عاجل

  • الاحتلال يقصف منزلاً يعود لعائلة ياسين بالقرب من مدرسة الحرية بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة

الصورة والحدث... أسرار وخفايا النضال المزيف لحرامية بغداد الجدد / جلال الطالباني نموذجآ

الصورة والحدث... أسرار وخفايا النضال المزيف لحرامية بغداد الجدد / جلال الطالباني نموذجآ

عندما ينطلق نضال ما يسمى بالمعارضة الأجنبية ( العراقية ) من أحضان صدام حسين ...


بقلم صباح البغدادي

تعود هذه الصورة والتي تجمع بين المدعو ( جلال الطالباني ) مع الأستاذ الدكتور لطيف يحيى ألصالحي بداية صيف عام 1991، أثناء الزيارة الشهيرة والتي قام بها ( الطالباني ) مع الوفد المرافق به إلى بغداد , ومقابلته الرئيس العراقي الراحل صدام حسين , والتي شاهدها جميع العراقيين من على شاشة التلفزة الحكومية في حينها ، ولكن الذي لا يعرفه العراقيين حقيقة خفايا ما جرى في تلك المقابلة الشهيرة , والقبلات التي كان يطبعها المدعو ( الطالباني ) على وجه وأكتاف الرئيس الراحل ، والسيل الجارف من كلمات الثناء والشكر والامتنان والمودة ووووو... الخ ، فقد أمر الرئيس بمنحه والوفد المرافق له بعد هذه المقابلة مبلغ وقدره خمسة وعشرون مليون دينار عراقي* ( الطبعة السويسرية من فئة الخمسة وعشرون دينار ) وبكتاب رسمي موجه من قبل ديوان رئاسة الجمهورية العراقية معنون إلى المدعو ( الطالباني ) هدية من الحكومة العراقية إلى أهلنا الأكراد في شمال العراق , على أن توزع هذه المبالغ من قبله شخصيآ على العوائل الفقيرة والمتعففة الكردية في محافظة السليمانية وما جاورها من مدن ومناطق ... وقد أمر الرئيس صدام في حينها الأستاذ لطيف ألصالحي بتسليمه المبلغ المشار أليه أعلاه في دار الضيافة التابع لمديرية الاستخبارات العسكرية العراقية الكائن في مدينة الأعظمية شارع عمر بن عبد العزيز ... لم تكن في فكر ومخيلة المدعو ( الطالباني ) في تلك الفترة حادثة ما تسمى بـ ( حلبجة ) أو حادثة ( الأنفال ) أبدآ ... أبدآ... أبدآ ... ولم يتم التطرق لها في هذا الاجتماع وغيرها من الاجتماعات اللاحقة مع القيادة السياسية في حينها , ولكن كانت فقط في مخيلتهم المريضة القومية الشوفينية الخيانية بريق الورقة النقدية العراقية ... وبالنسبة للقارئ الكريم لم تكن كلمة ( كردستان تلفظ أمام صدام حسين ... وإنما فقط مصطلح محافظات العراق الشمالية ) ... ولكن للأمانة الصحفية وشهادة للتاريخ فقد أعتذر بدوره المدعو ( مسعود البرزاني ) عن استلام مبلغ الخمسة وعشرون مليون دينار في حينها ، وطلب بدوره من الرئيس العراقي الراحل خلال اجتماع الوفد المرافق للمدعو ( البرزاني مسعود ) معه , بأن يطبق الحكم الذاتي في المحافظات الثلاث الشمالية , على أن تكون برعاية مباشرة من سيادته فهو خيمة للعراق والعراقيين حسب ما جاء برسالة الشكر الجوابية الموجهة في حينها للرئيس الراحل بعد انتهاء الزيارة ووصوله إلى مقره في محافظة اربيل ... وقد ذكر لي شخصيآ السيد الدكتور ألصالحي أن جواب الرئيس صدام حسين على رسالة المدعو ( البرزاني مسعود ) بما معناه : ــ " له ما يكون من مطالب مشروعة في تحقيق الرفاهية والحياة الحرة الكريمة لشعبنا الكردي , ونحن بدورنا لن نعترض على تطبيق الحكم الذاتي من قبلهم في المحافظات الثلاث الشمالية وفق القوانين والإجراءات المتبعة ، وسوف نقوم بمساعدتهم قدر الإمكان ما دام الجميع تحت خيمة العراق الواحد ، وأية مساعدات مادية أو عينية تصرف لهم في الحال ، ويتم دعمه بالخبرات العلمية والتقنية لغرض إنشاء المشاريع والبنية التحتية وتذليل كافة الصعوبات التي قد تعترض طريقهم ويتم التنسيق بين كافة الوزارات المعنية في هذا الأمر " . هذا كان الرد من قبل نظام الحكم السابق . وقد أتضح بعدها للدكتور ألصالحي أن اعتذار المدعو ( البرزاني مسعود ) لاستلام المبلغ من قبل الحكومة في حينها كان بالأصل نكاية بالمدعو ( الطالباني ) وليس لسبب أخر .

ولكن في حقيقة هذا الموضوع أن المبلغ المليوني الذي استلمه المدعو ( الطالباني ) لم يتم توزيعه بمجمله على العوائل الفقيرة والمتعففة الكردية , وحتى في توزيعه كانت بعض قوائم أسماء هذه العوائل الكردية ميسورة الحال وقريبة جدآ من قيادات حزبهم وبعض أقاربهم , ومعظم المبلغ تم إيداعه في حسابات شخصية وتحويله إلى عملة صعبة ... هذه بعض من وقائع والشواهد الصحفية الموثقة بالصور التي ما زالت حية في ذاكرة بعض العراقيين الشرفاء التي تخص احد أهم " حرامية بغداد الجدد " ... لأنه دائما في لقاءاته الصحفية والإذاعية المفبركة يكون هذا المدعو رئيسكم صاحب الضخامة ينكر دائما انه لم يستلم أي مبالغ أو مساعدات عينية من نظام الحكم السابق ولا حتى على شكل هدايا أو هبات , ولكي لا يأتني أحد بعد اليوم من مرتزقة وبائعي القلم والحرف والكلمة في سوق النخاسة الثقافي فيما يسمى بـ ( عراقهم ) ( الديمقراطي ) الجديد اليوم ... وما أكثرهم هذه الأيام والذين أصبحوا ك " الطحالب الثقافية " المنتشرين في مستنقعاتهم الحزبية والطائفية والمذهبية الآسنة ليدبجوا لنا سيرة ذاتية مفبركة وسخيفة لأشخاص كانوا في حقيقة الأمر مجرد مجرمين وقتلة وسفاحين ليس إلا ...


فاصل ونعود إليكم لتكملة مشوارنا ....

صحفي وباحث عراقي مستقل
معد البرنامج الإذاعي السياسي الساخر / حرامية بغداد
[email protected]




* الدولار كان يساوي في حينها حوالي دينار ومائة فلس بالعملة العراقية .

التعليقات