فضيحة السكر أطاحت بوزير التجارة العراقي لحصول عائلته على ملايين الدولارات

غزة-دنيا الوطن
تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالقضاء على الفساد في البلاد، بعد إطلاق حملة لاعتقال نحو ألف مسؤول متورط في قضايا فساد، دفعت وزير التجارة للاستقالة وسط اتهامات بحصول أفراد عائلته على ملايين الدولارات من عقود لشراء السكر.

وأمس الأربعاء 27-5-2009، أعلنت هيئة النزاهة العراقية اعتقال 33 متهماً بقضايا فساد، في اليوم الأول للحملة التي أطلقتها لـ"مكافحة التلاعب بالمال العام" في المؤسسات الحكومية.

واوضح بيان للهيئة انها "تمكنت من تنفيذ اوامر بالقبض على 33 متهما بقضايا فساد، في "العملية تأتي في اطار سعي الهيئة لتنفيذ القبض على 997 متهما بقضايا فساد".

واشار الى "وجود 53 موظفا بدرجة مدير عام فما فوق بين هؤلاء". واكد "صدور 387 امرا بالاعتقال في ابريل/نيسان الماضي ضمنهم 12 موظفا بدرجة مدير عام فما فوق، و51 مسؤولا بدرجة رئيس ادارة.

ومثلت فضيحة وزارة التجارة احراجا للمالكي فيما يستعد لخوض انتخابات برلمانية اوائل العام المقبل. فقد اضطر لقبول استقالة وزير التجارة عبد الفلاح السوداني فيما يتعلق بمزاعم فساد شملت اثنين من اشقائه وابن عم له من بين تسعة مسؤولين واعتقل احد اشقائه فيما لا يزال الاخر هاربا.

وتشتري الوزارة مئات الآلاف من الاطنان كل عام من السكر والعدس والحبوب وغيرها من المواد الغذائية والسلع الرئيسية للمنازل لبرنامج الحصص التموينية الوطني.

وحوّل الجفاف ونقص الاستثمارات في قطاع الزراعة، العراق الذي كان في وقت من الاوقات قلب الهلال الخصيب في العالم القديم، الى احد اكبر مستوردي الارز والقمح.

ولم يتم توجيه اي اتهام للسوداني نفسه ونفت الوزارة الاتهامات بالابتزاز. واوضح المالكي ان عملية شراء المواد الغذائية ستقوم بها لجنة شكلت من مسؤولين من مكتبه وامانة مجلس الوزراء ولجنة النزاهة وادارة تدقيق الحسابات.

واضاف ان اللجنة ستشتري المواد الغذائية بطريقة سريعة وسليمة وستوقع اتفاقيات مع كبرى الشركات العالمية لشراء الاغذية الاساسية دون وسطاء.

وينظر الى الابتزاز المستشري على انه تهديد خطير لتقدم واستقرار العراق الذي بدأ يخرج لتوه من سنوات اراقة الدماء التي اطلقها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

ويقدّر مسؤولون بأنه جرى ابتزاز مليارات الدولارات او دفعت كرشى من اجل الحصول على عقود حكومية الامر الذي اضر بقدرة العراق على اعادة بناء اقتصاده وبنيته الاساسية المدمرين، في وقت يقلص فيه انخفاض اسعار النفط الايرادات الحكومية.

التعليقات