الفرح .. فيلم واحد ونهايتان مختلفتان

الفرح .. فيلم واحد ونهايتان مختلفتان
القاهرة-دنيا الوطن-كمال سلطان
بعد تجربتهم الناجحة من خلال فيلم "كباريه" يعود فريق عمل الفيلم من فنانين وفنيين للالتقاء من جديد فى فيلم "الفرح" والذي تدور أحداثه خلال 24 ساعة مثلما كانت الفترة الزمنية فى فيلمهم الأول , ويقدم نجوم الفيلم أدوارا مغايرة تماما لأدوارهم التى قدموها فى "كباريه" , وهناك نجوم تم الاستغناء عنهم مثل أحمد بدير وفتحي عبد الوهاب ونجوم انضموا للفريق الأساسي مثل ياسر جلال وكريمة مختار وحسن حسنى 0

ويقدم المؤلف أحمد عبد الله فكرة جديدة ومبتكرة فى هذا الفيلم من خلال "زينهم" - خالد الصاوى - سائق الميكروباص الذى يقرر فجأة إقامة حفل زفاف لشقيقته رغم عدم وجود امكانات مادية لذلك , وعدم وجود شقيقة له من الأساس لكننا نعلم من خلال الحوار أن الغرض الرئيسى من إقامة الفرح هو الحصول على مبلغ "النقوط" ليشترى بها "ميكروباص" يعمل عليه وعلى ذلك فقد استعان زينهم بأحد المكاتب المتخصصة فى تجهيز الأفراح والحفلات من الألف إلى الياء حيث يقوم صاحب المكتب - محمود الجندي - بتوفير كل مستلزمات الفرح بدءا من "الفراشة" والمطربين ومصور الفيديو وحتى العروس والعريس 1 حيث يتم الاتفاق مع شاب وفتاة عقد قرانهما منذ سنوات ولا يستطيعا إتمام زواجهما لضيق ذات اليد ويجسد دوريهما ياسر جلال وجومانا مراد فيحضران بالفعل للقيام بدور العروسان مقال ألف جنيه نظير جلوسهما فى "الكوشة" جزء يسير من الليل 0

ويقام الفرح , ويبدأ المدعوين فى التوافد وتبدأ النقطة المنتظرة فى الانهمار على المسرح , وفجأة يحدث ما يفسد الفرح ويقضى بالتعجيل بنهايته حيث تموت أم زينهم ويقع فى حيرة من أمره فيقنعه عدد من الحضور باستكمال الليلة وإخفاء خبر موت الأم حتى ينتهي الفرح , فيوافق زينهم تحت إلحاحهم على استكمال الليلة التى تنتهي بنهاية مأساوية حين يتم سرقة الحقيبة التى تحوى مبلغ "النقوط" وتتركه زوجته - روجينا - لأنها لم تعد تأتمنه على نفسها بعد ما فعله مع أمه 0

ويجلس زينهم فى السرادق لتلقى العزاء فى أمه وهو يردد : طياريتنى ماكنت سمعت كلامكم " لتنزل تترات النهاية وعلى خلفيتها نشهد أحداث نهاية أخرى للفيلم حيث نرى زينهم بطريقة البلاى باك وهم يحاولون اقناعه باستكمال الفرح فيرفض ذلك ب'صرار ويقرر انهاء الليلة حزنا على أمه الراحلة وتثنى زوجته على اختياره ويقوم منظم الحفل بتسليمه النقود التى تم جمعها بينما يسير كل فى طريقه عقب اعلان وفاة الأم 0

وقد لجأ المخرج سامح عبد العزيز لكتابة الأسماء حسب الظهور بينما أن النجوم المشاركين فى الفيلم لم يكن ليعترضوا على شىء فكل من شاهد الفيلم أيقن تماما أن خالد الصاوى هو البطل الحقيقى للفيلم , وكان من السهل كتابة الأسماء بالطريقة المعتادة واعطاء كل ذى حق حقه , وأضعف الايمان كان اللجوء للطريقة التى لجأت لها المخرجة كاملة أبو ذكرى فى فيلم واحد - صفر عندما قامت بكتابة أسماء النجوم الرجال فى قائمة منفردة تلتها بقائمة بأسماء النجمات ولم تحدث أية مشاكل رغم أن فيلمها ضم نجوما ونجمات تتصدر أسمائهم التترات فى أفلامهم الأخرى 0

