فضائيات الزواج : أسواق للنخاسة وأرباح بالملايين

فضائيات الزواج : أسواق للنخاسة وأرباح بالملايين
فادي عزام
تحفل وسائل الاتصال الغربية بمواقع ومحطات للبحث عن شركاء مواقع الكترونية للمواعدة أو محطات للتواصل بكل أنواعه، طبيعة الشرق تقوم علي عدم تسمية الأشياء بأسمائها، نفس هذه المواقع والمحطات موجودة في فضائنا العربي ولكن تحت تسميات أخري فتجد تسميات مثل مسار، زفاف، الوسيط، ع الهوا سوا، زواج.
جميعها أسماء لقنوات فضائية عربية تعني بفكرة واحدة: الوصول لعقد النكاح. الهدف النبيل لتجميع رأسين بالحلال هو عنوان فقط ليمارس البشر حقوقهم في التعارف والتواصل والاتصال والتعبير عن رغباتهم المكبوتة والمؤجلة والمقموعة، ليجد المتابع أو المهتم علاقات من كل الأنواع والأشكال، تهتم بكل شيء ما عدا الزواج.
النساء ضحايا أم جانيات؟
تروج هذه القنوات خدماتها لراغبي الزواج من الجنسين بالتواصل فيما بينهم عبر الرسائل النصية القصيرة وتتقاضي مقابل هذه الرسائل ما بين دولارين وثلاثة دولارات للرسالة، تستقبل طلبات يومية ورسائل نصية بما يقارب 5 آلاف وألفا وخمسمائة رسالة في اليوم، والنتيجة ثروة تجنيها يدفعها غالبا من لا يسعي للزواج.
أبو أحمد يشارك في مجموعة من هذه المحطات، سألناه هل سيتزوج فعلا من إحدي المشاركات أو هل يبحث فعلا عن زوجة عن طريق المحطات الفضائية، ضحك واجاب (النسوان علي قفا مين يشيل) من تريد الزواج لا تشارك في الفضائيات. نساء الفضائيات للتسلية وهن يعرف ذلك.
(آسيا) مطلقة في الأربعين من العمر، صرحت لنا أنه بالفعل أرادت الوصول للزواج عبر مواقع الانترنيت والفضائيات والنتيجة كانت مذهلة بالنسبة لها، وجدت كل أنواع الشذوذ في هذه الوسائل، رجل يريد أن يصبح تابعا ويريدني أن أتعلم كيف اضربه قبل أن يوافق علي الزواج بي. رجل آخر يريد مطالب شاذة، وعندما سألناها لماذا لم تتوقف عن التواصل مع الفضائيات والمواقع المشبوهة بعد اكتشافها لهذا (الشذوذ) قالت إنها أصبحت تتسلي ومستحيل أن تتزوج عبر الانترنيت أو فضائيات الزواج.
قصص كثيرة من واقع الحياة تتمحور حول الرغبة الحقيقية للتواصل مع هذه الفضائيات، وبالمناسبة هي ليست حكرا علي المجتمعات المغلقة. إنما تخص كل المجتمعات العربية وتمتد حتي تصل إلي الجاليات العربية في أوروبا وأمريكا.
مسابقات للزواج
تتقدم مجموعة من الشباب والصبايا بطلبات زواج عبر مسابقة مسلية يصوت فيها الجمهور المتابع عن طريق الهاتف، أما الشباب الذين سوف يتقدمون للزواج من الفتاة الحاصلة علي اكبر كم من طلبات الزواج والأصوات فسيتم اختيار (20) شابا منهم ويخضعون لاختبارات ذكاء واختبارات شخصية علي الهواء ويتم اختيار ثلاثة منهم لتختار الفتاة الفائزة عريساً من بينهم.
الفكرة تبدو ممتعة ولكن النتائج تدعو للاستغراب. هل يمكن فعلا الزواج عبر التصويت؟ هل يمكن بناء الأسر وهذه الخلية الأجتماعية الهامة التي تسمي زواجا عبر الأس أم أس؟ هل فعلا ان النتائج مثل ما تعرضها محطات الزواج أم أن الموضوع كله بالنهاية ألعوبة لا تؤدي إلي شيء سوي أرباح تحصدها المحطة من اللعب علي العنوسة والمشاعر والرغبات الخفية؟
ويصور بيت العرسان وهو ستار أكاديمي علي الطريقة الإسلامية يبث علي قناة زواج يوميات مملة شاحبة خالية من الموسيق والجنس الآخر والهدف الوصل بين 25 من المتنافسين الشباب، علي مدار ثلاثة شهور تعيش معهم الكاميرا ترصد وتراقب أدق التفاصيل المتاحة عنهم، وعلي الشابات مراقبة زوج المستقبل والتصويت له وعندها يحصل الفائز علي جائزة وهي عبارة عن شقة وعروس مع فستان الزفاف.
