قوات الأمن الخاصة في السعودية نفذت مناورة ضخمة لمواجهة جبلية مع القاعدة..شاهد الصور

قوات الأمن الخاصة في السعودية نفذت مناورة ضخمة لمواجهة جبلية مع القاعدة..شاهد الصور
غزة-دنيا الوطن
بدت وحدات قوات الأمن الخاصة في السعودية، المسؤولة عن التعامل مع تهديدات تنظيم القاعدة، في كامل جاهزيتها، بعد تنفيذها على مدار 5 ساعات متواصلة أول من أمس، تجربة فرضية تحاكي محاربة عناصر التنظيم في البيئة الجبلية.

ويبدو أن الوحدات الأمنية، تتأهب لأي سيناريو مواجهة جبلية مع أفراد تنظيم القاعدة، الذين تقبع الغالبية العظمى منهم على الأراضي اليمنية.

ونفذ ما يزيد على 22 قوة من الوحدات الأمنية الخاصة، تمرينا مشتركا هو الأضخم من نوعه، وأشرف عليه المسؤول الأول عن ملف مكافحة الإرهاب الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، واستخدمت فيه الآليات الثقيلة، والطائرات العمودية، والذخيرة الحية.

وطبقت الوحدات الأمنية الخاصة، مهمة تطهير للمغارات الجبلية، حيث طورت وحدات مكافحة الإرهاب من طرقها في مواجهة مثل هذه المواقف، في أعقاب الحادثة الخاصة بتحصن مجموعة من عناصر تنظيم القاعدة في إحدى مغارات التضاريس الجبلية في المنطقة الجنوبية، الذين تم تعطيل نشاطهم إثر القبض عليهم مطلع أبريل (نيسان) ما قبل الماضي.

وتشير التدريبات التي نفذتها قوات مكافحة الإرهاب السعودية أول من أمس، إلى توقع أي نوع من أنواع المواجهات المباشرة مع عناصر تنظيم القاعدة، وخصوصا في المناطق الجبلية الجنوبية، لقربها من الأراضي اليمنية التي يوجد السواد الأعظم من عناصر التنظيم بداخلها.

وحاكت قوات الوحدات الخاصة في السعودية، بالمهمات الافتراضية التي طبقتها في منطقة جبلية تبعد 80 كيلومترا غرب العاصمة الرياض، واقع محاربة عناصر تنظيم القاعدة في الجبال.

وأشارت جميع معطيات المواجهات التي تمت بين قوات الوحدات الخاصة، وعناصر تنظيم القاعدة، إلى أن جميع عناصر القاعدة كانت «معنوياتهم مرتفعة»، وكانوا يستخدمون خلال أوقات المواجهات، قذائف الـ«آر بي جي»، ورشاشات الكلاشنيكوف، وهما السلاحان اللذان اعتمدت عليهما عناصر «القاعدة» في مواجهة قوى الأمن الداخلي منذ 12 مايو (أيار) 2003.

ويبدو أن الوحدات الخاصة بمكافحة الإرهاب في السعودية، تستعد لكل ما من شأنه تعكير صفو الأمن، حيث تخضع الوحدات الخاصة غالبية عناصرها إلى دورات تنشيطية في مكافحة الإرهاب، هدفها الحفاظ على مستوى لياقة كل المنخرطين في صفوف الوحدات الخاصة.

وهنا، أكد قائد ميداني، ومسؤول مباشر عن أحد تلك الوحدات الخاصة، أن قوات الأمن في السعودية «تأخذ كل تهديدات (القاعدة) على محمل الجد». وأضاف: «نحن لا نحاول الاستهانة أبدا بالعدو، فالله أمرنا أن نعد لهم ما استطعنا من قوة. نحن على حق وهم على باطل».

وشهدت المناورة المشتركة التي جرت قبيل مغرب أول من أمس، مشاركة بعض وحدات القوات، المتمثلة في قوة الأمن والحماية، وقوة منطقة الرياض (المدرعات - الإسناد)، ووحدة إبطال وإزالة المتفجرات، وطيران الأمن، والشرطة العسكرية، ووحدات الإسناد الإداري.

واعتلت سحابات من الدخان الأسود سماء التمرين المشترك، الذي شارك فيه 1000 ضابط وفرد.

ويتمثل التمرين في التدريب على كيفية القبض على مطلوبين يتحصنون في إحدى القرى تحيط بها بعض الجبال التي تحتوي على كهوف جبلية، حيث تقوم الفرضية على أن مجموعة تقطن في القرية وتخطط على القيام بهجمات إرهابية مخلة بالأمن وتكون هذه القرية قاعدة ومنطلقا لأعمالهم.

