محمد السعيد لدنيا الوطن :التقيت الرئيسان لحود و البشير و العماد عون حدثني عن الحب والفقر

محمد السعيد لدنيا الوطن :التقيت الرئيسان لحود و البشير و العماد عون حدثني عن الحب والفقر
دمشق – دنيا الوطن – محمد أنور المصري
واقع الإعلام السوري ..عنوان عريض وكبير ويندرج تحته كل شيء قابل للنقاش ..إنه متأرجح بين إعلام طموح ومجتهد ويحاول أن يجد لنفسه مكانا تحت الشمس وبين إعلام يضيع في زحمة التكنولوجيا و(عجقة) الفضائيات ..وبين خطاب يحاول أن يقول شيئا ويصرخ وسط هذه الضوضاء ..وبين خطاب لازال أسير الماضي ..ولا هوية له ..ولكن إيجابيته أنه يحاول ..إلى متى ستستمر هذه المحاولة ..للأسف لا أحد يعلم ..مع أنه يجب أن نعلم .
* الإعلام السوري اليوم مصدرا للنقد سواء الصحف الالكترونية أو الورقية برأيك هل التلفزيون مادة دسمة للانتقاد ؟
الموضوع ليس في التلفزيون أو بباقي وسائل الإعلام ..الموضوع هو أنك تريد أن تنقد أولا ..أن تريد أن تنظر إلى الوجه الجميل أو القبيح ..وهذا ينطبق على كل المؤسسات وليس على المؤسسات الإعلامية فقط ..وكل هذه المؤسسات قابلة للنقد والتشريح ..ونعم – للأسف – وسائل إعلامنا هي مادة دسمة للنقد ..ولكني دائما أبحث عن الحب في هذا النقد ..فلا أجده ..انتقدني بحب ..وخذ ما تريد ..لا تعطيني انطباعك وتقول لي هذا نقد (كما يقول الفنان نضال سيجري) ..ثم إذا لم تجد مادة لتكتبها ..لا تتسلق على (النقد) كي تملأ عمودا ما أو صفحة ما ..
* كيف تجدون اليوم المنافسة بينكم وبين قناة الرأي الإخبارية باعتقادي القناة الإخبارية السورية ؟؟؟
قناة الرأي لا زالت قيد البث التجريبي ولم تظهر وتأخذ شكلا محددا حتى نستطيع أن نقارنها بقنوات أخرى ..وعلى العموم نتمنى لهم ولكل المحطات الخاصة التوفيق حتى يتم التحريض بين القنوات وتتنافس على تقديم الأفضل والأجمل
* أول من قابل رئيس دولة عربية بالإعلام السوري ( محمد السعيد ) كيف قمتم بالتحضير للقاء فخافة الرئيس اللبناني أيميل لحود؟
قبل فخامة الرئيس لحود أجريت لقاء مع فخامة الرئيس السوداني عمر حسن البشير في الخرطوم وذلك قبيل قمة دمشق العربية ..طلبت منا الإدارة أن نجري لقاءات مع شخصيات عربية رسمية عالية المستوى..ولم يكن في بالهم أننا سنتمكن من أن نحظى بمقابلة مع الرئيس ..خرجت من الاجتماع فورا واتصلت بسعادة السفير السوداني بدمشق الأستاذ عبد الرحمن ضرار الذي تربطني به علاقة طيبة وودية من خلال مقابلاتي مع شخصيات سودانية كنائب الرئيس السيد علي عثمان محمد طه والشخصية القيادية في حزب المؤتمر الوطني السوداني والذي أصبح وزيرا للإعلام فيما بعد الدكتور كمال عبيد .. وقلت له أريد (سكوب) ( سبقا صحفيا) فقال لي من تريد؟ ولم يكن يخطر في باله أنني أرغب بمقابلة فخامة الرئيس ..قلت له الرئيس البشير ..فرد بلهجته المحببة..مرة وحدة ..؟ قلت له لن أقبل بأقل من الرئيس..مع احترامي لبقية الشخصيات ..فقال هذا الموضوع يحتاج إلى ترتيب قلت له: رتب ولديك أسبوع ..وفعلا بعد أسبوع حدد لي موعدا مع فخامته..وطرت إلى هناك وأجريت اللقاء..وكان فخامة الرئيس البشير ودودا وطيبا ومتواضعا ودائم الابتسام ومنحني هذا الشرف رغم مشاغله الكثيرة .. وهنا لا بد لي من أن أذكر دور صديقي وشريكي في برنامج حوار خاص الأستاذ سعد الله بركات المؤثر والفعال ..
