أيمن زيدان :زواجي من مصرية تعزيز لعالمي الروحي والوجداني

أيمن زيدان :زواجي من مصرية تعزيز لعالمي الروحي والوجداني
غزة-دنيا الوطن
"نهاية رجل شجاع"، "يوميات مدير عام" "جميل وهناء" والكثير من الأعمال الدرامية التي حققت شهرة كبيرة وواسعة كان الورقة الرابحة فيها النجم السوري أيمن زيدان الذي يعتبر من نجوم الصف الأول في العالم العربي والذي قدم كثيرا من الأعمال الاجتماعية والتاريخية والتي بقيت في ذاكرة المشاهدين . أيمن زيدان في حوار لإيلاف :

بداية ماذا عن اخر أعمالك؟

اخر عمل "رصيف الذاكرة" وهو دراما إجتماعية كتبها الصديق محمود الجعتوري وسبق أن عملنا في أكثر من مشروع مثل "أنا وأربع بنات" و"الوزير وسعادة حرمه" وهو مشروع دراما اجتماعية تحكي قصة رجل تعرض لقصة حب موجعة إلى أن اقتحمت حياته امراة أعادت له وجهة نظره في الحياة وهو ينتمي للدراما العاطفية ومن وقت طويل لم أقدم هذا النوع من الأعمال منذ مسلسل "حنين" وإخراج مخرج شاب سامي شنادي وعملنا معا من قبل وسيكون جاهزا للعرض في رمضان على شاشة راديو وتلفزيون العرب أولا وبعد ذلك على باقي القنوات إضافة إلى عملين اخرين هما "بيت الباشا" و"نسيم الروح "

التقلبات العاطفية " في رصيف الذاكرة " إلى اي مدى فيها قرب من تقلباتك ونزواتك العاطفية ؟
ليس لدي امزجة عاطفية ، يوجد نقطة أحببتها جدا في المسلسل أنه أحيانا خبية الأمل بتجربة عاطفية قد يعتقد معها الانسان أن بوابات الحياة العاطفية قد أغلقت وأنه أوصد قلبه كما فعلت على مدى خمس سنوات سابقة لكن تأتي إمراة وتقتحم حياتك وتعيد ترتيب أوراقك وهذه النقطة "تشيخفو" كتب عنها في مسرحية شهيرة اسمها "الدب " عن أرملة فقدت زوجها فأنزلت الستائر ومنعت الشمس أن تدخل للبيت معتقدة أن الحياة انتهت مع رحيله ، لكن فوجئت برجل مع انه فظع قليلا جاء يطالب بديون زوجها يقتحم حياتها وانتهت المسرحية بينهما بقبلة شهيرة على خشبة المسرح وصار التقارب العاطفي وبقدر ما نحاول نحن أن نغلق بوابات الحياة أعتقد أن الحياة أكبر من قراراتنا الشخصية وامراة عظيمة كزوجتي الأخيرة يمكن أن تهزم قرارات كثيرة اخذتها .

هل أعادت لك ترتيب أوراقك؟
رتبت لي أوراقي جدا و نزعت كل الستائر التي حجبت بها عالمي العاطفي في يوم من الأيام .

هل جاء زواجك من مصرية لتعزيز وجودك في مصر؟

اطلاقا زواجي من مصرية تعزيز لعالمي الروحي والوجداني ولا علاقة له بالجنسية ولا بمكان العمل ونحن نعيش في سوريا بشكل دائم وتواصلي معها تواصل حقيقي وحالة حب شديدة وإيمان متبادل وقرار بحياة مشتركة وهي سيناريست متميزة " نشوى زايد" ، بيننا مستوى من الحوار الوجداني الإنساني المختلف .

مارأيك بسيطرة الأعمال الشامية على الدراما السورية ؟
مشكلتنا نحن العرب أنه يصبح لدينا فترة الموضة كل سنتين أو ثلاث سنوات تهيمن وتسيطر موضة، الآن بعد نجاح "باب الحارة" أصبح هناك توجه ناحية هذا النوع من الأعمال قبل ذلك بعد نجاح بعض المسلسلات التاريخية أصبحت الموضة الدراما التاريخية وقبلها فترة التوجه للفنتازيا التاريخية بعد نجاح "الجوارح " . يمكن أن نحكم على قيمة الأعمال بالتقادم الزمني والأعمال التي تبقى عالقة في الذاكرة بعد سنتين أو ثلاث تكون هي الأعمال القيمة .

