حين يتطاول الأقزام على أسيادهم

حين يتطاول الأقزام على أسيادهم
حين يتطاول الأقزام على أسيادهم

بقلم : د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الأمنية والإستراتيجية

طالعنا مقالاً لعيسى قراقع عضو المجلس التشريعي عن فتح يتهم فيه زوراً وبهتاناً عناصر الأجهزة الأمنية بالهروب كالأرانب عندما اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق في بيت لحم لاعتقال مواطنين فلسطينيين ، ويتساءل قراقع في مقاله عن هذه العناصر التي كانت تقف على بوابات الأجهزة مدججة بالأسلحة ، لماذا هربت بعد دخول قوات الاحتلال .

وعودة إلى ما ورد في مقال عيسى قراقع ، نقول من العيب على عضو مجلس تشريعي فتحاوي !! أن يصف الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالأرانب مهما كانت الملاحظات على أدائها ، نحن ننتقد السلبيات ولكن الأجهزة الأمنية الفلسطينية جميعها لها تاريخ مشرف ولو تواجد احد قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في بيت لحم في احد المراكز الفلسطينية لحظة دخول قوات الاحتلال لقرر أن يبقى في مكتبه محاصراً من قوات الاحتلال مع جنوده وضباطه ، وأقول لك يا عيسى أين كنت في الانتفاضة عندما تصدى أبطال الأجهزة الأمنية بصدورهم لدبابات وأسلحة الاحتلال واستشهد من استشهد واعتقل من اعتقل وابعد الآخرون وأنت مختبئ في غرفة نومك وتقضي فترة من العسل .
وللتذكير فان الأجهزة الأمنية الفلسطينية قدمت خلال الانتفاضة الثانية في مواجهة قوات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة مئات الشهداء ، ولو عاد الكاتب لإحصائيات صادرة عن الأمن الوطني خلال الانتفاضة الثانية لوجد أن نسبة عالية من شهداء الانتفاضة كانوا من قوات الأجهزة الأمنية ، فقد قدمت الأجهزة الأمنية تضحيات جسام إلى جانب الفصائل الفلسطينية ، بل أن الأجهزة الأمنية قاتلت جنباً إلى جنب مع الفصائل في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اجتياحاتها في الضفة الغربية وقطاع غزة .

إن تضحيات الأجهزة الأمنية في مواجهة الاحتلال ليست بحاجة إلى إثبات ، فقد استهدفت بالاغتيالات والقصف والتدمير من قبل قوات الاحتلال ، وبالتالي فان تضحيات الأجهزة الأمنية محفورة في وجدان الشعب الفلسطيني ولكنها كلمة حق تقال لهؤلاء الرجال الذين سقط منهم مئات الشهداء خلال الانتفاضة الثانية دفاعاً عن الأرض والوطن والمقدسات وصمودهم الأسطوري في معركة جنين جنباً إلى جنب مع كافة فصائل المقاومة .

وهنا نسأل قراقع بصفته رئيساً ً لنادي الأسير ، كم عدد الأسرى من ضباط وعناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية المعتقلين في سجون الاحتلال ؟ ، ألم تكن يا عيسى تتغنى ببطولات هؤلاء الأسرى قبل الانتخابات التشريعية ، ومن الذي أوصلك إلى مقعد التشريعي ، غير هؤلاء الأسرى الذين تصفهم الآن بالأرانب ، وباعتبارك نائباً عن حركة فتح لماذا تصمت الحركة على تصريحاتك الموتورة ومقالك الذي يطعن في الشرف العسكري للشهداء والأسرى الأكرم منا جميعا .

إن تطاول عيسى قراقع على هذا النحو لا يدرج تحت بند النقد الموضوعي ، بل هو مجرد طعن لحسابات شخصية ورسالة حسن نوايا إلى جهات تجاوز فيها مواقف حركة فتح التي ينتمي إليها ، وهو مطالب باعتذار علني لكافة الأجهزة الأمنية عما بدر منه وعلى حركة فتح أن تلزمه بهذا الاعتذار .

أما إذا أردت أن تغطي على عجزك وتقاعسك كرئيس لنادي الأسير وعضو بالمجلس التشريعي وتهميش حركة فتح لك فلا يكون الحل بالطعن بالشرف العسكري للأجهزة الأمنية وإنما بان تبحث عن الأسباب ، فالقصة ليست عزومة على منسف هنا أو هناك في هذا المنزل أو ذاك ، بل هي قصة وطنية تمس الشرف العسكري لعشرات الآلاف من أبناء الأجهزة الأمنية ولمئات الشهداء الأبرار والأسرى الأبطال من أبناء الأجهزة الأمنية ، والأمثلة كثيرة على تضحيات هؤلاء الرجال .

كفاك استهتار ونقول عيب أن يصدر عنك ما صدر ولتكن ولو لمرة واحدة على قدر المسئولية .

التعليقات