"ويكيليكس": تورط حكومي عراقي في فرق الرعب وتدخل ايراني مباشر في العراق واميركا تجاهلت القتل والتعذيب

غزة - دنيا الوطن
تقول صحيفة "ذي غارديان" البريطانية ان الصورة القاتمة للارث الاميركي والبريطاني في العراق التي كشفت عنها في وثائق عسكرية اميركية واسعة تم تسريبها، افادت بوقوع اعمال تعذيب واعدام فوري وجرائم حرب. واشارت التقارير المنشورة الى تورط ايراني في تسليح مجموعات مسلحة قامت باعمال قتل وتفجير. وفي كشف من المتوقع ان يكون له اثره على المشهد السياسي العراقي، كشفت التقارير عن اشراف مباشر من رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي على "فرق اعتقال ورعب".
وتقول الصحيفة البريطانية ان حوالي 400 ألف وثيقة سرية عسكرية اميركية عن عمليات القتال تسربت الى الصحيفة والى منظمات اعلامية دولية اخرى عبر موقع "ويكيليكس".

ومن المعتقد ان محلل الاستخبارات العسكرية الاميركي نفسه الذي قيل انه قام بتسريب 90 الف وثيقة عن الحرب في افغانستان هو نفسه الذي قام بتسريب هذا الارشيف الالكتروني.


وتكشف الوثائق الجديدة كيف ان:


- السلطات الاميركية لم تحقق بدقة في مئات التقارير التي تناولت الاساءة والتعذيب والاغتصاب بل والقتل على ايدي جنود وشرطة عراقيين.

- مروحية اميركية شاركت في حادثة سيئة في مدينة بغداد تسببت في مقتل مسلحين عراقيين بعد ان حاولوا الاستسلام.

- اكثر من 15 ألف مدني قتلوا في حوادث كانت مجهولة في السابق. واصر مسؤولون اميركيون وبريطانيون بعدم وجود سجلات رسمية للقتلى المدنيين، غير ان الوثائق سجلت وقوع 66081 حادثة قتل في أماكن غير قتالية من أصل 109000 فقدوا حياتهم.


وقد ورد في تقارير عديدة عن الاساءة الى المعتقلين، دعمتها في احيان كيرة تقارير طبية، وصفت كيف كُبل السجناء وعُصبت عيونهم وعُلقوا من الرسغ او الكاحل، وتعرضوا للجلد واللكم والركل او الصدمات الكهربائية. وتفيد ستة تقارير بان المعتقل المعني بكل منها قد انتهى به الامر الى الموت.


وفي كانون الاول (ديسمبر) كشف الاميركيون عن شريط فيديو يظهر ضباطا عراقيين يعدمون سجينا في تلعفر، شمال العراق. وتفيد الوثائق ان "الشريط يظهر حوالي 12 جنديا عراقيا، وان جنودا دفعوا المعتقل الى الشارع ورموه ارضا وركلوه ثم اطلقوا عليه النار".


وقال ناطق بلسان "بنتاغون" لصحيفة "نويورك تايمز" ان الاجراءات المتبعة لديهم انهم عندما يحصلون على تقارير باساءة معاملة عراقيين فانهم "يبلغون السلطة المعنية في العراق للتحقيق ومتابعة القضية".


وفي حادث اطلاق مروحية "أباشي" اميركية النار على اثنين من العراقيين حاولا الاستسلام في شباط (فبراير) 2007 وقتلهما، قال محام في القاعدة الاميركية "لا يمكن الاستسلام لطائرة".


والمروحية ذاتها هي التي اطلقت النار في تموز (يوليو) على اثنين من العاملين في وكالة "رويترز" للانباء واصابت طفلين في شوارع بغداد.


وتقول هيئة "تعداد الجثث العراقية"، وهي هيئة مقرها في لندن تتابع حوادث مقتل المدنيين، انها تعرفت على حوالي 15 ألف جثة لمدنيين كانوا مجهولي الهوية. ورغم ان الجنرالات الاميركيين يدعون بان قواتهم لا تحصي الجثث وان الوزراء البريطانيين لا يزالون ينفون وجود احصاءات في هذا الميدان، فان وثائق الحرب اظهرت انها ادعاءات كاذبة. اذ تفيد تقارير الميدان انها تحدد عدد الضحايا المدنيين والمقاتلين، وعدد الجرحى والقتلى من بين قوات التحالف. وتقول ان مجموع القتلى بلغ 109000 ما بين 2004 ونهاية 2009.


كما كشف موقع "ويكيليكس" عن أن مئات المدنيين قتلوا على الحواجز الأميركية في العراق وأن الجيش الأميركي تستر على أعمال التعذيب التي تمارسها قوات الأمن العراقية حسبما أفادت قناة الجزيرة أمس نقلا عن وثائق سينشرها الموقع.


