النص الكامل لكلمة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

غزة - دنيا الوطن
في مهرجان غزة في الذكرى الثالثة والعشرين للانطلاقة الجهادية للحركة والذكرى السنوية الخامسة عشرة لاستشهاد الدكتور فتحي الشقاقي بتاريخ 29/10/2010م
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد،
يا أهلنا وشعبنا في القطاع الحبيب، وفي كل فلسطين، وكل مكان.. أحييكم.. وأحيي معكم جماهير أمتنا العربية والإسلامية، وكل أحرار العالم الذين مازال لفلسطين مكان في قلوبهم وعقولهم وضمائرهم.
أحييكم يا أهلي وربعي في غزة الصمود والإباء، وأحيي زحفكم وجمعكم هذا وفاء لدماء الشهداء الأبرار، دماء فتحي الشقاقي، وأحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وياسر عرفات، وأبو جهاد، وأبو علي مصطفى، وهاني عابد ومحمود الخواجا، ويحيى عياش، ومحمود طوالبة، وإياد صوالحة، ولؤي السعدي، ومحمد سدر، وكل الشهداء بلا استثناء..
بورك حضوركم في ذكرى الانطلاقة الجهادية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وفاء لسنين طويلة وتاريخ حافل من العطاء والتضحيات.. من قوافل الشهداء والأسرى والجرحى، ومن الثبات على الحق والمبادئ التي انعقد عليها إجماع الأمة منذ بداية الصراع على فلسطين.
في هذه المناسبة المباركة، وحتى لا أطيل عليكم لدي ثلاث رسائل موجزة: الأولى لأبناء حركة الجهاد الإسلامي، والثانية لجماهير شعبنا الفلسطيني، والثالثة لجماهير وشعوب أمتنا العربية والإسلامية.
الرسالة الأولى: لأبناء حركة الجهاد الإسلامي أقول: عندما نحيي ذكرى الشهيد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله، فنحن نحيي ذكرى الشقاقي فكرةً ونهجاً ومشروعاً حمله الشقاقي وضحى بحياته من أجله.. وعندما نحيي ذكرى انطلاقة حركة الجهاد فنحن نحيي ذكرى ولادة مسيرة كفاحية مباركة ولدت من عمق جرح ومعاناة ومأساة شعبنا وأمتنا، مأساة فلسطين.
كان خيار الشقاقي واضحاً لا لبس فيه: الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة؛ وفلسطين كل فلسطين هدفاً للتحرير؛ والجهاد والمقاومة طريقاً للتحرير.
إن إحياء الذكرى والوفاء لها يعني أن نجسد الانتماء الحقيقي لهذه العناوين بفكرنا، وعملنا، وسلوكنا، وعلاقاتنا، وأخلاقنا، وكل ما يتعلق بنا.. كل ذلك يجب أن نمارسه بتواضع، سواء على صعيد علاقاتنا بأنفسنا، أو في علاقاتنا بالآخرين. أما حينما يصبح شعار الفرد منا في نظرته للآخرين "أنا خير منه" فهذا موقف شيطاني، موقف أخرج إبليس من الجنة وطرده من رحمة الله إلى يوم الدين.
وفي كل الأحوال، يجب أن نتذكر أن الشقاقي رحمه الله كان مشروع شهادة على طريق النصر والتحرير. لم يكن الشقاقي، كما يعرفه الجميع، طالب دنيا، أو باحثاً عن منصب، أو موقع أو سلطة أو جاه، أو ثراء، أو أي عرض زائل من أعراض هذه الدنيا.
