لماذا اقرأ واكتب في موقع دنيا الوطن

لماذا اقرأ واكتب في موقع دنيا الوطن

خالد عبد القادر احمد
[email protected]

منذ بدأت نشر ما اكتب, انتقيت على الصعيد الفلسطيني موقع دنيا الوطن, لنشر كتاباتي فيه نظرا لما يتمتع به هذا الموقع من ثقة عند القاريء الفلسطيني, ونظرا لاستقلاليته الفكرية السياسية, ومدى حرية النشر الواسعة التي تبدي هيئة تحريره الاستعداد للاخذ بها.
بالنسبة لي يشكل موقع دنيا الوطن مفخرة اعلامية فلسطينية, نهجها يؤكد ان الشوفينية ليست شرطا ملازما للهوية القومية, بمقدار ما هو ملازم لوضع القومية السياسي, بل العكس ان وجود تربية شوفينية مسبقة هي التي تعكس نفسها بصورة سلبية على الاعلان والتعبير والهوية الثقافية القومية. وهذه لا يمكن وجودها في تربية المجتمع الفلسطيني الساعي للتحرر القومي, فالشوفينية مظهر تفوقي لا تمتلك قوميتنا امتيازه في وضع القهر الذي تحياه, وكل من يوجه هذه التهمة للرؤية القومية الفلسطينية انما يمارس عملية ترهيب وابتزاز فكري ونفسي ضد حالتنا النضالية ومطالبنا في التحرر, ونهج دنيا الوطن في النشر يشكل برهانا ينفي صفة الشوفينية هذه.
ان دنيا الوطن كموقع اعلامي بعيد عن صفة الانغلاق الفكري السياسي التي تلازم المواقع الاعلامية الفصائلية, غير القادرة على ان تكون فكريا جماهيرية, لانها اصلا منغلقة غير جماهيرية بتعبويتها وتنظيمها, فهي لا ترى ذاتها من خلال الصورة الفلسطينية الواحدة بل ترى الصورة الفلسطينية من خلال ذاتية صورتها الخاصة.
ان دنيا الوطن مدى مشاع من الحرية الفكرية. لا يزال في هويته القومية فلسطينيا, كما هي مشاعية الوطن نفسه لا تزال هويتها فلسطينية, رغم السيطرة الصهيونية الاوروبية عليه, فالصراع لايزال لا يحمل نفيا للهوية الفلسطينية عن فلسطين ولم ينجح بعد في احلال الهوية الصهيونية الاوروبية عليها رغم سيطرته السياسية العسكرية عليها, فالحرب التي بدأت بوعد بلفور لم تنتهي وتحسم وان انتصر في كثير من معاركها العدو الصهيوني.
ان تحيتي لدنيا الوطن لا تتوقف عند توجيه الشكر لاصحاب الموقع وهيئة تحريره, ولا اظن انهم ينتظرون ذلك من اي كان, لكن تقديري واحترامي لهذا الموقع يدعوني لان اوجه دعوة لاخواني الكتاب والقراء لاعتبار هذا الموقع موقعا للاصالة والبقاء والاستمرار الثقافي الفلسطيني, يرتقي فيه الكاتب والقاريء لمستوى الانتماء الثقافي الفلسطيني الذي يتجاوز المنغصات الصغيرة التي يحملها عادة العمل اليومي واحتكاكاته.
صدقوني انني الاحظ غياب كثير من اقلامنا الفلسطينية, غير المبرر, عن الموقع, وادعوهم الى اعادة تجديد صلتهم بالموقع, بغض النظر عن موقفي الشخصي من خطهم الفكري السياسي, ودعوته الدعاوية والتحريضية, فدنيا الوطن كالوطن للجميع, في حين ان الموقع الفصائلي ( للحمولة ). وقد ان اوان ارتقاء مجتمعنا الى الاطار القومي الفلسطيني وتجاوز الاطر الحامولاتية والعشائرية الاضيق افقا والاقل شأنا.
اليس غريبا منا رفع شعار العودة ونحن نهاجر, اليس غريبا ايضا ان ندعوا للوحدة وارقانا فكريا يتفسخ ويتشظى. لماذا يكون سلوكنا دائما ومناورتنا عكس نوايانا واهدافنا؟

التعليقات