اعلاميون اماراتيون يخشون سطوة الاجانب علي الاعلام الاماراتي

ابوظبي –دنيا الوطن- جمال المجايدة
أكد الخبراء المشاركين في جلسة الاعلام والهوية التي عقدت امس ضمن فعاليات ملتقى الهوية الوطنية الذي تنظمه وزارة الثقافة بالامارات علي اهمية حماية الهوية من الذوبان وتوطين الوظائف الاعلامية القيادية وتكريس الهوية علي مدي الاعوام القادمة ضمن البرامج الاعلامية المتواصلة .وقال إبراهيم العابد مدير عام المجلس الوطني للإعلام أن الإعلام جزء من آليات صناعة الهوية والتعبير عنها وعن معالمها وسبر أغوارها.
وتحدث عن متغيرات البيئة الاماراتية والتركيبة السكانية الفريدة في الدولة من حيث نسبة الوافدين ومتغيرات عصر العولمة وتطور وسائل الإعلام الإلكترونية ووسائل الاتصالات التي أحدثت تحولا كبيرا في الإعلام الإماراتي لتصبح الإمارات مركزاً إعلامياً إقليمياً مهماً وتتبنى خططاً واسعةً للاستثمار في الثقافة واقتصاد المعرفة .
وقال مدير عام المجلس الوطني للإعلام ان هناك اهتماما إعلاميا دوليا متزايدا بدولة الإمارات وشؤونها الداخلية واستثماراتها الاقتصادية العالمية .. موضحا أن العلاقة بين الإعلام والهوية علاقة جدلية.. بمعنى ان الإعلام قوة فاعلة ومؤثرة في التعبيرعن الهوية وتحديد ملامحها وتفاعلها ومقوماتها وبالتالي تشكيلها .. وبالمثل فان الهوية تنعكس عبر الإعلام وتؤثر فيه وتصبغه بصبغتها.
واضاف ان هناك تفاوتا في مدى تمثيل وسائل الإعلام للهوية الوطنية تبعا لطبيعة عملها وشخصياتها المؤسسية وطبيعة الجماهير المستهدفة وغيرها .. مشيرا الى ان اتساع النقاش حول ماهية الهوية الوطنية يعد قضية رئيسية ملّحة في الظروف الراهنة بمجتمع الإمارات.
وأكد العابد أن هذا الملتقى يوفر فرصة ثمينة لتأكيد دور الإعلام في التعبير عن الهوية المطلوبة بناء على تفكير وبحث معمقين منوها الى سعى المؤسسات الإعلامية الوطنية بدولة الإمارات سواء كانت مطبوعة أو إذاعية أو تلفزيونية أو إلكترونية " كل حسب اجتهادها وتصورها ومبادرات العاملين فيها " إلى المساهمة في بناء هوية وطنية متماسكة في المجتمع الإماراتي.
وأوضح أنه من الصعب فرض وصفة محددة على المؤسسات الإعلامية في كيفية التعامل مع هذه القضية مشيرا الى ان المؤسسات الإعلامية ذاتها تمتلك مفاتيح التعامل مع موضوع الهوية من خلال بلورة رؤى متوازنة للإعلام مستندة إلى مفهوم المسؤولية الاجتماعية مع الأخذ بالاعتبار المستلزمات الاقتصادية للمؤسسات الإعلامية.
وقال ان وسائل الاعلام غير الناطقة بالعربية تتحمل أيضا دوراً في تعزيز الهوية الوطنية من خلال نقل صورة واضحة ودقيقة حول المجتمع الإماراتي وعادته وتقاليده وتراثه لجماهيرها مما يسهم في تحقيق درجة من التفّهم لمجتمع الإمارات وأولوياته ومقوماته .
وأكد ابراهيم العابد أن المؤسسات الإعلامية في الدولة من صحف ومحطات إذاعة و تلفزيون تقوم بدور مهم يعتد به في تعزيز الهوية الوطنية من خلال هويتها المؤسسية أو برامجها التي تصب في صالح تأكيد الجوانب المعنوية والمحسوسة للتراث الإماراتي..واضاف ان نتائج تحليل مضمون بعض الصحف المحلية قام بها مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية اظهر أن حضور الهوية في الصحافة المحلية وتحديداً في مقالات الشأن المحلي يعكس اهتماماً كبيراً بهذه القضية.
