الأردن يحي ذكرى مصرع العائلة الهاشمية المالكة في العراق

الأردن يحي ذكرى مصرع العائلة الهاشمية المالكة في العراق
غزة-دنيا الوطن
الذكرى الخمسين لحركة 14 تموز/يوليو 1958 التي أطاحت بنظام الحكم الملكي في العراق تم احياءها في الأردن على نحو غير مسبوق خلال العقود الماضية.
فالملك عبد الله الثاني يرسل مهندسين من البلاط الملكي الأردني لترميم قصرين ملكيين في شمال العراق، والصحف الأردنية تحيي المناسبة على طريقتها، بما في ذلك نشر مقال لأحد الأمراء الهاشميين في العراق، وأميرة هاشمية من العائلة التي كانت تحكم العراق تصرح عن ذكرياتها المريرة عن ذلك العام.
صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية التي تصدر من لندن، نشرت على لسان الدكتور سربست عارف رشيد المدير العام للمشاريع السياحية في محافظة دهوك باقليم كردستان العراق، أن جهودا كردستانية ـ اردنية مشتركة تبذل حاليا، لإعادة ترميم القصور الملكية الثلاثة التي بنيت في عهد الملك العراقي الراحل فيصل الأول الذي يتحدر من الاسرة الهاشمية الحاكمة في المملكة الاردنية الهاشمية.
وأضاف رشيد إن العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني كان قد أوفد قبل ستة اشهر اثنين من كبار المهندسين في البلاط الملكي الاردني الى اقليم كردستان لمعاينة تلك القصور في منتجعي سرسنك بمحافظة دهوك وصلاح الدين بمحافظة اربيل، بغية اعادة ترميمها لصالح الاسرة الملكية الاردنية، واوضح بأن مجلس الوزراء في الاقليم قدم تسهيلات كبيرة للوفد الهندسي الاردني في انجاز مهمته، وقد اتفق الطرفان على البدء بإعادة ترميم أحد القصور الملكية الضخمة المبنية في مصيف سرسنك على ارض مساحتها اربعة دونمات، كما أمر مجلس الوزراء بالحاق مساحات واسعة أخرى الى القصر الملكي لبناء المرافق الخدمية الاخرى التي يحتاج اليها ووفقا للتصاميم الهندسية الحديثة.
واوضح رشيد ان القصر سيتم ترميمه وسيخصص للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، مؤكدا ان فكرة اعادة ترميم القصر كانت قد طرحت من الجانب الاردني قبل عام تقريبا، وقد حضرت الى الاقليم عدة وفود هندسية لتقييم القصر وكيفية ترميمه الا ان المباشرة بعملية الترميم بدأت مؤخرا ومازالت في مرحلتها الاولى.
ومن جانبه قال هوشنك باواني مسؤول الدائرة الاعلامية في ديوان محافظة دهوك ان تلك القصور كانت قد رممت للمرة الاولى في الثمانينات من القرن الماضي، ثم اعيد ترميمها في منتصف التسعينات من القرن الماضي ايضا بامر مباشر من مسعود بارزاني رئيس الاقليم، وان القصر الملكي في منتجع سرسنك في شمال دهوك سيخصص لزيارات العاهل الاردني ولقاءاته التشريفية، وأكد صحة الخبر نمرد بثيو وزير السياحة في الاقليم الا انه رفض الادلاء بالمزيد من التفاصيل.
الملك حسين حذر رئيس
اركان الجيش العراقي
مؤرخان اردنيان تحدثا عن ذلك اليوم، غير السعيد، مؤكدان أن وقوع الإنقلاب في بغداد لم يكن مفاجئا للعاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال، الذي اتصل هاتفيا مع الملك فبصل الثاني قبل عشرة أيام من الإنقلاب وطلب منه أن يبعث له بأحد الموثوقين من قبله، فبعث له بالفريق رفيق عارف، رئيس هيئة الأركان، حيث أبلغه الملك بوجود معلومات لديه تفيد أإن ضباطا في الجيش العراقي يستعدون للقيام بانقلاب في بغداد، فانفعل الفريق عارف، وأكد للملك حسين عدم صحة ذلك، نظرا لولاء الجيش للعرش، ناصحا إياه بأن يهتم بنظام حكمه هو في عمان..!
