مافيا الفساد في وزارة الشباب والرياضة تسرق أموال وأحلام الرياضيين المعوقين

كشف المستور... مافيا الفساد الحزبية والصحفية في وزارة الشباب والرياضة تسرق أموال وأحلام الرياضيين المعوقين

في السابق كانت هناك ديكتاتورية وطنية لم تقدم العراق بسهولة على طبق من ذهب للغزاة , واليوم بعد الإحتلال البغيض أصبح ما يقال ويشاع عنها في وسائل الإعلام الطائفية بأن هناك( ديمقراطية ) من الفساد والعملاء وهيمنة أحزاب السلطة الفاسدة التي تختبئ خلف هذه الشعارات والتي تستغل هذه الديمقراطية لسرقة المال العام بكل وقاحة... ولكن إلى حين ...

لقد تغلغل الفساد المالي والإداري بصورة سرطانية مخيفة جدآ في جميع أجزاء جسد الدولة العراقية وشمل بذلك جميع الوزارات والمؤسسات والدوائر الرسمية وشبه الرسمية , وحتى وصل إلى القطاع الخاص العراقي ولم تبقى أي دائرة حكومية ومهما بلغت صغرها لم تتلوث بهذا الفساد السرطاني المميت لبقاء دولة أسمها العراق على الساحة الدولية العالمية , ووصل الأمر بهؤلاء الحاكمين الفاسدين أن يتم تسليم المناصب الإدارية العليا في بعض الوزارات المهمة والتي تحتاج إلى تخصصات لأشخاص يستلمون زمام المنصب من المهنيين وذوي الخبرة والكفاءة بوضع أشخاص لا يجيد القراءة أو الكتابة أو حتى التوقيع وكتابة مطالعة بسيطة على البريد اليومي للوزارة لقد أصبح الفساد بكافة أنواعه وأشكالها من المميزات والسمات المهمة لما يعرف اليوم بعراقهم ( الديمقراطي ) الجديد على الصعيد العالمي .

كان أخر شيء نفكر به وما لا نتمناه أبدآ هو أن يصل الفساد بهذه الصورة غير الأخلاقية والوقحة إلى ما تسمى بـ ( اللجنة البارالمبية الخاصة بالعاب المعاقين والرياضيين المعاقين ) والاتحادات العراقية المختلفة للمعوقين بجميع الألعاب الخاصة بهذه الفئة المهمشة والمحرومة بتعمد حكومي واضح وصريح , وهذا الاتحاد أو اللجنة تأسس بعد غزو العراق لتكون بديلآ عن الاتحاد العراقي لرياضة المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تضمن هذه اللجنة كافة الاتحادات الخاصة برياضة المعاقين والتخلف العقلي والمنغولي والمكفوفين .