سوق نخاسة
مطلقة، طويلة، عمري 28 سنة، رومانسية، أعشق السفر والرحلات، أنوثتي طاغية، أقدر الحياة الزوجية، أعتني بزوجي وبيتي، أهوي الموسيقي والضحك والرقص الشرقي، لا أحب النكد ولا المشاكل، ثرية. أرغب برجل ذي بنية قوية، يقدرني ويحترمني. أرملة بيضاء مكتنزة طويلة، تعشق الحياة الزوجية، تقدر الرجل وتعرف كيف توفر له الجو الأسري الرائع.
مطلقة من عائلة راقية، ثرية، جميلة جدا ترغب بالزواج من رجل قَبَلي بين 35 ـ 45 يخاف الله، لا مانع من زواج مسيار.
تتتابع الإعلانات علي الفضائيات المعنية بهذا النوع من النخاسة من كلا الجنسين،
للوهلة الأولي سيظن الضحية أن هذه المرأة ستكون بحوزته مع أول رسالة (أس أم أس) والنتيجة أن صاحبة هذه المواصفات ما هي إلا الموظف في غرفة الكونترول الذي يتفنن بتغميس الطلبات بتلميحات إيروتيكية تداعب مخيلة المراهقين والمكبوتين، ليجد نفسه وقد بعث ما يزيد عن ثلاثمائة رسالة خلال أسبوع واحد، والنتيجة المزيد من الغموض ولا جدوي.
نسبة العنوسة العالية في المجتمعات الخليجية عامة والسعودية خاصة مع ارتفاع نسبة الطلاق وخنق أبواب التواصل الصحي والطبيعي بين البشر تحت شعارات الأعراف والتقاليد، كل هذا سمح لمثل هذه الظواهر التي ينظر إليها البعض بسذاجة وعدم الاكتراث أو سخرية وعد اهتمام، ولكن ما يحصل في الواقع إن الأمر أكثر جدية مما يظن، فهذه الظواهر الفضائية تلعب علي المشاعر والمشاكل الاجتماعية تحول الترويج لنفسها أنها تقوم بمهمة إنسانية مباركة من فقهاء، لأن أهدافها معالجة ظواهر العنوسة والطلاق في المجتمع والتوفيق الحلال بما يرضي الله، ولكن خلف نبل هذا المقصد ثمة أرباح كثيرة تتكدس في حساب الفضائيات، والمزيد من العوانس والمطلقات ولا نعرف ما الضير والخطر أن تكون المرأة (عانسا) أو مطلقة.
الإبلاغ عن العانس!
إحدي بدع هذه المحطات هي الخط الساخن أو مركز عمليات يطالب من كل من له قريبة أو جارة أو أخت أو حفيدة تجاوز سنها 32 عاما أن يقوم بإبلاغ المركز عنها وإرسال صورتها وبياناتها علي عنوان القناة وله بالإضافة للأجر والثواب الإلهي جوائز عينية قيمة، طبعا لم يحدد البيان أو الإعلان ضرورة موافقة (المتهمة بالعنوسة) للبعث ببياناتها وصورتها الشخصية وما يستتبعه هذا السلوك من انتهاك جارح لخصوصية فتاة كل ذنبها انها أضحت في الثانية والثلاثين دون أن توفق في الحصول علي زوج، هذه المشاريع الفضائية التجارية تعرف بالفعل أمراض مجتمعاتنا وتعي بالضبط حجم الزيف والتستر والمشاكل التي تجتاح حياتنا ويتم السكوت عليها تحت شعار فاستتروا، فتستطيع استثمارها أفضل استثمار يدر أرباحا والمزيد منها لا غير.