ويكشف الدكتور علي محافظة أنه بعد وقوع الإنقلاب في بغداد، "إتصل الملك حسين بالحكومة البريطانية والإدارة الأميركية وحاول القيام بردة فعل بصفته نائب رئيس الإتحاد العربي. غير أن الإدارة الأميركية والمسؤولين البريطانيين نصحوه بعدم التدخل". ويضيف محافظة "لم يكن بإمكان الملك آنذاك القيام بأي عملية مضاده نظرا لبعد المسافة بين البلدين (1050 كيلومترا بين عمان وبغداد)، وعدم تكافؤ القوات المسلحة الأردنية مع العراقية، لا من حيث العدد أو الإمكانيات. ولأن الإنقلاب ترسخ منذ اليوم الثاني وخاصة بعد القضاء على الأسرة الحاكمة في العراق".
بعد ذلك، يضيف محافظة، شعر الأردن، وبعد تدخل الجمهورية العربية المتحدة (سوريا ومصر)، أنه هو نفسه أصبح في خطر، وخشي من تطورات داخلية ومن عدوان خارجي، ولذلك طلب العون من بريطانيا والولايات المتحدة. ونزلت قوات بريطانية في اليوم الرابع من الإنقلاب في مطار ماركا الأردني، حيث أصبح الهم الأول للأردن هو الدفاع عن نفسه في ذلك الوقت..!
ويلفت محافظة إلى أن الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين يبدو أنه كان موجودا في بغداد يوم الإنقلاب، "وشاهد المجازر والفظائع"، حيث قال لرفاقه "لا يمكن أن تحدث هذه المجازر في الجزائر لو انتصرنا على الفرنسيين".
الباحث التاريخي والأستاذ الجامعي بكر خازر المجالي يقول بدوره "لقد تميزت العلاقة الأردنية العراقية بخصوصية نادرة منذ عام 1921 عندما طرح اسم الملك عبدالله الأول المؤسس ليكون ملكا على العراق، وذلك بالتزامن مع مبايعة الأمير فيصل بن الحسين في الثامن عشر من مارس/آذار من عام 1920 ملكا على سوريا. وقد كان الأردن جزءا من المملكة العربية السورية آنذاك".
يضيف المجالي: "لم يكتب لمشروع هذه الدولة (سوريا) أن يستمر بسبب إصرار فرنسا على تنفيذ مضمون اتفاقية سايكس بيكو، فكانت معركة ميسلون في 24 تموز/يوليو 1920". بعد ذلك، ونتيجة "المفاوضات الدبلوماسية وجهاد الأسرة الهاشمية تشكلت في المنطقة دولتان؛ المملكة العراقية وحكومة الشرق العربي في الأردن التي أنتجت المملكة الأردنية الهاشمية عام 1946".
كانت العلاقة بين الدولتين، بحسب المجالي، "طبيعية بإدارة ورعاية الأسرة الهاشمية. وكان يدير الملك عبدالله المؤسس مشروعا لتكوين الاتحاد العربي الهاشمي. لكن القدر لم يمهله طويلا إذ كان استشهاده في 20 تموز/يوليو 1951".
مصرع مسؤولين اردنيين
ويلفت المجالي إلى أنه يوم الإنقلاب كان في بغداد وفد أردني وزاري ـ نيابي ـ عسكري رفيع برئاسة نائب رئيس الحكومة الإتحادية المركزية الوليدة آنذاك إبراهيم هاشم، الذي قتل إلى جانب وزير الدفاع والصحة والشؤون الإجتماعية سليمان طوقان.