تشير الإحصائيات الرسمية الخاصة بقسم التأهيل والوقاية من العوق في وزارة الصحة ( العراقية ) بوجود أكثر من مليون معاق في العراق , وطبقا للإحصاءات الطبية فإن عدد المعوقين وحجم الإعاقة يكون ما بين إعاقة فيزيائية أو عقلية ، أو نتيجة للإصابة بأمراض الشلل أو التخلف العقلي ، إضافة للمعاقين بسب حوادث التفجيرات بالسيارات أو العبوات الناسفة ، إضافة إلى فئة الأقزام , ونحن نعتقد أن الرقم أكبر بكثير من هذا المعلن وخصوصآ إذا أخذنا تبعات الحرب التي فرضت على العراق في بدايات الثمانينات من القرن الماضي وتم زيادة أعداد المعوقين بصورة هائلة وكبيرة بعد مرور ست سنوات من احتلال العراق , وما تزال النسبة في ازدياد خطير نتيجة القنابل العنقودية والمحرمة التي تم قصف واستهداف بصورة رئيسية التجمعات والمناطق المدنية والمأهولة بالسكان من قبل طائرات الغزاة النازيين الأمريكان , إضافة إلى السيارات المفخخة المفتعلة التي كانت تنطلق من مقرات أحزاب السلطة الدينية الحاكمة في وزارة الداخلية والدفاع والمنطقة الخضراء وإمكان الجماعات الإرهابية الوافدة إلى العراق جميعهم كان لهم الدور الرئيسي في زيادة المعوقين العراقيين بهذه الصورة المخيفة ومع إهمال شديد وعدم اللامبالاة من قبل حكومات أحزاب السلطة الدينية الفاسدة الأربعة التي تعاقبت على حكم العراق بعد الغزو والاحتلال وقد شاركت في هذه المعاناة بالنسبة للمعوقين الرياضيين وذوي الاحتياجات الخاصة وزارة الشباب والرياضة بإهمال واضح وصريح ومتعمد لهذه الفئة الخاصة وعدم توفير لهم ابسط التجهيزات الرياضية لغرض مواصلة عطائهم الرياضية وعدم رميهم وطردهم بالشوارع ليكونون بعدها فريسة سهلة للعوز المادي والجوع والتسول وإحساسهم بأنهم عالة على المجتمع الذي لغاية الآن لا توجد لديه ثقافة لتقبل مثل هؤلاء الفئة من الناس ذوي التخلف العقلي .

صحيح أن وزارة الرياضة والشباب بوزيرها يعتبر من واجهات جماعة المجلس المعروفين وتصرف الميزانية الميليارية لهذه الوزارة عديمة الفائدة من جميع النواحي بسبب عدم تقديم أي خدمة تذكر إلى سمعة العراق الرياضية وتركت جميع هؤلاء الرياضيين الموهوبين إلى مصير مجهول , وما رأيناه من فشل ذريع ومخزي للمنتخب العراقي لكرة القدم في دورة الخليج الأخيرة , وترك المنتخب لكرة القدم يتنقل من المطار إلى مقر الإقامة في سيارات الأجرة والأصدقاء , هذه الوزارة هي السبب الحقيقي والمباشر لتدهور الرياضة العراقية بهذه الصورة المخجلة , إما بالنسبة للإنجازات الرياضية وان كانت ليس بفضل الدعم المادي والمعنوي المفقود حتمآ من قبل المسؤوليين الفاسدين الحكوميين وأن جميع الانجازات كانت بالدرجة الأولى والأخيرة بفضل جهود الرياضيين العراقيين الفردية وبالنتيجة وكشيء طبيعي أن ينعكس هذا الفساد السرطاني المستشري في جسد وزارة الشباب على جميع اتحادات العاب المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة , وعلى سبيل المثال وليس الحصر وحسب ما وصلني من احد الرياضيين المعوقين وهو يشرح لنا معاناته مع مافيا الفساد واتحاد اللعبة وعدم المبالاة بوضعهم الصحي الخاص والذي يتطلب توفير ظروف خاصة في المسكن والمأكل والتنقل وممارسة الرياضة لغرض تحقيق انجاز يرفع معه اسم العراق وهذه ابسط أحلام هؤلاء المعاقين في هذه المعاناة والماسي التي يمرون بها في كل يوم مع وجود مافيا حقيقة وخطرة تعرف وتسمى بـ ( الاولمبياد الخاص العراقي لرياضة التخلف العقلي والمنغولي ) والذين يستلمون الأموال الطائلة والتجهيزات الرياضية الخاصة على هيئة تبرعات ومنح من مختلف الدول العربية والأجنبية إضافة إلى المنظمات والاتحادات الرياضية العالمية التي تقدم مثل هذه المنح لغرض تطوير وتحسين صورة المعوقين والمتخلفين عقليآ لدمجهم بالمجتمع الذي يعيشون فيه , ولكن مع الأسف ووجود مثل هؤلاء الأشخاص عديمي الذمة والضمير لا يتم صرف حقوقهم المالية بصورة طبيعية , وحتى لا يتم في كثير من الأحيان إعطاءهم دينار واحد من هذه الأموال الطائلة , وحتى التجهيزات الرياضية الحديثة التي تصرف لهم يتم سرقتها وبيعها في السوق المحلية , ويقوم رئيس الاتحاد المدعو سعد عبد ياسين والأمين المالي المدعو باسم احمد وأمين سره المدعو احمد مظلوم وبقية أعضاء الاتحاد , ومنهم المدعو فوزي مصطفى عثمان وهذا بدوره هو قريب لرئيس ما تسمى بـ ( اللجنة الاولمبية العراقية ) المنحلة أو المجمدة , فالاثنان من محافظة دهوك ولذلك فان كل السرقات يتم تغطيتها بشكل قانوني ورسمي ولا يستطيع احد أن يعترض على هذه المافيا .

