العشاق يفتحون قلوبهم.. هل العشق في الليل يختلف عن الحب في النهار؟

العشاق يفتحون قلوبهم.. هل العشق في الليل يختلف عن الحب في النهار؟
غزة (خاص-دنيا الوطن) إياد عبد الكريم العبادلة
الحب دروب وفنون يختلف من شخص لآخر على اختلاف الثقافات والعادات والمشاعر والأحاسيس ,وغالبا ما يكون كلام الحب في النهار مختلف تماما عن همسات العشق في الليل ,الإنسان كائن اجتماعي ,وغريزة الحب عنده تنمو بالفطرة منذ أن يكتب له الله سبحانه وتعالى الحياة على كوكب الأرض ,فيبدأ بمحبة الوالدين ثم المقربين من صلة الرحم ..الخ) حتى ينتهي بعشيقة من الممكن أن تشاركه ما تبقى له من الحياة ,أو أن يتزوج من فتاة وقلبه معلق بأخرى شاء القدر أن يفرق بينهما ,وسائل الحب منذ القدم بدأت برسائل المحبين وغزل الشعر وسهام نظرات العشق وحرقة الشوق أثناء السفر وحنين الاشتياق إلى همسات ونبرات الأصوات,إلى أن تطورت وسائل الاتصال بين العاشقين من خلال التليفونات ثم التلفونات المحمولة إلى صوت وصورة عبر برامج المحادثات على الانترنت مثل (الماسنجر البالتوك نت ميتنق وغيرهم ...).
"دنيا الوطن" تطرقت لهذه القضية من جميع أبوابها وركزت على عدة نقاط ,كان أهمها المقارنة بين همسات العشق في الليل وتبادل كلام الحب في النهار متعمقة في نفوس العاشقين محاولة تحديد أوجه الاختلاف بينهما.

كلام الحب في النهار وأثره على حياة العشاق

نفين (21عام) طالبة في الجامعة الإسلامية تخصص إدارة أعمال متعودة أن تسمع صباح الخير من عشيقها قبل الذهاب إلى جامعتها ,في بداية الحديث معها احمر وجهها خجلا ,ولكنها تجرأت وقالت : تعرفت عليه وأنا في المستوى الأول ولا نزال نعيش قصة حب آمل أن يمن الله علينا وتتكلل بالزواج فأنا لا اعرف النوم إلا إذا هاتفيه واطمأنيت علية بالإضافة إنني أعيش اسعد أيامي بعد أن اسمع منه "صباح الخير يا حبيبتي".

كذلك انجي (22عاما) طالبة في جامعة الأزهر تخصص أدب إنجليزي لا تغادر البيت قبل قبلة الوالدين ولن تدخل المحاضرة قبل أن ترى "حبها الأول والأخير عصام" على حد قولها,تستمد من نظراته أملا يبعث فيها الحياة ودافعا قويا لتحقيق الهدف المنشود ,وتشير إلى أن معظم صديقاتها يتبعن نفس الأسلوب ,وتغضب كثيرا في اليوم الذي يمر دون أن تراه أو يهاتفها وتسترسل قائلة : إننا نؤجل النقاش والعتاب في أي موضوع إلى الليل للحديث مطولا على الانترنت من خلال برنامج "الماسنجر" ,وأوقات اللقاء في النهار نجعلها للاستمتاع بالنظرات وتبادل الغرام بلغة العيون ,فلا تستغرب لو قلت لك أننا نفهم على بعضنا بمجرد أن ننظر لبعضنا البعض ويخيل لنا الكلام يندثر على صفحات العيون لينتقل إلى القلب عبر أشعة خاصة لا يشعر بها إلا من كان قلبه معلق بالآخر.

هيثم موظف في وزارة المالية لا يخرج من بيته قبل أن يسمع كلمة حلوة من زوجته تعطيه دافع للعمل وتخفف عنه نار الاشتياق,فتح قلبه ل"دنيا الوطن" وتحدث بكل موضوعية عن حياته الاجتماعية وعن تطور علاقته بزوجته التي يوليها الاحترام والتقدير : "فلم أكن أعلم أن حياتي الدراسية في الجامعة الإسلامية بغزة وتفوقي الدراسي جعل مني إنسانا لا يفكر إلا بالعلم الذي كلفني كل وقتني رهينة للكتب والأبحاث ,وأشار عندما تزوجت لم تكن زوجة عن حب وإنما زواجة تقليدية, وتم اختارها بناءا على رغبة أمي العزيزة, ووفقت في الاختيار السليم ,وبدأ الحب مع مرور الأيام إلى أن تعلقننا ببعضنا البعض واصحبنا لا يفارق احدنا الآخر حتى في الزيارات العائلية ,فلا أستطيع الخروج من البيت صباحا دون أن اسمع منها أجمل الكلمات التي تعوض جزءا من اشتياقي لها وتصبرني حتى عودتي إلى البيت
ومن ناحية اجتماعية عبر الأخصائي الاجتماعي الأستاذ نادر العبادلة عن أهمية الحب الأسري وأفاد أن:
"الترابط الأسري والعلاقات العاطفية في حدود الاحترام والتقاليد والعادات الاجتماعية مقبولة جدا , لان المجتمع لا يحرم الحب في إطار الحدود والضوابط الشرعية ,بل على العكس تماما, التكافل الاجتماعي في الإسلام حرص جدا على صلابة العلاقات الأسرية وتماسكها ,كما أنه حرم الزنا ونوه إلى أن أبغض الحلال عند الله الطلاق التي يؤدي إلى هدم الأسرة وتشرد الأبناء نتيجة فراق الأزواج".

