الانتخابات الاسرائيلية: هزيمة للعمل وتقدم مفاجئ لليفني امام نتنياهو

غزة-دنيا الوطن
ادلى الاسرائيليون امس الثلاثاء بأصواتهم لانتخاب نواب الكنيست الثامن عشر مع توقع تحقيق تقدم كبير لليمين وخصوصا اليمين المتطرف بعد الحرب على غزة ما سيؤثر على مستقبل عملية السلام المتعثرة اصلا.
وأفادت قنوات التلفزيون في إسرائيل أنّ المعركة حامية الوطيس بين حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو وبين حزب كاديما الحاكم بزعامة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني. ورأى المحلل السياسي للقناة العاشرة التجارية رفيف دروكر، انّ الانتخابات لن تُفرز قائداً في إسرائيل، مرجحاً أنّ التعادل سيكون سيّد الموقف بين الحزبين، الأمر الذي سيُعقد تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة على حد تعبيره.
وحسب نتائج عينات التصويت التي اعلنتها القنوات التلفزيونية مساء امس فقد حصل حزب كاديما بزعامة ليفني على 30 مقعدا والليكود بزعامة نتنياهو على 28 مقعدا وحزب 'اسرائيل بيتنا' بزعامة افيغدور ليبرمان على 15 مقعدا وحزب العمل بقيادة وزير الأمن ايهود باراك على 13 مقعدا وحزب شاس الديني على تسعة مقاعد واحتفظت الاحزاب العربية بعشرة مقاعد، منها اربعة للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة واربعة للقائمة العربية الموحدة ومقعدان للتجمع الوطني الديمقراطي.
وفي حزب 'العمل' بدأ المسؤولون يشعرون بالهزيمة الكبرى في تاريخ الحزب، وأنّ الحزب الذي أسس الدولة العبرية وحكمها على مدار أكثر من ثلاثين عاماً سيتحول إلى الحزب الرابع في الخارطة السياسية الإسرائيلية، وفي مقر حزب اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان، (إسرائيل بيتنا) تجري الاستعدادات على قدم وساق للاحتفال الكبير الذي ينظمه الحزب في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء(امس) بعد الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات والتي تشير الاستطلاعات إلى أنّها ستُحّول هذا الحزب إلى الحزب الثالث.
وكان الليكود مع اقتراب نهاية يوم الانتخابات العامة الإسرائيلية حث الناخبين مساء امس الثلاثاء على التوجه إلى مراكز الاقتراع للتصويت عبر رسائل هاتفية، فيما حثت الأحزاب العربية ناخبيها عبر مكبرات الصوت في المساجد.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عضو الكنيست اليميني المتطرف افي ايتام الذي انضم مؤخرا إلى الليكود بعث بربع مليون رسالة صوتية إلى هواتف المواطنين وقال فيها ان 'الجمهور العربي خرج بجموعه للتصويت لصالح تسيبي ليفني، فاذهبوا وصوتوا إلى الليكود ونتنياهو'.
ورغم نسبة التصويت المرتفعة التي سجلت في أنحاء الدولة العبرية (60 بالمئة)، إلا أن المدن والبلدات العربية في الداخل الفلسطيني شهدت نسبة تصويت منخفضة ومقلقة جدا، وقال مأمورو الانتخابات في المدن والبلدات العربية إنّ نسبة التصويت بدأت ترتفع بشكل تدريجي مع اقتراب ساعة الصفر.
وأصدرت الأحزاب العربية الثلاثة وهي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والقائمة العربية الموحدة والتجمع الوطني الديمقراطي نداءات للسكان في مدينة الناصرة إلى الخروج من بيوتهم والتصويت.
وبلغت نسبة التصويت بين الناخبين العرب في الانتخابات العامة الماضية التي جرت في العام 2006 حوالي 56' ، لكن يتوقع أن تنخفض نسبة مشاركة العرب في الانتخابات هذا العام خصوصا على خلفية الحرب على غزة ووجود قناعة بأن الأحزاب العربية لا تؤثر على القرارات الإسرائيلية بتاتا.
لكن الأحزاب العربية تؤكد من جانبها ضرورة التمثيل العربي في الكنيست وخصوصا من أجل إسماع صوت الأقلية العربية في إسرائيل.
وسيكون لنتيجة الانتخابات تأثير حاسم على عملية السلام خصوصا في حال تقدم نتنياهو وتولى رئاسة الوزراء وصعد زعيم اليمين المتطرف افيغدور ليبرمان الى المركز الثالث ليصبح طرفا محتملا مؤثرا في الائتلاف المقبل. وكلاهما لا يؤيد قيام دولة فلسطينية مستقلة، حتى ان الثاني ركز حملته على العداء للعرب داخل اسرائيل والتهديد بحرمانهم من حقوق المواطنة.
من ناحيته قال المعلق الإسرائيلي المعروف أمنون أبراموفيتش، في القناة الثانية التجارية إنّ أكثر ما يقلقه هي العناوين الرئيسية التي ستتصدر الصحف العالمية والتي ستكتب بصريح العبارة أنّ إسرائيل أدارت ظهرها للعملية السلمية، بعد أن انتخبت الأحزاب اليمينية والأحزاب اليمينية المتطرفة، وهذا الأمر لا يلعب لصالح الدولة العبرية في الساحة السياسية العالمية، على حد قوله.
وكان الامن، ككل مرة، عاملا حاسما في الانتخابات بعد الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس.
وخشية تراجع نسبة ناخبيه، الامر الذي يعزز فرص اليمين المتطرف، اشترى حزب كاديما بزعامة تسيبي ليفني عشرة الاف مظلة لتشجيع الناس على التصويت.
وقالت ليفني بعد الادلاء بصوتها في تل ابيب 'مطر او لا مطر، برد او حر، عليكم ان تأتوا الى مكاتب الاقتراع.. ليس بسبب اليأس وانما من اجل الامل'.
وتوقعت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات ان يحصل حزب نتنياهو على اعلى عدد من المقاعد خصوصا وان الناخبين يعتبرونه ضامنا للأمن.

التعليقات