ويكي ليكس .. حكاية الموقع الذي شغل الإعلام وجعل الحكومات لا تنام
غزة - دنيا الوطن
في شهر نيسان الماضي نشر موقع «ويكي ليكس» مقطع الفيديو الذي جعل شهرته تدوي في الآفاق، الفيديو كان عبارة عن حادثة قديمة وقعت في عام 2007 أثناء الحرب الأمريكية على العراق، يقوم فيه مجندون أمريكيون بفتح النار من مروحيتهم على مواطنين عراقيين عزل، متسببين فى قتل 9 أشخاص، من بينهم نمير نور الدين مراسل وكالة رويترز العالمية للأنباء في العراق، وذلك ضمن واحدة من ثلاث عمليات أجراها الجيش الأمريكي عن طريق المروحيات لاقتناص أهداف محددة على أرض المعركة، وحاولت رويترز الحصول على الفيديو من قبل بالطرق القانونية عام 2007 استنادا إلى قانون حرية تبادل المعلومات ولم تنجح في ذلك، ونشر بعدها بثلاثة أعوام على موقع ويكي ليكس دون أن ينسب إلى مصدر محدد.
وفي شهر ايار اختارت صحيفة «ديلى نيوز» Daily news الأمريكية ــ وهى خامس أكبر صحيفة يومية في الولايات المتحدة ــ موقع ويكي ليكس ليتصدر قائمة المواقع التي تستطيع «تغيير الأخبار الرئيسية فى العالم بشكل كامل»، وهو الاختيار الذي يدل على أهمية الموقع الكبيرة للغاية وعلى التأثير العميق له على وسائل الإعلام التقليدية المعروفة.
بعدها بشهرين تقريبا نشر ويكى ليكس وثائق عن الحرب في أفغانستان، وهي التسريبات التي ضمت نحو 91 ألف وثيقة جديدة تنشر لأول مرة، وتندرج أغلبيتها تحت بند «سري للغاية» في الملفات الحكومية، وتؤرخ للحرب الأمريكية على أفغانستان من منظور جديد، قبل أن ينشر الموقع القنبلة المدوية الأخيرة عن وثائق الحرب الأمريكية على العراق في 22 أكتوبر الماضي، والتي ضمت نحو 400 ألف وثيقة جديدة تكشف الوجه القبيح لهذه الحرب، وما زلنا نعيش تبعاتها وردود الأفعال عليها حتى اللحظة.
ما هو ويكي ليكس؟
يعتبر موقع ويكي ليكس على الإنترنت مؤسسة عالمية تهدف إلى نشر الوثائق والمعلومات التي لا تسمح الدول بتداولها ونشرها أمام الرأي العام العالمي، ويعتمد لتحقيق ذلك على مجموعة من المصادر المجهولة، لا يفصحون عن شخصياتهم حرصا على حمايتهم، وحتى يستطيعوا الاستمرار في التزويد بتلك التسريبات الخطيرة من أماكن صناعة القرار في العالم، وهي التسريبات التي تخرج للمرة الأولى إلى النور عبر ويكي ليكس دون نسبتها إلى مصدر معين.
اسم الموقع نفسه يشرح فلسفته بشكل كبير، وهو مكون من كلمتين، الكلمة الثانية هي Leaks أو تسريبات، ومن المعروف أن التسريبات عادة لا تحمل أسماء مصادر تسببت فيي خروجها إلى النور حماية لهذه المصادر، ويقتصر الأمر هنا على التسريبات التي تتعلق بالممارسات الحكومية التي تجسد القمع ومخالفة مبادئ حقوق الإنسان.
أما الكلمة الأولى Wiki فتعنى موقعا على الإنترنت يستطيع المستخدمون الإضافة إليه وتحريره والتعديل والمساهمة فيه بشكل سهل وبسيط، حيث يعتمد موقع ويكي ليكس على مساهمات المستخدمين المختلفين من أنحاء العالم لبناء قاعدة بياناته بخصوص موضوع معين، وذلك بعد مراجعة تلك المساهمات والتأكد منها وفحصها عن طريق مجموعة من المتخصصين في مجالات مختلفة، ومحاولة دعمها أيضا قبل النشر عن طريق التسريبات الحكومية التي تصل إليهم، ومن معنى الكلمة الأولى أيضا جاء موقع موسوعة المعلومات الإلكترونية الشهيرة على الإنترنت Wikipedia.
