الدكتور واصل ابو يوسف امين عام جبهة التحرير الفلسطينية:لن نراهن على وعود الادارة الامريكية

رام الله-دنيا الوطن
اكد الدكتور واصل ابو يوسف امين عام جبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في حديث لروسا اليوم وقناة العالم عن آليات متابعة الموقف الفلسطيني بعد ان تبلور الموقف بعدم الذهاب الى المفاوضات اذا ما استمرت حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة في عمليات الاستيطان، وهذا ما سانده اجتماع لجنة المتابعة العربية. واضاف الى وجود ضرورة لوضع آليات حقيقية للمتابعة بمشاركة المجتمع الدولي والمؤسسات القانونية الدولية بما فيها مجلس الامن الدولي وهيئة الامم المتحدة. الا انه مع الاسف اعطى اجتماع القمة العربية الاخير، الادارة الامريكية مهلة شهر واحد من اجل متابعة حيثيات القرار، وقال انا اعتقد ان الفرصة معدومة لان الادارة الامريكية التي تطلق تصريحات ايجابية حول ضرورة وقف الاستيطان وحول ضرورة وجود مرجعية للمفاوضات والتوصل الى حلول جذرية خلال الفترة المقبلة، هذه الادارة تتغاضى عن اشتراطات حكومة نتنياهو ومواقفها التي قطعت الطريق بوجه انجاح العملية السياسية. واعتقد ان استراتيجية الادارة الامريكية تصب في تقديم الدعم والضوء الاخضر لحكومة نتنياهو لمواصلة العدوان والاشتراطات ونسف العملية السياسية، أي ليس هناك مبرر لاعطاء الادارة الامريكية شهر اضافي للمتابعة.
وحول توصية البحث عن بدائل للمفاوضات يقول الدكتور واصل ابو يوسف: للاسف لقد نقل هذا الموضوع ايضا الى القمة العربية التي اختتمت اعمالها في سرت، وكان لابد من وضع آليات محددة للمتابعة ولكن بقيت هذه المسألة في اطار التكهنات ولم يجر بحث حقيقي وجدي لتفعيل هذه الآليات والتي من اهمها مواصلة البحث مع المجتمع الدولي عما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 بما ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وقال ان هناك مجموعة كبيرة من قرارات مجلس الامن الدولي والامم المتحدة حول عدم شرعية الاستيطان واعتباره مخالف للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف الرابعة.
وانتقد المواقف العربية من القضية الفلسطينية وقال، ان الدول العربية وخلال القمة الاخيرة في مدينة سرت الليبية اتخذت مواقف ضعيفة تجاه القضية الفلسطينية.
واشار الدكتور واصل في حديثه الى بيانات صادرة عن الاتحاد الاوروبي وتصريحات بان كي مون السكرتير العام للامم المتحدة واللجنة الرباعية ومن الرئيس اوباما نفسه وكلها تعتبر الاستيطان عملية غير قانونية وتطالب حكومة نتنياهو بوقف الاستيطان من اجل انجاح العملية السياسية، الا ان حكومة نتنياهو رفضت كل هذا وهي مستمرة في الاستيطان.
ورأى في دعوة نتنياهو لاعتراف الفلسطينيين ( بالدولة اليهودية ) مقابل تمديد مؤقت لما يسمى بالتجميد الجزئي للاستيطان ، مثالا على مدى الاستخفاف بالقانون الدولي والإنسان ،واصرر على النكران والنفي المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والعودة و تقرير المصير، وقال لن تعترف منظمة التحرير ولا السلطة ابدا باسرائيل كدولة يهودية مقابل تجميد الاستيطان .
واضاف ابو يوسف ان الاستيطان عمل غير شرعي وهناك مايقارب عن 15 قرارا صادرا عن مجلس الامن حول عدم قانونية وعدم شرعية العمليات الاستيطانية والمطالبة بازالة المستوطنات، مؤكدا ان محكمة العدل الدولية في لاهاي اصدرت ايضا قرارا يؤكد عم شرعية بناء جدار الفصل العنصري وتطالب بهدمه وازالته
ودعا إلى استخلاص العبر من النتائج التي أفضت إليها ما تسمى بعملية السلام و مسيرة المفاوضات ، و مصارحة الشعب الفلسطيني و الشعوب العربية و ذلك من اجل وضع حد للحالة الكارثية التي تعيشها الساحة الفلسطينية و لصلف ووقاحة الاحتلال و مخططاته الإجرامية .
