في انتظار رد أميركي: لجنة المتابعة العربية تؤجل اجتماعها مرة ثانية

في انتظار رد أميركي: لجنة المتابعة العربية تؤجل اجتماعها مرة ثانية
رام الله: - دنيا الوطن
قالت مصادر فلسطينية رفيعة، لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع لجنة المتابعة العربية الذي كان متوقعا خلال اليومين القادمين سيتأجل إلى موعد لاحق. وبحسب المصادر فإن سبب التأجيل هو انتظار رد أميركي حاسم وواضح بشأن الجهود المستمرة التي تبذلها واشنطن لحمل إسرائيل على وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، لا سيما القدس الشرقية المحتلة، والوصول أيضا إلى تصور فلسطيني عربي واضح للخطوات المقبلة البديلة عن المفاوضات، والتي تحتاج جميعها تقريبا إلى موافقة أميركية.
وكان من المفترض أن تجتمع لجنة المتابعة العربية في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعدما انتهت مهلة الشهر التي أعطتها الدول العربية في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للإدارة الأميركية من أجل استئناف المفاوضات، لكن اللجنة لم تجتمع بسبب عدم تقديم واشنطن الرد المنتظر، فتأجل الاجتماع إلى بداية هذا الشهر، أي 8 ديسمبر (كانون الأول)، على اعتبار أن الرد الأميركي كان يفترض أن يصل. لكن واشنطن طلبت من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في اجتماع ضمه مع القنصل الأميركي العام في مدينة القدس دانيال روبنشتاين، أول من أمس، إعطاءها مزيدا من الوقت.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، إن بلادها لا تزال تعمل على استئناف محادثات السلام. وأكدت كلينتون في العاصمة البحرينية المنامة، حيث تشارك في مؤتمر أمني، أن «الولايات المتحدة تعمل بقوة على توفير الظروف التي تسمح للأطراف بالتفاوض للوصول لتسوية نهائية». وأضافت «الأمر كما سبق أن قلت ليس سهلا. لو كان سهلا لكنا انتهينا منه الآن».

وحثت كلينتون الدول العربية على تعزيز دعمها لعملية السلام، خاصة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية التي تحاول إعداد نفسها لتصبح حكومة كاملة. وقالت «إنهم يبنون المؤسسات الضرورية لقيام دولة مستقلة تتمتع بمقومات البقاء، ويمكنها أن توفر الأمن والقانون والنظام والخدمات الضرورية للشعب الفلسطيني». وتابعت القول «يدخل هذا أيضا ضمن توفير الظروف الملائمة لإحلال السلام وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني، ولدول المنطقة على وجه الخصوص».

في الوقت نفسه، بدأ الفلسطينيون يدرسون جديا إمكانية التحرك بعيدا عن طاولة المفاوضات نحو خيارات أخرى، تتمثل في الطلب من الولايات المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فإذا رفضت، يتم الذهاب إلى مجلس الأمن لانتزاع هذا الاعتراف، فإذا فشل ذلك فهناك طلب الوصاية الدولية على الشعب الفلسطيني، وفي حال لم يتحقق هذا الطلب يتم اللجوء إلى حل السلطة كخيار أخير، كي تتحمل إسرائيل مسؤولياتها.

ومن المفترض أن يطرح الفلسطينيون على لجنة المتابعة العربية في حال اجتماعها الرد الأميركي النهائي، وورقة موقف مفصل بكل هذه الخيارات.

ويسعى أبو مازن إلى الحصول على غطاء عربي في ما يخص الذهاب إلى المفاوضات أو التوجه إلى الخيارات الأخرى. ويحتاج أبو مازن إلى مساندة الدول العربية في أي تحرك قادم في المؤسسات الدولية، لكنه يعرف أن هذه الدول نفسها بحاجة إلى موافقة الولايات المتحدة، إلا في مسألة حل السلطة، وهي مسألة ما زالت تثير جدلا داخليا كبيرا. واستبعد مسؤولون كثر اللجوء إلى هذا الخيار في أي حال من الأحوال، وقالوا إنه غير واقعي، ويعتبر بمثابة تدمير ذاتي لكل الإنجازات السابقة والحالية والمستقبلية للشعب الفلسطيني.

التعليقات