تفاصيل سقوط العميد فايز كرم في لبنان الجاسوس لصالح إسرائيل منذ مطلع الثمانينات

تفاصيل سقوط العميد فايز كرم في لبنان الجاسوس لصالح إسرائيل منذ مطلع الثمانينات

بقلم : د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الأمنية والإستراتيجية


السيرة الذاتية الرسمية
- فايز وجيه كرم .
- من ابناء زغرتا، والده العميد وجيه كرم.
- من مواليد 17/10/1948 .
- تلقى د روسه الابتدائية في مدرسة الفرير طرابلس و الثانوية في بيروت في مدرسة الفرير الجميزة .
- متأهل من السيدة هند كعدي وهي محامية في الاستئناف، و لديهم ولدان هما وجيه و ميرا .
- دخل المدرسة الحربية سنة 1969 و تخرج منها برتبة ملازم سنة 1972 .
- اتم دورات حربية في الخارج منها دورة تطبيقية للمشاة في مونبيليه-فرنسا، و دورة في الولايات المتحدة في المخابرات العسكرية .
- تدرج في الجيش و تسلم مراكز قيادية كان آخرها رئيس فرع مكافحة الارهاب و التجسس و بقي في هذا المنصب حتى الاجتياح السوري لوزارة الدفاع حيث اقتيد موقوفاً الى سجن المزة حيث بقي فيه مدة خمسة اشهر .
- بعد خروجه من سجن المزة تابع نضاله رافضاً السفر خارج لبنان مما اضطر القيادة المسؤولة في حينه الى ملاحقته بجرم تنظيم خلاياارهابية و تحضير انقلاباً ضد السلطة القائمة مما أدى به بمغادرة الأراضي اللبنانية و حيث بقي في فرنسا مدة 13 سنة الى جانب العماد عون و قد تابع من المنفى نضاله الوطني .
- وعاد مع العماد عون و رفاقه لمتابعة مسيرته في لبنان .
- ترشح للانتخابات النيابية عن المقعد الماروني في طرابلس و قد نال رقماً قياسياً من اصوات الناخبين الذين لم يبخلوا عليه باصواتهم. و قد ميزته زغرتا ب 19700 صوت و هو رقم قياسي في زغرتا .

- تفاصيل السقوط .

حالة من الذهول تخيم على لبنان وجميع اهالي "زغرتا" البلدة التي تربى وسط ابناءها القيادي في التيار الوطني الحر العميد المتقاعد فيالجيش اللبناني فايز كرم الذي اعتقل الثلاثاء بتهمة "التخابر لصالح اسرائيل منذ مطلع الثمانينيات".
العميد فايز كرم منسق التيار الوطني الحر في شمال البلاد كان العنوان الابرز لغالبية وسائل الاعلام اللبنانية والعربية، والتي نشرت تفاصيل مثيرة عن القاء القبض عليه الاربعاء والتحقيق معه.
تقول المصادر "ان كرم سرعان ما اعترف في التحقيق الاولي معه بالتعامل مع الاسرائيليين" ، كاشفا انه كان يلتقي مشغليه في بعض الدولالاوروبية، وتحديدا في باريس حيث امضى اكثر من عشر سنوات بعد مغادرته لبنان مطلع تسعينيات القرن العشرين".
وبناء على التحقيق الاولي مع كرم اكد "ان بداية اتصاله مع "الموساد" كانت مطلع الثمانينيات ، ولا يزال بالفعل مستمرا في التواصل معهم حتى الآن" ، ويرجح ان يكون هناك متورطون آخرون في الشبكة عينها.
المصادر اشارت الى ان الموقوف فايز كرم اعترف بتعامله مع اسرائيل في اقل من ربع ساعة ، بعد ان لجأ المحققون الى حيلة غير مسبوقة بعرض كل الادلة التي بحوزتهم دفعة واحدة ، الامر الذي ادى الى اعتراف كرم على الفور بجريمته ، وذلك خشيةان يقود اتهام بلا دليل الى انتقام سياسي من قبل مؤيديه .
وادعى كرم خلال التحقيق بعدم زيارته اسرائيل الا مرة واحدة، وعدم تقديمه اي معلومات جدية للاسرائيليين ومحاولته تضليلهم .
وركز المحققون على حجم معرفة كرم بمسئولين في حزب الله ، خاصة وان رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون اكد ان الموقوف استفاد من قربه منه ليوطد علاقته ببعض القياديين في حزب الله وبمسؤولين سوريين.