وحول تغير موقف الادارة الامريكية من اسرائيل بعد تجربة المفاوضات الاخيرة، يقول امين عام جبهة التحرير علينا ان نأخذ بزمام المبادرة في وضع آليات مناسبة وخاصة في ظل انغلاق الافق السياسي بسبب ماتقوم به اسرائيل التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن فشل المفاوضات اولا وثانيا بات من المعروف والمؤكد ان الادارة الامريكية متحالفة استراتيجيا مع حكومة نتنياهو حيث تدعمها بالمال والسلاح اضافة الى الدعم السياسي واستخدام الفيتو في مجلس الامن لصالح اسرائيل، ان هذه الادارة هي التي تعطي الضوء الاخضر لحكومة اليمين المتطرف في اسرائيل للاستمرار في مشاريعها الاستيطانية وسياستها في نهب الارض وتصفية الحقوق التي تهدف الى نسف كل مسار سياسي، ونحن نرى ان الولايات المتحدة عندما يتعلق الامر بأي دولة في العالم ترفع البند السابع وغيره من بنود ميثاق الامم المتحدة ولكن عندما يتعلق الامر بالاراضي الفلسطينية المحتلة فانها ترفع حق الفيتو. وهنا اريد ان اقول لاتكفي التصريحات الايجابية سواءا من بعض الاتحاد الاوروبي او من معظم عواصم العالم حولة عدالة وشرعية القضية الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وهو الحد الادنى الذي يقبل به الشعب الفلسطيني، بل حان الوقت لوضع آليات من اجل الوصول الى هذا الهدف عبر مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة من اجل اصدار قرارات تكون ملزمة لجميع الاطراف.
وانتقد الموقف الاوروبي الضعيف من القضية الفلسطينية وتصريحات وزير خارجية الكيان الاسرائيلي حول الدور الاوروبي في هذا المجال ، وقال ماجرى خلال لقاء ليبرمان مع نظيريه الفرنسي والاسباني كان وقاحة بكل المعنى ولم يسبق له مثيل.
وقال امين عام جبهة التحرير ان البدائل مطروحة لدى الجانب الفلسطيني وتتضمن التمسك بالمقاومة بكافة اشكالها وخاصة المقاومة الشعبية في القدس المحتلة او المظاهرات الشعبية في بلعين ونعلين والمعصرة وهذا يؤكد على ثبات شعبنا امام محاولات التهويد والتشريد ،واعلان الدولة الفلسطينية المستقلة على جميع الاراضي المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس حسب خط الرابع من حزيران ، مع التمسك بحق العودة لشعبنا وفق القرار الاممي 194 ، ومطالبة العالم بفرض اجراءات عقابية على اسرائيل في حال استمرار احتلالها.
وحول المصالحة الفلسطينية يرى ابو يوسف أن استعادة الوحدة الوطنية والرؤية السياسية والبرامج التي يتم على أساسها بناء الوحدة يمكن أن تتحقق من خلال التوقيع على الورقة المصرية واضاف ان وثيقة الأسرى واعلان القاهرة يشكلان الاسس في عملية اي مصالحة، ونحن نرحب بلقاء الاهوة في حركتي فتح وحماس لمعالجة الأوضاع على الأرض التي نشأت جراء الانقسام الذي حصل.
وردا على السؤال حول التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان على قطاع غزة بزعم تسلح المقاومة في القطاع بأسلحة حديثة اكد ابو يوسف أن العدوانية والعنصرية وإرهاب الدولة صفات لصيقة بالكيان الصهيوني وعلينا دائماً أن نتوقع اعتداءات بأشكال وفي مواقع مختلفة.

التعليقات