إمبابة.. حي في القاهرة يسمونه الصين الشعبية

غزة-دنيا الوطن
أثبت حي «إمبابة» في القاهرة الملقب بـ «الصين الشعبية»، أنه جدير باللقب الذي اكتسبه خلال السنوات الماضية. وأكد أن التسميات الساخرة التي كانت تطلق عليه من باب التهويل والمبالغة، ما هي إلا جزء من الحقيقة. فقد أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أن نساء «إمبابة» أنجبن في عام واحد فقط 23 ألف مولود ليقفز هذا الحي بسكانه محققاً رقماً قياسياً، هو مليون ومئة ألف نسمة.
هذا الحي الشعبي الذي يفتخر سكانه بأنه أقرب ما يكون إلى «جمهورية» قائمة بذاتها، تمكن من كسر حاجز المليون بعد أيام قليلة من إعلان رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف عن خطة لإنشاء أربع مدن مليونية جديدة لاستيعاب الزيادة المتوقعة في عدد السكان. أي أن سكان «إمبابة» أخذوا مبادرة تحقيق خطة الدولة، من دون انتظار بناء البنية التحتية اللازمة أو حتى الخدمات التي يحتاجها «شعب إمبابة».
وعلى رغم أن غالبية المتفكهين يرثون حال «إمبابة» وسكانه الآخذة اعدادهم في الانفجار، لا يتبنى سكان الحي وجهة النظر نفسها بالضرورة. ورداً على الإحصائية الجديدة لمواطنيه يقول أحمد الحسيني (44 سنة) أحد سكان الحي: «خمــسة وخميسة في عيون الجميع. ما المـــشكلة في أن يكون عددنا مليوناً وأكثر؟ هذه بركة ونعمة من الله. كل ما نحتاجه هو نظرة من الحكومة الى الخدمات التي نعاني فيها نقصاً، وهي مشكلات ليست حكراً على سكان «إمبابة»، لكن الجميع يعاني منها، مثل الازدحام، وسوء المواصلات العامة، والنظافة وغيرها، أي أن جميعها مشاكل عادية».
إلا أن «إمبابة» ليس منطقة عادية بكل المقاييس. ويكفي مثـــلاً انه كان من أولى المـــناطق في مصر التي حل «التوك توك» عليها ليكون بمـــثابة طـــوق النـــجاة الـــذي وفر للآلاف وســـيلة تنقـلهم من الشوارع الرئيسة خارج حدود إمبابة إلى الداخل حيث ضيق الشوارع يمنع في الكثير من الأحيان دخول السيارات العادية، ناهيك بالباصات العامة الكبيرة الحجم.
ويبدو أن التاريخ كتب على «إمبابة» أن يبقى دائماً في مقدمة الأحداث، ففي مـــطلع التسعينات من القرن الماضي، كان لإمبابة السبق في أن يكون معقل الكثير من الجماعات الدينـــية المتــــطرفة التي كانت وراء موجات العنف والتفجيرات التي شهدها الشارع المصري في تلك الآونة، حتى إن البعض أطلق عليه حينئذ اســم «جمهورية إمبابة الإسلامية».
وعلى رغم أن موقع إمبابة الجغرافي على الضفة الغربية لنهر النيل كان يؤهله لأن يكون حياً راقياً متميزاً، إلا أن موجات الهجرة من الريف، لا سيما من صعيد مصر، منذ خمسينات القرن الماضي إلى القاهرة لم تمهله كثيراً، وأخذ الزحف العشوائي العمراني يقضي على ملامحه. حتى الأراضي الزراعية التي كانت تحيطه اختفت تحت وطأة العمارات والبيوت العشوائية.
