الصناعات اليدوية الفلسطينية منذ القدم والتى عملت على تجسيد الهوية الفلسطينية

غزة-دنيا الوطن-محمد اللوح
مما لا شك فيه ان التطور الحاصل على الصناعات اليدوية الفلسطينية منذ القدم والتى لازالت مستمرة حتى الان وعلى الرغم من محاولات عديدة من قبل الاحتلال، ومن قبل الكتير ان يطمس معالم التاريخ الفلسطينى المعاصر والهوية الوطنية، فاهتم اهل فلسطين عامة واهل القطاع بشكل خاص واعتمدوا على الصناعات اليدوية التى تعد بمثابة جهد عمل فردى فاعتمدوا على تلك الصناعات باستخدامهم الات ومعدات وامكانيات بسيطة وعملوا بكافة طاقتهم وقدراتهم للنهوض بهذه الصناعات على مرور السنين ولعل من اهم هذه الصناعات :

صناعة خشب الزيتون
عرف النحت في خشب الزيتون، كأحد الصناعات التقليدية، التي ميزت بعض المدن الفلسطينية، خصوصا القدس وبيت لحم، وحققت هذه الصناعة اليدوية، التي ادخلها فنانو العصر الصليبي الى فلسطين، شهرة عالمية، لكنها تواجه منذ سنوات أزمات عديدة، منها شح خشب الزيتون، نتيجة الحصار وإغلاق الحقول، وإقامة المستوطنات، التي أدت إلى اقتلاع آلاف أشجار الزيتون.
و من مميزات خشب الزيتون الليونة، وألوانه المتدرجة من الغامض إلى الفاتح، ويتعلق ذلك بمدى قدم الشجرة التي يؤخذ منها الخشب. و كلما تقدمت شجرة الزيتون في العمر، زادت ألوانها عمقا، وظهرت بشكل أوضح، ويطلق على مدى اللون ونوعيته وتدريجاته اسم (الجوهر)، وهو مزيج من تداخل اللون الأسود والأبيض الفاتح
ولطبيعة خشب الزيتون المحتوية على مزيجٍ من الفاتح والغامق يُعدُّ الحفر على هذا الخشب من الفنون المحببّة

التطريز و النسيج
التطريز
يعود فن التطريز في فلسطين إلى 4500 قبل الميلاد، وهو من الفنون الشعبية الفلسطينية التي يتم تناقلها عبر الأجيال، وتورثه الأمهات الفلسطينيات لبناتهن جيلاً بعد جيل
النسيج والسجاد اليدوي
ودلت الحفريات التي جرت في فلسطين على أن الأنوال التي استُخدمت في غزل النسيج في فلسطين قد ظهرت منذ 5000 سنة، وأهم المدن الفلسطينية التي اشتُهرت بحرفة النسيج والسجاد مدينة المجدل الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948.
كما تعد مدينة غزة حاليًّا من أعرق مدن فلسطين في زخرفة النسيج حتى قيل إن اسم الشاش في بعض المدن الأوربية يسمى "غوز" نسبة إلى مدينة غزة، وإن أنواعاً من القماش المصنوع من الحرير أو الكتان يسمى "غزون" ونسبة أيضاً إلى مدينة غزة.
أما بالنسبة لصناعة السجاد اليدوي فتعد حاليًّا منطقة الشجاعية في مدينة غزة من المناطق التي تشتهر بهذا النوع، وتعتمد في هذه الصناعة على الأصواف المحلية والمستوردة من نيوزلندا وبريطانيا