- القبض على كرم .


وعن عملية القبض عليه ، ذكرت مصادر امنية لبنانية ان كرم اوقف لدى محاولته مغادرة البلاد عبر مطار رفيق الحريري الدولي، اثر توقيف مقدم في الجيش قبل ايام بالتهمة عينها.
وقالت المصادر"ان كرم كان يحاول الفرار بعدما استدعي للتحقيق، مما شكل الاشارة الى وجود ارتباط بين الضابطين".
وكشفت المصادر ان الجهات الامنية المعنية ابلغت العماد عون توقيف كرم وطلبت منه امهالها خمس او ست ساعات لافادته عن حصيلة التحقيق الاولي معه ، كما ابلغ في الوقت عينه المسؤولين الكبار في الدولة هذا التطور.
كما ذكرت المصادر" ان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله عندما قال في خطابه يوم الثلاثاء انه "لا سقف سياسيا او ‏دينيا او طائفيا يحمي العملاء وان لا تهاون معهم تحت اي اعتبار" ، كان يشير الى اعتقال القائد العوني البالغ من العمر 62 عاما.
وتباينت المعلومات حول كيفية ملاحقته ، ما اذا كانت تمت ملاحقته من خلال رصد ‏اتصالاته خاصة الخارجية ، فيما ذهب البعض بالتأكيد ان التحقيق مع احد الموقوفين بالتعامل مع العدو هو ‏الذي ادى الى ذلك.
واشارت المصادر الى ان العميد كرم استسلم للقوة الامنية التي داهمت منزله دون مقاومة ، فيما تم العثور على بعض الوثائق في منزله، وسط توقعات بان يكون له ارتباط بشبكة كبرى.‏

- شباك "الموساد" .

ولفتت المصدر" الى ان كرم وقع في شباك المخابرات الاسرائيلية اثناء اقامته في فرنسا بعدما لجأ اليها بعد حرب التحرير واعتقاله ستة اشهر في السجون السورية مع عدد من الضباط اللبنانيين،فاستغل عملاء اسرائيليين حالته السيئة وحاولوا اقناعه بالتعاون.
واضافت المصادر "بالرغم من ان التغيير الجذري الذي حققه التيار الوطني الحر في خياراته ‏السياسية الجديدة لم يتوقف العميد كرم عن التعامل مع مشغليه الاسرائيليين، خصوصاانه ‏استمر في التعامل بعد عودته الى بيروت، علما انه عاد على الطائرة ذاتها التياقلت العماد ‏عون".
وتضيف المعلومات ان العميد المتقاعد فايز كرم كان من الناشطين في التيار الوطني الحر، ومن ‏الذين ساهموا في اصدار قرار محاسبة سوريا،وهو من المقربين ومن الدائرة الضيقة بالعماد ‏عون، كما انه كان يزور سوريا مرارا.

- وصمة عار.