وبعد مواجهات عنيفة مع الدولة، أغلق ملف الجماعات الإسلامية هناك، وإن ظلت رياح التشدد الديني، على الأقل المظهري واضحة هناك. وكأن إمبابة يأبى أن يختفي اسمه من الســـاحة، فأخيراً تم تأسيس «الجبهة الشعبية للدفاع عن مطار إمبابة»، وذلك للدفاع عن أرض المطار الذي نُقل إلى مكان آخر، وأشيع أن الحكومة تنـــوي تطــوير المــكان واستثماره، ولكن فرضت هالة من التعتيم على نياتها، وهو ما أغضب سكان إمبابة الذين يطالبون بتحويل أرض المطار إلى حدائق عامة لهم، لا سيما أنهم في أمس الحاجة إلى متنفس أخضر لهم ولأبنائهم الآخذين في الزيادة.
من جهة أخرى، لم يبخل القدر على «إمبابة» أيضاً بالشهرة الفنية، فكم من فيلم سينمائي جرت أحداثه في إمبابة أبرزها «الكيت كات»، و «دم الغزال» وغيرهما. كما حاز إمبابة نصيب الأسد في موجات الأغنيات الشعبية ، حين غنى «ريكو» أغنية «إمبابة»، وتبعه محمد بوشكا الملقب بـ «مطرب إمبابة» بعدد من الأغاني الشعبية الإمبابية.
كما لحق «إمبابة» بعصر تقنية المعلومات حيث انتشرت قبل فترة لعبة إلكترونية اسمها «حرب إمبابة»، وعلى رغم انها مأخوذة عن لعبة أجنبية، إلا أنها خضعت للدبلجة باللهجة المصرية لتجري أحداثها في شوارع إمبابة. والطريف أن اللعبة اتخذت طابعاً جهادياً إسلامياً، وهو ما جعلها تنتشر بسرعة البرق.
يشار إلى أن الأمير تشارلز أيضاً زار «إمبابة»، وتحديداً أحد مراكز الشباب هناك أثناء زيارته الرسمية مصر قبل نحو 18سنة، إلا أنه شاهد إمبابة وهو يرتدي أبهى حلله وقبل اجتياح «التكاتك» له لتخدم سكانها المليون ومئة ألف.
أثبت حي «إمبابة» في القاهرة الملقب بـ «الصين الشعبية»، أنه جدير باللقب الذي اكتسبه خلال السنوات الماضية. وأكد أن التسميات الساخرة التي كانت تطلق عليه من باب التهويل والمبالغة، ما هي إلا جزء من الحقيقة. فقد أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أن نساء «إمبابة» أنجبن في عام واحد فقط 23 ألف مولود ليقفز هذا الحي بسكانه محققاً رقماً قياسياً، هو مليون ومئة ألف نسمة.
هذا الحي الشعبي الذي يفتخر سكانه بأنه أقرب ما يكون إلى «جمهورية» قائمة بذاتها، تمكن من كسر حاجز المليون بعد أيام قليلة من إعلان رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف عن خطة لإنشاء أربع مدن مليونية جديدة لاستيعاب الزيادة المتوقعة في عدد السكان. أي أن سكان «إمبابة» أخذوا مبادرة تحقيق خطة الدولة، من دون انتظار بناء البنية التحتية اللازمة أو حتى الخدمات التي يحتاجها «شعب إمبابة».
وعلى رغم أن غالبية المتفكهين يرثون حال «إمبابة» وسكانه الآخذة اعدادهم في الانفجار، لا يتبنى سكان الحي وجهة النظر نفسها بالضرورة. ورداً على الإحصائية الجديدة لمواطنيه يقول أحمد الحسيني (44 سنة) أحد سكان الحي: «خمــسة وخميسة في عيون الجميع. ما المـــشكلة في أن يكون عددنا مليوناً وأكثر؟ هذه بركة ونعمة من الله. كل ما نحتاجه هو نظرة من الحكومة الى الخدمات التي نعاني فيها نقصاً، وهي مشكلات ليست حكراً على سكان «إمبابة»، لكن الجميع يعاني منها، مثل الازدحام، وسوء المواصلات العامة، والنظافة وغيرها، أي أن جميعها مشاكل عادية».