الظهور إلى النور والهدف المعلن
ظهر موقع ويكي ليكس إلى النور على الإنترنت للمرة الأولى منذ أربعة أعوام فقط في عام 2006، وأصبح متاحا لجميع المستخدمين بداية من يناير 2007، ووصف الموقع نفسه في ذلك الوقت باعتباره منظمة دولية تم تأسيسها عن طريق مساهمات مجموعة من المنشقين الصينيين، والصحفيين، وعلماء الرياضيات، وشركات ناشئة من داخل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وأستراليا وتايوان وشمال أفريقيا، وأنها تهدف إلى كشف الممارسات القمعية والمنافية لمبادئ حقوق العالم فى قارتَي آسيا وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد، وترحب بفضح بقية الممارسات المشابهة فى جميع أنحاء العالم.
وبمرور أقل من عام واحد منذ إطلاق الموقع للمرة الأولى، أعلن موقع ويكي ليكس فى عام 2007 أنه أصبح يمتلك أكثر من 1.2 مليون وثيقة مختلفة فى قاعدة البيانات الخاصة به، بعض هذه الوثائق لم يتم الكشف عنها حتى لحظة كتابة هذه السطور، أيضا من غير المعروف حتى اللحظة من هم القائمون الفعليون على الموقع الجديد، فقط يظهر اسم جوليان أسانج وحيدا كرئيس لتحرير الموقع والمتحدث الرسمي باسمه.
أسانج هو مبرمج كمبيوتر وصحفي أسترالي فى أواخر الثلاثينيات من عمره، واشترك فى عوالم مخترقي أجهزة وشبكات الكمبيوتر فى نهاية الثمانينيات من العقد الماضى، وفى عام 1992 تم تأكيد اتهامه فى 24 قضية اختراق لأجهزة الكمبيوتر، حيث اتهم وقتها باقتحام مجموعة مختلفة من أجهزة الكمبيوتر التابعة للجامعة الأسترالية، وبمجموعة أخرى من الأجهزة التابعة لشركة الاتصالات الكندية Nortel، وعدد من المؤسسات والشركات الكبيرة الأخرى، وكان دفاعه وقتها هو أنه كان يقوم باختراق هذه الشبكات لتوضيح الهفوات الأمنية فى نظم حماية تلك الأجهزة، وحكم عليه بنحو 2000 دولار أسترالي فقط كغرامة.
إدارة الظل ومحترفو الاختراق
وبحسب حوار صحفي تم إجراؤه مع جوليان أسانج فى شهر يناير من العام الحالي، فإن إدارة الموقع تتكون من خمسة أشخاص فقط هم من يعملون بدوام كامل لصالح الموقع، و800 شخص آخرين يعملون بشكل تطوعى غير منتظم، ويقومون بتزويد الموقع بالوثائق والمستندات المختلفة وقتما تسنى لهم ذلك، وتبلغ تكلفة إدارة الموقع 200 ألف دولار سنويا، يذهب أغلبها إلى مواقع الاستضافة وخدمات الإنترنت وصيانة الموقع وما إلى ذلك، ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة تشغيله 600 ألف دولار سنويا إذا ما تم اعتماد رواتب خاصة للأفراد الذين يعملون بشكل تطوعى حاليا، والمصدر الوحيد لتحقيق ربح للموقع حاليا هو عن طريق التبرعات، مثل مئات الآلاف من الدولارات التى أنفقتها مؤسسات مثل وكالة «أسوشيتد برس» للأنباء AP، وصحيفة Los Angeles Times، والاتحاد القومى لناشري الصحف NNPA، وتذهب هذه الأموال حاليا للدعم القانوني للموقع وفقا لهذه المؤسسات.