قيل الكثير إن مسلسل "باب الحارة "لايستحق هذه الضجة والهالة ؟
المشكلة أن الناس أحبت هذا المسلسل وتفاعلت معه ولايستطيع أحد أن ينكر هذه العلاقة الاستثنائية التي حدثت بين الناس وبين المسلسل ، ودعينا نتفق دائما أن ليس النجاح الطاغي هو معيار حسم في الموضوع لأن هناك أغاني رديئة تحقق نجاحا لذلك قلت لك إن التقادم الزمني هو المعيار فلنتظر ولنحسم الإشادة بعد سنوات إلى أي مدى سيبقى "باب الحارة" في ذاكرة الناس هذا ما نراهن عليه مستقبلا .

ما تعليقك على الطريقة التي تم فيها استبعاد الفنان عباس النوري من باب الحارة ؟
حقيقة ليست لدي فكرة عن أسباب وكواليس الموضوع وعلى كل حال هذا الأمر يحصل في الدراما دائما وليس من مبرر للتوقف عنده واعطائه اكثر من حجمه ، أنا لا علم لي اطلاقا بما حدث عن أسباب الاعتذار أو الإلغاء علمت كما علم الناس أنه هناك اعتذار لكن ليس لدي فكرة عن أسبابه.

أيمن زيدان نجم كبير في الدراما العربية والسورية . هل كان بحاجة للذهاب إلى مصر للعمل في مسلسل لايكون نجمه الأول ؟

لاأعتقد أن الوضع الفني في ايطاليا كان سيئا مما دفع "سكورسيزي" أن يذهب إلى اميركا أو أن السينما الإيطالية رديئة جدا حتى ذهب الباتشينو ، الفن ليس له حدود وحواجز و الممثل لديه الحق أن يشرق في كل الفضاءات وأن يعمل في كل الأمكنة واي مكان يجد فيه نفسه أويجد امتحانا حقيقيا لطاقته ليذهب ويغامر وليس بالضرورة أن ينجح دائما ،لاأعلم لماذا نحاول أن نسحب من الفنانين رغبتهم في المغامرة ولماذا يجب أن تكون دائما النتائج محسوبة "فليني" له عشرات الأفلام نجح منها عدد محدود وكذلك" الباتشينو" و"سكورسيزي " حصل على الأوسكار مرة واحدة في حياته ، أعتقد أن الفن مغامرة وليست نتائجه تكون كما يتوقع الفنان فلنطلق للفنان العنان أن يجرب ويغامر وكل الفضاءات مفتوحة للعمل الفني .

تقول ان يجرب وأن يغامر لكن ليس في وقت الدراما السورية والخليجية تفوقت على الدراما المصرية ؟
أنا لست مؤمنا بهذا الكلام لأن مفهوم التفوق في المنطقة العربية لست مؤمنا به وغير موجود وغير قائم ،الدراما تكمل بعضها ولكل دراما طعمها ولونها وايقاعها ونكهتها أما أن نقول الدراما الخليجية تفوقت على الدراما المصرية فهذا به اجحاف كبير . هناك منطقين ويجب أن نفرق بين منطق ريادي وبين منطق سيادي ، السيادة تكون للعمل الأفضل وربما كان هذا العام الأعمال السورية هي الأكثر تميّزا والأفضل وهذا لايعني تفوقا للدراما السورية ودعينا نعتمد على احصائيات ونخلص المشهد الاعلامي من الصراعات الصغيرة انتج في الدراما السورية في السنة الماضية 50 عملا ودعينا نعد الأعمال التي استطاعت أن تحقق إنتاجا عظيما ومكانة عظيمة ، بهذه التحديات كل سنة تستطيع الدراما ان تضيف نكهة ولا يعني نجاح أحد إلغاء للاخر ، أنا مؤمن بنظرة التكامل بمعنى أن الدراما الخليجية والدراما المصرية والسورية والمغربية جمعيها تكمل الدراما العربية وفي سنة من السنوات تستطيع دراما أن تحقق قفزات على مجموعة من الأعمال وفي السنة التالية تكبو دراما وتنهض اخرى ، إنما حالة النفوق وإلغاء الاخر لست مؤمنا بها .