الممثلون

خالد الصاوى : برع تماما فى تجسيد دور ابن البلد الذى يحلم بامتلاك الميكروباص بأى وسيلة , وعلى الرغم من أن المخرج أخطأ عندما اختار له الجلباب زيا مميزا طوال الفيلم وهو ملبس غير عملى اطلاقا لشخص يعمل سائقا إلا أنه فى الوقت نفسه كان مناسبا لشخص يقيم فرحا فى حى شعبى لاسيما أننا لم نر زينهم وهو يقود أى ميكروباص خلال الأحداث , وقد نجح الصاوى فى اعطاء كل مشهد حقه , لكن مشهد "الماستر سين" بالنسبة له هو مشهد بكائه على أمه بعد رحيلها لأنها ماتت وهى غاضبة عليه بسبب اهانته لها بإلقاء النقود فى وجهها 0

كريمة مختار : أثبتت من خلال هذا الفيلم أنها مازالت قادرة على اثراء أفلام الشباب الحالية حتى ولو لم تتحرك من مجلسها طوال الفيلم , ونجح أحمد عبد الله فى كتابة حوارها بما يلائم بالفعل امرأة عجوز تعيش فى حى شعبى من خلال الجمل والأفاظ التى جاءت على لسانها واضفت عليها كريمة مختار الكثير من خلال آدائها الرصين وانفعالاتها القوية 0

جومانا مراد : جسدت دور العروس "جميلة" التى طاوعت خطيبها المعقود قرانها عليه واستجابت لرغباته ففقدت عذريتها قبل أن يتم زفافها عليه , ويصر والدها على أن يدخل زوجها عليها لتشهد الحارة كلها على شرف ابنته التى تلوكه ألسنة النساء عندما يتشاجرن مع أمها , وعلى عكس دورها فى فيلم "كباريه" والذى كان به أكثر من مشهد رئيسي ومؤثر لها إلا أنها فى الفيلم الجديد لم تثر ابهار الجمهور فى أى مشهد وغلب على آدائها الحرفية بصورة كبيرة 0

ماجد الكدوانى : يؤكد من دور لآخر أنه ممثل من العيار الثقيل ويقدم مع الفنان محمد متولي الذي جسد دور والده مشهدا من أجمل مشاهد الفيلم عندما تتم المواجهة بينهما فيعاتب الابن أباه بحدة شديدة بسبب الجرح الغائر الذي سسببه له فى وجهه وحدثت بسببه جفوة كبيرة فى مشاعر الابن تجاه أبيه , وقد أدى الكدوانى دور "نبطشى الفرح" بكثير من التلقائية فى الأداء وآثارت كلماته التى يرددها ابتسامات الجمهور 0

دنيا سمير غانم : اعتقد الكثيرين أنها قدمت كل ما لديها كممثلة من خلال فيلم "كباريه" , لكنها تعلن من خلال هذا الفيلم عن نفسها كممثلة قوية لايهمها جمالها الشكلى بقدر اهتمامها بجمال أدوارها التى تقدمها , ولم يكن يخطر على بال أحد أن يشاهد تلك الفتاة الرقيقة وهى تجسد دورا لفتاة مسترجلة البعيدة تماما عن أى ملامح للأنوثة والجمال وتحمل مطواة بين طيات ملابسها تهدد بها كل من تسول له نفسه بالاقتراب منها 0

روجينا : تصرخ فى وجه صناع السينما من خلال دورها فى هذا الفيلم قائلة لهم : أنا هنا , حيث نجحت من خلال آدائها اضافة الى الملابس والمكياج فى تجسيد دور الزوجة التى أخذتها الحياة الزوجية والأولاد من الاهتمام بنفسها وانما همها الأكبر هو تلبية طلبات زوجها وأولادها 0

