الفخراني متوجساً بين الحلال والحرام

الفخراني متوجساً بين الحلال والحرام
غزة-دنيا الوطن
اعتاد الممثل القدير يحيى الفخراني العودة كل عام مع عمل رمضاني "قضية تنخر بمجتمعه" يتناولها والكاتب والمخرج والفخراني نفسه ، ويختلف كذلك في الخروج عباءة العمل الذي سبقه، ويأتي حضوره ليالي الشهر الكريم هذا العام بمسلسل "شرف فتح الباب " للكاتب الكبير محمد جلال عبد القوي"مفاجأة حقيقية لجمهور وجده مختلفاً تماماً عن الابن "المدلع" العام الماضي في مسلسل اثار حفيظة الناس "يتربى في عزو" إلى جانب الممثلة القديرة كريمة مختار التي أعتبرت أن دورماما نونا والدة الفخراني "حمادة عزو" يعتبر من اهم الادوار التي قدمتها.
والمفاجاة التي أصابت الناس هذا العام هو الشكل الذي أراده الفخراني في "شرف فتح الباب " حيث بدا متقدماً في العمر كهلاً وهو إلى ذلك اب لاربعة أولاد صغيرهم لم يتخطى العاشرة لكن ذهول الشكل لم يثني عشاق الفخراني متابعته ومشاركة الممثلة القديرة هاله فاخر زوجة الاستاذ شرف فتح الباب في العمل كما أعطى حضور فاخر العمل روحاً جديدة وحرفية عالية وادت دور الزوجة البسيطة والمثالية بتقنية عالية جداً..

شرف فتح الباب موظف في دائرة حكومية لا بل يشغل منصب أمين المخازن لاكثر من ثلاثين عاماً ويقيم في مرسى مطروح يعيش وسط عائلته مع ابنائه طلاب المدرسة المتفوقون في دراستهم كما يريد هو ووالدتهم - الموظفة في دائرة حكومية أخرى

اعتمد الكاتب محمد جلال عبد القوي على تصوير حكاية عادية للشارع المصري لا بل تجسيد واقع الطبقة المتوسطة الاقرب إلى سلم الفقر وتلبية حاجاتها باقل تكلفة ممكنة –المنزل الرث – الثياب البسيطة – التنقل في باصات وغيرهامن الامور التي تصورها المخرجة رشا شوربجي بدقة تتطلب منها التطويل في بعض الاحيان لزوم اكمال أيام رمضان (30 حلقة)

الحكاية باختصار تقول أن شرف فتح الباب امين المخازن وبعد فرحه بانهاء ابنته دراستها وتفوقها لدخول الجامعة بعد ايام من الخبر السعيد بالنجاح وتوزيع "الشربات"على الجيران وزملاء العمل يفاجىء بقرار إعفائه من منصبه كأمين المخازن قبل خمس سنوات من انهائه الخدمة في الوزارة- ودخوله السن القانوني للتقاعد وهذا القرار الجائر يوقعه في حيرة من أمره وخوف من المستقبل الذي بات يهدد حياته وعائلته- لكن شرف الموظف المثالي جداً والذي يستعد فريق الوزارة بعد قراراعفائه بالتحضير لحفل تكريم خاص به به يقع في المحظور ويقبل عرضاً من العيساوي الممثل أحمد خليل مدير الوزارة بسرقة آخر صفقة من المفترض أن يستلمها شرف مقابل مليوني جنيه تكون حصته ويقنعه العيسوي ابلدخول إلى السجن مدة سنتين ثم الخروج والتنعم بالمال الوفير...
شرف الذي رفض العرض في المرة الاولى وأخبر زوجته وقضى الليل في صراع بين القبول او الرفض -وقام مبكراً لاداء صلاة الفجر ورفع يديه خلف إمام المسجد وهتف بدعاء مكرر "اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك"نفذ العملية ووضع النقود في خزاني مياه على سطح المبنى وانتظر لحظة قبض الشرطة عليه ليفاجىء الجميع بالاتهام والصدمة الكبيرة من العائلة والوزارة والشارع والناس... الاّ الزوجة سعاد التي تأتيه السجن وتضعه في مأزق آخر: اما ارجاع المال أو الطلاق فيضطر لرمي ابغض الحلال عند الله لكن سعاد تظل متماسكة بعد طلاقها كي لا يؤثر الامر على الاولاد..

مجموعة من الحلقات يقضيها المشاهد بين سجن شرف فتح الباب ورفض النقد الذي قدمته مديرة الشؤون القانونية النجمةبثينة رشوان في دور مديحة ووقوفها إلى جانب زميلها في العمل وهو كان قد وقف الى جانبها أثناء فترة طلاقها وتقربها من العائلة بطريقة الاخوة والتضامن مع ما أصابهم من اتهام جائر وتجنيد الشرطة لمديحة وعزمها لرد الجميل للوصول إلى السارق الحقيقي.. فتنجح في استمالة العيسوي وتوقع به في شباك الشرطة ويخرج شرف فتح الباب من السجن بريئاً لتبدأ مرحلة ما بعد البراءة المنقوصة فالجميع يفرح عدا الزوجة التي تريد أن يعود المال إلى اصحابه
وهي التي رفضت من البداية أن تصرف على بيتها وعائلتها المال الحرام..

دمج بين الهروب من الواقع الذي يقر به فتح الباب وإقناع الزوجة أن المال حقه بعد فترة تفانيه في الخدمة والنكران الذي واجهته به الادارة الرسمية وبين الدين الواضح أو مخافة الله فهالة فاخر محجبة وكذلك ابنتها البكر.. وأمام الاعلام التي يؤكد براءة الاستاذ شرف ويقيم له الندوات وحفلات بالجملة تثمر عن منحه شقة هدية نظراً لخدماته ومثاليته الضائعة بين الحقيقة والكذب..

مشاهد مبالغ فيها بعد اسبوعين من بدء العرض وطريقين متنافرين ما بين الخير والشر أو القبول بالحرام أمام الحلال والهدوء النفسي لاسرة قامت على الترابط والحب الكبير وتلبية الاب لادق تفاصيل مستلزمات الابناء وتضحيات الام الكثيرة تجاه المنزل.

قد لا تكون النهاية السعيدة التي ترضي المشاهد بحسب ما هو متوقع فالكل سيعيش الحلقات المقبلة متوجساً بين كشف سر سرقة المال وبين أحقية فتح الباب في أخذ المال .. وأمام هذا كله لن نغفل مدى المبالغة في بعض المواقف والمشاهد وضعف بعضها الآخر في ظل نقد مركز على المسلسل في الصحافة المصرية..

فهل يمحي الاعلام الصورة السوداء لسارق ويعترف بمثاليته؟؟ وكيف تحولت القضية لرأي عام وكيف ستنتهي ومن سينتصر في النهاية؟
الفخراني ربما اراد إثارة جدل وهنا النجاح ولو أنه بغير إجماع كما حصل معه مثلاً في "يتربى في عزو" العام الماضي وبالتالي سيضيف شرف فتح الباب الكثير في الرؤية والشخصية على وجه الخصوص للفخراني وهو نقل صورة تحصل كثيراً ضمن يومياتنا وأداء عال جداً من قبل الممثلين خصوصاً الوجوه الشابة والتي تبشر بجيل آخر من نجوم المستقبل لمسلسلات واعمال درامية أخرى.

التعليقات