أما بالنسبة للقاء فخامة الرئيس لحود فقد كنت أسعى إلى لقائه قبل أن يغادر قصر بعبدا ولكن الظروف لم تساعدني في وقتها ..إلا أن جاءت الفرصة المناسبة بعد اتفاق الدوحة ..كان اللقاء في منزله في منطقة بعبدا ..وأخيرا رأيت (فخامة الرئيس المقاوم)..وأستطيع أن أختصر لك شخصية هذا الرئيس بكلمة واحدة (زلمة ) رحب بنا بحرارة وصافحنا فردا فردا ودردش معنا وكان لقاءا مطولا وجميلا ومؤثرا كما قال..وسأروي لك بعض التفاصيل الخاصة: قبل أن نبدأ التصوير ..سألته عن (زعله) من (أبو المجد) الموسيقار ملحم بركات فرد باللهجه اللبنانية :شايف كيف نزعوا العلاقة بيناتنا.. لهون وصلت معهن ؟ وصلوله كلام عن لساني أنا ما قلته أبدا ..بس مشي الحال شفته لأبو المجد وعرف الحقيقة .. وسأكشف لك سرا صغيرا عن الرئيس لحود ..هو يحب أكلة البامية.. لأنني عندما أردت أن أذهب إلى الشرفة كي أدخن مررت بالمطبخ وشاهدتهم يعدون البامية ..فسألتهم هل فخامة الرئيس يحب هذه الأكلة قالوا نعم..الرئيس لحود تأثر كثيرا بالمقدمة التي تسبق الحوار..وبعد اللقاء اقتربت منه كي آخذ صورة تذكارية معه .. فضربني على كتفي حبا وتوددا ..وسأروي لك شيئا طريفا ومضحكا حصل معنا قبل أن ندخل منزل فخامته – وعذرا إذا أطلت- وصلنا منطقة بعبدا قبل ساعة ونصف من الموعد المحدد ..وفي الطريق ( تخربط) شعري بفعل الهواء ..فأصريت أن أسوي شعري عند الحلاق ..على اعتبار أنه لدينا الوقت الكافي ..فسرنا في شوارع بعبدا ..فوقفنا بجانب شرطي سألناه عن منزل السيد الرئيس فوجهنا الوجهة الصحيحة ..ثم بادرناه بالسؤال عن أقرب حلاق موجود في المنطقة ..فوقف مبهوتا وفي ذهنه تساؤل ..ما علاقة منزل الرئيس لحود بالحلاق ؟؟!!! وفي ذهنه أيضا انطباع عنا إما نحن مجانين أو عابثون ..وغادرنا سريعا ونحن نكتم ضحكاتنا قبل أن نتلقى جوابا.. كان يوما جميلا ومهما في حياتي المهنية ..وهنا لابد لي أيضا أن أذكر دور الزميلين إياد إبراهيم وسمير شيباني اللذين قاما بالتنسيق والترتيب لهذا اللقاء الذي لا ينسى ..