مستقبل ويكي ليكس
وكان موقع ويكي ليكس قد أعلن فى 24 ديسمبر 2009 أنه يعانى نقصا كبيرا فى التمويل، وأوقف جميع التعاملات المتاحة للمستخدمين على الموقع باستثناء صيغة واحدة لإدخال بيانات تسريبات جديدة يراها المستخدمون ملائمة للموقع، وتم رفع جميع المواد التي كانت متاحة فى السابق للاستعراض والتحميل عن طريق المستخدمين، وفى 3 فبراير 2010 أعلن الموقع أن الحد الأدنى لتمويل الموقع قد تم تحقيقه، ومع حلول 18 مايو من هذا العام عاد أرشيف تسريبات ويكى ليكس للظهور مرة أخرى أمام المستخدمين من مختلف أنحاء العالم، وهو الأمر الذى يفتح تساؤلات كثيرة حول المستقبل الاقتصادي لهذا الموقع المهم، وعن الموارد المالية التي تكفل له الاستمرار فى أداء دوره الناجح فى إزعاج الحكومات وإملاء العناوين الرئيسية فى الصحف الكبرى حول العالم، وحاليا يدرس الموقع عدم إتاحة التسريبات والأخبار الجديدة إلا لعدد قليل من المستخدمين المشتركين فى مقابل أموال على الموقع فى البداية، على أن يتم إتاحتها للجميع فى وقت لاحق.
وبعيدا عن التحدي الاقتصادي الكبير المطروح أمام الموقع لتنمية نشاطه والحفاظ عليه فى المستقبل، فإن النجاح الهائل الذى حققه الموقع فى الشهور القليلة الماضية تحديدا وفى الأعوام الثلاثة الأولى منذ ظهوره إلى النور تفرض سؤالا كبيرا على وسائل الإعلام المختلفة بشكل عام، والسؤال هو مدى مهنية الاستعانة بالمصادر المجهولة لتقديم وجبة صحفية أو إعلامية شيقة ومثيرة وحقيقية فى نفس الوقت؟ أو إذا اعتمدنا على التكهنات الخاصة بتقنية اختراق مواقع الحكومات المختلفة للحصول على هذه المعلومات، فكيف ستلعب التقنية وتجمعات مخترقي الكمبيوتر دورا رئيسيا وحيويا فى إمداد وسائل الإعلام المختلفة بالسبق الصحفي أو الإعلامي الذي يسعى إليه جميع اللاعبين فى مجال الإعلام؟ هذه الأسئلة يطرحها بقوة النجاح المدوي لموقع ويكي ليكس وانشغال كل وسائل الإعلام فى مختلف أنحاء العالم بالنقل عنه، ولن يجيب عنها سوى المستقبل وحده بناء على معطيات استمرار نجاح تلك التجربة الرائدة أو توقفها وفشلها لأي سبب كان.
في شهر نيسان الماضي نشر موقع «ويكي ليكس» مقطع الفيديو الذي جعل شهرته تدوي في الآفاق، الفيديو كان عبارة عن حادثة قديمة وقعت في عام 2007 أثناء الحرب الأمريكية على العراق، يقوم فيه مجندون أمريكيون بفتح النار من مروحيتهم على مواطنين عراقيين عزل، متسببين فى قتل 9 أشخاص، من بينهم نمير نور الدين مراسل وكالة رويترز العالمية للأنباء في العراق، وذلك ضمن واحدة من ثلاث عمليات أجراها الجيش الأمريكي عن طريق المروحيات لاقتناص أهداف محددة على أرض المعركة، وحاولت رويترز الحصول على الفيديو من قبل بالطرق القانونية عام 2007 استنادا إلى قانون حرية تبادل المعلومات ولم تنجح في ذلك، ونشر بعدها بثلاثة أعوام على موقع ويكي ليكس دون أن ينسب إلى مصدر محدد.
وفي شهر ايار اختارت صحيفة «ديلى نيوز» Daily news الأمريكية ــ وهى خامس أكبر صحيفة يومية في الولايات المتحدة ــ موقع ويكي ليكس ليتصدر قائمة المواقع التي تستطيع «تغيير الأخبار الرئيسية فى العالم بشكل كامل»، وهو الاختيار الذي يدل على أهمية الموقع الكبيرة للغاية وعلى التأثير العميق له على وسائل الإعلام التقليدية المعروفة.
بعدها بشهرين تقريبا نشر ويكى ليكس وثائق عن الحرب في أفغانستان، وهي التسريبات التي ضمت نحو 91 ألف وثيقة جديدة تنشر لأول مرة، وتندرج أغلبيتها تحت بند «سري للغاية» في الملفات الحكومية، وتؤرخ للحرب الأمريكية على أفغانستان من منظور جديد، قبل أن ينشر الموقع القنبلة المدوية الأخيرة عن وثائق الحرب الأمريكية على العراق في 22 أكتوبر الماضي، والتي ضمت نحو 400 ألف وثيقة جديدة تكشف الوجه القبيح لهذه الحرب، وما زلنا نعيش تبعاتها وردود الأفعال عليها حتى اللحظة.
