صالون هيروبولس الثقافى ينبذ العنف و التعصب بين مشجعى مصر و الجزائر

السويس-دنيا الوطن
نعى صالون هيروبولس الثقافى بالأمس المفكر الراحل د. مصطفى محمود و الذى رحل عن دنيانا فى نهاية أكتوبر الماضى بعد أن إشتد عليه عناء المرض فى سنواته الأخيرة ، و قد ناقش الصالون أعماله و كتبه الفكرية و ما بها من كتابات تمثل نقاط تحول هامة فى فكر د . مصطفى محمود و أتفق الجميع أن كل كتاباته على تنوعها تنم إيمان عميق و توحيد مطلق لله عزوجل و أن ما أُثير عن إنكاره للشفاعة و السُنة النبوية قد نفاه الدكتور بنفسه فى مناقشات عديدة
و أضاف الحضور أن كتابه حوار مع صديقى الملحد يُعد بمثابة دليل للمسلم يتعرف من خلاله على الفكر الإلحادى دون أن ينزلق فى هذه الهوة و خاصة إنه فى الآونة الأخيرة بدأت تروج الأفكار الإلحاديه بين الشباب عن طريق الأنترنت .
و عن برنامجه العلم و الإيمان أكد أعضاء الصالون إرتباطهم الوثيق بهذا البرنامج و بموسيقى نايه الحزين التى تجذب إنتباههم أينما سمعوها ، و أن هذا البرنامج يُعد هو الأشهر على الاطلاق فى البرامج التثقيفية التى إرتبط بها جموع المشاهدين فى الوطن العربى ، وتمنى الجميع لو أن التليفزيون المصرى يعيد إذاعة هذه الحلقات كاملة ليتسنى للأجيال الجديدة أن تتعرف بأسلوب مبسط و دقيق على أسرار العلوم المختلفة و ما بها من بديع صُنع الله
و أختتم الصالون فقرته الأولى الخاصة بنعى المفكر الكبير بالتأكيد على أن ما رحل عنا هو فقط الجسد بينما روحه ستبقى متمثلة فى أعماله و كتبه و أفكاره و كل ما قدمه و أثرى به الفكر الإسلامى و الفلسفى
و فوق ذلك مشروعه الخيرى الكبير من مسجد و مستشفى تخدم الفقراء من شعب مصر و هذا ما جعل جنازته جنازة شعبية كبيرة جمعت فيها بين محبيه من الفقراء و البسطاء و الذين لم يعرفوه إلا من خلال مشروعه الخيرى و بين عموم الناس الذين عرفوه من خلال أعماله و كتبه ، بينما غابت الدوله بجميع أجهزتها و معها أغلب مثقفيها عن مشهد توديع المفكر الراحل .
أما الجزء الثانى من الصالون فكان عن نبذ العنف و التعصب بين مشجعى مباراة مصر و الجزائرحيث تصاعد العنف و التعصب الى حد العدائية بين شعبين شقيقين تربطهما معا وحدة الدين و اللغة و الثقافة و القومية و الأرض و حتى الهموم و القضايا و احدة ، ثم تأتى هذه المباراة لتبرز أسوأ ما فى الشعبين من عنصرية و عنف و تعصب تجاه بعضهما ، حتى بدت المباراة و كأنها حرب يتبارى فيها إعلاميون مصرو الجزائر لحشد عواطف جماهير البلدين و تحفيزهم ضد بعض ، و زاد الأمر سوءاً ما يحدث على الأنترنت من تبادل السباب و الشتائم و سرعة إنتشارها بين الشباب وأصبحت المباراة حرب لن ينتصر فيها فريقا إلا بدك عظام الآخر .
و قد إنقسم أعضاء الصالون الى فريقيين ، فريق المتعصبين و فريق غير المتعصبين
و قد برر المتعصبون موقفهم بأن الشعب الجزائرى هو من بدأ بالإهانة و العنف و قد سببوا مضايقات كثيرة لفريقنا القومى و قاموا بحرق التى شيرت و سبونا بأحط الألفاظ و استبدلوا نسرنا فوق العلم بنجمة اسرائيل ثم دعونا بمصرائيل و طوال الفترة الماضية لم يتوقفوا عن الإساءة إلينا و إهانتنا ، حتى الفريق الجزائرى و هو على أرضنا لم يكف عن الإدعاءات الكاذبة و السلوكيات الماكرة الصبيانية
و برغم كل ذلك جاء ردنا عليهم أقل حدة و تعصب منهم ... فلا يمكن أن نُهان و يُهان فريقنا و علمنا و أرضنا و نظل صامتين ....

و كان رد فريق الغير متعصبين إنه لا يجب أن ننساق وراء قلة غير مسئولة ، و أن الشعب الجزائرى هو شعب شقيق لنا و ينبغى أن ندعم وحدتنا العربية و أن نوفر ثورتنا و تعصبنا لقضايانا الأهم
و أضاف فريق غير المتعصبين أننا يجب أن نلتمس العذر للشعب الجزائرى فهو شعب يتسم بالحدة فى الطباع و القسوة فى رد الفعل على عكسنا نحن المصريين فطباعنا ودودة و لينة و أضافوا أيضا أن مصر هى الأم و قلب الوطن العربى لذلك يجب علينا أن نتسامح مع البلد الشقيق و أن نتحمل الإساءات التى قد تصدر من قلة غير عاقلة ، لا أن ننزلق خلفهم و نبادلهم الإساءات – فالكرة دائما مكسب و خسارة و الروح الرياضية تفرض علينا التسامح .
و فى كل الأحوال الفريق الذى سيصعد هو فخر لكل العرب سواء مصر أو الجزائر ، و أن الأمر لا يستحق أن نخسر شعبا شقيقا و نكرس للعداوة بيننا من أجل مباراة لن تقدم أو تؤخر شىء فى وضعنا العربى المتردى .

و إنتهى الصالون بتأييد فكرة واحدة و هى أن نناصر و نشجع منتخبنا القومى و نتمنى صعود الفريق و لكن دون أن نخسر محبتنا و إعتزازنا بشعب الجزائر الشقيق .
و يُذكرأن صالون هيروبولس هو صالون ثقافى يُعقد اسبوعيا بمحافظة السويس و هو من فكرة الكاتب الشاب محمد التهامى و يشرف عليه و يرعاه المؤرخ السويسى حسين العشى .

التعليقات