كان الشقاقي فكرة ونهجاً وخطاً سياسياً متميزاً.. لم يعرف المهادنة أو المساومة أو المداهنة.. ولا المراوغة أو المجاملة السياسية على حساب المبادئ والثوابت، لأنه رغم حرصه على الوحدة، ووعيه الكبير بعقله الكبير، لم يكن رحمه الله يؤمن بأنصاف الحلول خاصة في صراعنا مع العدو الصهيوني. عاش ورحل وهو يردد قصيدة لا تصالح:
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
وكان شعاره:
عندما يسكن الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفس
ولسان الخيانة يخرس
ونحن نقول اليوم: أن تنتمي للشقاقي يعني أن تنتمي لمبادئه، لأفكاره، لخطه، لنهجه، لمواقفه، لصلابته، وأن تسكنك روحه ووعيه وفكره، وأن تندلع نار الحق من أنفاسنا ونحن ننطق باسم حركة الجهاد ونعبر عن مواقفها وخياراتها..
الرسالة الثانية، وأتوجه بها إلى جماهير شعبنا الفلسطيني من كل مكان..
لقد بات واضحاً أن خيار المفاوضات قد وصل إلى طريق مسدود.. من هنا، فإننا نسأل وبكل إخلاص ومسؤولية: لماذا هذا الإصرار لدى قيادة السلطة على خيار المفاوضات؟! دلونا على شعب في التاريخ رفع في مواجهة عدوه ومن يحتل أرضه شعار لا بديل عن المفاوضات إلا المفاوضات! دلونا على شعب قبل أن يعتقل نفسه، ويطارد نفسه ويقمع نفسه حماية وحفظاً لأمن عدوه الذي يحتل أرضه!! هذا العبث يجب أن يتوقف وهذه الإهانة لكرامة فلسطين وشعبنا يجب أن تنتهي، وإلا فإننا نشتم رائحة مؤامرة كبيرة تجعلنا نحذر من أن يتمخض جبل المفاوضات بين السلطة والعدو في النهاية عن تصفية القضية وإنهاء الصراع والاعتراف النهائي والمطلق بحق الكيان الصهيوني في الوجود كجزء طبيعي من نسيج المنطقة.
وقد رأينا وسمعنا بوادر ذلك في التصريحات المشبوهة التي تلمح بإمكانية الاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية كمقدمة لتهجير أهلنا في مناطق 48 والتخلي عن خمسة ملايين لاجئ في الشتات.. إننا اليوم نقرع ناقوس الخطر ونحذر من نكبة ثالثة قد تنتج عن الإصرار على نهج التفاوض مع العدو، وشعار أن لا بديل عن المفاوضات إلا المفاوضات.
إن التصدي لهذه النكبة المتوقعة، ونسأل الله أن لا تقع يتطلب الانسحاب الكامل من المفاوضات مع العدو، وإنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، والتوحد على خيار الجهاد والمقاومة، نعم، الجهاد المقاومة للتصدي وإحباط كل مخططات العدو الصهيوني ومشاريعه واحتمالات عدوانه على شعبنا لاسيما في قطاع غزة.
الرسالة الثالثة والأخيرة، هي لجماهير أمتنا العربية والإسلامية..
ونحن نخاطب الشعوب لأننا نفضنا أيدينا من الحكومات والأنظمة التي تخلت عن فلسطين وسائر القضايا المصيرية للأمة.. نقول فلسطين ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، وإسرائيل ليست خطراً على فلسطين وشعبها فقط، بل إن المشروع الصهيوني يهدد الأمة كلها..
إذا ظن أحد أنه يدير ظهره لفلسطين والقدس لينجو بنفسه فهو واهم.. إذا ضاعت فلسطين نهائياً، وبقيت إسرائيل في قلب الأمة، فلن ينجو أحد من طوفان المشروع الصهيوني الأمريكي للهيمنة على المنطقة والعالم.
واقع التجزئة والنفس القطري وشعار نفسي نفسي ومالي ومال فلسطين والقدس، ليس طريقاً للنجاة. بل هو طريق الهلاك دنيا وآخرة..
المشروع المعادي اليوم هو تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم ومزيد من تفتيت الأمة وإشعال الحرائق والفتن.. انظروا ماذا حل بالعراق وأفغانستان، وماذا يبيت للبنان وسوريا وإيران.. انظروا الكارثة الكبرى التي تنتظر السودان وتهدد بانفصال الجنوب الذي تعادل مساحته حوالي 23 ضعف مساحة فلسطين، أي أن إسرائيل جديدة بمقدرات هائلة ومخيفة ستولد في أفريقيا تحاصر العرب وتحاصر مصر على وجه الخصوص.