نجوم الدعاة
أصدرت مجلة فوربس العربية قائمة جديدة بعنوان نجوم الدعوة ، أجرت من خلالها تصنيفاً لأعلي دعاة الدين الإسلامي دخلاً خلال العام 2007، حيث تصدّر الداعية المصري الشهير عمرو خالد القائمة بصافي دخل بلغ 2,5 مليون دولار، تلاه في المرتبة الثانية الداعية الكويتي طارق سويدان بدخل صافٍ بلغ 1 مليون دولار، ثم الداعية السعودي عائض القرني مؤلف الكتاب الشهير لا تحزن بدخل وصل إلي 533 ألف دولار. وحلّ في المرتبة الرابعة الداعية المصري عمر عبد الكافي المقيم في الإمارات بدخل صافٍ بلغ 373 ألف دولار، ثم الداعية السعودي سلمان العودة بـ267 ألف دولار.
وحسب ما أوضحته المجلة في عددها لشهر آذار (مارس) 2008 الصادر حديثاً، فإن مصادر دخل الدعاة تتركز بالدرجة الأولي في الإنتاج التلفزيوني والبرامج التي يتم بثها علي شاشات العديد من المحطات الفضائية والأرضية في الوطن العربي، وكذلك في التسجيلات الصوتية من أقراص مدمجة وأشرطة دينية، إلي جانب المؤلفات الدينية والأدبية. نفي بعض من وردت أسماؤهم كونه يتقاضي أجرا مقابل التبشير والدعوة للإسلام، ولم ينكر البعض الاخر أخذه للمقابل المادي مقابل محاضراته وبرامجه. مهنة الداعي تدر الملايين كما هو واضح، وهي مهنة لا تحتاج إلي الكثير من العناء للوصول إليها: قليل من بهار العاطفة علي مسحة إيمان ممزوج بتوابل الانفعال الديني، والنتيجة دموع تُستذرف من الدافعين وممولين حسابات شيوخ الفوربس، ربما يقول البعض بأحقية الدعاة أن يتقاضوا ثمن علمهم وما العيب في ذلك، لا عيب في ذلك أبدا ولكن ثمة حنينا ما يخرج من الأعماق كلما سمعنا عن دعاة العصر الحديث وما يقومون به، يخرج لنا أبو ذر الغفاري، يوم كان يدعو الناس ولا يتقاضي أجرا وأجمل دعواه تلك التي نطمح لسماعها من داع معاصر، ولو تلميحا وفي أضعف الايمان مقاربة (عجبت لرجل لا يجد خبزا في بيته كيف لا يخرج علي الناس شاهرا سيفه).
كاتب من سورية
فادي عزام
تحفل وسائل الاتصال الغربية بمواقع ومحطات للبحث عن شركاء مواقع الكترونية للمواعدة أو محطات للتواصل بكل أنواعه، طبيعة الشرق تقوم علي عدم تسمية الأشياء بأسمائها، نفس هذه المواقع والمحطات موجودة في فضائنا العربي ولكن تحت تسميات أخري فتجد تسميات مثل مسار، زفاف، الوسيط، ع الهوا سوا، زواج.
جميعها أسماء لقنوات فضائية عربية تعني بفكرة واحدة: الوصول لعقد النكاح. الهدف النبيل لتجميع رأسين بالحلال هو عنوان فقط ليمارس البشر حقوقهم في التعارف والتواصل والاتصال والتعبير عن رغباتهم المكبوتة والمؤجلة والمقموعة، ليجد المتابع أو المهتم علاقات من كل الأنواع والأشكال، تهتم بكل شيء ما عدا الزواج.
النساء ضحايا أم جانيات؟
تروج هذه القنوات خدماتها لراغبي الزواج من الجنسين بالتواصل فيما بينهم عبر الرسائل النصية القصيرة وتتقاضي مقابل هذه الرسائل ما بين دولارين وثلاثة دولارات للرسالة، تستقبل طلبات يومية ورسائل نصية بما يقارب 5 آلاف وألفا وخمسمائة رسالة في اليوم، والنتيجة ثروة تجنيها يدفعها غالبا من لا يسعي للزواج.
أبو أحمد يشارك في مجموعة من هذه المحطات، سألناه هل سيتزوج فعلا من إحدي المشاركات أو هل يبحث فعلا عن زوجة عن طريق المحطات الفضائية، ضحك واجاب (النسوان علي قفا مين يشيل) من تريد الزواج لا تشارك في الفضائيات. نساء الفضائيات للتسلية وهن يعرف ذلك.