وتطرق العابد الى المقالات التي تتناول الهوية بشكل صريح ومباشر وقال انها تعبر عن القلق من الذوبان الثقافي لأسباب خارجية في سياق العولمة واخرى تتعلق بوجود الوافد في الدولة والخوف بالتالي على اللغة العربية والعادات والتقاليد والقيم الاجتماعية المحلية فيما اعربت مقالات اخرى عن خشيتها من أثر التركيبة السكانية على حقوق المواطنين.
وأوضح أن هناك مقالات آخرى مضادة ترفض المبالغة في تحميل الوافد مسؤولية الإشكالات الداخلية والثقافية مشيرا في ذلك الى دراسة جرت على 3 صحف خلال خمسة شهور حيث كان هناك 234 مقالاً تتعلق بقضايا الهوية ونحو 50 في المائة منها جاء تعبيرا عن الافتخار بالإنجاز الوطني في المجالات المختلفة فيما عبر نحو 50 في المائة عن القلق من الذوبان الثقافي وأثر التركيبة السكانية على الهوية الوطنية وطغيان الشأن المحلي على الاتحادي.
وقال مدير عام المجلس الوطني للإعلام انه إذا ما أردنا تلخيص مضمون الآراء التي تتناول الهوية في الصحافة الإماراتية فيمكن عمل ذلك حيث يعتبر الإنجاز الوطني التنموي والاقتصادي والنمو في البنية التحتية عاملا رئيسيا في إيجاد حس من الفخار والانتماء الوطني وهناك خوف من آثار العولمة القادمة عبر الحدود على الهوية الوطنية وبشكل خاص على اللغة العربية وهناك جدل حول الآثار الاقتصادية والمادية لوجود الآخر في الدولة بين من يبدي تخوفا شديدا من هذا الوجود ويطالب بإجراءات من نوع الأحياء الخاصة للمواطنين وبين من يعتبر هذا الوجود علامة حيوية وطنية.
وتطرق في حديثه الى التلفزيون وقال ان هناك تفاوتا في تعاطي القنوات التلفزيونية مع هاجس الهوية.. فنجد محطات تكرس معظم برامجها لإبراز الجوانب التراثية والثقافية لمجتمع الإمارات والمجتمع العربي الإسلامي بينما تولي قنوات أخرى اهتماما أقل ... كما تساهم الإذاعات المحلية في تعزيز الهوية من خلال برامج التراث والثقافة وبرامج التغطية الإخبارية المحلية والبرامج الدينية.. فيما يشكل الإنترنت موردا إعلاميا واتصاليا يلامس الجوانب المختلفة للهوية الوطنية لمجتمع الإمارات وقال ان هناك عشرات المواقع الإلكترونية التي تجسد هوية المجتمع الإماراتي
وقال العابد ان بعض القنوات الفضائية القادمة من الخارج تشكل مصادر تهديد للهوية الوطنية وليس من السهل وضع ضوابط تنظيمية لها حيث يشكل الإنترنت تحديا مهما للهوية الوطنية لما قد تحمله من مضامين تتناقض مع مقومات وأسس الهوية في مجتمع الإمارات وهو أمر يصعب تجنبّه إلاّ بتعميق الوعي وتحسين البديل وتوسيع نطاق التعامل المحلي مع الشبكة العنقودية.
وطالب بعض القنوات التليفزيونية والإذاعية التي تبث من داخل الدولة بأن تراعي ثقافة مجتمع الإمارات وخصوصياته لاثراء مساهمتها في تعزيز الهوية الوطنية ... معربا عن امله في أن يسهم هذا الملتقى في تحديد تعريف موحد ومرن وعصري للهوية يمكن لوسائل الإعلام الوطنية التعامل معه في إطار حضاري معاصر سواء على المستوى المعنوي أو المحسوس وتوفير حوافز للمؤسسات الإعلامية لإنتاج برامج إعلامية تركز على الهوية وتسعى إلى ترسيخها في العقول والسلوكيات باعتبارها الركن الأساسي في تماسك المجتمع ومسيرته نحو التنمية المستدامة .