وقدمت "الجزيرة" وفق بيان صحافي "أهم الاستخلاصات" الواردة في وثائق سيقوم الموقع، المختص بتسريب الوثائق العسكرية، بكشفها في الساعات المقبلة وتغطي الفترة بين بداية عام 2004 ونهاية عام 2009.


وأبرز هذه الاستخلاصات، بحسب البيان، قيام الجيش الأميركي بـ"التستر على أعمال التعذيب" التي تعرض لها سجناء عراقيون على أيدي قوات الشرطة والجيش العراقيين، وأفادت وثائق "ويكيليكس" بأن "الولايات المتحدة كانت على علم بأعمال التعذيب هذه، لكنها أمرت جنودها بعدم التدخل".


كما كشفت الوثائق عن أن "مئات المدنيين قتلوا على حواجز تسيطر عليها القوات الأميركية" وذلك على الرغم من أن التصريحات الرسمية الأميركية تنفي ذلك.


وأضافت الجزيرة أن "عدد القتلى المدنيين في العراق أكثر بكثير مما هو معلن". وقالت: إن وثائق "ويكيليكس" تشير إلى "تورط" رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي "في إدارة فرق الاعتقال والرعب".


ورد عبد الهادي الحساني عضو ائتلاف القانون الذي يقوده المالكي على الاتهامات بقوله، في قناة "الجزيرة"، إن أهل مكة أدرى بشعابها، والشعب العراقي واع لما يحدث في العراق، وهناك محاولة للتشويش على العراقيين ومحاولة لتأجيج الطائفية، والتأثير على نجاحات نوري المالكي، وإنها حرب على العراق وبروباغندا وأموال مسخرة ضد المشروع العراقي، وتأتي التسريبات في وقت التقدم الأمني العراقي. وإن هذه التسريبات أكاذيب، ولها أبعاد وأبرزها ترشح المالكي

جنود اميركيون يعتلقون عراقيين يشتبه بانهم مقاتلون

لتشكيل الحكومة العراقية، وإن حزب المالكي لا يقبل باستخدام العنف ونحن نعرفه، وهو قائد القوات المسلحة ولا يحتاج لمثل هذا وخلط الأوراق لا ينطلي على شعبنا، لأن المالكي والمشروع العراقي ترسخا في العراق، من أجل توحيده بعيدا عن الطائفية.
ويرد الحساني على اتهام المالكي بالمسؤولية عن إشرافه على فرق رعب بالنفي التام، بل يقول إن الهدف هو تشويه صورة المالكي الذي أحبه العراقيون، خصوصا في الوقت الذي يبذل فيه جهدا من أجل تشكيل الحكومة، والهدف هو تمزيق المشروع الذي يقوم به المالكي لضمان وحدة العراق، وهو جهد تبذل ضده أموال وفتاوى من دول معلومة لتشويه صورة المالكي.


وتكشف الوثائق العسكرية الأميركية أيضا عن "دور إيراني سري في تمويل وتسليح الميليشيات الشيعية".


ووفقا لموقع قناة "الجزيرة"، ترسم الوثائق صورة للمالكي بعيون الأميركيين، فيبدو رئيس الوزراء المنتهية ولايته شخصا طائفيا منحازا بالقوة إلى طائفته الشيعية على حساب مواطنيه السنة، كما تصور هذه الوثائق وجها خفيا للمالكي وهو يقود فرق الرعب.


أما إيران، حسب البيان الذي وضعته "الجزيرة"، فكانت حاضرة في المشهد العراقي، ولكن على نحو سري؛ عبر تهريب السلاح التقليدي لإمداد الأحزاب والمنظمات الشيعية الموالية لها، وخصوصا جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر ومنظمة بدر التي كانت الجناح العسكري للمجلس الإسلامي العراقي الأعلى بقيادة عائلة الحكيم، قبل أن تتحول تلك المنظمة إلى تنظيم سياسي وفق ما هو معلن.


واللافت أن التقارير السرية حسب الوثائق المسربة في حالة إيران، تذكر أسماء عملاء تقول إنهم ضباط استخبارات إيرانيون كانوا يعملون بشكل يومي في العراق، وإن بعضهم متورط في شن هجمات بالصواريخ على المنطقة الخضراء، علاوة على إقامة نقاط تفتيش مشتركة في المناطق الشيعية يشرف عليها عناصر أمن إيرانيون بوجود عناصر من جيش المهدي ومنظمة بدر.


كما يكشف "ويكيليكس"، بحسب الجزيرة، عن وثائق جديدة عن ضحايا الشركة الأمنية الأميركية الخاصة "بلاك ووتر" من المدنيين.