(آسيا) مطلقة في الأربعين من العمر، صرحت لنا أنه بالفعل أرادت الوصول للزواج عبر مواقع الانترنيت والفضائيات والنتيجة كانت مذهلة بالنسبة لها، وجدت كل أنواع الشذوذ في هذه الوسائل، رجل يريد أن يصبح تابعا ويريدني أن أتعلم كيف اضربه قبل أن يوافق علي الزواج بي. رجل آخر يريد مطالب شاذة، وعندما سألناها لماذا لم تتوقف عن التواصل مع الفضائيات والمواقع المشبوهة بعد اكتشافها لهذا (الشذوذ) قالت إنها أصبحت تتسلي ومستحيل أن تتزوج عبر الانترنيت أو فضائيات الزواج.
قصص كثيرة من واقع الحياة تتمحور حول الرغبة الحقيقية للتواصل مع هذه الفضائيات، وبالمناسبة هي ليست حكرا علي المجتمعات المغلقة. إنما تخص كل المجتمعات العربية وتمتد حتي تصل إلي الجاليات العربية في أوروبا وأمريكا.
مسابقات للزواج
تتقدم مجموعة من الشباب والصبايا بطلبات زواج عبر مسابقة مسلية يصوت فيها الجمهور المتابع عن طريق الهاتف، أما الشباب الذين سوف يتقدمون للزواج من الفتاة الحاصلة علي اكبر كم من طلبات الزواج والأصوات فسيتم اختيار (20) شابا منهم ويخضعون لاختبارات ذكاء واختبارات شخصية علي الهواء ويتم اختيار ثلاثة منهم لتختار الفتاة الفائزة عريساً من بينهم.
الفكرة تبدو ممتعة ولكن النتائج تدعو للاستغراب. هل يمكن فعلا الزواج عبر التصويت؟ هل يمكن بناء الأسر وهذه الخلية الأجتماعية الهامة التي تسمي زواجا عبر الأس أم أس؟ هل فعلا ان النتائج مثل ما تعرضها محطات الزواج أم أن الموضوع كله بالنهاية ألعوبة لا تؤدي إلي شيء سوي أرباح تحصدها المحطة من اللعب علي العنوسة والمشاعر والرغبات الخفية؟
ويصور بيت العرسان وهو ستار أكاديمي علي الطريقة الإسلامية يبث علي قناة زواج يوميات مملة شاحبة خالية من الموسيق والجنس الآخر والهدف الوصل بين 25 من المتنافسين الشباب، علي مدار ثلاثة شهور تعيش معهم الكاميرا ترصد وتراقب أدق التفاصيل المتاحة عنهم، وعلي الشابات مراقبة زوج المستقبل والتصويت له وعندها يحصل الفائز علي جائزة وهي عبارة عن شقة وعروس مع فستان الزفاف.
سوق نخاسة
مطلقة، طويلة، عمري 28 سنة، رومانسية، أعشق السفر والرحلات، أنوثتي طاغية، أقدر الحياة الزوجية، أعتني بزوجي وبيتي، أهوي الموسيقي والضحك والرقص الشرقي، لا أحب النكد ولا المشاكل، ثرية. أرغب برجل ذي بنية قوية، يقدرني ويحترمني. أرملة بيضاء مكتنزة طويلة، تعشق الحياة الزوجية، تقدر الرجل وتعرف كيف توفر له الجو الأسري الرائع.
مطلقة من عائلة راقية، ثرية، جميلة جدا ترغب بالزواج من رجل قَبَلي بين 35 ـ 45 يخاف الله، لا مانع من زواج مسيار.
تتتابع الإعلانات علي الفضائيات المعنية بهذا النوع من النخاسة من كلا الجنسين،
للوهلة الأولي سيظن الضحية أن هذه المرأة ستكون بحوزته مع أول رسالة (أس أم أس) والنتيجة أن صاحبة هذه المواصفات ما هي إلا الموظف في غرفة الكونترول الذي يتفنن بتغميس الطلبات بتلميحات إيروتيكية تداعب مخيلة المراهقين والمكبوتين، ليجد نفسه وقد بعث ما يزيد عن ثلاثمائة رسالة خلال أسبوع واحد، والنتيجة المزيد من الغموض ولا جدوي.