في فترة المعسكر التدريبي الخاص لفرق الاولمبياد الخاص العراقي للمشاركة في الدورة الاولمبية في الصين والخاصة بالمعاقين عقليا في دولة الإمارات العربية المتحدة / إمارة الشارقة , وكان وقتها قد صادف هذا المعسكر التدريبي في شهر رمضان المبارك , وعليه فقد استلم المدعو سعد عبد ياسين والمدعو باسم احمد والمدعو احمد مظلوم مبلغ قدره (7000 $ ) دولار أمريكي وهي كانت " فطرة شهر رمضان " لشراء ما يلزم لعدد (22 ) رياضي ليفرحوا بعيد الفطر المبارك ولان السيد سعد عبد في وقتها وكما ذكر للقريبين منه بأنه حصل على منحة من دولة الإمارات بعد أن ذكر لهم الماسي والمعاناة التي يقاسيها هؤلاء الرياضيين المعوقين وبتعبيره الشخصي ذكر عبارة ( دكيتلهم اليتيمة وحصلت على المبلغ ) ويمكن التأكد من المبلغ المصروف من (بنك الشارقة ) وطبعا لم يتم إعطاء درهم واحد من هذا المبلغ إلى الرياضيين إضافة إلى أن اللجنة الاولمبية العراقية صرفت مبلغ (20$ ) يوميا لإطعام كل رياضي معوق ولمدة 20 يوم طوال فترة المعسكر التدريبي وهذا يعني بحساب بسيط (20$× 20يوم ×22 رياضي معوق =8800$ ) ولكن مع الأسف أن هذه المجموعة الرياضية وصل الأمر برئاسة الوفد أن يتم تقديم لهم وجبة العشاء وذلك باستلام الفطور المخصص للهنود والباكستانيين والفقراء المقيمين في إمارة الشارقة , وتقديمه كوجبة عشاء للمعوقين وباقي أعضاء الوفد من الإداريين والمدربين والبالغ عددهم 13 شخص , مع العلم أن المدعو سعد عبد ياسين مشمول براتب شبكة الحماية الذي تمنحه وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وأنه بنفس الوقت تاجر تجهيزات رياضية , ويستلم راتب وقدره (350) دينار عراقي من الاولمبية العراقية وكارت موبايل (30$)شهريا صحيح أن مبالغ السرقات قليل جدآ في بعض الحالات قياسآ إلى سرقات حيتان الفساد المليونية , ولكن نحن هنا نتكلم عن المبدأ وعن الاستعداد لسرقة حتى الرياضيين المتخلفين عقليآ من أشخاص أتمنوا على مثل هذه الفئة من الناس .