همسات العشق تندثر في الليل

الأحلام السعيدة والقصور العالية والعشق الخيالي وامتلاك القمر والنجوم وفستان الفرح يسيطر على خيال مجدولين بعد كل مكالمة تلفونية من عشيقها محمود التي قد تمتد إلى عدة ساعات ,أو عندما ينقطع اللسان عن التعبير الخيالي الذي ينثره محمود على مسامعها ,ويغدق بها الشوق حرارة تفوق تفاعل القنبلة الذرية منتظرة بفارغ الصبر تحقيق الجزء الأول من وعوده الخيالية لها,وعن شعورها النبيل أثناء المحادثة تصفه لنا مجدولين ,"كأنني اسبح في فضاء يتسم بلون السماء الصافية تحيط بأطرافه غيوم خفيفة جميلة تنبعث منها إشعاعات ممتزجة بروائح أفضل العطور الكونية ",تجعلني أنام لأستفيق على صوت أمي الحنونة وهي تذكرني بموعد الذهاب إلى الجامعة ,ليبدأ يومي مشحونا بالحيوية والنشاط .

الليل مملوء بالأسرار التي لا يعلمها سوى خالق الكون ,في الليل يحلو الكلام في الحب وتنبعث الكلمات دون تحضير مسبق لها ,وتعبيرات الإنسان فيه تختلف عن أقاويل النهار,كذلك تختلف لياليه من حيث الشاعرية
فليلة اكتمال القمر تخدم العاشق ,وليلة انتهاء دورته تخفي جرائم السارق ,وينتظرها الخاطب, لماذا يا ترى ..؟

ظروف عمل وائل فرضت عليه الاتصال ليلا بحكم موقع عمله في إحدى المصارف المالية ففي النهار لا يجرؤ على استخدام التلفون أو الجوال إلا للأمر الضروري والطاريء ,بسبب ضغط العمل ومواصلة استقبال العملاء في البنك , وليعيش أجمل اللحظات مع خطيبته على التلفون لابد أن ينال قسطا من النوم يوميا بعد عودته من العمل , ليزيل كاهل التعب النفسي والجسدي من جراء التواصل والاتصال الجماهيري المتواصل,لكي يبدأ ينهي يومه بأرقي الكلمات التي تخفف عنه آلام المشقة ,عجبت من أمر هذا الشخص الذي يتعامل بشخصيتين , شخصية الإداري الناجح والإنسان الجدي المخلص لعمله ,وروح الفكاهة الذي يمتعنا بها في جلسات الأصدقاء ,
والتي لا تخلو من الارجيلة والشاي والقهوة وغيرها...).

تحدثت معه عن علاقته العاطفية فرسم لي شخصية ثالثة تختلف عما رسمتهم له بداخلي ,فوجدته إنسانا عاطفيا بكل معاني الكلمة ,وأرجح لي السبب في تهيئة الجو المناسب للحديث , فهو يرفض الحديث مع خطيبته أثناء العصبية أو الفتور , ويرجيء الحديث معها إلى أن يتهيأ نفسيا فيسترسل كلامه كشاعر يجلس بين أحضان الطبيعة الخلابة مستقبلا نسمات الهواء النقي من البحر في ليلة يكتمل فيها القمر .