ودعا الي تشجيع الكفاءات الوطنية الإعلامية على تناول القضايا المحلية في مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والكترونية وإبراز مضامينها ودلالاتها الإيجابية وأن تولي عناية خاصة لمخاطبة الآخر وتشجيع الإبداعات المحلية في الإعلام لترجمة الظواهر والاتجاهات التراثية إلى أعمال إعلامية متميزة في الإطار الثقافي العام.
وخلص الي القول / اننا نتطلع إلى مبادرات من مؤسسات القطاع الخاص لدعم برامج وسائل الإعلام... فالجميع شركاء في هذه القضية المحورية وعلينا ان نجعل أعوامنا كلها أعواماً للهوية الإماراتية الوطنية المنفتحة والمتفاعلة مع الثقافات الأخرى
من جانبه أكد أحمد سالم عضو المجلس الاستشاري في إمارة الشارقة ان صفات هذه الهوية تدعو الى الطمأنينة على مستقبل ووجود سلسلة من أجيالنا على هذه الارض رغم الصرخة التي أطلقها هما الفريق ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي واحمد الطاير .
وأضاف ان اللغة وعاء للهوية ومحمل للهجات المحلية والصفات الوراثية ... ولا توجد وسيلة اعلامية اكثر دقة فى النقد والتوثيق من وسائل الاعلام المسموعة والمرئية فى التعاطي مع الهجات والموروثات الشعبية ومنظومة العادات والتقاليد .
وأضاف ان الاعلام المرئي والمسموع لعب دورا بارزا فى تدعيم العمل الوطني وتثبيت أركان الدولة الوليدة حيث لعب التنسيق بين اذاعات الدولة فى المجال الاخباري خاصة دورا فى ايجاد لغة مشتركة ورسالة متماسكة ..موضحا أن عملية النقل المشترك فى الاحتفالات والاعياد الوطنية فى الاذاعة ثم محطات التلفزيون بعد ظهورها كان لها شديد الاثر على المواطنين الذين تغمرهم الفرحة كلما نطق مذيع عبارة تنضم موجاتنا العاملة الى اذاعة الامارات فى ابوظبي لنقل كذا وكذا..وهناك مثل اخر كان فى عام 1975 شاهدا على دور واهتمام قادتنا بدورها فى فترة حرجة من عمر الاتحاد .
وأشار الى ان جوهر العملية يتمثل فى اعلامنا المحلي خاصة الاذاعي والتلفزيوني القادر على مواجهة الصعوبات والمعوقات التي تواجه هويتنا الوطنية .. منوها الى أن الحديث عن هذا الموضوع يطول ويحتاج الى وضع دراسات تخلص حلولا لهذه المواضيع.
وأوضح أحمد سالم عدة معالم لمواجهة ما حدث من مسخ في بعض الفضائيات وفي مقدمة ذلك أن نتوقف عن أن نتحدث ثم ننسى ونطلق الشعارات في المناسبات ونلغيها خلف ظهورنا بل علينا العمل بعلم الى جانب التوثيق بالصوت والصورة وبشكل سريع لمكونات الموروث الوطني لمواجهة متتالية الهجين.
وقال لقد عمل بيننا من الخبراء العرب من تفانوا في خدمة الدولة وذابوا في هوية الوطن وكانوا أحرص عليه حتى من كثير من أبنائه وأصبحوا جزءا من ضمير الوطن ولهم ننحني تقديرا وإجلالا.. كما عمل بيننا من الخبراء من أفسدوا وخربوا ونقلوا إلينا أسلوب محطاتهم التلفزيونية والإذاعية بكل ما تحمله من الغث .. مؤكدا أن الإعلام هو البوابة الرئيسية لحماية الهوية الوطنية مثلما نعتبر اللغة خندقا أخير لحماية الأجيال.
و دعا الاعلامي الاماراتي احمد سالم عضو المجلس الاستشاري الوطني بالشارقة الي توطين الوظائف الاعلامية القيادية كما دعا الي وقف منح التراخيص لاجهزة الاعلام الاجنبية وخاصة الاذاعية والتلفزيونية في دولة الامارات حفاظا علي الهوية .