* كيف كانت أصداء هذا اللقاء بعد بثه وخصوصا أن القنوات اللبنانية ( قناة المنار – قناة نور سات الدولية – تلفزيون لبنان ) قاموا على نقل جزءاً من الحوار ؟
للأسف أنا لم أشاهد ردود الفعل ..لأن لقاء الرئيس لحود أنجز يوم الخميس وعدت بنفس اليوم إلى دمشق ..وفي اليوم الثاني أبلغت أن أسافر إلى بيروت ثانية من أجل تغطية انتخابات الرئيس اللبناني ميشال سليمان..ولم أشاهد اللقاء على الهواء ..ولم أعرف شيئا ..ولكن ما أعرفه وقيل لي أنه ولد انطباعات حسنة عند الناس ..وكذلك عند الرئيس لحود..وقد أخبرني الوزير السابق وديع الخازن الذي تربطني به علاقة طيبة أيضا – وهو رمز للوفاء و من الشخصيات المقربة جدا من الرئيس لحود ولم يفارقه حتى آخر يوم في قصر بعبدا عندما ضرب فريق 14 شباط عزلة على الرئيس ..التقيته في بيروت يوم بث اللقاء ..وساعتها كنت أحضر لرسالة اليوم الأول ولم أتمكن من مشاهدة التلفزيون ..وأخبرني عن انطباعه وارتياحه وإعجابه ..
* ألم تجدون صعوبة في التنسيق مع السيد ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر في لبنان لإجراء لقاء خاص مع التلفزيون السوري ؟
الفضل في لقاء العماد عون يعود إلى السيدة ديانا جبور مديرة التلفزيون والتي كانت رئيسة البعثة الإعلامية إلى بيروت ..بعد انتهاء أعمال اليوم الأول أخبرتني باللقاء .. وهي التي نسقت مع العماد عون.. طرت فرحا ..العماد عون وفي إطلالته الأولى على الفضائية السورية وأنا من سيجري اللقاء ..الموضوع اللبناني بكل تفاصيله بذهني ..لم أحتج إلى كثير من الوقت كي أحضر مواضيعي وأسئلتي ..في صباح اليوم التالي فتشت في خزانتي عن اللباس المناسب..هذه هي ..ربطة عنق برتقالية اللون تنسجم مع لون تيار العماد ..ذهبنا السيدة ديانا وأنا إلى الرابية ..وكان العماد في انتظارنا ..وجدته بريئا منسجما مع نفسه محبوبا ..و كل من حوله يؤمن به ..استقبلنا بابتسامة المحب المشتاق ( وكأنه يقول لنا يلعن أبو السياسة اللي فرقتنا ) حدثنا طويلا عن الحب والحياة والفقر والغنى وشارل ديغول ..وأن له أقارب في سورية ..يجبرك على احترامه حتى ولو اختلفت معه ..بالمناسبة هو ومساعدوه اكتشفوا ربطة العنق ..وأشادوا (بلونها) ..
* كيف كان قبول حضور التلفزيون السوري لتغطية جلسات انتخاب رئيس الجمهورية ؟
في الحقيقة استقبلنا استقبالا حارا من الجميع ولم يتردد أحد في إعطائنا أي تصريح أو مقابلة ..وساروي لك شيئا طريفا ..عندما بدا النواب اللبنانيون والضيوف بالتقاطر على ساحة النجمة حيث مقر مجلس النواب ..مر بجانبي وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ..فامسكت بيده وأومأت له ( أنا لا أفهم فرنسي) بأننا نرغب بتصريح للتلفزيون السوري ..فسحبته من يده إلى مسافة 20 مترا حيث تنتصب كاميرتنا فمشى معي منقادا طائعا ..وصار يرطن بالفرنسية ضاحكا مؤشرا بيده بمعنى أنك تريد أن تعتقلني ..فقلت له (وي) فضحك وأعطانا تصريح أجرته معه الزميلة لينا مباردي مذيعة الفرنسي التي كانت معنا ضمن البعثة هي والزميلة انتصار يونس ..في اليوم التالي كتبت بعض الصحف اللبنانية عن هذا المشهد : أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ..شوهد يتثائب في جلسة انتخاب الرئيس ولم يتردد في إعطاء الفضائية السورية أي تصريح ...
حقيقة حضورنا كان لافتا ..وقد أشار إلى هذا أيضا قناة الجزيرة التي ذكرت موضوع حضورنا .. وأيضا لا أريد أن أنسى جهود الزميلتين انتصار ولينا في هذه التغطية ..كي لا يفهم أنني كنت وحدي في بيروت ..
[email protected]

التعليقات