 الزجاج :
مدينة الخليل جنوب الضفة، تلك البقعة الجغرافية التي اشتهرت بتضاريسها الجبلية وهو ما انعكس على حياة أهلها وساكنيها، وما انعكس أيضا على طبيعة الصناعات التي اشتهرت بها، حيث اشتهرت مدينة الخليل بصناعة الزجاج والخزف والفخار، إلى جانب العديد من الصناعات الأخرى مثل صباغة الجلود وصناعة الأحذية كون أهلها اشتهروا أيضا بتربية الماشية والحيوانات.
وسنركز هنا على صناعة الزجاج والخزف التي أخذت الطابع الأكثر ورسمت عبر ما يقارب 350 عاماً ماضية تاريخ عائلات فلسطينية في مدينة الخليل
صنع و تشكيل الزجاج
1200 درجة مئوية و الزجاج يكون مصهورا ومن ثم يتم إلتقاطه بواسطة انبوب معدني ويتم النفخ فيه لتشكيل الشكل المطلوب ويتم استخدام المكابس والمقصات الكبيرة للوصول إلى الابريق أو المصباح المطلوب
وانتقلت مرحلة تلوين الزجاج من استخدام الألوان البسيطة (الأزرق والكحلي)، إلى اللون الفينيقي وهو الذي ينتج عن مزج عدد من الألوان مع بعضها البعض، وهذا ما تم ابتكاره مؤخراً من قبل العاملين في المصنع




الفخار و الخزف
يعود تاريخ الفخار في فلسطين إلى أكثر من 4000 سنة قبل الميلاد، حيث كان المزارعون الفلسطينيون يستخدمون الفخار لتخزين محاصيلهم، وكأوانٍ للطعام.
يعد فن صناعة الفخار من الشواهد الملازمة، والمميزة، لحضارات أمم العالم؛ إذ يعبر عن مدى تطورها وحضارتها. وصناعة الفخار، رغم أنها أبسط أشكال الفن، هي في الواقع من أصعب الحرف. وهي الأبسط لأن لها طبيعة بدائية، ولأنها شائعة بين العامة. ومع ذلك فهي الأصعب؛ لأنها تنطوي على شكل من التجريد
وتتركز هذه الصناعة في مدينتي الخليل وغزة بجنوب فلسطين، وتعتبر تربة أراضي الضفة الغربية الجبلية من أجود أنواع التربة في صناعة الفخار لكونها تكسب المصنوعات الفخارية لونا جميلا وصلابة وقوة، كما تمتاز تربة قطاع غزة السهلية بملمسها الناعم، ويعمل الحرفيون في مهنة صناعة الفخار على خلط هذين النوعين من التربة لإنتاج مادة طينية صلصالية تجمع كافة المواصفات المطلوبة لصناعة أجود أنواع الفخار.
و طريقه عمله على لسان أحد الحرفيين /
ابو محسن عطا الله قال لنا /نحضر الطين ونكبسه على جهاز خاص ثم نضعه في الفرن لست ساعات ثم نتركه يوما ليبرد ونرسم عليه و نضعه في الفرن مرة اخرى و بعدها يكون جاهزا)
أما عن أدوات وأواني المطبخ الفلسطيني القديم فقد كانت أكثر محتوياته تصنع من الفخار
مـثـل الزبديةو الجرة و الأباريق الفخارية والقلة
الخزف هو الفخار المصنوع من الطين والذي يرسم عليه أشكال جميلة


صناعة السلال من القش و القصيب الغورى
ومن جبال الخليل جنوباً تعود بنا حضارة الصناعات والحرف الفلسطينية إلى مناطق الوسط حيث محافظات الأغوار التي تغمرها رائحة زهر البرتقال في الربيع، وتتلون أرضها باللون الأصفر في الصيف
ووسط هذه الأجواء ومع أصوات خرير المياه تزين عشرات من السلال والأشكال الدائرية المصنوعة من القش ونبات القصيب (نبته تنمو بكثرة قرب جداول المياه ) أن هذه الصناعة تجتذب الكثير من السياح الداخليين والسياح الخارجيين لما تمنهم من مناظر جميلة توضع في بيوتهم على أنها زخارف ولوحات فنية ودليل على الحضارة الفلسطينية