كما نعت الصحف الأردنية صادق خلوصي، الذي ثبت لاحقا أنه لم يقتل. ويقول المجالي إن أحد أعضاء وفد هيئة الأركان صادق الشرع، الذي نجا من الموت وعدد من زملائه، أكد له عام 2001 أنهم كادوا أن "يسحلوا مثل نوري السعيد" رئيس وزراء العراق في ذلك الوقت.
يومها، يعيد المجالي إلى الأذهان، قال الملك جسين في خطاب شامل عقب الإنقلاب "لقد اختار العراق هذه الطريقة، وهذا خيارهم".
شهادة الأميرة حزيمة
الأميرة حزيمة، وهي إبنة خال الملك فيصل الثاني، التي كانت تحزم حقائبها صباح 14 تموز/يوليو في سويسرا استعدادا للعودة إلى بغداد تروي في حالة غير مسبوقة شهادتها عن ذلك اليوم..تقول لصحيفة "الغد" الأردنية على لسنها إن أباها اتصل بها هاتفيا من لندن حيث ابلغها بمقتل الملك فيصل الثاني وجل أفراد الأسرة المالكة، بمن فيهم الأمير عبد الإله ولي العهد، والوصي السابق على العرش..!
كانت الأميرة حزيمة يومها في الثامنة عشرة من عمرها، وقد أنهت للتو دراستها الثانوية. وتضيف أن مديرة المدرسة استدعتها وناولتها سماعة الهاتف لتسمع صراخ وبكاء أبيها وهو يبلغها ما جرى.
والأميرة حزيمة هي ابنة الأميرة راجحة، إحدى شقيقتي الملك غازي (أبو فيصل)، الذي قتل في حادث سيارة عام 1939.
وتضيف الأميرة "صدمني النبأ. الذهول عقد لساني. لم يبق شيء. ما ظل أحد. راح كل شيء". ولم ينج من نيران الإنقلاب يومها غيرها، والأمير رعد بن زيد الذي كان متواجدا في لندن برفقة والده الأمير زيد سفير العراق لدى بريطانيا، والأميرة بديعة شقيقة الأمير عبد الإله التي كانت تسكن في دار مستقلة بعيدا عن قصر الرحاب الملكي.
وتقيم الأميرة بديعة حاليا في لندن، بينما عاد نجلها الأصغر إلى بغداد بعد عام 2003 ليقود الحزب الملكي الدستوري هناك.
وفي اليوم التالي للإنقلاب، التحقت حزيمة بوالديها في لندن حيث كانت أمها تتعافى من عملية جراحية. إلا أن وقع الصدمة لم يمهل الأم المكلومة طويلا، فغادرت الحياة بعد ستة أشهر. وأقامت العائلة لبعض الوقت في جنيف، حيث التحقت شقيقة حزيمة الصغرى، نفيسة، بالمدرسة الداخلية الإنجليزية هناك.
وتضيف الأميرة "منذ ذلك التاريخ المشؤوم، لم تعد حياتنا كما كانت"، وتواصل "لم أستوعب أنني لن أرى أيا من أفراد عائلتي أو وطني مجددا". منزل العائلة القريب من قصر الرحاب "نهب"، وما تبقى من اثاثه تعرض للتحطيم والتخريب. كان يحافظ على المنزل صديقة للعائلة ووصيفة لدى جدّتي تدعى "أم نزار"، وترعى أيضا طيور العائلة وكلبين.
أما كيف جاءت إلى الأردن، فتقول الأميرة إن الملك الراحل حسين زارنا في جنيف عام 1962 واستضافني أنا وشقيقتي في منزله في الحمر قرب عمان..
وتقول الأميرة إنها شاهدت الملك فيصل الثاني لآخر مرة أواخر سنة 1957. "ذهبت برفقة عائلتي إلى قصر الرحاب لحضور حفل عيد ميلاد أحد الأشراف. ولم أطأه منذ ذلك الوقت".
ذكريات الأمير رعد بن زيد
الأمير رعد بن زيد، كبير الأمناء في الديوان الملكي الأردني نشر من جهته مقالا في الصحف الأردنية أمس يصعب نشره دون موافقة مسبقة من القصر.
