ليلى الشيخلي تركت بلدها بعمر سنتين وتعلمت من والدها اجمل خصال العراقي

غزة-دنيا الوطن
عندما نتطلع إلى غنى أمتنا بأعلامها المتميزين، سواء كان واحدهم رجلا أو امرأة، في جميع حقول المعرفة والعمل والإبداع، فنحن نجد العديد من الأسماء التي سجلها التاريخ في الماضي ويسجلها اليوم لأجيال المستقبل. وتبقى المرأة العربية في الصدارة رغم أنها لم تحصل بعد على كامل حقوقها، فمنهن الكثيرات ممن واصلت المسيرة الناجحة بالحياة في مجالات شتى، كما شهدت الآداب والعلوم وفنون التشكيل الكثير من الأسماء كما نجد أيضا الكثير من الأسماء الإعلامية التي تطل علينا في الصباح والمساء تعطر بيوتنا بإطلالتها الباهية، وصوتها المخملي الدافئ وما يحمله منطقها من سلامة اللغة التي تجيدها، إضافة إلى قدرتها على نقل الخبر المفرح والمحزن للمشاهد بمهنية عالية تريح النفس في الجانب المشرق كما تخفف عنا ثقل الحدث الحالك، ومن هذه الشخصيات كان لا بد لصحيفة 'القدس العربي' أن تلتقي بشخصية إعلامية عربية لونت ساعات أيامنا بتقديمها على الشاشة أجمل البرامج المنوعة والإخبارية الجادة، كيف لا وهي بنت الرافدين، مهد الحضارات، إنها ليلى الشيخلي التي خصصت لنا فسحة من الوقت لنتعرف على بعض ما في مسيرتها الإعلامية المتميزة وتجربة حياتها الغنية.
لننطلق من البدايات: النجاح والتميز، هل كان بفضل البيت؟.. الدراسة؟.. أو الطموح والجهد الشخصي؟
لا أستطيع القول إنني سعيت للتميز لأنني أعتقد أن الإنسان الذي يسعى للتميز في الغالب لن يحققه، لأنه يصبح شغله الشاغل بحيث يطغى على جهده وعلى عمله اليومي وينسى ما يفعله أصلا، ينسى الرسالة التي يحملها أو يقدمها. يكفي في نظري أن يحب الإنسان ما يقوم به ويؤمن بأهميته لتكون فرص النجاح والتميز أمامه أكبر وهذا شيء وضعته أمام عيني منذ اليوم الأول، ولا ينطبق فقط على الإعلام، بل على جوانب مختلفة في حياتي.
في حياة إعلامية مثل ليلى الشيخلي.. أيهما أجمل وأكثر سعادة: أن تكون نجمة بين نجوم متنوعة أم أن تكون النجمة الوحيدة المتألقة؟
أنا أعتقد إذا الإنسان سعى أن يكون هو النجم الأوحد، هذا يعني ان عنده قدرا كبيرا من الأنانية، والعمل التلفزيوني لا يستحمل الأنانية، لأنه جهد يعتمد في الأساس على (Teamwork) يعني روح الفريق.. لا أريد أن أبدو مثالية زيادة عن اللزوم، إنما أنا فعلا لا أحب أن أكون النجم الأوحد وأحب أن أكون ضمن باقة من النجوم. أعتقد، إلى حد ما، المسؤولية تكون أكبر عندما يكون الشخص وحيدا في الساحة. لذلك، ربما هناك نوع من الراحة الجميلة أن يكون الإنسان ضمن باقة جميلة، وهو يستمد أيضا وهجا من وهج الآخرين، لأن الإنسان لا يمكن أن يبهر طول الوقت، وإذا كان يتوقع أنه سيبدع ويبهر في إنجازه طول الوقت فهو سيتعب بسرعة، وستظهر أثار هذا التعب عليه عاجلا أم آجلا بصور مختلفة.
برنامج 'دنيا' كان علامة متميزة على الشاشة العربية، وليلى الشيخلي كانت أكثر من نجمة في تلك الدنيا، من يتحمل الخسارة في توقفه: ليلى أو المؤسسة أو الجمهور؟
'تضحك ليلى وتقول': السؤال مركب طبعا، أجد صعوبة في الإجابة على هذا السؤال لسبب بسيط، هذا البرنامج يمكن أن يكون من أعز البرامج التي قدمتها على نفسي، لأني غامرت وخرجت عن الخط الذي كنت معتادة أن أقدمه، الخط الذي كان يعرفني فيه الناس، وكانت مغامرة عندما خضتها كنت مستعدة لتحمل جميع النتائج. ربما كان المجهود الذي بذلته في هذا البرنامج أكبر من المجهود الذي بذلته في كل البرامج الأخرى التي قدمتها مجتمعة، لأن التحضير للبرامج الحوارية السياسية شيء والتحضير لبرنامج يدعي أو يزعم أنه يمثل كل ما في الدنيا شيء آخر تماما وهو أمر صعب، وتحد كبير جدا. كنت أقضي يومي في بحث مستمر عن شيء جديد، عن مادة تكون فعلا مميزة ومختلفة وبعيدة عن إطار المألوف.