صناعة الحصير من سعف النخيل
صنـاعة الحصـير
تُصنـع من خوص النخيل ، إذ تؤخذ السُفَّة بطـول عشرين باعاً وتُنقـع بالماء لتليينها وتسـهيل خياطتها ، وبالخيط والمسلة " الـدَفْـرَة " تبـدأ المرأة بخيـاطة السُفة مُشَـكَّلَةً نقطة البداية " القلدة الأولـى " التي توضع بين قـدمي المـرأة لتبـدأ تشبيك شـريط السُفَّة بها تباعاً وعينـاً بعين مستخدمة الدفـرة والخوص ، ويستمر التشبيك إلى أن تنتهي العشرون باعاً ، ثم تُقطـع طولياً بالسكين . وتُثنـى نهـاية السُفَّة " القلدة الثانية " ، وتُخاط حواف الحصير بالدفرة والخيط ، ثم تُنظف من الشوائب بعـد أن يكون تصنيعها قد اسـتغرق قـرابة الأسـبوع لتغـدو جاهزة لفرشها في أرض البيت


 صناعة السَـرّود
السَـرّود هي قطعـة حصير مـدورة توضع فوقهـا أطبـاق الطعام ، وتُصنع من خوص النخيل بعـد نقعه بالمـاء لتليينـه ، ثم تُصنع منه الجديلة "السُفَّة " ، وبعـدها تُخـاط الجديلة باستخدام المسـلة والخيط "السير" ، ويشكل حلـزوني دائري تتحدد مساحته حسب الرغبة ، إذ تُعـرف السراريد بأحد الحجمين : خمسة عشر باعاً أو ثلاثون باعاً . وقد تُصنع السراريد لتُستخدم كمفارش للأكل أو كقطع لتزيين واجهات المنازل .


§ بنــــــاء العـريش
العريـش : هو المنزل الذي كان يقطنـه الناس صيفاً ، ويصنع من جريد النخل المرصوص ، حيث يبدأ بنـاء العريش بحفر مواقع تُشكّل أركان البيت ، تُثَبَّت بداخلها دعائم العريش "اليدوع" التي يتم تحضيرها من جذوع النخل أو جذوع بعض الأشجار، ثم يوصل بين الدعائم بالمِزْفَـن - الدعن -،وهو قطعة مصنوعة من جريد النخل تشكل جدران البيت ، ويوضع المزفن أيضاً فوق الجدران كسقف للبيت ، وتوضع في واجهة البيت " رِدَّة " تُشكَّل من جريد النخل كما توضـع دعون أخرى خلف البيت .


الخيزران
تعود بشكل عام حرفة الخيزران في أصولها التاريخية إلى بلاد الصين وبلاد شرق آسيا، وقد ازدهرت هذه الحرفة في فلسطين أثناء فترة الانتداب البريطاني، حيث كثر عدد الشهداء والأيتام مما استدعى فتح دور خاصة لهم، ومن خلال هذه الدور تعلم الكثير من الأطفال هذه الحرفة لتكون مصدراً لاكتساب الرزق. واستمر الوضع على ذلك حتى بعد الاحتلال الإسرائيلي
والخزيران هو ..... نبات الخيزران احد النباتات العشبية العملاقة المعروفة بمنافع ساقه المجوف

صناعة النحاس
تعتبر الأعمال النحاسية من الحرف الأقل انتشاراً في قطاع غزة.
النحاس هو أكثر المعادن إستخداما. و هناك أربع طرق تقنية لصنع الأوعية النحاسية ألا وهي :
(الطرق ، و الصب ، و السحب ، و الكبس (
إن أكثر المعادن التي يتم تصنيعها في وقتنا الحالي هو النحاس حيث يخلط مع الصفيح و يستخدم بشكل كبير في صناعة الأدوات المطبخية

خاتمة
هذا هو أقل ما يمكن أن نقدمه عن الصناعات والحرف التي اشتهرت بها مدن فلسطين منذ آلاف السنين وما زالت تشتهر بها لتعبر عن صمودها رغم الاحتلال والدمار والخراب الواقع على المدن الفلسطينية وكل محاولات الاحتلال الاسرائيلى لطمس الهوية الفلسطينية المستقلة على مرور السنين لذلك اهتم اهل فلسطين واهل القطاع بالصناعات اليدوية البسيطة واعتمادهم على الات تقليدية قديمة وكانت بمتابة مدخل رزق لهم وايضا كانت تمتل معالم الدولة الفلسطينية والكيان الفلسطينى المستقل على مدار السنين .

التعليقات