وطبقا لسيناريو تعطيل خلية القاعدة التي تتحصن في إحدى القرى، فإن عملية الهجوم تبدأ بتسلل عناصر من قوة الأمن والحماية لاقتحام استراحة يوجد بها عدد من المطلوبين وأثناء عملية الاقتحام تقوم المجموعة بمقاومة رجال الأمن وتنتهي العملية بالقبض على اثنين من المطلوبين وفي لحظة القبض تتعرض مجموعة الاقتحام إلى نيران كثيفة من المنازل المجاورة والكهوف الجبلية المحيطة بالقرية، مما يتطلب تدخل طيران الأمن وبقية القوة التي كانت تراقب الموقف من مسافة قريبة من القرية وجاهزة للتدخل عند طلبهم من فريق الاقتحام.

وبعد احتدام المعركة الأرضية، نظرا لتعرض الوحدات إلى نيران من مصادر مختلفة، تتدخل القوات وفق تكتيكات أعدت سلفا وحددت مهام كل مجموعة وواجبات كل عنصر بكل وحدة لتطهير كامل مباني القرية والكهوف الجبلية المحيطة بها وقد واجهت القوة عند اقتحام أحد المنازل وجود منزل مفخخ أعد ككمين لأفراد فريق الاقتحام مما جعل الفريق يدخل المبنى عبر إحداث فتحة في أحد جدران المنزل ومفاجأة من بداخله.

واستمرت القوات الأمنية خلال تمرينها المشترك، في تطهير كامل المباني مع فرض طوق أمني على القرية التي كان يتحصن بها مطلوبون، لمنع هروب المطلوبين وصد أي تعزيزات تأتي للقرية، في وقت تقوم فيه إحدى الطائرات بدورية لنقل المعلومات من الجو إلى الأرض.

وتتولى الطائرات العمودية في أثناء مهمة تطهير المنطقة التي جرت بها الأحداث، مهمة تصوير كامل لكل ما يجري في موقع الحدث وتقوم طائرة أخرى بإنزال البندقية 106 مع كامل طاقمها على إحدى القمم الجبلية المجاورة للقرية لتقديم الإسناد الناري عندما تحدد لها الأهداف كالدشم والحصون.

وبعد انتهاء الفرق الأرضية من تطهير القرية، قامت المجموعة المشاركة في التمرين بتطهير كهوف جبلية تعتبر مستودع أسلحة وذخائر ومتفجرات للمطلوبين وعند الانتهاء من تطهير الكهوف قامت الطائرات بإنزال فرق اقتحام على قمة الجبل المشرف على القرية ليقوموا بأعمال التطهير من أعلى الجبل إلى الأسفل والالتقاء بالمجموعات الأرضية من زملائهم الموجودين بالقرية، ليتم بعد ذلك تسليم المقبوض عليهم بعد التأكد من خلوهم من الأسلحة والأحزمة الناسفة والقنابل إلى فريق القبض بالشرطة العسكرية ليقوموا بتسليمهم إلى الجهات الأمنية المختصة.

وإثر نهاية عمليات التطهير، تبدأ وحدة إبطال وإزالة المتفجرات في التعامل مع إحدى السيارات المفخخة الموجودة بإحدى الاستراحات التي تم اقتحامها وإبطال المتفجرات الموجودة بداخلها ثم يتم استخدام الكلاب البوليسية في تفتيش جميع المباني الموجودة بالقرية للتأكد من خلوها من الأسلحة والمتفجرات وغيرها من المضبوطات ويتم تسليم ما ضبط إلى الجهات الأمنية المختصة.

ولوحظ خلال فقرات التجارب الافتراضية التي نفذتها القوات الخاصة، استعانتها بالكلاب في عمليات مطاردة ، واقتحام منازلهم الموجودة في القرى، لكون أن تلك الكلاب سريعة الحركة خلافا للعناصر الأمنية التي تضطر إلى أن تحمل تجهيزاتها كافة على منطقة الظهر، مما قد يبطئ من السرعة في التعاطي مع حالات الهروب.

