الجمهوريون إلى فوز تاريخي اليوم بفضل تصويت الاحتجاج على أوباما

الجمهوريون إلى فوز تاريخي اليوم بفضل تصويت الاحتجاج على أوباما
غزة - دنيا الوطن

قبل ساعات من تدفق ملايين الاميركيين الى مراكز الاقتراع للتصويت في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، بدا المشهد الانتخابي قاتما للحزب الديموقراطي الحاكم ومرشحيه، إذ أظهرت آخر استطلاعات الرأي ان حجم الانتصار الجمهوري المتوقع، وخاصة في مجلس النواب، يمكن ان يكون تاريخيا، لان فوز الجمهوريين بـ 60 نائبا جديدا وفقا لبعض الاستطلاعات والتحليلات سيمثل أسوأ هزيمة يمنى بها حزب حاكم في الكونغرس منذ نصف قرن.
ويسمي المحللون مثل هذه الانتخابات "موجة" عارمة. ويستخدم بعض المحللين والمسؤولين عن استطلاعات الرأي عبارات مثل "تسونامي" او "اعصار". والمفارقة المهمة هي ان فوز الجمهوريين لا يعكس بالضرورة اقتناع غالبية الناخبين بأن الحزب الجمهوري ومرشحيه يملكون الاجوبة عن تساؤلات الناخبين ومخاوفهم او الحلول العملية لمشاكل البلاد المستعصية ية، اذ جاء في آخر استطلاع لصحيفة "وول ستريت جورنال" وشبكة "أن بي سي" الأميركية للتلفزيون ان 41 في المئة من الناخبين ينظرون بسلبية الى الحزب الجمهوري، في مقابل34 في المئة ينظرون له بايجابية. وهذه الاحصاءات التي تؤكدها استطلاعات الرأي الاخرى، تبين بوضوح ان التصويت للجمهوريين هو تصويت احتجاج على الحزب الحاكم. وثمة نسبة ملحوظة من الناخبين المستقلين الذين صوتوا لاوباما وحزبه في 2008، قد هجروه ونزحوا – ربما موقتاً - الى المعسكر الجمهوري، وانضم اليهم ايضا بعض الناخبين الديموقراطيين من البيض والعمال والذين صوتوا للمرشحة هيلاري كلينتون منافسة اوباما في الانتخابات الحزبية للحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي لمعركة 2008.
وكان الرئيس اوباما قد انهى جولة انتخابية في بعض الولايات المحورية حض خلالها وبقوة الديموقراطيين على الاقبال على التصويت اليوم، مشددا على وجود سباقات عدة يتساوى فيها تقريبا مرشحو الحزبين، ولذلك من الضروري ان تشارك القاعدة الديموقراطية في الانتخابات بكثافة لترجيح كفة مرشحيها. وتبين مختلف المؤشرات انه لا يزال ثمة "عجز في مشاعر الحماسة" في اوساط الديموقراطيين مقارنة بتيار "حزب الشاي" الذي ادخل حيوية جديدة في اوساط الجمهوريين. وحاول اوباما تعبئة القاعدة الديموقراطية من خلال احياء مشاعر الامل في احداث التغيير في واشنطن، وان كرر تذكيرها بان التغيير يتطلب وقتا طويلا. ولدى توقفه في مدينة كليفلاند بولاية اوهايو المحورية، استعاد احد اهم شعاراته خلال حملته الانتخابية وخاطب جمهوره قائلا ان الانتخابات ستوفر لهم فرصة اخرى ليقولوا "نعم نستطيع". المشكلة هي ان الناخبين سيقولون له اليوم " كلا لا تستطيع".
وبيّنت استطلاعات الرأي التي اجريت في الايام الاخيرة وعشية الانتخابات ان الجمهوريين سيحققون انتصارات كبيرة في مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس، وفي انتخابات حكام الولايات. وجاء في استطلاع لمؤسسة "غالوب" ان ما بين 52 و55 في المئة من الناخبين المرجح ان يصوتوا يفضلون المرشح الجمهوري في ولاياتهم، في مقابل ما بين 40 و42 في المئة من الناخبين الذين يفضلون المرشح الديموقراطي. وتتوقع المؤسسة ان يصل حجم الانتصار الجمهوري في مجلس النواب الى أكثر من 60 عضوا جديدا. وللتدليل على حجم هذا الانتصار المتوقع اليوم، كان الحزب الجمهوري قد فاز بـ54 عضوا جديدا في انتخابات التجديد النصفي الاولى خلال ولاية الرئيس سابقاً بيل كلينتون الاولى في 1994.
وجاء في استطلاع للرأي اجرته مؤسسة "بيو" ان 48 في المئة من الناخبين سيصوتون للجمهوريين، في مقابل 42 في المئة للديموقراطيين. وفي استطلاع "وول ستريت جورنال" وشبكة "أن. بي. سي."، ان 49 في المئة من الناخبين المرجح ان يصوتوا يفضلون المرشحين الجمهوريين، في مقابل 43 في المئة يفضلون المرشحين الديموقراطيين. ويتوقع المحللان الانتخابيان تشارلي كوك وستيورات روثنبرغ، وهما من اكثر المحللين خبرة ان يفوز الجمهوريون بما بين 50 و60 مقعدا في مجلس النواب، وما بين ستة وثمانية مقاعد في مجلس الشيوخ (كوك) وما بين 55 و65 عضوا جديدا في مجلس النواب، وما بين ستة وثمانية مقاعد جديدة في مجلس الشيوخ (روثنبرغ).
واظهر الاستطلاع ان شعبية اوباما قد تقلصت الى 45 في المئة بين الناخبين المسجلين، و 44 في المئة بين الناخبين المرجح ان يصوتوا. وأسوأ مؤشر لاوباما وحزبه، هو ان 60 في المئة من الاميركيين يقولون ان البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ. وهذا الرقم المقلق يؤكد ان الرئيس اوباما سيدفع ثمن انعدام ثقة الناخبين بالحكومة، مع ان مسألة تقلص ثقة المواطن بالمؤسسات الحكومية (البيت الابيض، الكونغرس) وحتى جهات او اطراف آخرين مثل الشركات الكبيرة او وسائل الاعلام، هي مسألة تتفاعل منذ سنوات، لا بل منذ عقود، وان تفاقمت وتعقدت اكثر في السنوات الاخيرة بسبب أسوأ ازمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ 70 سنة، وحربين مكلفتين في العراق وافغانستان.

التعليقات