واستغرب هذا الكم الهائل من الاجهزة الاعلامية الاجنبية في دولة الامارات بحجة الانفتاح الاقتصادي وقال ان هذه الاجهزة تهدم ولاتبني تسهم في افساد القيم والذوق العام وتؤثر علي الاخلاق .
وطالب احمد سالم بالحفاظ علي الكفاءات العربية التي ذابت في الهوية الاعلامية الاماراتية ووضع حد للاعلاميين الذي يشوهون الهوية الاماراتية في الوقت الحاضر خاصة في الفضائيات الاماراتية .
واكد الكاتب الاماراتي المعروف ناصر الظاهري علي اهمية تولي اماراتيين المناصب القيادية في الاعلام الاماراتي سواء الخاص او العام حفاظا علي الهوية وقال انني افهم تولي مسؤول هولندي ادارة مصنع للاسمنت في ابوظبي ولكني لاافهم تولي اجنبي قيادة مؤسسة اعلامية كبري .
وتساءل الظاهري قائلا / هل يمكن ان يتم تعيين خلفان مسؤولا عن مجموعة مؤسسات اعلامية في اليابان ؟؟ /.
واثار قضايا في غاية الاهمية مثل عدم قدرة كتاب الاعمدة طرح القضايا الوطنية والمحلية باسلوب جاد في حين انهم يذهبون للكتابة في موضوعات عامة لاتعالج هموم الناس خشية الدخول في المحظور او تجاوز الخطوط الحمراء .
واكد الظاهري علي ضرورة معالجة الخلل في التركيبة السكانية من خلال اعلام وطني جاد وصريح خشية ان ياتي اليوم الذي لاينفع فيه العلاج !
وقد ركزت مداخلة رئيس الهيئة الدولية للاعلان جوزيف غصوب على دور الإعلان في ترسيخ الأهداف حيث أن هناك ترابطا كبيرا بين الهوية الوطنية ومختلف أشكال التواصل... فيما أكد متحدث آخر أنه غاب عن الإعلاميين أن خلل الهوية والتركيبة السكانية هو خلل في المجتمع الخليجي ككل .
أكد الخبراء المشاركين في جلسة الاعلام والهوية التي عقدت امس ضمن فعاليات ملتقى الهوية الوطنية الذي تنظمه وزارة الثقافة بالامارات علي اهمية حماية الهوية من الذوبان وتوطين الوظائف الاعلامية القيادية وتكريس الهوية علي مدي الاعوام القادمة ضمن البرامج الاعلامية المتواصلة .وقال إبراهيم العابد مدير عام المجلس الوطني للإعلام أن الإعلام جزء من آليات صناعة الهوية والتعبير عنها وعن معالمها وسبر أغوارها.
وتحدث عن متغيرات البيئة الاماراتية والتركيبة السكانية الفريدة في الدولة من حيث نسبة الوافدين ومتغيرات عصر العولمة وتطور وسائل الإعلام الإلكترونية ووسائل الاتصالات التي أحدثت تحولا كبيرا في الإعلام الإماراتي لتصبح الإمارات مركزاً إعلامياً إقليمياً مهماً وتتبنى خططاً واسعةً للاستثمار في الثقافة واقتصاد المعرفة .
وقال مدير عام المجلس الوطني للإعلام ان هناك اهتماما إعلاميا دوليا متزايدا بدولة الإمارات وشؤونها الداخلية واستثماراتها الاقتصادية العالمية .. موضحا أن العلاقة بين الإعلام والهوية علاقة جدلية.. بمعنى ان الإعلام قوة فاعلة ومؤثرة في التعبيرعن الهوية وتحديد ملامحها وتفاعلها ومقوماتها وبالتالي تشكيلها .. وبالمثل فان الهوية تنعكس عبر الإعلام وتؤثر فيه وتصبغه بصبغتها.
واضاف ان هناك تفاوتا في مدى تمثيل وسائل الإعلام للهوية الوطنية تبعا لطبيعة عملها وشخصياتها المؤسسية وطبيعة الجماهير المستهدفة وغيرها .. مشيرا الى ان اتساع النقاش حول ماهية الهوية الوطنية يعد قضية رئيسية ملّحة في الظروف الراهنة بمجتمع الإمارات.