فكرة 'دنيا' بالتحديد مبدأ أنا أؤمن به تماما. الخبر لا يقتصر على السياسة، لماذا نفترض أن'ما يستحق المتابعة فقط هي أخبار سياسية، الخبر هو أي شيء جديد، سواء كان في عالم الموضة، في الفن، في السياسة، في الثقافة، وكان التحدي الأكبر عندي فعلا أن أقدم مادة يكون جمهورها شريحة عامة من المشاهدين. كان ربما مأخذ البعض بأننا كنا نمر على المواد هكذا مرورا سريعا، ولكن كانت تلك هي الفكرة، أن نعطي المشاهد لمحة عن الموضوع، أن نضع علامة استفهام في عقله لكي يبحث بعمق أكثر عن هذا الموضوع، على الأقل أن نثير فضوله... لماذا توقف البرنامج؟ وأنا لا أعرف الإجابة على هذا السؤال، أعتقد أن أطرافا مختلفة تتحمل المسؤولية، أنا من بينها، لأنه صادف حملي بابني الأول فيصل بعد انتظار سبع سنوات، كان لا بد أن أتوقف لبعض الوقت، ربما كان هذا التوقف في وقت صعب جدا لأن البرنامج لم يكن قد رسخ أقدامه بعد، ويحزنني لدرجة كبيرة أن البرنامج لم يكمل مشواره، بل توقف وكان من الممكن أن يكمل بوجوه أخرى. في النهاية ليس المهم الوجوه التي تقدم بقدر ما كانت الفكرة، ولا زلت لحد اليوم أفاجأ بأن هناك عددا كبيرا من المشاهدين يتذكرون 'دنيا' ويسألونني عن أسباب غيابه .
هل للبرنامج التلفزيوني برأيك عمر محدد، وما دور الظروف والعاملين في تحديد ذلك العمر؟
هناك برامج في الغرب نجحت بأن تبقى على الخارطة التلفزيونية لعقود، ولكن أعتقد أن غالبية البرامج لها عمر افتراضي، بمرور الوقت تبهت ويذهب بريقها، لذلك الإنسان الذي يقدم هذا النوع من البرامج أو يعدها يجب أن يحرص على أن يقدم دائما المادة التي يريد بطريقة مبتكرة وجديدة، لأن المشاهد يتغير أصلا وتوقعات المشاهد تتغير، فما كان يرضيه مثلا قبل خمس سنوات ربما لا يرضيه اليوم، يا سيدتي ما كان يرضيه قبل خمسة أشهر قد لا يرضيه اليوم فالعالم يتغير ويتطور بسرعة كبيرة فلذلك يجب أن يكون المعد والمذيع من الذكاء لكي يجاري هذا التطور بطريقة تستمر في جذب المشاهد في إطار الفكرة الأساسية.
كيف تتحملين تقديم الأخبار الدامية؟ وما هي الصورة التي تحملها ليلى الشيخلي عن بغداد؟
عندما دخلت هذا المجال أدركت تماما أن أكبر تحد في الوجود أن يظهر الإنسان رباطة جأش في المواضع التي قلما يستطيع أن يحافظ على رباطة جأشه، فما بالك بمشاهد الحرب والدمار والأطفال الذين يقتلون؟ وما بالك'فوق هذا أن تكون هذه المشاهد من بلدك؟ رغم أن الإنسان يشعر بالانتماء لكل أجزاء العالم العربي، ولكن في النهاية الإنسان يرتبط بوطنه، أعتقد أن الأمر منذ اليوم الأول من تقديم الأخبار لم يكن سهلاً، لكن مع الوقت ولسنوات تعلمت كيف أضبط مشاعري، ربما يعتمر في داخلي بركان، ربما أريد أن أبكي، ولكن أحافظ بقدر المستطاع على صورة متوازنة لأنه في النهاية دوري ليس في أن أجيش العواطف بقدر ما هو أن أنقل صورة حقيقية واقعية، وإذا فعلت هذه مع الدموع ستفقد جانبا من موضوعيتها ومن صدقيتها، لذلك الثمن غالي لإظهار العواطف.. بعد أن أصبحت أما، منظر الأطفال الذين يتعرضون للأذى بالتحديد ومنظر الأم أو الأب الذي يفقد أحد أبنائه، هذا يمثل لي أكبر تحد فعلا أن ألتزم بالهدوء أمام هذا المنظر.
هل هذه التجربة الوطنية أسرت على شخصيتك بأن تكوني أقوى وأقدر على التحمل؟
يمكن أن الألم أصبح لا يظهر على وجهي، ولا يعني هذا أن مشاعري من الداخل تغيرت عن الأول، ولكن ما نجحت فيه هو أن أخفي عواطفي فلا تظهر تماما. من الممكن لشخص ليس معتادا على متابعة الأخبار مثلا أن يجهش بالبكاء، أما أنا فقد تعلمت أن لا يكون هذا حتى في حياتي اليومية.