تحدث الأمير رعد عن ذكرياته الشخصية مع الملك فيصل الثاني الذي قتل بطريقة وحشية في ذلك اليوم..
يقول الأمير "تعرفت على المغفور له بإذن الله الملك الشهيد فيصل الثاني "رحمه الله", ذلك الشاب الوسيم, ذي الأخلاق الهاشمية المثالية الأصيلة, في اواسط الأربعينيات, حينما كان والدي المغفور له الامير زيد يشغل منصب وزير العراق المفوض في ألمانيا, واستدعي في تلك الفترة الى بغداد لمباحثته حول تعزيز العلاقات بين البلدين".
ويضيف "بسبب علاقاتنا الوطيدة والحميمة, تلك العلاقات التي كانت سائدة بين افراد عائلتنا وبين المغفور لها الملكة عالية, والدة الملك الشهيد, ارتأت جلالتها أن من المناسب والمستحسن أن اغير مكان اقامتي من بيتنا الكائن في حي "الوزيرية" ببغداد, لأكون إلى جانب نجلها الملك الشهيد فيصل الثاني في قصره "قصر الزهور العامر". وكان ذلك سببا في زيادة التقارب بيننا, إضافة الى تقارب عمرينا, مما كان عاملا مهما في انسجامنا وتآخينا خلال السنوات التالية".
ويتابع الأمير "هكذا بدأت علاقتي المميزة بالإنسان الذي لن أنساه مدى الحياة. وقد أتيح لي خلال الأربع عشرة سنة التالية, ان أتعرف عن كثب على شخصية ذلك الملك الشهيد الشاب الفذة, وقد كنت بمعيته في كثير من المناسبات واللقاءات التالية, الإجتماعية منها والشبابية والرياضية, ولا سيما خلال رياضة التزلج على الماء التي كان يهواها ويمارسها في بحيرة الحبانية, او على مياه البسفور خلال العطلات الصيفية.
وكان جلالته، رحمه الله، يشارك كذلك في مباريات الرماية التي كان يجيدها بمختلف الأسلحة اليدوية, قصيرة المدى منها والبعيدة، بمهارة ودقة فائقتين, كما كان يهوى انواع السيارات الحديثة والقديمة, وكذلك جمع طوابع البريد.
وكان من هوايات جلالته أيضا لعبة الشطرنج التي كنت أنافسه فيها".
ويقول الأمير رعد "حصل لي شرف مرافقة الملك الشهيد في سنة 1952 في زيارة رسمية الى دولة الكويت على متن يخته الخاص المسمى "الملكة عالية" والذي كان راسيا في ميناء البصرة.
كان ضمن الوفد خلال هذه الزيارة المغفور له الأمير عبد الإله، وكذلك المرحوم نوري باشا السعيد رئيس الوزراء آنذاك. وقد أبحر اليخت من "شط العرب" مرورا بجزيرة "بوبيان" ومنها إلى الكويت الشقيق.
وكانت دولة الكويت في تلك الأيام في بداية تأسيسها, فلم نشاهد على الأفق غير الخيام البيضاء وحقول النفط وخزاناته في كل مكان. وقد استمرت الزيارة خمسة أيام, وكان الهدف منها, في الأساس التعارف وتعزيز العلاقات وتطويرها بين قيادتي الدولتين الجارتين وشعبيهما. وقد تحقق ذلك بحمد الله في نهاية الزيارة وترك أحسن الأثر في نفوس افراد الطرفين".
ويتحدث الأمير رعد عن مرض الربو الذي كان الملك فيصل الثاني مصابا به قائلا "مما تعود به ذاكرتي عن احوال العائلة المالكة في تلك الأيام معاناة المغفور له الملك فيصل الثاني من نوبات الربو "الآسما" التي كانت تنتابه من وقت لآخر. وكان جلالته خلالها يتنفس بصعوبة بالغة. ولكنه، رحمه الله، كان مع ذلك يتجلد ويكظم آلامه ومعاناته ومشاعره, محاولا عدم اشعار من يكون حوله من افراد العائلة او الحاشية, بما يشعر به، متمالكا اعصابه بكل صبر ورجولة.