حتى أن مدرب لعبة البولنك الأرضي لم يشارك مع فريقه في البطولة العربية في أبو ظبي في العام الماضي لعدم حصوله على الفيزا وبذلك خسر الفريق , بينما حصل إتحاد اللعبة على (58) تأشيرة دخول إلى دولة الإمارات العربية والوفد المشارك هو (50) شخص والثمانية الباقية لبعض المعارف والأصدقاء بينهم المدير العام في وزارة الشباب العراقية والذي أصبح الآن مستشارا وزير الشباب والرياضة ( العراقي ) وهو يساعد هذه المجموعة التي تقود رياضة التخلف العقلي ويدعمهم بشدة وأخرها أن الاولمبياد الخاص اتحاد تابع للجنة الاولمبية أكد لهم انه سيحدد لائحتهم الانتخابية وهيئتهم العامة بما يساعدهم بحسم الأصوات لصالحهم وانه سيجري لهم انتخابات كما يفعل مع لجان اتحادات المعاقين الرياضية الأخرى . ويتبجح المدعو سعد عبد بأنه يعطي المبالغ الكثيرة لغرض إغلاق أيه قضية فساد تثار ضده وبالفعل فقد نجح بقيامه بتلك الأعمال المشينة لغاية الآن بسبب الدور الرقابي المعدوم وعدم الإحساس بالمسؤولية من قبل القائمين والمشرفين على تلك الرياضة بتطوير وتحسين أدائهم .

أن ما يجري في ما يعرف باتحادات الاولمبياد الخاص من الانتهاك الخطير لحقوقهم الإنسانية وان الرياضي المتخلف عقليا وقضيتهم الإنسانية يجب أن لا تبقى في طي النسيان أبدآ ويجب طرح قضيتهم ومعاناتهم للرأي العام العراقي وأن الصحفيين الرياضيين اليوم مع الأسف مشاركين فعليآ في هذه الجريمة البشعة بواسطة سكوتهم المريب حول مافيا الفساد هذه بسبب أن تبقى العلاقة المريبة بينه وبين مختلف الاتحادات الرياضية جيدة ولذلك لا ينشرون ما يسيء لهم حتى يستمر إيفادهم بصورة دورية مع الفرق الرياضية الخاصة بالمعوقين .

أن الصحفي الرياضي أصبح جلاد أخر لهؤلاء الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة لغرض مصالحه الشخصية الخاصة الضيقة , وحسب علمي ومراجعتي الصحفية لم أعثر أو أرى أي صحفي ينتقد مثل تلك التصرفات المشينة بحق هؤلاء الرياضيين من قبل اتحادات اللعبة والمسؤولين والمشرفين عليها , بل يصل الأمر بهؤلاء الفاسدين ببيع التجهيزات الرياضية ووسائل الإيضاح والمعدات الخاصة بممارسة الألعاب الخاصة بالمعوقين وهي من منشأ أصلي يتم بيعها بمنطقة الحارثية / بغداد للمحالات الخاصة ببيع المستلزمات الطبية والكرسي المتحرك وبقية التجهيزات الرياضية الأخرى الخاصة برياضة المعوقين أو استبدالها بعد بيعها بتجهيزات رياضية قديمة ومستعملة .

أن من واجبنا الأخلاقي والمهني الصحفي وقبل كل شيء تسليط الضوء على هذه الفئة من الناس وما يعانوه من إهمال شديد وعدم لامبالاة من قبل حكومة الأحزاب الدينية المتسلطة الفاسدة وخصوصآ وهم يعانون من ظروف خاصة وقاهرة واغلب هؤلاء المعوقين الرياضيين من المتفوقين ليس على مستوى الوطن العرابي ولكن حتى على مستوى العالم حسب ما تم أخباري به مؤخرآ , ولكن نتيجة الإهمال وسوء الإدارة والفاسد وعدم وجود الدورات الرياضية المنتظمة سببت كل هذه الأمور من الفشل في تقديم أي نجاح رياضي ... نتمنى من لديه ضمير أن يأخذ بيد هؤلاء الرياضيين المعوقين وهذه الفئة من الناس إلى بر الأمان والنجاح وتذليل الصعوبات التي تقف عائق أمام تقدمهم الرياضي لغرض رفع اسمع العراق عاليا في جميع المحافل الرياضية العالمية... ونعود لكي نستمر في تكملة سلسلة مافيا الفساد في هيئة النزاهة العامة ...

صباح بغدادي
صحفي وباحث عراقي مستقل
[email protected]

التعليقات