وأكد العابد أن هذا الملتقى يوفر فرصة ثمينة لتأكيد دور الإعلام في التعبير عن الهوية المطلوبة بناء على تفكير وبحث معمقين منوها الى سعى المؤسسات الإعلامية الوطنية بدولة الإمارات سواء كانت مطبوعة أو إذاعية أو تلفزيونية أو إلكترونية " كل حسب اجتهادها وتصورها ومبادرات العاملين فيها " إلى المساهمة في بناء هوية وطنية متماسكة في المجتمع الإماراتي.
وأوضح أنه من الصعب فرض وصفة محددة على المؤسسات الإعلامية في كيفية التعامل مع هذه القضية مشيرا الى ان المؤسسات الإعلامية ذاتها تمتلك مفاتيح التعامل مع موضوع الهوية من خلال بلورة رؤى متوازنة للإعلام مستندة إلى مفهوم المسؤولية الاجتماعية مع الأخذ بالاعتبار المستلزمات الاقتصادية للمؤسسات الإعلامية.
وقال ان وسائل الاعلام غير الناطقة بالعربية تتحمل أيضا دوراً في تعزيز الهوية الوطنية من خلال نقل صورة واضحة ودقيقة حول المجتمع الإماراتي وعادته وتقاليده وتراثه لجماهيرها مما يسهم في تحقيق درجة من التفّهم لمجتمع الإمارات وأولوياته ومقوماته .
وأكد ابراهيم العابد أن المؤسسات الإعلامية في الدولة من صحف ومحطات إذاعة و تلفزيون تقوم بدور مهم يعتد به في تعزيز الهوية الوطنية من خلال هويتها المؤسسية أو برامجها التي تصب في صالح تأكيد الجوانب المعنوية والمحسوسة للتراث الإماراتي..واضاف ان نتائج تحليل مضمون بعض الصحف المحلية قام بها مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية اظهر أن حضور الهوية في الصحافة المحلية وتحديداً في مقالات الشأن المحلي يعكس اهتماماً كبيراً بهذه القضية.
وتطرق العابد الى المقالات التي تتناول الهوية بشكل صريح ومباشر وقال انها تعبر عن القلق من الذوبان الثقافي لأسباب خارجية في سياق العولمة واخرى تتعلق بوجود الوافد في الدولة والخوف بالتالي على اللغة العربية والعادات والتقاليد والقيم الاجتماعية المحلية فيما اعربت مقالات اخرى عن خشيتها من أثر التركيبة السكانية على حقوق المواطنين.
وأوضح أن هناك مقالات آخرى مضادة ترفض المبالغة في تحميل الوافد مسؤولية الإشكالات الداخلية والثقافية مشيرا في ذلك الى دراسة جرت على 3 صحف خلال خمسة شهور حيث كان هناك 234 مقالاً تتعلق بقضايا الهوية ونحو 50 في المائة منها جاء تعبيرا عن الافتخار بالإنجاز الوطني في المجالات المختلفة فيما عبر نحو 50 في المائة عن القلق من الذوبان الثقافي وأثر التركيبة السكانية على الهوية الوطنية وطغيان الشأن المحلي على الاتحادي.
وقال مدير عام المجلس الوطني للإعلام انه إذا ما أردنا تلخيص مضمون الآراء التي تتناول الهوية في الصحافة الإماراتية فيمكن عمل ذلك حيث يعتبر الإنجاز الوطني التنموي والاقتصادي والنمو في البنية التحتية عاملا رئيسيا في إيجاد حس من الفخار والانتماء الوطني وهناك خوف من آثار العولمة القادمة عبر الحدود على الهوية الوطنية وبشكل خاص على اللغة العربية وهناك جدل حول الآثار الاقتصادية والمادية لوجود الآخر في الدولة بين من يبدي تخوفا شديدا من هذا الوجود ويطالب بإجراءات من نوع الأحياء الخاصة للمواطنين وبين من يعتبر هذا الوجود علامة حيوية وطنية.