نسبة العنوسة العالية في المجتمعات الخليجية عامة والسعودية خاصة مع ارتفاع نسبة الطلاق وخنق أبواب التواصل الصحي والطبيعي بين البشر تحت شعارات الأعراف والتقاليد، كل هذا سمح لمثل هذه الظواهر التي ينظر إليها البعض بسذاجة وعدم الاكتراث أو سخرية وعد اهتمام، ولكن ما يحصل في الواقع إن الأمر أكثر جدية مما يظن، فهذه الظواهر الفضائية تلعب علي المشاعر والمشاكل الاجتماعية تحول الترويج لنفسها أنها تقوم بمهمة إنسانية مباركة من فقهاء، لأن أهدافها معالجة ظواهر العنوسة والطلاق في المجتمع والتوفيق الحلال بما يرضي الله، ولكن خلف نبل هذا المقصد ثمة أرباح كثيرة تتكدس في حساب الفضائيات، والمزيد من العوانس والمطلقات ولا نعرف ما الضير والخطر أن تكون المرأة (عانسا) أو مطلقة.
الإبلاغ عن العانس!
إحدي بدع هذه المحطات هي الخط الساخن أو مركز عمليات يطالب من كل من له قريبة أو جارة أو أخت أو حفيدة تجاوز سنها 32 عاما أن يقوم بإبلاغ المركز عنها وإرسال صورتها وبياناتها علي عنوان القناة وله بالإضافة للأجر والثواب الإلهي جوائز عينية قيمة، طبعا لم يحدد البيان أو الإعلان ضرورة موافقة (المتهمة بالعنوسة) للبعث ببياناتها وصورتها الشخصية وما يستتبعه هذا السلوك من انتهاك جارح لخصوصية فتاة كل ذنبها انها أضحت في الثانية والثلاثين دون أن توفق في الحصول علي زوج، هذه المشاريع الفضائية التجارية تعرف بالفعل أمراض مجتمعاتنا وتعي بالضبط حجم الزيف والتستر والمشاكل التي تجتاح حياتنا ويتم السكوت عليها تحت شعار فاستتروا، فتستطيع استثمارها أفضل استثمار يدر أرباحا والمزيد منها لا غير.
نجوم الدعاة
أصدرت مجلة فوربس العربية قائمة جديدة بعنوان نجوم الدعوة ، أجرت من خلالها تصنيفاً لأعلي دعاة الدين الإسلامي دخلاً خلال العام 2007، حيث تصدّر الداعية المصري الشهير عمرو خالد القائمة بصافي دخل بلغ 2,5 مليون دولار، تلاه في المرتبة الثانية الداعية الكويتي طارق سويدان بدخل صافٍ بلغ 1 مليون دولار، ثم الداعية السعودي عائض القرني مؤلف الكتاب الشهير لا تحزن بدخل وصل إلي 533 ألف دولار. وحلّ في المرتبة الرابعة الداعية المصري عمر عبد الكافي المقيم في الإمارات بدخل صافٍ بلغ 373 ألف دولار، ثم الداعية السعودي سلمان العودة بـ267 ألف دولار.
وحسب ما أوضحته المجلة في عددها لشهر آذار (مارس) 2008 الصادر حديثاً، فإن مصادر دخل الدعاة تتركز بالدرجة الأولي في الإنتاج التلفزيوني والبرامج التي يتم بثها علي شاشات العديد من المحطات الفضائية والأرضية في الوطن العربي، وكذلك في التسجيلات الصوتية من أقراص مدمجة وأشرطة دينية، إلي جانب المؤلفات الدينية والأدبية. نفي بعض من وردت أسماؤهم كونه يتقاضي أجرا مقابل التبشير والدعوة للإسلام، ولم ينكر البعض الاخر أخذه للمقابل المادي مقابل محاضراته وبرامجه. مهنة الداعي تدر الملايين كما هو واضح، وهي مهنة لا تحتاج إلي الكثير من العناء للوصول إليها: قليل من بهار العاطفة علي مسحة إيمان ممزوج بتوابل الانفعال الديني، والنتيجة دموع تُستذرف من الدافعين وممولين حسابات شيوخ الفوربس، ربما يقول البعض بأحقية الدعاة أن يتقاضوا ثمن علمهم وما العيب في ذلك، لا عيب في ذلك أبدا ولكن ثمة حنينا ما يخرج من الأعماق كلما سمعنا عن دعاة العصر الحديث وما يقومون به، يخرج لنا أبو ذر الغفاري، يوم كان يدعو الناس ولا يتقاضي أجرا وأجمل دعواه تلك التي نطمح لسماعها من داع معاصر، ولو تلميحا وفي أضعف الايمان مقاربة (عجبت لرجل لا يجد خبزا في بيته كيف لا يخرج علي الناس شاهرا سيفه).
كاتب من سورية
التعليقات