وأشارت إلى أن قوة عسكرية تابعة للمالكي شنت عملية اعتقال ضد خصومه السياسيين، ولفتت إلى أن حكومة المالكي تميزت بالطابع الطائفي، وكانت تهدف إلى تصفية خصومه السياسيين التابعين للحلف السني.


كما قام المالكي في عام 2009 بالقبض على خمسة من القيادات السنية التي رأى فيها تهديدا لنفوذه.


وأثبتت الوثائق تورط المالكي في قتل عدد من خصومه السياسيين البارزين وعلى رأسهم محافظ نينوي بسبب مشاكله مع الأكراد، حيث تلقى المحافظ تحذيرا بعدم السماح له بتخطي نقطة تفتيش بعينها وإلا سيقابل بإطلاق النار عليه.


وأصدر المالكي تعليمات لرجال الشرطة "في محاولة لاستعراض القوة" بعدم مساندة المحافظ في معركته مع الأكراد، وتركه وحيدا لتصفيته خاصة وانه كان سنيا. مليشيات إيران الدموية


تنسيق ايراني - مالكي على تصفية السنة

كما أفادت الوثائق أن إيران كان لها ميلشيات تأتمر بأمرها، وخاصة في محافظة البصرة، مشيرة إلى أن أكثر الجهات تورطا هي الحرس الثوري الإيراني حيث تورط الحرس الثوري بشكل مكثف في عمليات تهريب الأسلحة وخاصة لفيلق .


وتؤكد الوثائق أن الشريط الحدودي الجنوبي العراقي والمحاذي لإيران استغل في عمليات تهريب أسلحة متعددة كان من ضمنها قذائف موجهة للطيران ومدافع "ار بي جي" وصواريخ ومواد شديدة الانفجار.


وأشارت الوثائق إلى أن هناك محاولات عديدة لاغتيال عدد من القيادات السنية، وكان من أبرز هذه المحاولات دخول سيارة مفخخة تابعة لإيران من شمال العراق لقتل إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق عام 2006، وهو ما أدى إلى الإطاحة بحكم علاوي والمجيء بحكم المالكي.


وتبرز الوثائق أن هذه العملية تمت على يد ميلشيات شيعية حصلت على دعم من الحرس الثوري الإيراني، حيث دخل أحد الشخصيات وكان يبرز جواز سفر يزعم انه أبكم وذلك لعدم كشف لهجته الفارسية وكشف يما بعد أنه العقل المدبر لعميلة اغتيال علاوي.


ولفتت الوثائق السرية التي سربت عن طريق "ويكيليكس إلى" خطورة الدور الإيراني في تصفية بعض العراقيين من السنة، بالإضافة إلى دور إيران في المواجهات بين الميليشيات الشيعية والقوات الأميركية في العراق.


وأشارت إلى أن المسؤولين الأميركيين كانوا على علم بما يحدث فى السجون العراقية إلا أنهم كانوا يأمرون جنودهم بغض الطرف. رغم الانتهاكات الجسيمة فى مراكز الجيش والشرطة العراقية.


كما كشفت الوثائق عن 1000 عملية إجرامية قام بها عناصر الشرطة والجيش العراقي وذلك في مراكز التعذيب.


حيث تم استخدام عمليات التعذيب وأبرز هذه العمليات التعذيب بالكهرباء وعلى الأعضاء التناسلية وعلى الصدر والأقدام والوجه. وقى في شهر واحد 142 شخصا مصرعهم جراء عمليات التعذيب في السجون العراقية.


وأثبتت الوثائق أن عمليات التعذيب تمت كلها بمعرفة الشرطة والجيش العراقي، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة طالبت جنودها بغض الطرف عن عمليات التعذيب التي يقوم بها العراقيين ضد العراقيين.


ورأى دونالد رامسفيلد وزير الدفاع السابق في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، بضرورة الصمت والإبلاغ فقط الجهات العراقية المختصة.


وأثبتت الوثائق أن هناك مليشيات استخدمت سجونا خاصة بها لصالحها لارتكاب عمليات التعذيب ضد السنة من العراقيين.


وفي أكبر عملية تحقيق أميركية حول حقيقة السجون السرية في العراق تقدم الجنود الأميركيون ببلاغات لرؤسائهم تكشف 145عن عمليات تعذيب تعرض لها مدنيين عراقيون على يد الشرطة العراقية.


ويقول موقع "ويكيليكس" انه سينشر الوثائق الـ400 ألف عن حرب العراق رغم اعتراض "بنتاغون". وتضيف انها طمست الاسماء كلها من الوثائق خشية ان يؤدي ذلك الى اعمال انتقامية.

التعليقات