حدثنا عن تجربتك في الكوميديا ؟
انجزت أعمال كوميدية وكانت مشكلتي الفترة الأخيرة وانهمكت في المشروع الكوميدي لأن للأسف يتم النظرإلى الكوميديا والتعاطي معها من منطق ظالم قليلا سواء على مستوى الإنتاج أو العرض أو التسويق. الكوميديا مسألة خطرة للغاية أكثر بعشرات المرات من الدراما التاريخية والإجتماعية والسياسية ، في الكوميديا لايستطيع اي احد ان يختبئ وراء اصبعه . الكوميديا فيها غوص في عمق الحياة بمعنى اعادة انتاج مشاكل وهموم الحياة يستطيع المتفرج من خلالها ان يقارن فالممثل في الكوميديا مفضوح لايتوارى وراء حشود من الكومبارس ولا خلف اضاءة وصورة بصرية هو شبه عار لذلك التجارب الكوميدية تجارب أعقد بكثير نحن الان نستطيع ان نعدد مئات النجوم على مستوى العالم في السينما والتلفزيون لنجوم الكوميديا سيكون عددهم قليلا جدا ولو اردنا ان نتحدث عن مخرجين كوميديين بارعين لن يتجاوزوا اصابع اليد الواحدة لانه فن صعب ومعقد جدا لايحتمل المغامرة اما ان ينجح العمل الكوميدي أو يسقط تماما ليس هناك حل وسط في التعاطي مع العمل الكوميدي هذا الشيء يجعلنا حذرين وخائفين.

لكن يقال ان ايمن زيدان لم ينجح في الكوميديا وكانت اعماله اقرب الى التهريج خصوصا في "جميل وهناء" ؟
أنت تقدم مشروعك الفني ثم تأتي الانطباعات بعد ذلك من الناس ولكل الحق في ابداء الرأي ، على فكرة نحن العرب مشكلتنا وخاصة الصحافة لدينا راحة ضمير فأي شخص سوري بكل راحة ضمير يستطيع أن يصادر رأي 18 مليون سوري واي مصري يصادر رأي80 مليون مصري وكل واحد له الحق في ان يأخذ الحديث عن الاخرين جمعيا ، فلو كان مشروعي الكوميدي لم ينجح وكنا مهرجين لم تكن لتبقى حتى الان العلاقة مع الجمهور لماذا مازلنا بتواضع شديد نجوما واضحين اذا كنا هكذا انا لااعتقد ان "يوميات مدير عام" او "بطل من هذا الزمان" او" انا واربع بنات " هي اعمال تهريجية ونحن لم نجتهد بالفن بل جاءت عن خبرة وعن علم ودراية ولااعتقد اننا نبحث عن التهريج لأننا أصحاب مشاريع وقضايا و أصحاب هموم ونشتغل قصديا بالفن ونمتلك رؤية اما ان يوصف الاخر مشروعك بتوصيفات غير دقيقة .

مسلسل "جميل وهناء" كان جمهور ه الصغار ؟

لم يحقق مسلسل كوميدي مثل هذا النجاح على مدى سنوات طويلة لماذا يفسر هذا النجاح كما نشاء ولا يفسر نجاح مسلسلات اخرى بالطريقة نفسها اعتقد هذا الكلام غير دقيق وعندما تبقين في ذاكرة الاخر هذا يعني انك قدمت شيئا يمس الاخر وانا كما قلت التقادم الزمني هو الحكم "جميل وهناء" قدمته سنة 97 حتى الان لدي مشكلة مع هذا المسلسل وليس الاطفال فقط لدى ومازال رهط كبير من الناس يكن له حميمة وحبا . لايوجد اسرع من اطلاق الاحكام جزافا على الكوميديا لان غالبية الفنانين الذين يتناولون العمل الكوميدي بالنقد هم عاجزون عن اداء دور كوميدي ولو فتحنا ملفات هؤلاء الفنانين بما قدموا من محاولات كوميدية سنجد انها محاولات بائسة وفشلوا فيه فتحولوا الى موقف نقدي من الاخرين .

هل تفكر بتكرار تجربتك السياسية؟
لا ، اطلاقا اكتشفت ان مكاني ان اعمل فنانا ولست سياسيا ، قد اكون فنانا نجاحا ولكني قطعا سياسي فاشل .

هل يمكن ان تقدم أعمالا سياسية ؟
لم نقدم في يوم من الأيام سوى الأعمال السياسية عندما تتناولين بالنقد مؤسسات بيروقراطية انت تقدمين عملا سياسيا عندما نتحدث عن تحديات تواجهها علاقة عاطفية انت تحدثت عن مشروع سياسي ، السياسة جزء من المشروع الفني ولا يوجد فن من دون سياسة حتى عندما تقدم عملا فارغا من المضمون ومن القيمة نكون نقدم عملا سياسيا الغاية منه الهاء الناس وتفريغ القيمة لدى الناس لذلك السياسة والفن صنوان لاينفصلان اطلاقا ، السياسة جزء من الفن .

التعليقات