وتطرق في حديثه الى التلفزيون وقال ان هناك تفاوتا في تعاطي القنوات التلفزيونية مع هاجس الهوية.. فنجد محطات تكرس معظم برامجها لإبراز الجوانب التراثية والثقافية لمجتمع الإمارات والمجتمع العربي الإسلامي بينما تولي قنوات أخرى اهتماما أقل ... كما تساهم الإذاعات المحلية في تعزيز الهوية من خلال برامج التراث والثقافة وبرامج التغطية الإخبارية المحلية والبرامج الدينية.. فيما يشكل الإنترنت موردا إعلاميا واتصاليا يلامس الجوانب المختلفة للهوية الوطنية لمجتمع الإمارات وقال ان هناك عشرات المواقع الإلكترونية التي تجسد هوية المجتمع الإماراتي
وقال العابد ان بعض القنوات الفضائية القادمة من الخارج تشكل مصادر تهديد للهوية الوطنية وليس من السهل وضع ضوابط تنظيمية لها حيث يشكل الإنترنت تحديا مهما للهوية الوطنية لما قد تحمله من مضامين تتناقض مع مقومات وأسس الهوية في مجتمع الإمارات وهو أمر يصعب تجنبّه إلاّ بتعميق الوعي وتحسين البديل وتوسيع نطاق التعامل المحلي مع الشبكة العنقودية.
وطالب بعض القنوات التليفزيونية والإذاعية التي تبث من داخل الدولة بأن تراعي ثقافة مجتمع الإمارات وخصوصياته لاثراء مساهمتها في تعزيز الهوية الوطنية ... معربا عن امله في أن يسهم هذا الملتقى في تحديد تعريف موحد ومرن وعصري للهوية يمكن لوسائل الإعلام الوطنية التعامل معه في إطار حضاري معاصر سواء على المستوى المعنوي أو المحسوس وتوفير حوافز للمؤسسات الإعلامية لإنتاج برامج إعلامية تركز على الهوية وتسعى إلى ترسيخها في العقول والسلوكيات باعتبارها الركن الأساسي في تماسك المجتمع ومسيرته نحو التنمية المستدامة .
ودعا الي تشجيع الكفاءات الوطنية الإعلامية على تناول القضايا المحلية في مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والكترونية وإبراز مضامينها ودلالاتها الإيجابية وأن تولي عناية خاصة لمخاطبة الآخر وتشجيع الإبداعات المحلية في الإعلام لترجمة الظواهر والاتجاهات التراثية إلى أعمال إعلامية متميزة في الإطار الثقافي العام.
وخلص الي القول / اننا نتطلع إلى مبادرات من مؤسسات القطاع الخاص لدعم برامج وسائل الإعلام... فالجميع شركاء في هذه القضية المحورية وعلينا ان نجعل أعوامنا كلها أعواماً للهوية الإماراتية الوطنية المنفتحة والمتفاعلة مع الثقافات الأخرى
من جانبه أكد أحمد سالم عضو المجلس الاستشاري في إمارة الشارقة ان صفات هذه الهوية تدعو الى الطمأنينة على مستقبل ووجود سلسلة من أجيالنا على هذه الارض رغم الصرخة التي أطلقها هما الفريق ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي واحمد الطاير .
وأضاف ان اللغة وعاء للهوية ومحمل للهجات المحلية والصفات الوراثية ... ولا توجد وسيلة اعلامية اكثر دقة فى النقد والتوثيق من وسائل الاعلام المسموعة والمرئية فى التعاطي مع الهجات والموروثات الشعبية ومنظومة العادات والتقاليد .
وأضاف ان الاعلام المرئي والمسموع لعب دورا بارزا فى تدعيم العمل الوطني وتثبيت أركان الدولة الوليدة حيث لعب التنسيق بين اذاعات الدولة فى المجال الاخباري خاصة دورا فى ايجاد لغة مشتركة ورسالة متماسكة ..موضحا أن عملية النقل المشترك فى الاحتفالات والاعياد الوطنية فى الاذاعة ثم محطات التلفزيون بعد ظهورها كان لها شديد الاثر على المواطنين الذين تغمرهم الفرحة كلما نطق مذيع عبارة تنضم موجاتنا العاملة الى اذاعة الامارات فى ابوظبي لنقل كذا وكذا..وهناك مثل اخر كان فى عام 1975 شاهدا على دور واهتمام قادتنا بدورها فى فترة حرجة من عمر الاتحاد .
