أول أيام عيد الأضحى بالنمسا: تسول ، نقانق ، مفرقعات و قبلات

فيينا النمسا-دنيا الوطن-ناصر الحايك

عقب صلاة عيد الأضحى المبارك ، التي أقيمت بالمركز الاسلامى في العاصمة النمساوية-فيينا ، تجمهر المئات في الساحة الخارجية للمسجد ، وعبروا عن فرحتهم وغبطتهم بمناسبة قدوم هذا اليوم العظيم ، عبروا عن مشاعرهم النبيلة ، وكل ذلك وهم يمارسون عادات وثقافات سادت منذ القدم ، تضمنت المصافحة بحرارة والكثير من العناق والقبلات .
إلا أن هناك من لم يكلف نفسه عناء إجراء المحادثات التليفونية المباشرة مع الأهل والأصدقاء ، و فضل أن يبعث رسائل التهنئة عن طريق الهاتف الجوال و"بالجملة" ، وبنفس الصيغة ودفعة واحدة إلى جميع أحبابه وأقاربه ، ربما لضيق الوقت ، أو خوفا من فاتورة ستأتي لا محالة في الوقت الغير مناسب ، أو تفاديا للولوج في نفق المجاملات!!!
ومن اللافت للنظر أيضا وجود مناضد و"بسطات" كثيرة ومتناثرة لبيع "النقانق" و"الشاورما "والمأكولات والحلويات "المكشوفة" ، والتي لا يعلم المستهلك إن كانت قد خضعت لأدنى المعايير الصحية ، وما هو مصيره ، إن راودته نفسه الأمارة "بالشهوات" وتجرأ حتى على تذوقها!!
إذا تحولت الساحة سالفة الذكر إلى مكان أشبه بالسوق أو "البازار" الذي يعج بالباعة المتجولين ، وكأن مراسم الاحتفال بالعيد المبارك لن تكتمل إلا إذا تناول الناس الأطعمة الدسمة المشبعة بالدهون أثناء ساعات الصباح الأولى !!!
المتسولون بدورهم استنفروا ، وترقبوا انتهاء القصة ، فما هي إلا لحظات أعقبت خروج جموع المصلين من بوابة المركز الرئيسية ، حتى تمت مطاردتهم من قبل المتسولين ، مما أضطر الكثير من هؤلاء المارة إلى التظاهر بأنهم في عجلة من أمرهم للنجاة بأنفسهم.
وخلال التكبير الجماعي وقبل الصلاة بقليل ‘ انتفض الإمام وطالب الجميع بالتبرع إلى فقراء المسلمين على حد قوله ، ولم يوضح من هم الفقراء الذين يقصدهم فضيلته ، ولم يعرف أحد عن أي فقراء يتحدث الشيخ الجليل ، وفى أي بلد يقطنون!!!
وسارع كالعادة حملة الأكياس "البلاستيكية" والصناديق "الكرتونية" بالانتشار السريع ، حيث تنقلوا بين المصلين بطريقة استفزازية أفسدت عليهم خشوعهم وطالت أجواء إيمانية سادت لبعض الوقت ، بهدف إحراجهم وحثهم على إخراج ما في جيوبهم .
ليت الأمور انتهت عند هذا الحد!! ، بل تم سماع دوى إنفجارات متكررة ومزعجة لمفرقعات وألعاب نارية على بعد خطوات من المركز الإسلامي ، بالرغم من تحذير المنظمين المسبق لعدم استخدام مثل هذه الألعاب .

التعليقات