عاجل

  • مواقع إسرائيلية: انتشال جثة جندي بعد نحو 5 ساعات من استهداف آلية مدرعة بخانيونس بصاروخ مضاد للدروع

ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس

ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس
بسم الله الرحمن الرحيم

ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس

بقلم الدكتور جبر ابو النجا

باعتبار أن الواحد منا في هذا الزمان ، له ملاحظات وقراءات وتحالفات وتحليلات ، لما يتكدس عنده من كم هائل من المعلومات ، المتدفقة من مختلف المحطات والفضائيات والجوالات ، فان المسألة تدفع إلى مزاوجة بين ما يقرأ مما تعرضه المكتبات والثمين من المؤلفات ، وما يختزنه الفرد من تجارب شتى في كثير من المجالات ، للوصول إلى مقاربات لا تخلو من مفارقات .

إنني لا أنكر بان الفرد تمر به بعض الهنات والاحباطات ، وتختلط لديه بعض الأمور لكثرة التقارير والوشايات ، فيفقد الرؤيا في بعض الأحايين والبوصلة التي تحدد له الاتجاهات ، فيرتكب المخالفات والهفوات التي تؤدي به إلي غياهب النسيان والمعتقلات ، وحينها لا تنفع الزفرات ، لأنه انزلق في منزلقات عميقات ، لا تجدي معها الندامات ولا حتى الاعتذارات .

انه لايخامرني ادني شك في أن المرؤؤس ينشد على الدوام ود رئيسه ورضاه ، فيصور له القضايا أنها على ما يرام ، وانه محاط ( أي الرئيس ) بمجموعة من اللئام ، وهو ( أي المرؤؤس ) دائما في حالة زهد وصيام ، عن حقوق الخاص والعام .

أما الرئيس حين يغفل عن الوشاة والدهاة ، ولا تسعفه الحياة ، في مراقبة أهل الدووايين والولاة ، فان البلاد تذهب في ملهاة ، فيصبح أمر العباد في أيدي الفسدة وصناع الأحقاد ، الذين لا يهمهم إلا سيادة سياسة التشويه والإبعاد ، دون أن يقيموا على أباطيلهم برهانا أو إسناد .

لكن رغم ذلك ، فان الرئيس ليس معفي من مراقبة الرعية ، التي ترجو منه أن يكون مطلا عليها في كل قضية ، فضلا عن تميزه بحده البصيرة وحسن الروية .

إنني لا أعجب بمشاهدة من تسللوا إلا بطانة الرئيس أي رئيس ، رغم حصولهم على اذونات وتراخيص ، من المخابرات إلى مختلف دوائر البوليس ، إذ فيهم تكمن أفعال الشياطين والأباليس ، التي تنجذب بقوة المغناطيس ، في معارك حامية الوطيس ، نحو الرذيلة في ملئ الكأس والكيس ، إضافة إلي اتهامهم الرخيص ، للناس في أنهم تحولوا في غزة إلى حماس .
البطانة كالزوجة والأولاد ، إذ حين يحسن الولي مراقبتهم وتوجيههم يجعلانه في مقام خير العباد ، وحين يهملهم ولا يحسن تربيتهم يجعلانه في زمرة أهل ثمود وعاد ، بل يتطاولون عليه في كل سهل وواد وناد ، وهو من الثقة المصطنعة في سهاد ، فويل حين إذن لمن سيلاقون ربهم بسؤال :
أين كنتم حين عم الفساد ؟

التعليقات