محمود الجندى : يعود ليعلن عن ةنفسه كممثل قادر على الخروج من عباءة الجلباب الذى تصور بعض المخرجين أنه يرفض التمثيل الا به وانها اصبحت ردائه الدائم فى الواقع وعلى الشاشة أيضا , لكنه يعود بخبرته الكبيرة ليعلن أنه مازال قادرا على التنويع فى أدواره الفنية 0

حسن حسنى : على الرغم من أن الدور جديد عليه شكلا ومضمونا إلا أنه لم يضف له جديدا كما لم يضف حسنى للفيلم أى شىء , ولو تم حذف دوره بالفيلم لم يكن ليؤثر على سير الأحداث من قريب أو بعيد وأغلب الظن أن الاستعانة به جاءت للاستفادة من شعبيته الكبيرة خاصة وأنه أصبح أحد العوامل المهمة فى نجاح أفلام الشباب التى يشارك بها 0

مى كساب : لو أنها تركت نفسها أسيرة لدور بنت البلد الذى تقدمه فى كل أدوارها فإنها ستعلن افلاسها سريعا كممثلة , والغريب أنها قادرة بالفعل على تقديم نوعيات أخرى من الأدوار خلاف هذا الدور التى سجنها فيه المخرجون واستسلمت هى لذلك ويشهد على قرتها على التنويع كليباتها الرومانسية التى قدمتها من قبل , ولقد صارت مى تكرر نفسها حتى فى نوعية الحوار فدور الزوجة الناقمة على حياتها مع زوجها يقترب كثيرا من دورها فى فيلم "كباريه" وان اختلف الزوجان , كما أن الفيلم لم يفسر لنا سبب زواجها من حسن حسنى رغم فارق السن الكبير بينهما 0

سوسن بدر : كانت احدى مفاجآت الفيلم القوية وهى ممثلة بارعة وقادرة على تجسيد كافة الأدوار التى تسند اليها وقد نجحت فى آداء دور الراقصة الغير مطلوبة فى الافراح والتى تقدم وصلتها مقابل مائة وخمسون جنيها فقط وتلك النوعية من الراقصات موجودة بكثرة فى الافراح الشعبية , وأما عن أفضل مشاهد سوسن بدر فقد كانت تلك التى جمعتها بالفنانة القديرة كريمة مختار وهى تحاول إقناعها باعتزال الرقص والتفكير فى آخرتها وكذلك مشهدها وهى ترقص فى الفرح على غير رغبتها بعد ان يجبرها زينهم على ذلك فتقوم بالرقص وعلى وجهها آثار واضحة للكمات التى كالها زينهم لها لتقوم بالرقص وبإحياء الليلة 0

صلاح عبد الله : قدم دور المنلوجست الذي ذهبت عنه الأضواء ونسيه الجمهور فى حدود الدور الذي رسمه له المؤلف ولم يجتهد فى إضافة أية لمسات فنية من عنده رغم أنه يستطيع ذلك , ويبدو ان تفكيره كان يتركز فى الهاء الناس عن صورته القوية التى قدمها فى فيلم كباريه فأخذه ذلك من التركيز فى الابداع فى دوره الجديد , بالاضافة الى أن فكرة أن يكتب ويلحن الأغنية التى غناها بالفيلم لم تكن فكرة صائبة بالمرة وكان من الأفضل الاعتماد على شاعر وملحن محترفين 0

ياسر جلال : يعود للسينما بعد غياب فى دور شديد التميز وجديد عليه تماما حيث يجسد شخصية العريس الذى يقف حائرا بين طلبات صهره وبين الورطة التى تورط فيها مع خطيبته , ويظل ظهوره الأول فى الفيلم من خلال مشهد المشاجرة هو أفضل مشاهده فى الفيلم . وقد درس الشخصية جيدا ونجح تماما فى التعبير عنها سواء من خلال ادائه أو من خلال حواره المكتوب , وبهذا الدور يعلن ياسر جلال أنه مازال يملك الكثير كنجم سينمائى متمرس 0

باسم سمرة , سليمان عيد , علاء مرسى : ليس فى الامكان أبدع مما كان

التعليقات