ما هو ويكي ليكس؟
يعتبر موقع ويكي ليكس على الإنترنت مؤسسة عالمية تهدف إلى نشر الوثائق والمعلومات التي لا تسمح الدول بتداولها ونشرها أمام الرأي العام العالمي، ويعتمد لتحقيق ذلك على مجموعة من المصادر المجهولة، لا يفصحون عن شخصياتهم حرصا على حمايتهم، وحتى يستطيعوا الاستمرار في التزويد بتلك التسريبات الخطيرة من أماكن صناعة القرار في العالم، وهي التسريبات التي تخرج للمرة الأولى إلى النور عبر ويكي ليكس دون نسبتها إلى مصدر معين.
اسم الموقع نفسه يشرح فلسفته بشكل كبير، وهو مكون من كلمتين، الكلمة الثانية هي Leaks أو تسريبات، ومن المعروف أن التسريبات عادة لا تحمل أسماء مصادر تسببت فيي خروجها إلى النور حماية لهذه المصادر، ويقتصر الأمر هنا على التسريبات التي تتعلق بالممارسات الحكومية التي تجسد القمع ومخالفة مبادئ حقوق الإنسان.
أما الكلمة الأولى Wiki فتعنى موقعا على الإنترنت يستطيع المستخدمون الإضافة إليه وتحريره والتعديل والمساهمة فيه بشكل سهل وبسيط، حيث يعتمد موقع ويكي ليكس على مساهمات المستخدمين المختلفين من أنحاء العالم لبناء قاعدة بياناته بخصوص موضوع معين، وذلك بعد مراجعة تلك المساهمات والتأكد منها وفحصها عن طريق مجموعة من المتخصصين في مجالات مختلفة، ومحاولة دعمها أيضا قبل النشر عن طريق التسريبات الحكومية التي تصل إليهم، ومن معنى الكلمة الأولى أيضا جاء موقع موسوعة المعلومات الإلكترونية الشهيرة على الإنترنت Wikipedia.
الظهور إلى النور والهدف المعلن
ظهر موقع ويكي ليكس إلى النور على الإنترنت للمرة الأولى منذ أربعة أعوام فقط في عام 2006، وأصبح متاحا لجميع المستخدمين بداية من يناير 2007، ووصف الموقع نفسه في ذلك الوقت باعتباره منظمة دولية تم تأسيسها عن طريق مساهمات مجموعة من المنشقين الصينيين، والصحفيين، وعلماء الرياضيات، وشركات ناشئة من داخل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وأستراليا وتايوان وشمال أفريقيا، وأنها تهدف إلى كشف الممارسات القمعية والمنافية لمبادئ حقوق العالم فى قارتَي آسيا وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد، وترحب بفضح بقية الممارسات المشابهة فى جميع أنحاء العالم.
وبمرور أقل من عام واحد منذ إطلاق الموقع للمرة الأولى، أعلن موقع ويكي ليكس فى عام 2007 أنه أصبح يمتلك أكثر من 1.2 مليون وثيقة مختلفة فى قاعدة البيانات الخاصة به، بعض هذه الوثائق لم يتم الكشف عنها حتى لحظة كتابة هذه السطور، أيضا من غير المعروف حتى اللحظة من هم القائمون الفعليون على الموقع الجديد، فقط يظهر اسم جوليان أسانج وحيدا كرئيس لتحرير الموقع والمتحدث الرسمي باسمه.
أسانج هو مبرمج كمبيوتر وصحفي أسترالي فى أواخر الثلاثينيات من عمره، واشترك فى عوالم مخترقي أجهزة وشبكات الكمبيوتر فى نهاية الثمانينيات من العقد الماضى، وفى عام 1992 تم تأكيد اتهامه فى 24 قضية اختراق لأجهزة الكمبيوتر، حيث اتهم وقتها باقتحام مجموعة مختلفة من أجهزة الكمبيوتر التابعة للجامعة الأسترالية، وبمجموعة أخرى من الأجهزة التابعة لشركة الاتصالات الكندية Nortel، وعدد من المؤسسات والشركات الكبيرة الأخرى، وكان دفاعه وقتها هو أنه كان يقوم باختراق هذه الشبكات لتوضيح الهفوات الأمنية فى نظم حماية تلك الأجهزة، وحكم عليه بنحو 2000 دولار أسترالي فقط كغرامة.
