تفاصيل عمليات التمويه الاستخبارية والعسكرية التي قامت بها إسرائيل لتحقيق عنصر المفاجأة في ارتكاب مجزرة غزة

تفاصيل عمليات التمويه الاستخبارية والعسكرية التي قامت بها إسرائيل لتحقيق عنصر المفاجأة في ارتكاب مجزرة غزة
غزة-دنيا الوطن
على مدى الأيام الماضية ذهب المحللون السياسيون في مختلف وسائل الإعلام إلى استبعاد نظرية قيام إسرائيل بشن هجوم عسكري واسع النطاق على قطاع غزة واعتمد المحللون السياسيون على أن إسرائيل تعيش أزمة داخلية وأنها مقبلة على انتخابات وان التهديدات الإسرائيلية تأتي في إطار الاستهلاك المحلي الداخلي الإسرائيلي لحسابات انتخابية.
ولكن إسرائيل كانت تبيت الهجوم العنيف غير المسبوق على قطاع غزة واتضح انها قامت بعمليات تمويه استخبارية وعسكرية لتحقيق عنصر المفاجأة لارتكاب مجزرة بشعة غير مسبوقة في قطاع غزة منذ حرب حزيران عام 1967.
ومن خلال ما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد تنفيذ الغارات الجوية صباح اليوم أن المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر اتخذ قرارا يوم الأربعاء الماضي بتنفيذ الهجوم الجوي .
وليلة أمس الجمعة اجتمع المجلس الوزاري المصغر سرا وقرر تنفيذ الهجوم الجوي صباح اليوم السبت .
وقد أعلن المهندس إيهاب الغصين الناطق بلسان وزارة الداخلية الفلسطينية بغزة لإحدى الإذاعات المحلية في قطاع غزة بعد ارتكاب الطيران الإسرائيلي للمجزرة أن :"الهجوم الجوي الإسرائيلي كان مباغتا ولم نتوقعه على هذا النحو".
يوم الخميس الماضي وجه اولمرت تحذيرا إلى حركة حماس يقول فيه أن إسرائيل تنتظر لغاية يوم الأحد القادم كي يجتمع المجلس الوزاري المصغر ليقرر ما إذا كان الوضع يستدعى عملية عسكرية في قطاع غزة أم لا وهذا القرار يتخذ بناء على استمرار قصف البلدات الإسرائيلية أو توقف القصف".
وكان تصريح اولمرت من باب التمويه لااكثر حتى ساد الاعتقاد في قطاع غزة أن قرار الهجوم لو يتم اتخاذه سيكون بعد يوم الأحد.
ويوم الخميس قرر باراك على نحو مفاجيء فتح المعابر وإدخال كميات من الوقود والمواد التموينية في عملية تمويه مماثلة.
وخلال الأيام الماضية التي سبقت ارتكاب المجزرة مباشرة اختفى الطيران الإسرائيلي من أجواء قطاع غزة.
ولم تكتفي إسرائيل بهذه العمليات التمويهية بل وجهت رسالة إلى حماس عبر دولة عربية مساء الجمعة تقول "يوم السبت أي غدا لن يكون هنالك أي عمل عسكري إسرائيلي في قطاع غزة والحرف الواحد..هدوء تام".وقد أعلن اليوم بعد تنفيذ المجزرة بغزة الدكتور فوزي برهوم الناطق الإعلامي لحركة حماس بقطاع غزة في تصريح لإحدى الإذاعات المحلية وكشف النقاب عن الرسالة الشفوية التي وصلت حماس وكانت في الحقيقة خديعة .
ذهبت الصحف الإسرائيلية على مدار الأيام الماضية إلى نشر تسريبات جميعها تؤكد أن إسرائيل لاترغب بمواجهة عسكرية في قطاع غزة وان التهديدات الإسرائيلية السابقة مجرد مزايدات انتخابية .
وصباح اليوم السبت وعند الساعة الحادية عشرة والنصف كانت سماء غزة خالية تماما من أي تحرك لطائرات إسرائيلية وفجأة بدأت 60 طائرة شاركت في الهجوم الجوي بقصف كافة المقرات الخاصة بالحكومة وأجهزة الأمن في آن واحد .
وقال شهود عيان لدنيا الوطن:"كانت الصواريخ تسقط على مقرات الحكومة وأجهزة الأمن دون أن نشاهد أي طائرة أو نسمع صوتها أيضا وقد اعتقد الناس في بداية الأمر انه قصف بصواريخ ارض ارض قبل أن تتضح الأمور".
أي أن الطائرات حلقت على ارتفاع شاهق جدا حتى لايتم التنبه إليها وبدأت بالقصف العنيف بلا هوادة دون أن ترى بالعين المجردة أو يسمع صوت محركاتها.
هذه المعطيات تؤكد أن قرار الحكومة الإسرائيلية كان يفترض تحقيق عنصر المفاجأة من اجل وقوع اكبر عدد ممكن من الضحايا لذلك كانت الحياة كالمعتاد في مقرات الحكومة وأجهزة الأمن وأرادت إسرائيل من خلال عمليات التمويه أن تشعر الأجهزة الأمنية ومؤسسات الحكومة بالطمأنينة إلى حد ما بحيث يمكنها ارتكاب المجزرة.
أما قصف مقر الشرطة الفلسطينية بغزة فقد تمت خلال حفل تخريج لعدد كبير من ضباط الشرطة مما أدى إلى استشهاد عدد كبير من ضباط ورجال الشرطة وقائد الشرطة بغزة .
عمليات تمويه كبيرة قامت بها إسرائيل لارتكاب مجزرة بشعة على النحو عن سبق إصرار وترصد تطرح السؤال الكبير:"لماذا ارتكبت إسرائيل هذه المجزرة البشعة وما الذي تخفيه في المرحلة القادمة ؟وقد تبين أن حملة العلاقات العامة التي قامت بها ليفني الأسبوع الماضي لم تقم بها من اجل عملية توغل محدودة بل استعدادا لعدوان إسرائيلي كبير في قطاع غزة.

التعليقات