عاجل

  • ثلاثة شهداء ومصابون في قصف من مسيرة إسرائيلية على خيام النازحين بمنطقة المواصي غربي خان يونس جنوبي القطاع

  • طائرات الاحتلال تشن ثلاث غارات على جباليا شمال قطاع غزة

إيزابيل أدجاني وزيرة فرنسية تبحث عن مكان لأبيها في مقابر المسلمين

إيزابيل أدجاني وزيرة فرنسية تبحث عن مكان لأبيها في مقابر المسلمين
غزة-دنيا الوطن
هل تريد المخرجة الجزائرية الأصل يامنة بنغيغي أن تستفيد من وجود الوزيرة رشيدة داتي في الحكومة الفرنسية لكي تطرق الحديد وهو حام؟ وهل الموضوع الساخن للفيلم الجديد، الذي تعمل على إنجازه يدور حول وصول 3 مهاجرات مسلمات إلى مقاعد الوزارة الحالية في فرنسا أم حول النقص في مدافن المسلمين الفرنسيين؟

الفيلم الذي تواصل فيه المخرجة مشروعها الذي بدأته منذ سنوات ويقوم على تناول مشكلات النساء المهاجرات، يحمل عنواناً جذاباً هو «الفردوس كامل العدد». وقد تمكنت من إقناع النجمة الفرنسية إيزابيل أدجاني بأن تقوم بالدور الرئيس فيه. ومن المعروف أن أدجاني مولودة لأب جزائري ولها اسم عربي ثان هو ياسمين عجاني. كما عرف عنها الالتزام بحرية الفكر وبحثها عن أدوار تضيف شيئاً لمسيرتها الفنية الحافلة بالأدوار الصعبة، سواء على الشاشة الكبيرة أو على مسرح «الكوميدي فرانسيز».

في هذا الفيلم تقوم أدجاني بدور سياسية فرنسية من أصل جزائري، يستدعيها رئيس الجمهورية ليطلب منها أن تكون رئيسة لوزرائه. لكن معضلة تشكيل الوزارة تتداخل لديها مع مشكلة ذات طابع شديد الخصوصية. لقد توفي أبوها وهي لا تتمكن من إيجاد مثوى له في الزوايا المخصصة للمسلمين في المقابر الفرنسية، لأن كل الأماكن مشغولة. فهل تنسى جثمان أبيها أم تدع التشكيلة الوزارية تتأخر؟

تسعى يامنة بنغيغي، وهي مهاجرة شقت طريقها الفني في فرنسا بأظافرها، إلى لفت الانتباه الى مشكلة يعاني منها مئات الآلاف من المسلمين الفرنسيين حالياً. وكان من الشائع، في السابق، أن تتولى عائلة العامل الذي توافيه المنية في بلد الهجرة نقل جثمانه ليدفن في الأرض التي ولد فيها. لكن تزايد أعداد العائلات التي استقرت في المهجر وارتفاع تكاليف شحن الجثامين يجعل من غير المجدي إرسال المتوفى الى الوطن الذي لم يعد فيه أحد من أبنائه. ولهذا يطالب المهاجرون الدولة الفرنسية بتخصيص مقابر خاصة للمسلمين بدل تلك المساحات المحدودة التي تفرز لهم في أطراف المقابر الكبرى.

وتبدو كل من المخرجة والبطلة جديرتين بالدفاع عن هذه المشكلة. فقد ولدت إيزابيل ياسمين، ابنة محمد عجاني في باريس عام 1955، في عز السنوات التي دفعت بآلاف الجزائريين الى فرنسا. وورثت من أبيها سواد الشعر والشخصية الجامحة، بينما ورثت من والدتها الألمانية العينين الزرقاوين وبياض البشرة. وترعرعت البنت في الضواحي الشعبية لشمال العاصمة، وساعدها جمالها على أن تجد موضع قدم لها في العمل الاستعراضي وبدأت حياتها الفنية مبكرة في سن الرابعة عشرة كممثلة مسرحية، ثم دخلت فرقة «الكوميدي فرانسيز» العريقة. لكن الشهرة كانت على موعد معها حين ظهرت في فيلم «الصفعة» للمخرج كلود بينوتو، أمام العملاق لينو فنتورا.

تصدرت إيزابيل أدجاني الصف الأول من ممثلات السينما الفرنسية ونالت جائزة «سيزار» لأفضل ممثلة أربع مرات، وهو أمر نادر، وذلك عن أدوارها في «امتلاك» عام 1982، و«الصيف المميت» عام 1984، و«كاميل كلوديل» عام 1989، و«الملكة مارغو» عام 1995. كما نالت جائزة التمثيل النسائية في مهرجان «كان» عام 1981 عن دوريها في «امتلاك» و«رباعية». ورشحت أدجاني للاوسكار ولم تحصل عليها. لم تخل الحياة العامة للممثلة من مواقف مثيرة للجدل. فهي قد عادت الى بلدها الجزائر، عام 1988 لكي تدعم الاستفتاء الذي دعا اليه الرئيس الشاذلي بن جديد وتعلن وقوفها الى جانب ما سمته بالديمقراطية الوليدة. وفي السنة ذاتها، تردد اسمها أثناء الحملة الرئاسية الفرنسية باعتبارها من الذين يدعمون المرشح جاك شيراك. لكنها ظهرت في التلفزيون لكي توضح أنها لا تدعم أحداً. وأثارت أدجاني حفيظة المتشددين حين قرأت مقطعاً من «آيات شيطانية» للكاتب سلمان رشدي في حفل لتوزيع جائزة «سيزار» في باريس. وظهرت مرة ثانية في نشرة الأخبار لكي تنفي شائعة حول اصابتها بمرض الإيدز. وقامت بتقبيل مذيع النشرة. وكان آخر مواقفها الاشتراك في مظاهرة، العام الماضي، ضد قرار للحكومة الفرنسية بفرض اجراء فحص الحمض النووي على عائلات طالبي الهجرة ولم الشمل للتأكد من نسب الأطفال الى آبائهم. أما على صعيد الحياة الخاصة فقد ارتبطت بالممثل الايرلندي الأصل دانييل داي لويس وأنجبا ولداً، ثم عاشت قصة حب مع المؤلف الموسيقي موريس جار.

هذا عن الممثلة، أما المخرجة يامنة بنغيغي فقد ولدت في مدينة ليل شمال فرنسا عام 1975 لعائلة قبائلية مهاجرة من الجزائر أيضاً. وبدأت حياتها مساعدة مخرج قبل أن تتشارك مع المخرج رشيد بوشارب في تأسيس شركة للانتاج السينمائي، أنتجت برنامجاً اسبوعياً ثقافياً منوعاً عن نشاطات المهاجرين، بثته القناة الثالثة تحت اسم «لقاءات». أخرجت يامنة العديد من الأفلام الوثائقية منها سلسلة حول النساء في الاسلام. ولفت فيلمها «ذكريات مهاجرات» الانتباه وعرض في العديد من المهرجانات. كما واصلت العمل في حملتها السينمائية لكشف العنصرية. وفي عام 2001 أخرجت أول أفلامها الروائية بعنوان «الأحد إن شاء الله»، ونالت عنه جوائز عدة.

والمشاريع التي تشتغل عليها يامنة كثيرة، لكنها تجد الوقت للعمل العام بعد أن تم انتخابها مستشارة بلدية في باريس، لشؤون المهاجرين.

التعليقات