إدارة الظل ومحترفو الاختراق
وبحسب حوار صحفي تم إجراؤه مع جوليان أسانج فى شهر يناير من العام الحالي، فإن إدارة الموقع تتكون من خمسة أشخاص فقط هم من يعملون بدوام كامل لصالح الموقع، و800 شخص آخرين يعملون بشكل تطوعى غير منتظم، ويقومون بتزويد الموقع بالوثائق والمستندات المختلفة وقتما تسنى لهم ذلك، وتبلغ تكلفة إدارة الموقع 200 ألف دولار سنويا، يذهب أغلبها إلى مواقع الاستضافة وخدمات الإنترنت وصيانة الموقع وما إلى ذلك، ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة تشغيله 600 ألف دولار سنويا إذا ما تم اعتماد رواتب خاصة للأفراد الذين يعملون بشكل تطوعى حاليا، والمصدر الوحيد لتحقيق ربح للموقع حاليا هو عن طريق التبرعات، مثل مئات الآلاف من الدولارات التى أنفقتها مؤسسات مثل وكالة «أسوشيتد برس» للأنباء AP، وصحيفة Los Angeles Times، والاتحاد القومى لناشري الصحف NNPA، وتذهب هذه الأموال حاليا للدعم القانوني للموقع وفقا لهذه المؤسسات.
مستقبل ويكي ليكس
وكان موقع ويكي ليكس قد أعلن فى 24 ديسمبر 2009 أنه يعانى نقصا كبيرا فى التمويل، وأوقف جميع التعاملات المتاحة للمستخدمين على الموقع باستثناء صيغة واحدة لإدخال بيانات تسريبات جديدة يراها المستخدمون ملائمة للموقع، وتم رفع جميع المواد التي كانت متاحة فى السابق للاستعراض والتحميل عن طريق المستخدمين، وفى 3 فبراير 2010 أعلن الموقع أن الحد الأدنى لتمويل الموقع قد تم تحقيقه، ومع حلول 18 مايو من هذا العام عاد أرشيف تسريبات ويكى ليكس للظهور مرة أخرى أمام المستخدمين من مختلف أنحاء العالم، وهو الأمر الذى يفتح تساؤلات كثيرة حول المستقبل الاقتصادي لهذا الموقع المهم، وعن الموارد المالية التي تكفل له الاستمرار فى أداء دوره الناجح فى إزعاج الحكومات وإملاء العناوين الرئيسية فى الصحف الكبرى حول العالم، وحاليا يدرس الموقع عدم إتاحة التسريبات والأخبار الجديدة إلا لعدد قليل من المستخدمين المشتركين فى مقابل أموال على الموقع فى البداية، على أن يتم إتاحتها للجميع فى وقت لاحق.
وبعيدا عن التحدي الاقتصادي الكبير المطروح أمام الموقع لتنمية نشاطه والحفاظ عليه فى المستقبل، فإن النجاح الهائل الذى حققه الموقع فى الشهور القليلة الماضية تحديدا وفى الأعوام الثلاثة الأولى منذ ظهوره إلى النور تفرض سؤالا كبيرا على وسائل الإعلام المختلفة بشكل عام، والسؤال هو مدى مهنية الاستعانة بالمصادر المجهولة لتقديم وجبة صحفية أو إعلامية شيقة ومثيرة وحقيقية فى نفس الوقت؟ أو إذا اعتمدنا على التكهنات الخاصة بتقنية اختراق مواقع الحكومات المختلفة للحصول على هذه المعلومات، فكيف ستلعب التقنية وتجمعات مخترقي الكمبيوتر دورا رئيسيا وحيويا فى إمداد وسائل الإعلام المختلفة بالسبق الصحفي أو الإعلامي الذي يسعى إليه جميع اللاعبين فى مجال الإعلام؟ هذه الأسئلة يطرحها بقوة النجاح المدوي لموقع ويكي ليكس وانشغال كل وسائل الإعلام فى مختلف أنحاء العالم بالنقل عنه، ولن يجيب عنها سوى المستقبل وحده بناء على معطيات استمرار نجاح تلك التجربة الرائدة أو توقفها وفشلها لأي سبب كان.
التعليقات