إلا أن «إمبابة» ليس منطقة عادية بكل المقاييس. ويكفي مثـــلاً انه كان من أولى المـــناطق في مصر التي حل «التوك توك» عليها ليكون بمـــثابة طـــوق النـــجاة الـــذي وفر للآلاف وســـيلة تنقـلهم من الشوارع الرئيسة خارج حدود إمبابة إلى الداخل حيث ضيق الشوارع يمنع في الكثير من الأحيان دخول السيارات العادية، ناهيك بالباصات العامة الكبيرة الحجم.
ويبدو أن التاريخ كتب على «إمبابة» أن يبقى دائماً في مقدمة الأحداث، ففي مـــطلع التسعينات من القرن الماضي، كان لإمبابة السبق في أن يكون معقل الكثير من الجماعات الدينـــية المتــــطرفة التي كانت وراء موجات العنف والتفجيرات التي شهدها الشارع المصري في تلك الآونة، حتى إن البعض أطلق عليه حينئذ اســم «جمهورية إمبابة الإسلامية».
وعلى رغم أن موقع إمبابة الجغرافي على الضفة الغربية لنهر النيل كان يؤهله لأن يكون حياً راقياً متميزاً، إلا أن موجات الهجرة من الريف، لا سيما من صعيد مصر، منذ خمسينات القرن الماضي إلى القاهرة لم تمهله كثيراً، وأخذ الزحف العشوائي العمراني يقضي على ملامحه. حتى الأراضي الزراعية التي كانت تحيطه اختفت تحت وطأة العمارات والبيوت العشوائية.
وبعد مواجهات عنيفة مع الدولة، أغلق ملف الجماعات الإسلامية هناك، وإن ظلت رياح التشدد الديني، على الأقل المظهري واضحة هناك. وكأن إمبابة يأبى أن يختفي اسمه من الســـاحة، فأخيراً تم تأسيس «الجبهة الشعبية للدفاع عن مطار إمبابة»، وذلك للدفاع عن أرض المطار الذي نُقل إلى مكان آخر، وأشيع أن الحكومة تنـــوي تطــوير المــكان واستثماره، ولكن فرضت هالة من التعتيم على نياتها، وهو ما أغضب سكان إمبابة الذين يطالبون بتحويل أرض المطار إلى حدائق عامة لهم، لا سيما أنهم في أمس الحاجة إلى متنفس أخضر لهم ولأبنائهم الآخذين في الزيادة.
من جهة أخرى، لم يبخل القدر على «إمبابة» أيضاً بالشهرة الفنية، فكم من فيلم سينمائي جرت أحداثه في إمبابة أبرزها «الكيت كات»، و «دم الغزال» وغيرهما. كما حاز إمبابة نصيب الأسد في موجات الأغنيات الشعبية ، حين غنى «ريكو» أغنية «إمبابة»، وتبعه محمد بوشكا الملقب بـ «مطرب إمبابة» بعدد من الأغاني الشعبية الإمبابية.
كما لحق «إمبابة» بعصر تقنية المعلومات حيث انتشرت قبل فترة لعبة إلكترونية اسمها «حرب إمبابة»، وعلى رغم انها مأخوذة عن لعبة أجنبية، إلا أنها خضعت للدبلجة باللهجة المصرية لتجري أحداثها في شوارع إمبابة. والطريف أن اللعبة اتخذت طابعاً جهادياً إسلامياً، وهو ما جعلها تنتشر بسرعة البرق.
يشار إلى أن الأمير تشارلز أيضاً زار «إمبابة»، وتحديداً أحد مراكز الشباب هناك أثناء زيارته الرسمية مصر قبل نحو 18سنة، إلا أنه شاهد إمبابة وهو يرتدي أبهى حلله وقبل اجتياح «التكاتك» له لتخدم سكانها المليون ومئة ألف.
التعليقات