شرف فتح الباب عندما يتحول السارق الى واعظ

شرف فتح الباب عندما يتحول السارق الى واعظ
غزة-دنيا الوطن
لم يستطع الفنان القدير يحيى الفخراني ان يكون نجما سينمائيا من الدرجة الأولى وان يقدم بطولات مطلقة في السينما كما التلفزيون ليكرس نجوميته فيه وخصوصا في رمضان حيث بات النجم الرمضاني الاول كل سنة منذ مسلسل "ليالي الحلمية" حين قدم شخصية الباشا سليم البدري والتي تجتمع بداخلها تناقضات الشر والخير وتقلبات العصر السياسية والاقتصادية التي تنعكس على الشخصية التي كانت تتطور مع كل جزء من أجزاء المسلسل ليصبح اسم الفخراني "ماركة رمضانية" بامتياز وليقدم بعد ذلك أدوارا مختلفة تتفاوت فيها براعة الفخراني قي تقمص الدور ، ومدى تعلق المشاهدين به وهو الذي اعتاد على التنوع في اختياراته حيث شكل دوره هذا العام في مسلسل "شرف فتح الباب" صدمة للكثير بعد "حمادة عزو" والذي قدم فيه دورا كوميديا لقي نجاحا كبيرا لدى الناس في رمضان الماضي ليطل هذا العام بدور مختلف تماما لم يتقبله الناس وخصوصا الصحافة المصرية التي اعتبرت انه دور يمجد السارق في الشهر الفضيل أو يمكن ان يطلق على الفخراني "اللص الظريف" والذي لا يمكن للمشاهد الا ان يحبه ويتعاطف معه مهما كبر جرمه ومهما ارتكب من سرقات حيث يؤدي الفخراني دوره باحساس عال جدا واستطاع ان يجسد ملامح الطيبة على تعابيره وهو يقبل السرقة لتأمين مستقبل أولاده .
الفخراني في شرف الباب يقدم قلقا انسانيا بين حدود الحلال والحرام ومبرارته التي يجدها الفخراني لاتتعارض مع الدين فهو " السارق الورع" الذي وقف في المسجد يعظ المصلين في مشهد – ضمن الحلقة 19 - من اجمل ما قدمه في مشواره الفني حين وقف واعظا يحذر من المال الحرام لابسا عباءة التقوى في مشهد قد يثير ضده بعض التيارات الاسلامية التي تجد في هذا العمل تشجيعا على السرقة والتزام الخط الديني في الوقت نفسه عملا بمبدأ "الحسنات يذهبن السيئات". وهو بذلك يصور حالة واقعية حيث لا يوجد خير مطلق أو شر مطلق وهذه الحالة لم تصورها الاعمال الدرامية حيث يمكن للحلال والحرام ان يتصالحا في النفس البشرية بمقدار معين وان تسير الحياة بين سندان الخير ومطرقة الشر دون الوصول الى حالة سلام دائمة ، حالة الالتباس هذه لم تتضح حتى الان ما ستكون نهايتها والتي ربما لا يوجد لها نهاية في تاريخ البشرية . فهل ستكون نهاية صراع الفخراني كعادة الاعمال المصرية نهاية مثالية خيالية ام يبقى الصراع بين النقيضين "بابا مفتوحا" لشرف يدخله ويخرج منه ساعة يشاء، علما بأن أسرة المسلسل تردد أن هناك مفاجأة في الحلقة الأخيرة يتكتمها الجميع، حتى أن الممثلين غير الرئيسين يقرأون مشاهدهم فقط حتى لا يسربوا كل الأحداث للصحافة والجمهور.

التعليقات