العراق بين الماضي والحاضر، كيف تراه ليلى الشيخلي، وكيف ترى المستقبل؟
أنا كان عمري سنتين لما تركت العراق، وخلال السنوات'التي كبرت فيها دائما، والصورة والذكريات عندي عن العراق هي من خلال عيون والدي، والصورة التي كانت لدى والدي وردية جدا، جميلة جدا، لأنه عاش في العراق في فترة كانت بالنظر إلى الوراء من أجمل أيام العراق، والذي تعلمته منه هو أجمل ما في خصال العراقي: أن يكون الإنسان دائما مرفوع الرأس مهما كانت الظروف، أن يشعر دائما بفخر أنه ينتمي لبلد مهد حضارات، لبلد يعتز بالثقافة، بالفن، بالحضارة، هذا الشعور أصبح جزءا من كياني. أشعر بأسى وألم كبير أمام القدر الكبير من التشكيك اليوم في هذا التاريخ. اليوم هناك البعض، حتى في العالم العربي، من يشكك في أخلاقيات العراقي، في تراث العراقي، بفن وتاريخ العراق، فبدأت أشعر بأن التحدي اليوم أكبر والمهمة أصعب، ربما من أي وقت آخر، في أن يلتزم الإنسان فعلا بهذا الشعور، الشعور بالفخر وبعزة النفس، وأن يستمر على ما نشأ عليه، لأن هذا لا يعوض بمال الدنيا. وضع العراق اليوم بلا شك مؤلم سياسيا، الكل يتمنى أن تتحقق معجزة، وأنا أتمنى أن تعود الأمور أجمل بكثير مما كانت عليه حتى في أيام والدي. هل هذا ممكن؟ لا أعتقد، نحتاج إلى جيل كامل ليتخلص من مرارة الحرب، ولن يحدث ذلك إلا إذا استطعنا فعلا أن نربي جيلا على مبادئ المحبة، مبادئ الإيمان بالوطن، لأن ما يحدث اليوم لا يعكس الإيمان بالوطن.
ما هي حدود الحرية الإعلامية التي تتمتع بها ليلى الشيخلي في قناة 'الجزيرة'؟
لا أعتقد أن هناك حرية مطلقة في الإعلام، لا في الغرب ولا في الشرق، ومن يقول غير ذلك يغالط نفسه. ولكن الخطوط الحمراء ربما تختلف من مكان لآخر، بمعنى حدة اللون الأحمر أو عرض وسماكة الخط تختلف، وأنا فخورة أنني أنتمي لمؤسسة الخط الأحمر فيها رفيع وباهت، أتمنى أن أكون أجبتك.
عملت في الإعلام الغربي والعربي، أين وجدت دائرة الحرية أوسع؟ وما هي نقاط الاختلاف بين مؤسساتنا الإعلامية ومؤسساتهم؟
يمكن أجمل مؤسسة عملت فيها هي مؤسسة (بي بي سي) لا أدري إذا كان الوضع فيها اليوم مثل ما كان عليه لما كنت في فترة 94 في التجربة الأولى، لسبب بسيط هو أن كل إنسان كان يعامل بمقدار ما يقدم ولم يكن هناك شخص أكبر قدرا من الآخرين، أنت كبير فقط بمقدار ما أنت مستعد لتطور نفسك، وكان هناك دائما برامج تدريبية، كنا نجلس جنبا إلى جنب، يعني فطاحلة الإعلام في 'البي بي سي'، مثل Jeremy Paxman وغيره كانوا يجلسون جميعا في دورة، يعني حالنا حالهم، وكنا حديثي العهد بالعمل الإعلامي، لكن الواحد منا يمكن أن يجري مقابلة يثني عليها بقدر ما يثني على ذاك أو ربما أكثر، فقط على أساس مدى إظهارنا للرغبة في التعلم، وهذا كان جميلا جدا، ما كان هناك شخص يغبن حقه لأنه من اسمه كذا أو جاء من بلد كذا، إذا كنت أثبت نفسك فعلا وأظهرت جدارة فعلا ستحصلين على المكانة التي تستحقين. كانت عندهم طريقة جميلة في التعامل مع القيل والقال بحيث إذا جاء شخص وشكا مثلا موظفا آخر، يؤتى دائما بالشخصين ويقولون: 'أوكي، عيد الكلام الذي قلته الآن أمام هذا الشخص. وكان هذا من أجمل ما يكون، هذه مثلا نقطة لم أجدها في محطات أخرى عملت فيها.