ومن الحوادث التي لن انساها ابدا, حزنه الشديد على فقدان والدته المغفور لها الملكة عالية في سنة 1950, فقد كانت تلك السيدة الرائعة, الشخصية الوحيدة المسؤولة كليا عن رعاية الملك فيصل الثاني وتربيته منذ انتقال والده المغفور له بإذن الله، الملك غازي الى رحمة ربه في سنة 1939, وكان عمره آنذاك سنتين فقط".
ثم ينتقل الأمير رعد للتحدث عن رحلة مميزة قام بها برفقة الملك فيصل الثاني إلى استنبول سنة 1957..يقول "ومما لا انساه أيضا عطلته (الملك) الصيفية التي قضاها في مدينة استانبول سنة 1957 على ضفاف البوسفور حيث كانت اقامته على اليخت الذي يحمل اسم (الملكة عالية), فقد كانت تلك العطلة في اعتقادي من أسعد ايام حياة المغفور له بإذن الله الملك فيصل الثاني, وقد تمت خلال تلك العطلة القصيرة خطوبة جلالته على الآنسة الجليلة الأميرة فاضلة بنت الأمير محمد علي وحيد الدين بن ابراهيم, إذ أنني لم أر جلالته قط بمثل السعادة والفرح اللذين كانا يغمران تقاطيع وجهه البشوش".
ويواصل الأمير رعد "لقد كانت اواخر الاربعينات مرحلة حاسمة في نشأة الملك فيصل الثاني, اذ كان حريصا كل الحرص على متابعة دراسته, وكان قد بدأ يتجاوز المرحلة الإبتدائية, ويواصل دراسته الخاصة في قصره, وكان استاذه للغة العربية العلامة الدكتور مصطفى جواد, ثم تابع المغفور له دراسته الثانوية في كلية (هارو) الشهيرة التي كان والده الملك غازي رحمه الله قد درس فيها ايضا".
ويعرج الأمير رعد إلى العلاقة الخاصة التي كانت تربط الملك فيصل الثاني بالملك حسين قائلا "كان المغفور له بإذن الله الملك فيصل الثاني, يرتبط بصلات وثيقة وعلاقات حميمة مع المغفور له بإذن الله ابن عمه الراحل الكبير الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه. ومهما كانت الزيارات المتبادلة بينهما قليلة, فإن جلالته كان يعد لقاءه بأخيه الملك الحسين رحمه الله من أسعد ايام حياته, وكان يشعر براحة تامة بعد لقائه بأخيه الملك الحسين, الذي كان ينسجم معه انسجاما تاما, بسبب التقارب في النشأة والثقافة والعمر، فضلا عن صلة القربى والوشائج العائلية, وكان من آيات هذا التقارب, ومن مظاهره الاخوية, تتويجهما في يوم واحد لدى بلوغهما سن الرشد, وتوليهما سلطاتهما الدستورية".
ويختم الأمير رعد مقاله بالقول "وتصادف اليوم ذكرى مرور خمسين سنة على ذلك اليوم المشؤوم, والذي استشهد فيه المغفور له ملك العراق الشاب المحبوب, وهو في عنفوان شبابه, إذ شاءت الأقدار أن تزيحه في مثل لمح البصر, عن قيادة تلك المسيرة الهاشمية وأداء رسالتها الخالدة, وما كانت تبشر به من مقومات الدولة العصرية ومن مستقبل زاهر للبلاد, وقضائها على مرتكزاتها الأساسية والإنسانية والحضارية. وقد ذهب ذلك كله ادراج الرياح, وذهبت معه آمال الأمة وخير البلاد والعباد.
وقد قضى مع الملك الشاب الشهيد أعضاء من أسرته الأبرياء, كخاله الأمير عبدالاله, وجدته الملكة نفيسة, وخالته الأميرة عابدية, رحمهم الله جميعا".