صبايا اقتصاد قناة العربية جميلات محترفات

صبايا اقتصاد قناة العربية جميلات محترفات
غزة-دنيا الوطن
حاز برنامج «الأسواق العربية»، منذ انطلاقته على فضائية «العربية» عام 2005، على شهرة لا مثيل لها لأي برنامج إعلامي اقتصادي في العالم العربي. وأصبح البرنامج أحد الأعمدة الأساسية لنجاح الفضائية المذكورة بشكل عام. وقد ساهم في نجاح هذا البرنامج مذيعات أقل ما يقال عنهن أنهن جذابات محترفات، حسب شهادات مئات، إن لم نقل، آلاف رجال الأعمال الذين يتابعون البرنامج الذي تمتد فقراته على كامل اليوم.
وبالفعل استطاع «الأسواق العربية»، إلى جانب موقعه الالكتروني على الانترنت (الأسواق نت)، التحول إلى مرجع في الأخبار واللقاءات والتحاليل المالية والمصرفية والاقتصادية. فالعاملون في البرنامج يسعون لتقصي المعلومات بكل دقة وحرفية، «لئلا نساهم في بث الإشاعات والأضاليل»، على حد تعبير نادين هاني، إحدى أنجح المذيعات في البرنامج. هاني، التي وُلدت في بيروت، من بلدة فرن الشباك، تعتبر أن «المصداقية هي أغلى ما قد يمتلكه الإعلامي، خصوصا أننا في عملنا كمذيعات في برنامج اقتصادي نؤثر في الأسواق من خلال الأخبار. لذا نسعى للتأكد من الخبر بنسبة 100 % من أكثر من مصدر، وبالسرعة المطلوبة».

تقبل الانتقادات
وتتقبل هاني، التي تحمل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت، الانتقادات التي تطالها من وقت لآخر بصدر رحب. «فأي نقد، إيجابيا كان أم سلبيا، يدل على أنني مذيعة يتابعني الآلاف على شاشة العربية»، حسب هاني، التي تتحدث على الهاتف، تماما كتحدثها أمام الكاميرا، بسرعة وثقة بالنفس، مستخدمة بعض التعابير الانكليزية، التي ما تبرح أن تترجمها إلى اللغة العربية. احتلت ندين مكانة مرموقة عند مجتمع الأعمال في المنطقة العربية، وخصوصا في دول مجلس التعاون الخليجي، و«ذلك لا علاقة له بجمالي أبدا كمذيعة، بل بخبرتي الواسعة وبعملي الذي أسعى دائما أن يكون محترفا»، على حد تعبيرها. فهاني سبق ان عملت كمستشارة في قطاع إدارة الثروات في مصرفين عالميين في لبنان، هما «إي بي ان أمرو» و «بي أن بي باريبا». وقد بدأت عملها كمذيعة بالصدفة. وتروي نادين أن أهلها أرادوا في البداية أن تدرس الطب، لكنها ما لبثت أن تخصصت بقطاع المال. وفي يوم من الأيام، اتصل عليها أحد الأصدقاء عارضا عليها وظيفة كمذيعة في برنامج اقتصادي على شاشة «أم تي في» اللبنانية، وفي حينها كانت تعمل في البنك. لكن سرعان ما بدأت عملها «كهاوية للإعلام»، على حد تعبيرها. غير أن إغلاق قناة الـ«أم تي في» لأسباب سياسية، أعادها إلى عملها المصرفي. وبعد فترة وجيزة، قدمت أوراقها لتعمل في تلفزيون «سي أن بي سي عربية»، الذي كان على وشك الافتتاح في دبي. عندها انتقلت من لبنان إلى دبي، ومنها إلى شاشة «العربية» وقلوب المشاهدين.
هل تخططين للعودة إلى العمل المصرفي؟ تجيب هاني: «أجد نفسي حاليا أفضل في القطاع الإعلامي. فأنت تتابع الأخبار الاقتصادية والمالية عن كثب، وتعرفها أولا بأول. لكن، للأسف، العالم العربي لا يتقبل مذيعات كبيرات في السن على شاشات التلفزة. فعندما تصبح التجاعيد على وجهي، أعتقد أنني سأنتقل لعمل آخر. (تضحك) قد يكون في المصارف أو في بزنس خاص». غير أن نادين تستطرد قائلة: «أتمنى أن تتغير نظرة المشاهد العربي للمذيعات الكبيرات في السن حتى أستطيع أن أتابع مسيرتي الإعلامية، لكن بشكل عام أنا لا أخاف على مستقبلي أبدا».