وتعتمد قوات الأمن الخاصة على سياسة تدريبية استراتيجية بحيث تركز على الكيفية في التدريب، حيث إن قوات الأمن الخاصة في جميع دول العالم يكون عددها محدودا وعلى هذا الأساس فإن القوات لا تنظر إلى العدد ويتم اختيار المتقدمين لها وفقا لمعايير خاصة ومعينة تتلاءم مع رجل القوات الخاصة حيث إنها تدرب منسوبيها تدريبا نوعيا متخصصا دقيقا يراعى فيه أدق التفاصيل.

وقد تم التحاق 228 من الطلبة بالدورة رقم 37 في دورة «الفرد الأساسي» لمدة 4 أشهر، التي يتم فيها تحويل المتدرب من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية، ليتم إلحاقه بعدها بدورة أعمال قوات الأمن الخاصة لمدة 3 أشهر يتم تدريبهم فيها على جميع تخصصات أعمال القوات الخاصة بحيث إن المتخرج عندما يلتحق بأي وحدة من الوحدات يكون على معرفة بطبيعة عملها.

وقد بدأت فقرة التطبيق في التجارب الافتراضية، التي حضرها الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية يرافقه كبار الضباط في وزارة الداخلية، بإظهار اللياقة البدنية العالية التي اكتسبوها في الدورة وتطبيقات على الفنون القتالية مثل الدفاع عن النفس والكاراتيه التي يجب أن يتعلمها رجل القوات الخاصة، حيث أظهروا القدرات العالية في التعامل بواسطة تلك الفنون القتالية عندما يتم مهاجمتهم من قبل مجموعات والفرد لا يحمل سلاحا.

وطبقت الوحدات الخاصة، فقرة النزول من الحبال على الجبال لتطهير الكهوف والمناطق الجبلية، وكيف يقومون بمهاجمة أهداف عبارة عن منازل وكهوف جبلية، حيث أظهروا قدرة قتالية عالية، على تطبيق تكتيكات الهجوم بمختلف أنواعه، في وقت تلزم الوحدات الخاصة عناصرها باكتساب مهارات الإسعاف القتالي، لتضميد جراح المصابين، تمهيدا لنقلهم إلى أقرب المراكز الطبية الموجودة في محيط منطقة القتال.

ويمنح بعض المنتسبين إلى القوات الخاصة، دورة في الصاعقة مدتها 3 أشهر، حيث يمر طالب الصاعقة بمرحلة دورة مهارات الميدان مدتها 4 أسابيع تهدف إلى «تنمية المهارات الميدانية ومنها اللياقة البدنية العالية والسباحة وإلمامه بجميع العلوم النظرية مثل الطبوغرافيا والعلوم المطلوبة لرجل الصاعقة».

وبعد اكتساب طالب الصاعقة لكل هذه المعلومات، يلتحق بدورة الصاعقة ومدتها 8 أسابيع.

وقد تضمنت الفقرة التي قام بتطبيقها رجال الصاعقة «تطبيقات على عملية اجتياز الموانع الطبيعية التي تقيس مدى قوة لياقة رجل الصاعقة ومدى تحمله، وعمليات النزول بالحبال بمختلف أنواعها ومن مختلف الطرق، وطرق الإسعاف بالنقل بواسطة النقالة للمصابين من مناطق عالية، والنزول بالحبال مع الرماية، ثم تطبيقات في الدفاع عن النفس والفنون القتالية التي يجب أن يلم بها الفرد».

وطبق رجال الصاعقة مهمة الاقتحام للمواقع، والرماية مع وجود العقبات أمام الرامي من تفجيرات وعوائق وبعدها فقرة التعايش مع البيئة التي تبرز قدرة رجل الصاعقة على التعايش مع الظروف الصعبة حين يكون في بيئة لا يتوافر بها ماء أو طعام مع الحرص على ألا ينكشف موقعه ويعيش متخفيا عندما يكون في مناطق العدو ويفقد وسائل الاتصال بوحدته.

ونفذت قوات الوحدات الخاصة، عمليات السير الطويل لمسافات طويلة قطعت خلالها أكثر من 100 كيلومتر في العملية الواحدة محملين بكامل تجهيزاتهم وعتادهم في ظروف بيئية صعبة وفي مناطق وعرة ومختلفة التضاريس.

ومن ضمن وحدات القوات الخاصة، وحدة إبطال وإزالة المتفجرات، وهي معنية بإبطال وإزالة المتفجرات والقنابل والشراك الخداعية والبحث والتفتيش عن المتفجرات المخبأة بواسطة أجهزة تقنية متطورة والقدرة على كيفية التعامل مع حقول الألغام واستخدام الكلاب البوليسية في أعمال البحث والتفتيش عن المتفجرات المخبأة، وكذلك استخدام الكلاب البوليسية في عمليات الاقتحام والهجوم واقتفاء الأثر والمشاركة في عمليات البحث عن المصابين والمتوفين في الكوارث الطبيعية مثل السيول والانهيارات.