أيها العرب والمسلمون.. إذا قدر لهذا الكيان الصهيوني أن يفلت بجريمة اغتصاب فلسطين وأن يعيش مرحباً به في هذه المنطقة، في قلب أمة العرب والمسلمين، فعلى هذه الأمة السلام لأن وجود إسرائيل لن يجلب لهذه المنطقة أي نوع من السلام، بل الحروب والدمار. لذا يجب أن يظل شعار كل المخلصين والمؤمنين والشرفاء من هذه الأمة أن إسرائيل يجب أن تزول من الوجود وهي اليوم تعيش هذا المأزق الوجودي وتستشعر خطر الزوال من الوجود، وستزول من الوجود بإذن الله. فهذا وعد الله عز وجل لنا ولن يخلف الله وعده.. "فإذا جاء وعدة الآخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا..".
ختاماً، في ذكرى انطلاقة الجهاد المباركة، ذكرى الشقاقي، وكل الشهداء الأبرار، تجدد حركة الجهاد الإسلامي عهدها مع الله أولاً. ومع جماهير شعبنا وأمتنا، ومع الشهداء الأبرار بأن نواصل المسيرة إيماناً بالحق الذي استشهدوا من أجله، ووفاء لدمائهم الزكية، وانتماءً لأمتنا وانحيازاً لقضاياها المصيرية.
تحية لكم يا أهلنا الصامدين الصابرين في القطاع الصامد المحاصر..
تحية لأهلنا في الضفة الأبية..
تحية لأهلنا وشعبنا في فلسطين المحتلة 48.. وتحية لأهلنا في أم الفحم ووقفتهم الشجاعة وتصديهم لقطعان الهمجية والعنصرية الصهيونية..
تحية لأسرانا ومعتقلينا البواسل..
تحية لكم جميعاً في يومكم هذا.. وكل عام وأنتم بخير
"يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
--
في مهرجان غزة في الذكرى الثالثة والعشرين للانطلاقة الجهادية للحركة والذكرى السنوية الخامسة عشرة لاستشهاد الدكتور فتحي الشقاقي بتاريخ 29/10/2010م
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد،
يا أهلنا وشعبنا في القطاع الحبيب، وفي كل فلسطين، وكل مكان.. أحييكم.. وأحيي معكم جماهير أمتنا العربية والإسلامية، وكل أحرار العالم الذين مازال لفلسطين مكان في قلوبهم وعقولهم وضمائرهم.
أحييكم يا أهلي وربعي في غزة الصمود والإباء، وأحيي زحفكم وجمعكم هذا وفاء لدماء الشهداء الأبرار، دماء فتحي الشقاقي، وأحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وياسر عرفات، وأبو جهاد، وأبو علي مصطفى، وهاني عابد ومحمود الخواجا، ويحيى عياش، ومحمود طوالبة، وإياد صوالحة، ولؤي السعدي، ومحمد سدر، وكل الشهداء بلا استثناء..
بورك حضوركم في ذكرى الانطلاقة الجهادية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وفاء لسنين طويلة وتاريخ حافل من العطاء والتضحيات.. من قوافل الشهداء والأسرى والجرحى، ومن الثبات على الحق والمبادئ التي انعقد عليها إجماع الأمة منذ بداية الصراع على فلسطين.
في هذه المناسبة المباركة، وحتى لا أطيل عليكم لدي ثلاث رسائل موجزة: الأولى لأبناء حركة الجهاد الإسلامي، والثانية لجماهير شعبنا الفلسطيني، والثالثة لجماهير وشعوب أمتنا العربية والإسلامية.
الرسالة الأولى: لأبناء حركة الجهاد الإسلامي أقول: عندما نحيي ذكرى الشهيد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله، فنحن نحيي ذكرى الشقاقي فكرةً ونهجاً ومشروعاً حمله الشقاقي وضحى بحياته من أجله.. وعندما نحيي ذكرى انطلاقة حركة الجهاد فنحن نحيي ذكرى ولادة مسيرة كفاحية مباركة ولدت من عمق جرح ومعاناة ومأساة شعبنا وأمتنا، مأساة فلسطين.
