برج الفاتح معلم معماري اقيم بتمويل ليبي يرتفع في قلب الخرطوم

برج الفاتح معلم معماري اقيم بتمويل ليبي يرتفع في قلب الخرطوم
غزة-دنيا الوطن
في العاصمة السودانية وعلى ضفاف نهر النيل بمناظره الخلابة، يقف مجمع برج الفاتح الذي يجسد حلما ليبيا تحول الى معلم معماري يتميز بفخامته. 'وبلغت كلفة البرج المؤلف من 18 طابقا من الفولاذ والزجاج والمصمم على شكل بيضة او حلزونة 130 مليون يورو (190 مليون دولار)، وهو حلم راود الليبيين على مدى تسع سنوات. وتم تشييد البرج بتمويل من الشركة الليبية للاستثمارات الخارجية وتصميم معماريين ايطاليين. ويحتوي على فندق مؤلف من 230 غرفة وقاعة مؤتمرات وسوق تجاري ومطاعم ومركز للرياضة ومنتجع حديث ليرسي معايير جديدة للفخامة في السودان، حسب ما يقول العاملون في البرج. وقال محمد غولة مدير المشروع الذي نفذته الشركة الليبية للاستثمارات الخارجية في بريد الكتروني لوكالة فرانس برس ان 'هذا الفندق الضخم هو معلم سيضخ حياة اقتصادية واجتماعية جديدة في المجتمع المحلي وخاصة في قطاع الخدمات'. وخلال السنوات الخمس التي تبلور فيها الحلم الليبي باقامة هذا المشروع في جارته الغنية بالنفط، طرأت تطورات كبيرة على العلاقات بين نظام القذافي وواشنطن ترغب العديد من الدول مثل الخرطوم في ان تحقق مثلها. ووسعت ليبيا من استثماراتها الخارجية. وتصف ادارة الفندق مجمع البرج بانه 'هدية من حكومة ليبيا الى حكومة السودان' لتعزيز العلاقات بينهما.
ويقع البرج بالقرب من قصر الصداقة الذي بناه الصينيون في الخرطوم، وهي هدية اخرى من حكومة اخرى. ويبدي مدراء البرج تفاؤلا وعزما، ويقول وسام خالق مدير التسويق وهو أمريكي من اصل لبناني 'نحن واثقون من اننا سنجني الكثير من المال من هذا. بالتأكيد هناك مخاطر بشان الاستقرار السياسي، الا ان هذه المخاطر محسوبة'. ويصدر السودان النفط منذ عام 1999 ولا توجد اية مؤشرات على تباطؤ الحركة العمرانية التي يقف وراءها مستثمرون عرب وصينيون وهنود وماليزيون. وقد اصبح مبنى البرج من معالم العاصمة المعمارية. وقال غيوسيب فريدا مدير المشروع من شركة 'سي ام سي' ومقرها ايطاليا 'اشعر بالفخر، فالمبنى جميل، ويمكن اعتباره معلما من معالم الخرطوم'. وتكلف الاقامة في الجناح الرئاسي في فندق البرج 4000 دولار في الليلة، بينما تبلغ كلفة الاقامة في الغرفة العادية 250 دولارا في الليلة. ورغم الصعوبات الا انه تم استيراد الاثاث والديكورات الداخلية من اوروبا وبشكل خاص من ايطاليا. كما يضم البرج عددا من المطاعم الفاخرة وسوق سيفتتح في كانون الاول/ديسمبر سيضم عدد المتاجر الفخمة. وتشير التقديرات الرسميةالى ان 40 بالمئة من السودانيين يعيشون في حالة فقر. ولا تستطيع سوى القلة القليلة دفع قيمة فنجان قهوة ناهيك عن الاشتراك في عضوية النادي الرياضي التي تكلف 2250 دولار سنويا.

التعليقات