هل عمل الزوجين في مهنة واحدة ينعكس سلبا أو إيجابا على الحياة الزوجية والطموح المهني؟
ممكن إذا لم يتعلم الزوجان الفصل بين حياتهما المهنية والشخصية، ولا أخفيك أنا وقعت في الفخ، أنا وجاسم في البداية، كانت الأمور فعلا دخلت بعضها ببعض، خصوصا اننا كنا نعمل في برنامج واحد ناهيك عن محطة واحدة، لكن مع مرور السنوات تعلمنا أن نفصل، وأيضا شاءت الظروف أيضا المهنية أن تجعلنا نعمل في ظروف مختلفة فهو يعمل في 'الجزيرة' الإنكليزية وأنا في 'الجزيرة' العربية هذا يساعدنا كثيرا.
في أوقات الفراغ، ما هي الهواية المحببة؟
عندي اهتمامات كثيرة، لكن للأسف لم أتمكن أن أنميها، أنا عاشقة للخط العربي، يا ليتني تابعت هذه الهواية، في البداية في المدرسة كنت بدأت ولم أكمل؛ أحب الشعر، لا أنظمه ولكن يستهويني مثل بيت شعر قوي وجميل يهزني بل يقلب كياني كله، لما كنت في المدرسة كان عندي محاولات، عندما أنظر إليها الآن أشعر كم هي متواضعة وكم هي بسيطة، لذلك لا أجرؤ أن أغامر في ذلك الاتجاه. إن طبيعة الحياة اليوم تأخذنا باتجاهات مختلفة، وتجعل المساحات التي يخصصها الإنسان لنفسه أقل وأقل.. حلمي أن يعود لي ذلك الوقت الذي أخصص مساحة أكبر لنفسي، يمكن ليس هناك أجمل وأعمق من أن يتعرف الإنسان على ذاته.
أنت سيدة أنيقة، هل هذه الأناقة من اختيارك، أو أن هناك أنامل فنية مساعدة في اختيار الألوان والقطع المناسبة لإطلالتك؟ وهل تحتفظين بالملابس القديمة؟
'تضحك ضحكة جميلة وتقول': للأسف لا أحتفظ بأشياء، وهذه من الأخطاء التي ارتكبتها، في بعض القطع مثلا جاكيت لما لبسته وظهرت أول مرة في 'البي بي سي' وكذلك في 'أم بي سي' للأسف لم أحتفظ بهذه القطع، ويعز علي جدا ويحز في نفسي أنني لم أفعل. أنا أشكرك على هذه المجاملة اللطيفة، لكني بمقياس المذيعات الموجودات حاليا لا أرى نفسي مميزة من جانب الأناقة، أعتبر نفسي بسيطة ولكن طبعا يهمني أن أظهر بمظهر يليق بالشاشة والمشاهد، ويعكس احترامي لنفسي دون أن أبالغ في الأناقة، إذا ظهرت بمظهر أنيق بالتأكيد هذا شيء يسعدني، لكني أعتبر أني كلاسيكية أكثر من اللازم، الغريب أني بدأت الآن أشعر أني بحاجة لتغيير هذا الخط، بمعنى أني أهتم بجانب الألوان حتى بمجاراة الموضة أكثر مما كنت أفعل في البداية.
برأيك، كيف ترى ليلى وضع'المرأة العربية وما وصلت إليه في عالمنا الحديث؟
أعتقد أن الفرصة متاحة اليوم أمام المرأة العربية لتحقق ذاتها، ربما أكثر من أي وقت آخر، ولكن المفتاح بيدها: إما أن تستمر بتعليق المسؤولية كاملة على شماعة الرجل، أو تتحرك لتفرض واقعا جديدا. طبعا هناك نساء للأسف يقمعن وهذا موجود بشكل أكيد، ولكن بدرجة كبيرة أيضا هناك نساء يخترن أن يبقين في هذا الإطار، وأيضا هناك نساء يمارسن ما يمارسه الرجل عليهن على نساء أخريات نجحن، بمعنى إذا كانت هناك امرأة ناجحة يقلن: آه.. ولكنها فاشلة في تربية أولادها؛ آه.. ولكنها لا بد دفعت ثمنا غاليا. كأننا يجب دائما أن ننزل من شأنها فقط لنبرر لأنفسنا أننا لم ننجح مثلها، هذا شيء خطير.. هذا لا يفترض أن المرأة التي اختارت أن تجلس في البيت هي أقل شأنا، بالعكس هنيئا لها، ولكن إذا آمنت هي بذلك. لا تعجبني المرأة التي تجلس في البيت ثم تقول ولكنني منعت كان يمكن أن أكون كان يمكن أن أفعل. لا، اعملي ليكون لك حرية الاختيار، وعندما تختارين كوني فخورة باختيارك ولا تحاولي أن تنزلي من شأن الأخريات اللواتي اخترن طريقا آخر، ولا تعتقدي أن نجاحهن يعني فشلك. الفيصل هو الإيمان والثقة بالنفس. لا نستطيع أن نتوقع من الرجل أن يؤمن بقدرات المرأة إذا كانت هي نفسها لا تؤمن بها.