كان خيار الشقاقي واضحاً لا لبس فيه: الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة؛ وفلسطين كل فلسطين هدفاً للتحرير؛ والجهاد والمقاومة طريقاً للتحرير.
إن إحياء الذكرى والوفاء لها يعني أن نجسد الانتماء الحقيقي لهذه العناوين بفكرنا، وعملنا، وسلوكنا، وعلاقاتنا، وأخلاقنا، وكل ما يتعلق بنا.. كل ذلك يجب أن نمارسه بتواضع، سواء على صعيد علاقاتنا بأنفسنا، أو في علاقاتنا بالآخرين. أما حينما يصبح شعار الفرد منا في نظرته للآخرين "أنا خير منه" فهذا موقف شيطاني، موقف أخرج إبليس من الجنة وطرده من رحمة الله إلى يوم الدين.
وفي كل الأحوال، يجب أن نتذكر أن الشقاقي رحمه الله كان مشروع شهادة على طريق النصر والتحرير. لم يكن الشقاقي، كما يعرفه الجميع، طالب دنيا، أو باحثاً عن منصب، أو موقع أو سلطة أو جاه، أو ثراء، أو أي عرض زائل من أعراض هذه الدنيا.
كان الشقاقي فكرة ونهجاً وخطاً سياسياً متميزاً.. لم يعرف المهادنة أو المساومة أو المداهنة.. ولا المراوغة أو المجاملة السياسية على حساب المبادئ والثوابت، لأنه رغم حرصه على الوحدة، ووعيه الكبير بعقله الكبير، لم يكن رحمه الله يؤمن بأنصاف الحلول خاصة في صراعنا مع العدو الصهيوني. عاش ورحل وهو يردد قصيدة لا تصالح:
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
وكان شعاره:
عندما يسكن الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفس
ولسان الخيانة يخرس
ونحن نقول اليوم: أن تنتمي للشقاقي يعني أن تنتمي لمبادئه، لأفكاره، لخطه، لنهجه، لمواقفه، لصلابته، وأن تسكنك روحه ووعيه وفكره، وأن تندلع نار الحق من أنفاسنا ونحن ننطق باسم حركة الجهاد ونعبر عن مواقفها وخياراتها..
الرسالة الثانية، وأتوجه بها إلى جماهير شعبنا الفلسطيني من كل مكان..
لقد بات واضحاً أن خيار المفاوضات قد وصل إلى طريق مسدود.. من هنا، فإننا نسأل وبكل إخلاص ومسؤولية: لماذا هذا الإصرار لدى قيادة السلطة على خيار المفاوضات؟! دلونا على شعب في التاريخ رفع في مواجهة عدوه ومن يحتل أرضه شعار لا بديل عن المفاوضات إلا المفاوضات! دلونا على شعب قبل أن يعتقل نفسه، ويطارد نفسه ويقمع نفسه حماية وحفظاً لأمن عدوه الذي يحتل أرضه!! هذا العبث يجب أن يتوقف وهذه الإهانة لكرامة فلسطين وشعبنا يجب أن تنتهي، وإلا فإننا نشتم رائحة مؤامرة كبيرة تجعلنا نحذر من أن يتمخض جبل المفاوضات بين السلطة والعدو في النهاية عن تصفية القضية وإنهاء الصراع والاعتراف النهائي والمطلق بحق الكيان الصهيوني في الوجود كجزء طبيعي من نسيج المنطقة.
وقد رأينا وسمعنا بوادر ذلك في التصريحات المشبوهة التي تلمح بإمكانية الاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية كمقدمة لتهجير أهلنا في مناطق 48 والتخلي عن خمسة ملايين لاجئ في الشتات.. إننا اليوم نقرع ناقوس الخطر ونحذر من نكبة ثالثة قد تنتج عن الإصرار على نهج التفاوض مع العدو، وشعار أن لا بديل عن المفاوضات إلا المفاوضات.