"الماسنجر" دستور لعاشقين ونقمة على آخرين

موعدنا يوميا على "الماسنجر" بعد العودة من العمل ,لا نكاد أن نفارق بعضنا البعض فمكتب أشرف في الغرفة المقابلة والباب مفتوحا أراقبه طوال الوقت ,لا تكاد عيني أن تركز في الكمبيوتر بقدر ما يقع تركيزها على أشرف , عملي كموظفة استقبال وسكرتارية لا يمنعني من متابعته وهو منهمك في مراجعة الفواتير والحسابات,
لا تستغرب لو قلت لك حتى أثناء العمل نتبادل الحديث عن الماسنجر,وأيضا منذ وصولنا البيت نواصل الحديث طوال الوقت على الماسنجر وإذا فقد احدنا الآخر على الانترنت ينبهه ب ""missed call على الجوال .
نور لم تستطيع مفارقة أشرف ولو للحظة برغم أنهم مخطوبين وفي نفس العمل سويا وعن تفضيلها "للماسنجر"
دوننا عن وسائل الاتصال الأخرى مثل التلفونات والجوالات ,قالت: لان كل كلمة حكيناها مكتوبة ومسجلة ومعظم الصفحات نخزنها أول بأول في ملفات على الكمبيوتر ليكون كلاما واتفاقنا على الأشياء بمثابة دستور نلجأ له أثناء الخلافات .

للحب معاني عديدة ,وللمحبين وطرق وأساليب تختلف من شخص لآخر في التعبير ,الآنسة هيا تكره الحديث على التلفونات والجوالات ,ولا حتى اللقاءات وتفضل الحديث مع حبيبها فقط من خلال برامج "الشات" على الانترنت ,لماذا يا ترى؟ هذا سؤالي لها ,واعتقد انه سؤال كل قاريء يقف على بداية قصتها ,وينتابه الفضول لمعرفة السبب الحقيقي لرفضها المحادثة إلا من خلال برامج المحادثات وليس وسائل أخرى ,.
ذهلت من كلامها الذي دفعني لاستخدام أسلوبي الخاص من اجل معرفة السبب الذي حرك شعور الاستفزاز من داخلي نحوها لأتمالك أعصابي وأخاطبها بدبلوماسية ,محاولا استدراجها لمعرفة السبب الحقيقي وراء ذلك.

بكلمات الدلع التي تليق بجمالها وحسن بهائها أفادت هيا ل"دنيا الوطن" أنها فاقت من نومها في أحد الأيام على أختها التي تكبرها سنا تتصفح رسائل حبيبها على جوالها الخاص ,وكادت أن تفتعل لها مشكلة كبيرة في البيت ,
أقلها ممكن أن يحرمونها أهلها الذهاب إلى الجامعة لمواصلة تعليمها ,فقطعت عهدا على نفسها أمام أختها الكبيرة بعدم استخدام الهاتف المحمول للاتصال بينها وبين عشيقها وتأكيدا لذلك استبدلت بطاقة الاتصال "GSM" ببطاقة أختها التي توالت على متابعتها , وبقيت وسيلة الاتصال بعشيقها "الماسنجر" والتي سرعان ما اكتشفت أن المحادثات عبر الماسنجر توثق باليوم والتاريخ والساعة فكرهة استخدامه خوفا من أن تفتش أختها عن محادثاتها,
فقررت أخيرا الحديث معه ولقائه من خلال برامج الدردشة المتنوعة على أن ينتحل اسم فتاة ,للأسف الشديد بمجرد أن فرضت عليه ذلك وافق ولم يتردد ,ولكن هل يبقى هو الرجل في نظرها أم سيبقى الدمية التي تحركه كيفما شاءت ؟ أعزائي القراء سأترك لكم هذه النقطة للنقاش من خلال التعليقات.

الأخصائية النفسية: هرمونات يفرزها الجسد تتوهج عاطفيا في الليل

فسرت ربا ياسين الأخصائية النفسية والاجتماعية من جمعية الطب النفسي والاجتماعي عن حالة الشاب والفتاة حول العلاقات العاطفية واختلافها في أوقات الليل عن النهار بأنها تنتج عن الحالة النفسية التي يعيشها الشاب والفتاة ,من الطبيعي جدا أن تقل حدتها في النهار بسبب طبيعة الحركة وزيادة الضوضاء والانشغال بالعمل أو الدراسة ومهمات البيت, وتبادل الأدوار الاجتماعية ,وأضافت ل"دنيا الوطن" أنها تزداد توهجا في الليل نظرا للراحة والاسترخاء التي يتميز بها الإنسان في هذه الفترة بالذات , وفي آخر دراسة علمية عن نفسية الفتاة صدرت عن مركز الأبحاث القومي الألماني أثبتت أن جسم الفتاة يفرز في الليل هرمونات تجعل من جسدها يزداد توهجا نحو الأمور العاطفية, ناهيك عن التفكير أثناء الفراغ وشعور الفتاة في سن المراهقة بالحاجة الضرورية لبيت الزوجية خصوصا أنها تشعر في هذا السن بالغربة في بيت أهلها لأنها تعلم أن مكانها الحقيقي هو عش الزوجية.
[email protected]

التعليقات