عندما نتطلع إلى غنى أمتنا بأعلامها المتميزين، سواء كان واحدهم رجلا أو امرأة، في جميع حقول المعرفة والعمل والإبداع، فنحن نجد العديد من الأسماء التي سجلها التاريخ في الماضي ويسجلها اليوم لأجيال المستقبل. وتبقى المرأة العربية في الصدارة رغم أنها لم تحصل بعد على كامل حقوقها، فمنهن الكثيرات ممن واصلت المسيرة الناجحة بالحياة في مجالات شتى، كما شهدت الآداب والعلوم وفنون التشكيل الكثير من الأسماء كما نجد أيضا الكثير من الأسماء الإعلامية التي تطل علينا في الصباح والمساء تعطر بيوتنا بإطلالتها الباهية، وصوتها المخملي الدافئ وما يحمله منطقها من سلامة اللغة التي تجيدها، إضافة إلى قدرتها على نقل الخبر المفرح والمحزن للمشاهد بمهنية عالية تريح النفس في الجانب المشرق كما تخفف عنا ثقل الحدث الحالك، ومن هذه الشخصيات كان لا بد لصحيفة 'القدس العربي' أن تلتقي بشخصية إعلامية عربية لونت ساعات أيامنا بتقديمها على الشاشة أجمل البرامج المنوعة والإخبارية الجادة، كيف لا وهي بنت الرافدين، مهد الحضارات، إنها ليلى الشيخلي التي خصصت لنا فسحة من الوقت لنتعرف على بعض ما في مسيرتها الإعلامية المتميزة وتجربة حياتها الغنية.
لننطلق من البدايات: النجاح والتميز، هل كان بفضل البيت؟.. الدراسة؟.. أو الطموح والجهد الشخصي؟
لا أستطيع القول إنني سعيت للتميز لأنني أعتقد أن الإنسان الذي يسعى للتميز في الغالب لن يحققه، لأنه يصبح شغله الشاغل بحيث يطغى على جهده وعلى عمله اليومي وينسى ما يفعله أصلا، ينسى الرسالة التي يحملها أو يقدمها. يكفي في نظري أن يحب الإنسان ما يقوم به ويؤمن بأهميته لتكون فرص النجاح والتميز أمامه أكبر وهذا شيء وضعته أمام عيني منذ اليوم الأول، ولا ينطبق فقط على الإعلام، بل على جوانب مختلفة في حياتي.
في حياة إعلامية مثل ليلى الشيخلي.. أيهما أجمل وأكثر سعادة: أن تكون نجمة بين نجوم متنوعة أم أن تكون النجمة الوحيدة المتألقة؟
أنا أعتقد إذا الإنسان سعى أن يكون هو النجم الأوحد، هذا يعني ان عنده قدرا كبيرا من الأنانية، والعمل التلفزيوني لا يستحمل الأنانية، لأنه جهد يعتمد في الأساس على (Teamwork) يعني روح الفريق.. لا أريد أن أبدو مثالية زيادة عن اللزوم، إنما أنا فعلا لا أحب أن أكون النجم الأوحد وأحب أن أكون ضمن باقة من النجوم. أعتقد، إلى حد ما، المسؤولية تكون أكبر عندما يكون الشخص وحيدا في الساحة. لذلك، ربما هناك نوع من الراحة الجميلة أن يكون الإنسان ضمن باقة جميلة، وهو يستمد أيضا وهجا من وهج الآخرين، لأن الإنسان لا يمكن أن يبهر طول الوقت، وإذا كان يتوقع أنه سيبدع ويبهر في إنجازه طول الوقت فهو سيتعب بسرعة، وستظهر أثار هذا التعب عليه عاجلا أم آجلا بصور مختلفة.
برنامج 'دنيا' كان علامة متميزة على الشاشة العربية، وليلى الشيخلي كانت أكثر من نجمة في تلك الدنيا، من يتحمل الخسارة في توقفه: ليلى أو المؤسسة أو الجمهور؟
'تضحك ليلى وتقول': السؤال مركب طبعا، أجد صعوبة في الإجابة على هذا السؤال لسبب بسيط، هذا البرنامج يمكن أن يكون من أعز البرامج التي قدمتها على نفسي، لأني غامرت وخرجت عن الخط الذي كنت معتادة أن أقدمه، الخط الذي كان يعرفني فيه الناس، وكانت مغامرة عندما خضتها كنت مستعدة لتحمل جميع النتائج. ربما كان المجهود الذي بذلته في هذا البرنامج أكبر من المجهود الذي بذلته في كل البرامج الأخرى التي قدمتها مجتمعة، لأن التحضير للبرامج الحوارية السياسية شيء والتحضير لبرنامج يدعي أو يزعم أنه يمثل كل ما في الدنيا شيء آخر تماما وهو أمر صعب، وتحد كبير جدا. كنت أقضي يومي في بحث مستمر عن شيء جديد، عن مادة تكون فعلا مميزة ومختلفة وبعيدة عن إطار المألوف.
