عاجل

  • جيش الاحتلال يعلن "السيطرة العملياتية" على نحو 65% من أراضي قطاع غزة

بيان صحفي يكلف منظمة فلسطينية بغزة مليون دولار

بيان صحفي يكلف منظمة فلسطينية بغزة مليون دولار
راشيل كوري
بيان صحفي يكلف منظمة فلسطينية بغزة مليون دولار

بقلم : د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الإستراتيجية

أخر خبر في الراديوهات.. مدير مؤسسة غير حكومية فلسطينية بغزة يحصل على جائزة .. أسباب منح الجائزة لا يعلمها إلا الله ، أما ما نعلمه نحن أن مدير هذه المؤسسة وغيره من بعض مدراء المنظمات غير الحكومية بغزة ngos " " لم نسمع لهم صوتا يطالب برفع الحصار الظالم عن قطاع غزة ، وأقصى ما فعله كل هؤلاء هو بيان خجول يوزع على وسائل الإعلام مقابل ملايين الدولارات التي تصلهم من الدول المانحة . أي أن جهدهم المزعوم هو بيان يصدر بين فترة وأخرى وتنشره الصحافة ، فإذا كان هنالك من يستحق الجائزة فهي الصحافة التي تنشر البيانات .

إنها مهزلة وفساد وانعدام قيم ، فلم يتجمع هؤلاء ولو لمرة واحدة بمسيرة احتجاج لرفع الحصار على معبر ايرز أو كارني أو رفح ، بل أنهم لم يشاركوا المواطنين في غضبهم ضد الحصار وفي مسيراتهم التي سقط فيها الشهداء والجرحى في معركة فتح المعابر ورفع الحصار .

مًن من هؤلاء المستكرشين الذين جمعوا الملايين باسم معاناة الشعب في قطاع غزة فعل كما فعلت " راشيل كوري " التي تصدت بجسدها لوقف الجرافات الإسرائيلية في رفح بينما كان زعماء المنظمات غير الحكومية يجلسون في مكاتبهم المكيفة يدخنون المالبورو والسيجار ويحسبون ثرواتهم التي جمعوها في جيوبهم من المؤسسات الأمريكية والأوروبية المانحة .

والمسالة ليست مجرد اتهام وليست بحاجة إلى عبقرية في الإثبات ، فالموظف الذي كان يصل به الحال أن يعجز عن شراء علبة سجائر يؤسس منظمة غير حكومية " أي دكان " وخلال عام واحد يشتري سيارات فارهة وشقق وشاليهات وكراج لسيارته .

أما الفساد الأكبر فهو لدى المؤسسات الدولية المانحة التي تعلم فساد هؤلاء ومع هذا تحجب الأموال عن أي مؤسسة جدية لديها رغبة في العمل الجدي وتصر على تقديم التمويل لمؤسسات تدور حولها شبهات كبيرة بالفساد والنهب ، حتى إسرائيل تشترك في هذه المؤامرة فهي تمنع المرضى من دخول معبر ايرز بينما تفتح المعبر على مصراعيه لهؤلاء الذين يتنقلون بين قطاع غزة والضفة الغربية وإسرائيل ذهابا وإيابا ، بل أن بعضهم يذهب من قطاع غزة للضفة الغربية ويعود مرتين اسبوعيا والمواطن المريض لا يجد من يساعده في تصريح خروج واحد .

هنالك مؤسسات غير حكومية بغزة محترمة ولكنها محاصرة مثل أبناء شعبنا في القطاع ، إلا أن البعض وهم الفاسدون امتهنوا سرقة الأموال ونهبها ، ونجد مؤسسة ممولة بالملايين ولا يوجد بها أكثر من عشرة موظفين ، اما وكالة التنمية الأمريكية فهي لا تمنح المساعدات إلا لهذه الفئة المبشرة بالمساعدات ، فهل يعقل أن تدفع وكالة التنمية الأمريكية إعلانا مدفوع الأجر قيمته 50 إلف دولار لمدة ثلاثة أشهر فقط لوسيلة إعلام فلسطينية في الضفة الغربية ، ولو أنها أعلنت في فضائية الجزيرة لكان السعر اقل ، ولكن وراء الأكمة ما ورائها ، فالغاية ليس الإعلان . حتى هذه المؤسسات الممولة بالملايين لم تساهم في حل ولو جزئي لمشكلة البطالة في قطاع غزة ووجهت الأموال إلى جيوب المنتفعين وعماراتهم وشققهم وفللهم وسياراتهم ، خير شاهد على عملية النهب المنظمة ، بينما المؤسسات التي تعمل على خدمة الناس في قطاع غزة تعاني الأمرين وتشق طريقها بصعوبة بالغة .

آن الأوان أن نقول لوكالة التنمية الأمريكية والمؤسسات الدولية المانحة كفاكم تشجيعا للفساد ، لقد أوجدتم فسادا غير مسبوق في مناطق السلطة وانتم ترفعون شعارات مكافحة الإرهاب والشفافية وما تفعلوه هو إرهاب للشعب الفلسطيني ، وإفساد للذمم وتدمير للمؤسسات يجب توجيه هذا الدعم للمؤسسات الجدية والتي تخدم المجتمع الفلسطيني فعلا .

إن حسبة بسيطة للبيانات التي تصدر عن هذه المؤسسات مقارنة بالأموال التي تتلقاها يعني أن البيان الصادر عن مؤسسة غير حكومية بغزة يكلف المانحين مليون دولار ، في حين أن هذه المؤسسات قادرة على حشد وسائل الإعلام بمسيرات جماهيرية بتغطية من وسائل الإعلام الأجنبية تتحدى الحصار الإسرائيلي في معبر ايرز وكارني وصوفيا بدلا من تحول هؤلاء إلى مهربين للماربورو والكولا الإسرائيلية عبر ايرز.

إننا نأمل أن نجد بين مدراء المنظمات غير الحكومية الفلسطينية بغزة من هم بمثل شجاعة " راشيل كوري " وعندها سيمنحهم شعبنا بغزة الجائزة والوسام وليس جوائز أفلام كودك .

التعليقات