وفور سماع الخبر سارع عضو كتلة المستقبل النائب عقاب صقر باصدار بيانا يؤكد " ان اي محاولة للطعن بالتيار الوطني الحر عبر عمالة احد كوادره، انما هي محاولة معيبة وغير مقبولة، اذا اننا ننظر الى العميل على انه يقوم بارتباط شخصي مع العدو لا يلزم الا شخصه، وبالتالي لا شأن لطوائف العملاء واحزابها بافعال العمالة التي تبقى وصمة عار في جبين اشخاصها حصرا، وكل ما عدا ذلك هو كلام استهلاكي مرفوض".
من جهته استبعد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق، اللواء عصام ابو جمرة في ان يكون لتوقيف كرم تأثير على علاقة عون بـ"حزب الله" ، قائلا: "سمعنا منذ ايام بان عملاء في صفوف حزب الله اوقفوا ايضا، وبالتالي هذا الموضوع ليس حكرا على طرف معين، لكن الملفت ان يكون قريبا جدا من عون".
يشار الى ان كرم كان يسعى لتحقيق طموحاته السياسية فلعله كان "يطمح الى ان يكون رئيسا للجمهورية" يعمل للموساد داخل مجلس الوزراء ، ولكن الظروف حالت بينه وبين تحقيق رغباته.
واشارت المصادر الى انه خلال انتخابات 2009 اصر كرم على الترشح لاحد المقاعد المارونية الثلاثة في قضاء زغرتا (شمال)، ولم يكن ذلك ممكنا لان رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية كان قد سمى احد افراد عائلة كرم، وهي احدى العائلات الكبيرة في مدينة زغرتا "النائب الحال يسليم كرم".
والمعلوم انه خلال اللقاءات مع كرم للعزوف عن الترشيح، طُرحت فكرة اسناد حقيبة وزارية اليه في ما بعد الانتخابات ، وهكذا حالت الظروف دون ان يصبح كرم وزيرا .

- معركة ضد العملاء .

والغريب ان كرم قد قال في آخر تصريح تلفزيوني له"ان المعركة اليوم هي مع العملاء الذين لا يهابون الدولة ول ايردعهم القضاء"، مشددا على "ضرورة ان تواكب اجهزة المخابرات كل الحروب التي نمرفيها في لبنان".
واضاف "لبنان اليوم هو ساحة للمخابرات، والى عدم وجود هيبة للدولة امام العملاء وعدم وجود احكام قضائية تتوازى مع الجرم الذي يرتكبونه".
وقال ان "حالة العداء التي نعيشها نحن واسرائيل ليست موجودة عند كل الفئات اللبنانية لان السياسة دخلت في مصالحها لتخفف حالة العداء هذه، ويحاولون الاستفادة من العداء الاسرائيلي لضرب "حزب الله" وتغيير الحالة الموجودة في لبنان"،مشيرا الى انه ضمنا هناك بعض الناس في لبنان ما زالت تراهن على اسرائيل، معتبرا ان هذه الضربة ستستثمر في السياسة الداخلية في لبنان.

- صدمة لبنانية .


وفورشيوع الخبر الذي سرى "كالنار في الهشيم" لم تقتصر الصدمة على التيار العوني فقط بل ان اقرباء كرم عبروا عن صدمتهم، فلسان حال معظم اهالي زغرتا الذين فوجئوا بخبر توقيف العميد فايز كرم يقول "لا يمكن تصديق الخبر.. ولننتظر نتائج التحقيق" ،فالموقوف هو ابن عميد سابق في الجيش "وجيه كرم"، ومتزوج من المحامية هند كعدي.
وخلال مسيرته العسكرية، تبوأ مناصب قيادية كان آخرها رئيس فرع مكافحة الارهاب والتجسس في الجيش الذي كان يخضع لامرة العماد عون عندما كان رئيسا لحكومة انتقالية، واطيح به من قبل القوات السورية في اكتوبر 1990.
ويقول احد الاهالي وهو بطرس جار فايز كرم: "لا استطيع ان اصدق ان العميد عميل"، مضيفا "من قدم كل هذه التضحيات في سبيل الوطن، ومن تربى في المدرسة العسكرية لا يمكن له ان يرتهن للعدو الاسرائيلي".

وهناك من يتحدث عن مؤامرة ضد العميد، وهناك ايضاً من يقول انهم يحاولون عبر التهمة توجيه ضربة لـ"التيار الوطني الحر" عبر احد كوادره الاساسيين.
وفي مقابل هذه التكهنات، يسهب جيران كرم في مدح اخلاقه وادبه وحسن تعامله، ويتساءل احد اصدقائه "أليس من المفروض ان يكون ميسور الحال كبقية العملاء؟ لمعلوماتكم ان العميد لا يملك منزلاً في مسقط رأسه زغرتا، ومنزله في اهدن ورثه عن والده العميد وجيه كرم وهو منزل متواضع جدا".

[email protected]

التعليقات