فكرة 'دنيا' بالتحديد مبدأ أنا أؤمن به تماما. الخبر لا يقتصر على السياسة، لماذا نفترض أن'ما يستحق المتابعة فقط هي أخبار سياسية، الخبر هو أي شيء جديد، سواء كان في عالم الموضة، في الفن، في السياسة، في الثقافة، وكان التحدي الأكبر عندي فعلا أن أقدم مادة يكون جمهورها شريحة عامة من المشاهدين. كان ربما مأخذ البعض بأننا كنا نمر على المواد هكذا مرورا سريعا، ولكن كانت تلك هي الفكرة، أن نعطي المشاهد لمحة عن الموضوع، أن نضع علامة استفهام في عقله لكي يبحث بعمق أكثر عن هذا الموضوع، على الأقل أن نثير فضوله... لماذا توقف البرنامج؟ وأنا لا أعرف الإجابة على هذا السؤال، أعتقد أن أطرافا مختلفة تتحمل المسؤولية، أنا من بينها، لأنه صادف حملي بابني الأول فيصل بعد انتظار سبع سنوات، كان لا بد أن أتوقف لبعض الوقت، ربما كان هذا التوقف في وقت صعب جدا لأن البرنامج لم يكن قد رسخ أقدامه بعد، ويحزنني لدرجة كبيرة أن البرنامج لم يكمل مشواره، بل توقف وكان من الممكن أن يكمل بوجوه أخرى. في النهاية ليس المهم الوجوه التي تقدم بقدر ما كانت الفكرة، ولا زلت لحد اليوم أفاجأ بأن هناك عددا كبيرا من المشاهدين يتذكرون 'دنيا' ويسألونني عن أسباب غيابه .
هل للبرنامج التلفزيوني برأيك عمر محدد، وما دور الظروف والعاملين في تحديد ذلك العمر؟
هناك برامج في الغرب نجحت بأن تبقى على الخارطة التلفزيونية لعقود، ولكن أعتقد أن غالبية البرامج لها عمر افتراضي، بمرور الوقت تبهت ويذهب بريقها، لذلك الإنسان الذي يقدم هذا النوع من البرامج أو يعدها يجب أن يحرص على أن يقدم دائما المادة التي يريد بطريقة مبتكرة وجديدة، لأن المشاهد يتغير أصلا وتوقعات المشاهد تتغير، فما كان يرضيه مثلا قبل خمس سنوات ربما لا يرضيه اليوم، يا سيدتي ما كان يرضيه قبل خمسة أشهر قد لا يرضيه اليوم فالعالم يتغير ويتطور بسرعة كبيرة فلذلك يجب أن يكون المعد والمذيع من الذكاء لكي يجاري هذا التطور بطريقة تستمر في جذب المشاهد في إطار الفكرة الأساسية.
كيف تتحملين تقديم الأخبار الدامية؟ وما هي الصورة التي تحملها ليلى الشيخلي عن بغداد؟
عندما دخلت هذا المجال أدركت تماما أن أكبر تحد في الوجود أن يظهر الإنسان رباطة جأش في المواضع التي قلما يستطيع أن يحافظ على رباطة جأشه، فما بالك بمشاهد الحرب والدمار والأطفال الذين يقتلون؟ وما بالك'فوق هذا أن تكون هذه المشاهد من بلدك؟ رغم أن الإنسان يشعر بالانتماء لكل أجزاء العالم العربي، ولكن في النهاية الإنسان يرتبط بوطنه، أعتقد أن الأمر منذ اليوم الأول من تقديم الأخبار لم يكن سهلاً، لكن مع الوقت ولسنوات تعلمت كيف أضبط مشاعري، ربما يعتمر في داخلي بركان، ربما أريد أن أبكي، ولكن أحافظ بقدر المستطاع على صورة متوازنة لأنه في النهاية دوري ليس في أن أجيش العواطف بقدر ما هو أن أنقل صورة حقيقية واقعية، وإذا فعلت هذه مع الدموع ستفقد جانبا من موضوعيتها ومن صدقيتها، لذلك الثمن غالي لإظهار العواطف.. بعد أن أصبحت أما، منظر الأطفال الذين يتعرضون للأذى بالتحديد ومنظر الأم أو الأب الذي يفقد أحد أبنائه، هذا يمثل لي أكبر تحد فعلا أن ألتزم بالهدوء أمام هذا المنظر.
هل هذه التجربة الوطنية أسرت على شخصيتك بأن تكوني أقوى وأقدر على التحمل؟
يمكن أن الألم أصبح لا يظهر على وجهي، ولا يعني هذا أن مشاعري من الداخل تغيرت عن الأول، ولكن ما نجحت فيه هو أن أخفي عواطفي فلا تظهر تماما. من الممكن لشخص ليس معتادا على متابعة الأخبار مثلا أن يجهش بالبكاء، أما أنا فقد تعلمت أن لا يكون هذا حتى في حياتي اليومية.