أسواق الكويت
وفي الجانب الآخر من البرنامج، تعمل لارا حبيب شامات، المذيعة الشقراء بنت كوسبا في شمال لبنان. لارا هي الوحيدة بين مذيعات «الأسواق العربية» التي عملت في الكويت لمدة 6 أشهر متواصلة. فبعد تخرجها من الجامعة اللبنانية الأميركية في جبيل حاملة ماجستيرا في إدارة الأعمال، عملت في مركز الأبحاث الاقتصادية في بنك لبنان والمهجر. وما لبثت أن انتقلت بعد زواجها إلى دبي لتشغل منصب مذيعة في قناة «سي أن بي سي عربية». أما انتقالها إلى العمل في الكويت فجاء بعد عرض قدمته فضائية «العربية» إليها لتعد مع فريق العمل برنامج «أسواق الكويت». وتقول لارا عن خبرتها في الكويت أنها «نمّت لديّ الحس الصحفي، وعلّمتني كيفية العمل في الميدان، بعد أن كنت مذيعة لسنوات في الاستديو». وكانت لارا تعمل طوال النهار من أجل تسجيل حلقات «أسواق الكويت»، «فأصبحت أعرف بعض التقنيات والتصوير وفنيات الصورة»، على حد تعبيرها. وتضيف: «أهم ما تعلمته في الكويت هو كيفية أن تحصل على الخبر وأسلوب التأكد من صحته. فالسوق الكويتي كما الكثير من الأسواق، مليء بالإشاعات».

أهمية التخصص
بدورها، تلقي المذيعة صبا عودة الضوء على أهمية التخصص لدى العاملين في برنامج إعلامي اقتصادي. فهي، كزميلتيها نادين ولارا، تحمل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت. فابنة رأس بيروت لا تعتبر السرعة في نقل الأخبار مهمة بقدر أهمية الدقة. «فإذا لم أكن متأكدة من معلومة ما، أترك بثها للنشرة المقبلة حتى أتأكد منها»، على حد تعبيرها. وصبا، التي شغلت منصب مستشارة اقتصادية في بنك استثماري في لندن لمدة 5 سنوات وعملت في بنك ميريل لينش لأربع سنوات، تعتبر أن الحس المهني أساسي والحدس ضروري للتأكد من صحة الأخبار. وتشرح: «أنا أعمل منذ 7 أعوام في المنطقة وأتعامل مع أخبار الأسواق هنا، لذا أستطيع أن أقيّم صحة أو مصداقية خبر ما. فحدسي لا يخيبني ولا غنى عنه أبدا للناجحين من متعاملين ومراقبين لأسواق المال عامة».

أخبار الشركات وأسرار الدولة
تروي لارا حبيب المذيعة الملقبة بـ «حسناء الأخبار الاقتصادية» أن الوقوف أمام الكاميرا في البداية لم يكن سهلا، لكن مع الخبرة تستطيع مواجهة أي شخص تريد إجراء مقابلة معه.
وتعتبر لارا، التي هي أم لطفلة اسمها ليا، أن التحدي الكبير الذي تواجهه المذيعة عندما ترغب بلقاء شخص على الهواء هو شروط ذلك الشخص. فعلى سبيل المثال، يضع بعض الضيوف شروطا مثل «لا تسألي هذا»، و«لن أجيب عن ذلك». لكن لارا تجيبهم بوضوح أنها لن تلتزم بشروطهم، «فأنا أريد أن أطرح الأسئلة التي ينتظر المشاهد أجوبة عنها، لا اسئلة عاملة لا تتطرق إلى صلب الموضوع». «صحيح أن الكثير من الشركات ما زالت تعتبر أخبارها كأسرار دولة، لكننا استطعنا أن نكسر حواجز كثيرة في هذا الجانب من خلال برنامج الأسواق العربية»، على حد تعبير لارا، التي تشير إلى أهمية أن تعمل في برنامج يعتبر الأول على صعيد البرامج الاقتصادية في العالم العربي.

الرسالة وخدمة المجتمع
حسب المذيعة صبا عودة، التي هي أم لبنتين ياسمين وجينا، فإن العمل في المصارف شبيه بالعمل في الإعلام الاقتصادي، لأن الوظيفتين تتحمّلان مسؤولية التأثير على أموال الناس، «لذا من المطلوب الدقة والحرص والنزاهة». وتقول صبا، المذيعة السابقة في «سي أن بي سي عربية» أيضا، انها تعمل لإرضاء نفسها وضميرها قبل كل شيء، وهي تعتبر أن العمل في التلفزيون رسالة، لأن الإعلام يؤدي خدمة للمجتمع المشاهد. وتضيف: «أشعر اني أخدم مجتمعي من خلال عملي. وهذا أكبر محفز لي».

أسوأ 3 أخبار
تعدد المذيعة نادين هاني أسوأ 3 أخبار نقلتها لمشاهدي «العربية» وهي أولا، تغطيتها لأحداث انهيار السوق السعودي في 2006. وثانيا، انهيار بنك ليمان برازرذ. وثالثا، خبر طلب حكومة دبي من الدائنين تجميد المطالبة بديون مجموعة دبي العالمية. والخبر الأخير لا تعتبره هاني سيئا بقدر ما أنه قد ولد انطباعا سلبيا في الأسواق.

*القبس

التعليقات