إن التصدي لهذه النكبة المتوقعة، ونسأل الله أن لا تقع يتطلب الانسحاب الكامل من المفاوضات مع العدو، وإنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، والتوحد على خيار الجهاد والمقاومة، نعم، الجهاد المقاومة للتصدي وإحباط كل مخططات العدو الصهيوني ومشاريعه واحتمالات عدوانه على شعبنا لاسيما في قطاع غزة.
الرسالة الثالثة والأخيرة، هي لجماهير أمتنا العربية والإسلامية..
ونحن نخاطب الشعوب لأننا نفضنا أيدينا من الحكومات والأنظمة التي تخلت عن فلسطين وسائر القضايا المصيرية للأمة.. نقول فلسطين ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، وإسرائيل ليست خطراً على فلسطين وشعبها فقط، بل إن المشروع الصهيوني يهدد الأمة كلها..
إذا ظن أحد أنه يدير ظهره لفلسطين والقدس لينجو بنفسه فهو واهم.. إذا ضاعت فلسطين نهائياً، وبقيت إسرائيل في قلب الأمة، فلن ينجو أحد من طوفان المشروع الصهيوني الأمريكي للهيمنة على المنطقة والعالم.
واقع التجزئة والنفس القطري وشعار نفسي نفسي ومالي ومال فلسطين والقدس، ليس طريقاً للنجاة. بل هو طريق الهلاك دنيا وآخرة..
المشروع المعادي اليوم هو تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم ومزيد من تفتيت الأمة وإشعال الحرائق والفتن.. انظروا ماذا حل بالعراق وأفغانستان، وماذا يبيت للبنان وسوريا وإيران.. انظروا الكارثة الكبرى التي تنتظر السودان وتهدد بانفصال الجنوب الذي تعادل مساحته حوالي 23 ضعف مساحة فلسطين، أي أن إسرائيل جديدة بمقدرات هائلة ومخيفة ستولد في أفريقيا تحاصر العرب وتحاصر مصر على وجه الخصوص.
أيها العرب والمسلمون.. إذا قدر لهذا الكيان الصهيوني أن يفلت بجريمة اغتصاب فلسطين وأن يعيش مرحباً به في هذه المنطقة، في قلب أمة العرب والمسلمين، فعلى هذه الأمة السلام لأن وجود إسرائيل لن يجلب لهذه المنطقة أي نوع من السلام، بل الحروب والدمار. لذا يجب أن يظل شعار كل المخلصين والمؤمنين والشرفاء من هذه الأمة أن إسرائيل يجب أن تزول من الوجود وهي اليوم تعيش هذا المأزق الوجودي وتستشعر خطر الزوال من الوجود، وستزول من الوجود بإذن الله. فهذا وعد الله عز وجل لنا ولن يخلف الله وعده.. "فإذا جاء وعدة الآخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا..".
ختاماً، في ذكرى انطلاقة الجهاد المباركة، ذكرى الشقاقي، وكل الشهداء الأبرار، تجدد حركة الجهاد الإسلامي عهدها مع الله أولاً. ومع جماهير شعبنا وأمتنا، ومع الشهداء الأبرار بأن نواصل المسيرة إيماناً بالحق الذي استشهدوا من أجله، ووفاء لدمائهم الزكية، وانتماءً لأمتنا وانحيازاً لقضاياها المصيرية.
تحية لكم يا أهلنا الصامدين الصابرين في القطاع الصامد المحاصر..
تحية لأهلنا في الضفة الأبية..
تحية لأهلنا وشعبنا في فلسطين المحتلة 48.. وتحية لأهلنا في أم الفحم ووقفتهم الشجاعة وتصديهم لقطعان الهمجية والعنصرية الصهيونية..
تحية لأسرانا ومعتقلينا البواسل..
تحية لكم جميعاً في يومكم هذا.. وكل عام وأنتم بخير
"يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
--
التعليقات