العراق بين الماضي والحاضر، كيف تراه ليلى الشيخلي، وكيف ترى المستقبل؟
أنا كان عمري سنتين لما تركت العراق، وخلال السنوات'التي كبرت فيها دائما، والصورة والذكريات عندي عن العراق هي من خلال عيون والدي، والصورة التي كانت لدى والدي وردية جدا، جميلة جدا، لأنه عاش في العراق في فترة كانت بالنظر إلى الوراء من أجمل أيام العراق، والذي تعلمته منه هو أجمل ما في خصال العراقي: أن يكون الإنسان دائما مرفوع الرأس مهما كانت الظروف، أن يشعر دائما بفخر أنه ينتمي لبلد مهد حضارات، لبلد يعتز بالثقافة، بالفن، بالحضارة، هذا الشعور أصبح جزءا من كياني. أشعر بأسى وألم كبير أمام القدر الكبير من التشكيك اليوم في هذا التاريخ. اليوم هناك البعض، حتى في العالم العربي، من يشكك في أخلاقيات العراقي، في تراث العراقي، بفن وتاريخ العراق، فبدأت أشعر بأن التحدي اليوم أكبر والمهمة أصعب، ربما من أي وقت آخر، في أن يلتزم الإنسان فعلا بهذا الشعور، الشعور بالفخر وبعزة النفس، وأن يستمر على ما نشأ عليه، لأن هذا لا يعوض بمال الدنيا. وضع العراق اليوم بلا شك مؤلم سياسيا، الكل يتمنى أن تتحقق معجزة، وأنا أتمنى أن تعود الأمور أجمل بكثير مما كانت عليه حتى في أيام والدي. هل هذا ممكن؟ لا أعتقد، نحتاج إلى جيل كامل ليتخلص من مرارة الحرب، ولن يحدث ذلك إلا إذا استطعنا فعلا أن نربي جيلا على مبادئ المحبة، مبادئ الإيمان بالوطن، لأن ما يحدث اليوم لا يعكس الإيمان بالوطن.
ما هي حدود الحرية الإعلامية التي تتمتع بها ليلى الشيخلي في قناة 'الجزيرة'؟
لا أعتقد أن هناك حرية مطلقة في الإعلام، لا في الغرب ولا في الشرق، ومن يقول غير ذلك يغالط نفسه. ولكن الخطوط الحمراء ربما تختلف من مكان لآخر، بمعنى حدة اللون الأحمر أو عرض وسماكة الخط تختلف، وأنا فخورة أنني أنتمي لمؤسسة الخط الأحمر فيها رفيع وباهت، أتمنى أن أكون أجبتك.
عملت في الإعلام الغربي والعربي، أين وجدت دائرة الحرية أوسع؟ وما هي نقاط الاختلاف بين مؤسساتنا الإعلامية ومؤسساتهم؟
يمكن أجمل مؤسسة عملت فيها هي مؤسسة (بي بي سي) لا أدري إذا كان الوضع فيها اليوم مثل ما كان عليه لما كنت في فترة 94 في التجربة الأولى، لسبب بسيط هو أن كل إنسان كان يعامل بمقدار ما يقدم ولم يكن هناك شخص أكبر قدرا من الآخرين، أنت كبير فقط بمقدار ما أنت مستعد لتطور نفسك، وكان هناك دائما برامج تدريبية، كنا نجلس جنبا إلى جنب، يعني فطاحلة الإعلام في 'البي بي سي'، مثل Jeremy Paxman وغيره كانوا يجلسون جميعا في دورة، يعني حالنا حالهم، وكنا حديثي العهد بالعمل الإعلامي، لكن الواحد منا يمكن أن يجري مقابلة يثني عليها بقدر ما يثني على ذاك أو ربما أكثر، فقط على أساس مدى إظهارنا للرغبة في التعلم، وهذا كان جميلا جدا، ما كان هناك شخص يغبن حقه لأنه من اسمه كذا أو جاء من بلد كذا، إذا كنت أثبت نفسك فعلا وأظهرت جدارة فعلا ستحصلين على المكانة التي تستحقين. كانت عندهم طريقة جميلة في التعامل مع القيل والقال بحيث إذا جاء شخص وشكا مثلا موظفا آخر، يؤتى دائما بالشخصين ويقولون: 'أوكي، عيد الكلام الذي قلته الآن أمام هذا الشخص. وكان هذا من أجمل ما يكون، هذه مثلا نقطة لم أجدها في محطات أخرى عملت فيها.
