حاويات النفايات الصلبة في حلب... هل تُنهي عمل جامعي القمامة المنزلية؟

حلب-دنيا الوطن- زاهر طحان
  انتشرت مؤخراً في بعض شوارع مدينة حلب الرئيسية، حاويات جديدة مخصصة لجمع النفايات الصلبة التي يمكن الاستفادة من خلال عملية إعادة تصنيعها، وراقت فكرة تلك الحاويات لبعض سكان المدينة الذين تباينت آرائهم عن مدى جدوى وجود هذه الحاويات من عدمها، في ظل وجود جامعي القمامة من المنازل والذين يقومون تلقائياً بفرز تلك النفايات بحسب نوعها للاستفادة من ثمنها، كما أنها المرة الأولى التي تظهر فيها مثل تلك الحاويات في شوارع المدينة.
وقسمت كل حاوية من الحاويات، التي تمركز معظمها على أرصفة بعض الشوارع الرئيسية كشارع "فيصل" وشارع "الرازي" وحي "العزيزية"، إلى أربع أقسام خصص كل قسم منها لنوع من النفايات التي من الممكن أن يعاد تصنيعها، قسم للنفايات الورقية وقسم للزجاج وقسم للعلب المعدنية وقسم للبلاستيك، حيث لا يتوجب على المواطنين سوى عزل نفاياتهم المنزلية بحسب أنواعها ووضع كل قسم منها في الفتحة المخصصة له.
بعض الحلبيين راقت لهم الفكرة، وارتأوا أن خطوة تركيب هذه الحاويات خطوة حضارية بكل المقاييس :"ويجب على كل مواطن منّا أن يتعاون مع مجلس المدينة ويلتزم بوضع نفاياته المنزلية في أماكنها المخصصة وخاصة أنني فهمت من العبارات المكتوبة على الحاويات أن المواد التي سيعاد تصنيعها ستعود لدعم الأحياء الفقيرة في المدينة ولذلك فإن التزامنا بوضع القمامة في الأماكن المخصصة داخل تلك الحاويات هو واجب إنساني قبل أن يكون حضاري وأتمنى من المعنيين زيادة عدد الحاويات كي تشمل كافة أحياء ومناطق المدينة لا أن ينحصر تواجدها في أماكن محدودة وقليلة"، وفق قول "أسامة" مهندس مدني.
وإذا كانت الفكرة قد راقت لبعض الحلبيين، إلا أن معظم من استقصت "حكاية سورية" آرائهم وجدوا أن لا جدوى ترجى من وضع تلك الحاويات وذلك بسبب "تكاسل" أصحاب المنازل عن فرز نفاياتهم وعزلها :"فمن منا سيقوم كل يوم بجمع قمامته في المنزل ويعزلها ثم يذهب إلى الحاوية لوضعها في الأماكن المخصصة، كما أن معظم الحلبيين متفقون مع عمال نظافة يأتون صبيحة كل يوم لجمع القمامة من أمام أبواب منازلهم دون الحاجة إلى نزول صاحب البيت بنفسه إلى الشارع للتخلص منها"، كما أفصح "عبيدة" تاجر ألبسة.
وغمز "إسماعيل"، طالب جامعي، إلى أن القمامة المنزلية التي ترمى كل يوم في الحاويات العادية :"تتعرض يومياً لعملية فرز تلقائية للنفايات الصلبة من قبل جامعي القمامة وأطفالهم الذين يقومون كل يوم بأعمال التنقيب والبحث عن النفايات البلاستيكية والمعدنية للاستفادة من ثمنها الذي يحصلون عليه من أصحاب المعامل المهتمة بتلك المواد كمعامل الورق والبلاستيك الموجودة على أطراف المدينة، ولذلك فلا ضرورة لوجود تلك الحاويات إذا لم نستطع مكافحة جامعي القمامة الذين راحوا يشكلون (عصابات) في كل منطقة لمنع المتطفلين من الدخول إلى منطقتهم وتفتيش حاوياتها التي أصبحت وكأنها ملك لهم بما فيها".
يشار إلى أن وضع حاويات مخصصة للنفايات الصلبة، هي أحدى الخطوات التي تقوم بها جمعية أصدقاء البيئة في حلب ضمن مشروعها الذي تبنته "مشروع جمع وفرز النفايات الصلبة" ، والذي بدأ تنفيذه منذ عدة أيام بالاشتراك مع برنامج التعاون الإقليمي السوري التركي المشترك، وبالتعاون مع مجلس مدينة حلب

التعليقات