وبعد حلول الظلام، نفذت قوات الوحدات الخاصة، تطبيقا ليليا، حيث قامت قوة الأمن والحماية بتنفيذ فرضية الرماية بالقناصة الليلية على أهداف بعيدة ثابتة في ظروف صعبة مع انعدام الرؤيا، ثم نفذت فرضية على كيفية اقتحام ليلي لمنزل، حيث أوضح قائد المهمة أن عملية وضع الخطة وتقسيم المهام على مجموعة الاقتحام جاء وفق تكتيك عسكري متقدم لا يسمح بانكشافهم قبل محاصرتهم للهدف وبعد تنفيذ العملية وتطهير المنزل والقبض على المطلوبين بداخله ترد معلومات استخباراتية عن قدوم 3 سيارات محملة بالأسلحة والمتفجرات في اتجاه المنزل وهم على غير دراية بأن هذا المنزل تم اقتحامه حيث قامت القوة الاحتياطية التي كانت على قرب من المنزل بعمل كمين في منطقة مختارة وجرى التعامل معهم ومنع تقدمهم ومهاجمتهم وتقدمت مجموعة تحت تغطية نيران كثيفة لمحاصرة السيارات والقبض على من بداخلها.

وقد تم تنفيذ فرضية ليلية بالمدرعات تتضمن هذه الفرضية كيفية مباشرة المدرعات لمهام ليلية حيث تتقدم بإضاءة تكتيكية وفق تشكيلات وتنظيمات تكتيكية في اتجاه الأهداف المحددة لها وعند الاقتراب من الموقع تتعرض إلى إطلاق نار من قبل المجموعة المتحصنة بالمواقع وتبدأ المدرعات بإطلاق النار على الأهداف وتدميرها ومنع هروب المطلوبين بواسطة إحدى السيارات التابعة لهم التي جهزوها سلفا، قبل أن تتقدم ناقلات الجنود على عدة محاور لنقل الجنود إلى أقرب نقطة من الهدف لتطهيره والقبض على المطلوبين وهم أحياء إن أمكن، ثم تستدعى وحدات إبطال وإزالة المتفجرات للتعامل مع الأجسام المشبوهة كالمتفجرات والشراك المفخخة وبعدها تقوم وحدة الخدمات الطبية بنقل المصابين والجرحى.

وقامت على أثر ذلك، مجموعة من جناح المظلات بمعهد قوات الأمن الخاصة بإنزال ليلي لمجموعة من منسوبي القوات من ضباط وأفراد بواسطة مظلات القفز الحر في ظروف بيئية صعبة حيث يتدربون على محاصرة الأهداف عبر النزول المظلي عليها واتخاذ المواقع لمحاصرتها.

وكان الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، قد رعى حفل تخريج الدورات التخصصية، في قوات الأمن الخاصة.

وأكد اللواء محمد العماني، قائد قوات الأمن الخاصة، على حرص القيادة الأمنية واهتمامها بالجانب التدريبي، الذي قال إنه حجر الأساس في بناء وحدات قوات الأمن الخاصة المختلفة، في مسعى إلى صقل المهارات واكتساب الخبرات من خلال مراحل التدريب.

وأضاف أن سياسة تدريب قوات الأمن الخاصة تتمثل في «رفع جاهزية القوات القتالية استعدادا لمواجهة أي مهام أمنية مستقبلية مهما كانت ضراوتها والحرص على أن يكون منسوبو القوات على قدر عال من المهارات القتالية في مجال مكافحة الإرهاب بحرفية عالية تضاهي وتتفوق على الوحدات المماثلة لها في الدول المتقدمة». وأكمل قائلا: «ومن هنا حرصت القوات على القيام بتمارين في مختلف الظروف البيئية الصعبة وفي جميع المواقع الصحراوية والجبلية والبحرية».

يشار إلى أن بعض المنتسبين إلى وحدات قوات الأمن الخاصة، سبق لهم الالتحاق بدورة في المعهد البحري الخاص بحرس الحدود، حيث خضعوا إلى تدريبات رفيعة المستوى لملاحقة الإرهابيين في البيئة البحرية، ورفع مستوياتهم في عمليات التصدي للقراصنة.









التعليقات