا يمكن الا أن يكسر قلب أي اب او ام ويعزز الطبيعة المستعجلة لنضالنا.


ربما لأن قضيتنا عالمية الى هذا الحد يركز الذين يعارضون حريتنا جهودهم على اساءة التوجيه – خصوصا في الولايات المتحدة التي ما يزال دورها حاسم الاهمية في ضمان نهاية سريعة وسلمية للاحتلال. يقول المسؤولون الاسرائيليون والمعتذرون عنهم للاميركيين ان اسرائيل سيسعدها ان تعطي الفلسطينيين حريتهم ولكن الفلسطينيين انهم رفضوا عروضاً "سخية" لنيل حريتهم. لكن الحقيقة ليست على هذه الشاكلة.

في كامب ديفيد عام الفين قدم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك عرضاً غير مكتوب كان سيبقي المجال الجوي الفلسطيني، ومجال الاتصالات الكهرومغناطيسية، ونقاط العبور الدولية، وموارد المياه تحت السيطرة الاسرائيلية. ودعا "عرض باراك" الى تبادل للاراضي كان سيبادل اراضي بنسبة 9 الى 1 لمصلحة اسرائيل ولم يعط حلاً مقبولاً لمشكلتي اللاجئين والقدس، وهما قضيتان مركزيتان بالنسبة الى الفلسطينيين. كما كان سيسمح لاسرائيل بالاحتفاظ بوجودٍ عسكري في الدولة الفلسطينية المستقبلية. وكان الاقتراح الوحيد المكتوب في كامب ديفيد هو الذي قدمه الفلسطينييون في ما يتعلق بقضية اللاجئين، ولم يرد عليه الاسرائيلييون مطلقاً.

في كامب ديفيد عرضت على الفلسطينيين دولة من دون سيادة، ومن دون عاصمة في القدس، ومن دون حلٍ عادلٍ لمشكلة اللاجئين. وهذا هو السبب في فشل المحادثات – ليس بسبب تعنت الفلسطينيين او رفضهم، كما صارت الرواية المعتادة في النقاشات السياسية والاعلامية الاميركية".

التعليقات