هل عمل الزوجين في مهنة واحدة ينعكس سلبا أو إيجابا على الحياة الزوجية والطموح المهني؟
ممكن إذا لم يتعلم الزوجان الفصل بين حياتهما المهنية والشخصية، ولا أخفيك أنا وقعت في الفخ، أنا وجاسم في البداية، كانت الأمور فعلا دخلت بعضها ببعض، خصوصا اننا كنا نعمل في برنامج واحد ناهيك عن محطة واحدة، لكن مع مرور السنوات تعلمنا أن نفصل، وأيضا شاءت الظروف أيضا المهنية أن تجعلنا نعمل في ظروف مختلفة فهو يعمل في 'الجزيرة' الإنكليزية وأنا في 'الجزيرة' العربية هذا يساعدنا كثيرا.
في أوقات الفراغ، ما هي الهواية المحببة؟
عندي اهتمامات كثيرة، لكن للأسف لم أتمكن أن أنميها، أنا عاشقة للخط العربي، يا ليتني تابعت هذه الهواية، في البداية في المدرسة كنت بدأت ولم أكمل؛ أحب الشعر، لا أنظمه ولكن يستهويني مثل بيت شعر قوي وجميل يهزني بل يقلب كياني كله، لما كنت في المدرسة كان عندي محاولات، عندما أنظر إليها الآن أشعر كم هي متواضعة وكم هي بسيطة، لذلك لا أجرؤ أن أغامر في ذلك الاتجاه. إن طبيعة الحياة اليوم تأخذنا باتجاهات مختلفة، وتجعل المساحات التي يخصصها الإنسان لنفسه أقل وأقل.. حلمي أن يعود لي ذلك الوقت الذي أخصص مساحة أكبر لنفسي، يمكن ليس هناك أجمل وأعمق من أن يتعرف الإنسان على ذاته.
أنت سيدة أنيقة، هل هذه الأناقة من اختيارك، أو أن هناك أنامل فنية مساعدة في اختيار الألوان والقطع المناسبة لإطلالتك؟ وهل تحتفظين بالملابس القديمة؟
'تضحك ضحكة جميلة وتقول': للأسف لا أحتفظ بأشياء، وهذه من الأخطاء التي ارتكبتها، في بعض القطع مثلا جاكيت لما لبسته وظهرت أول مرة في 'البي بي سي' وكذلك في 'أم بي سي' للأسف لم أحتفظ بهذه القطع، ويعز علي جدا ويحز في نفسي أنني لم أفعل. أنا أشكرك على هذه المجاملة اللطيفة، لكني بمقياس المذيعات الموجودات حاليا لا أرى نفسي مميزة من جانب الأناقة، أعتبر نفسي بسيطة ولكن طبعا يهمني أن أظهر بمظهر يليق بالشاشة والمشاهد، ويعكس احترامي لنفسي دون أن أبالغ في الأناقة، إذا ظهرت بمظهر أنيق بالتأكيد هذا شيء يسعدني، لكني أعتبر أني كلاسيكية أكثر من اللازم، الغريب أني بدأت الآن أشعر أني بحاجة لتغيير هذا الخط، بمعنى أني أهتم بجانب الألوان حتى بمجاراة الموضة أكثر مما كنت أفعل في البداية.
برأيك، كيف ترى ليلى وضع'المرأة العربية وما وصلت إليه في عالمنا الحديث؟
أعتقد أن الفرصة متاحة اليوم أمام المرأة العربية لتحقق ذاتها، ربما أكثر من أي وقت آخر، ولكن المفتاح بيدها: إما أن تستمر بتعليق المسؤولية كاملة على شماعة الرجل، أو تتحرك لتفرض واقعا جديدا. طبعا هناك نساء للأسف يقمعن وهذا موجود بشكل أكيد، ولكن بدرجة كبيرة أيضا هناك نساء يخترن أن يبقين في هذا الإطار، وأيضا هناك نساء يمارسن ما يمارسه الرجل عليهن على نساء أخريات نجحن، بمعنى إذا كانت هناك امرأة ناجحة يقلن: آه.. ولكنها فاشلة في تربية أولادها؛ آه.. ولكنها لا بد دفعت ثمنا غاليا. كأننا يجب دائما أن ننزل من شأنها فقط لنبرر لأنفسنا أننا لم ننجح مثلها، هذا شيء خطير.. هذا لا يفترض أن المرأة التي اختارت أن تجلس في البيت هي أقل شأنا، بالعكس هنيئا لها، ولكن إذا آمنت هي بذلك. لا تعجبني المرأة التي تجلس في البيت ثم تقول ولكنني منعت كان يمكن أن أكون كان يمكن أن أفعل. لا، اعملي ليكون لك حرية الاختيار، وعندما تختارين كوني فخورة باختيارك ولا تحاولي أن تنزلي من شأن الأخريات اللواتي اخترن طريقا آخر، ولا تعتقدي أن نجاحهن يعني فشلك. الفيصل هو الإيمان والثقة بالنفس. لا نستطيع أن نتوقع من الرجل أن يؤمن بقدرات المرأة إذا كانت هي نفسها لا تؤمن بها.
التعليقات