وأشار الى ان جوهر العملية يتمثل فى اعلامنا المحلي خاصة الاذاعي والتلفزيوني القادر على مواجهة الصعوبات والمعوقات التي تواجه هويتنا الوطنية .. منوها الى أن الحديث عن هذا الموضوع يطول ويحتاج الى وضع دراسات تخلص حلولا لهذه المواضيع.
وأوضح أحمد سالم عدة معالم لمواجهة ما حدث من مسخ في بعض الفضائيات وفي مقدمة ذلك أن نتوقف عن أن نتحدث ثم ننسى ونطلق الشعارات في المناسبات ونلغيها خلف ظهورنا بل علينا العمل بعلم الى جانب التوثيق بالصوت والصورة وبشكل سريع لمكونات الموروث الوطني لمواجهة متتالية الهجين.
وقال لقد عمل بيننا من الخبراء العرب من تفانوا في خدمة الدولة وذابوا في هوية الوطن وكانوا أحرص عليه حتى من كثير من أبنائه وأصبحوا جزءا من ضمير الوطن ولهم ننحني تقديرا وإجلالا.. كما عمل بيننا من الخبراء من أفسدوا وخربوا ونقلوا إلينا أسلوب محطاتهم التلفزيونية والإذاعية بكل ما تحمله من الغث .. مؤكدا أن الإعلام هو البوابة الرئيسية لحماية الهوية الوطنية مثلما نعتبر اللغة خندقا أخير لحماية الأجيال.
و دعا الاعلامي الاماراتي احمد سالم عضو المجلس الاستشاري الوطني بالشارقة الي توطين الوظائف الاعلامية القيادية كما دعا الي وقف منح التراخيص لاجهزة الاعلام الاجنبية وخاصة الاذاعية والتلفزيونية في دولة الامارات حفاظا علي الهوية .
واستغرب هذا الكم الهائل من الاجهزة الاعلامية الاجنبية في دولة الامارات بحجة الانفتاح الاقتصادي وقال ان هذه الاجهزة تهدم ولاتبني تسهم في افساد القيم والذوق العام وتؤثر علي الاخلاق .
وطالب احمد سالم بالحفاظ علي الكفاءات العربية التي ذابت في الهوية الاعلامية الاماراتية ووضع حد للاعلاميين الذي يشوهون الهوية الاماراتية في الوقت الحاضر خاصة في الفضائيات الاماراتية .
واكد الكاتب الاماراتي المعروف ناصر الظاهري علي اهمية تولي اماراتيين المناصب القيادية في الاعلام الاماراتي سواء الخاص او العام حفاظا علي الهوية وقال انني افهم تولي مسؤول هولندي ادارة مصنع للاسمنت في ابوظبي ولكني لاافهم تولي اجنبي قيادة مؤسسة اعلامية كبري .
وتساءل الظاهري قائلا / هل يمكن ان يتم تعيين خلفان مسؤولا عن مجموعة مؤسسات اعلامية في اليابان ؟؟ /.
واثار قضايا في غاية الاهمية مثل عدم قدرة كتاب الاعمدة طرح القضايا الوطنية والمحلية باسلوب جاد في حين انهم يذهبون للكتابة في موضوعات عامة لاتعالج هموم الناس خشية الدخول في المحظور او تجاوز الخطوط الحمراء .
واكد الظاهري علي ضرورة معالجة الخلل في التركيبة السكانية من خلال اعلام وطني جاد وصريح خشية ان ياتي اليوم الذي لاينفع فيه العلاج !
وقد ركزت مداخلة رئيس الهيئة الدولية للاعلان جوزيف غصوب على دور الإعلان في ترسيخ الأهداف حيث أن هناك ترابطا كبيرا بين الهوية الوطنية ومختلف أشكال التواصل... فيما أكد متحدث آخر أنه غاب عن الإعلاميين أن خلل الهوية والتركيبة السكانية هو خلل في المجتمع الخليجي ككل .
التعليقات