معماريات سعوديات يصممن أبراجا ومشاريع عقارية لافتة

معماريات سعوديات يصممن أبراجا ومشاريع عقارية لافتة
غزة-دنيا الوطن

في تجربة تعد الأولى من نوعها على مستوى السعودية وبعيدا عن مفردات الجمال وتصاميم الموضة وضعت نحو 60 فتاة من طالبات كلية عفت بصماتهن على نحو 30 تصميما نوعيا من أصل نحو100 قدمنها ضمن مجال دراستهن في قسم العمارة لكلية عفت في جدة.

أبراج ومراكز سيدات الاعمال، وبنوك محلية تفوق مثيلاتها العالمية أبهرت الحضور حتى المهندسين والخبراء العالميين، الذين اشادوا بهذا القسم المعماري الفريد في نوعه وبأعمال الطالبات اللاتي ما زلن في طور التخرج.

وتشير الدكتورة ميرفت الشافعي، الأستاذة المساعدة ورئيسة قسم التصميم المعماري بكلية عفت، إلى أن هذا القسم يعد أول قسم للتصميم المعماري للبنات في السعودية، وهو ضمن ثمانية أقسام في كلية عفت، وبدأ منذ نحو ثلاثة أعوام بتسع طالبات الى أن وصل هذا العام إلى 60 طالبة، الدفعة الأولى منهن في طور التخرج في العام المقبل كمهندسات حاملات لدرجة البكالوريوس.

وحول برامج التدريس، أبانت الشافعي أن الدراسة في الكلية تركز على الجانب النوعي وإظهار القدرات لشخصية الطالبة، وفتح المجال لها للابتكار والإبداع وربطها بالعوامل الخارجية المحيطة والاستشارات والمتطلبات في العمارة من حيث التجانس والوظائف والاشتراطات الحقيقية.

وعن المنهج وهيئة التدريس أوضحت رئيسة القسم أن هيئة التدريس الحالية من الممارسين للمهنة ممن يحملون درجات الماجستير والدكتوراه وأيضا هناك محاضرون من نيوزيلندا واستراليا ومصر ولبنان والعراق وبعض المحاضرين والمهندسين السعوديين.

وعن المستقبل الذي ينتظر الخريجات في ظل العادات والتقاليد للمجتمع السعودي قالت الشافعي: «السوق السعودية تحتاج إلى 200 ألف مهندس، بسبب التطور الكبير للمستقبل في هذا المجال، بينما الموجود حاليا 30 الفاً فقط. ومن خلال تفعيل دور المرأة في المجتمع، أرى أن الفرصة لهؤلاء الفتيات كبيرة جدا، كما أن الكثير من سيدات الاعمال السعوديات يفضلن التعامل مع المهندسة، فهي أفضل وأسهل لهن».

من جانبه أشار الدكتور هشام جمعة معد المناهج والرئيس السابق للقسم في الكلية، الى ان المنهج في قسم العمارة يشمل على التصوير الحضري والمدني والطاقة والبيئة ويدرس العلاقة بين الصناعة والتقنية معتمداً على أربعة مبادئ رئيسية هي الجمال والأصالة والبعد الاجتماعي والثقافي، إضافة إلى تمكين الطالبات من دمج برامج الكمبيوتر في مجالات التعلم والتي تعرض على مجلس التعليم الأمريكي، وهو مشابه للمناهج العالمية، كما أن البرنامج تتم مراجعته شهريا مع خبراء عالميين.

مهندسات المستقبل تحدثن لـ«الشرق الأوسط» عن المشاريع التي قدمنها، فتحدثت ميساء مأمون الطالبة في السنة الثالثة وهي على مشارف التخرج، وصممت مشروعا عبارة عن مركز أعمال خاص بالنساء، قائلة اقتبست فكرة المشروع من النخلة العربية، في إشارة إلى الأصالة والثبات والقوة، ومن ثم قمت ببناء ورسم المركز على هذا النهج من خلال تصميم برج خاص لسيدات الأعمال وفق العادات السعودية، ومن خلال المناسبة سأقوم بعرض المشروع على العقاريين ورجال الأعمال الموجودين ليتحول المشروع الى حقيقة».

فيما صممت زميلتاها رنا الأموي وهزار فادان، أبراجا تمثل بنوكا محلية. البنك الأول صممته رنا الأموي ويمثل كل دور من أدواره شكل عملة نقدية بوجهيها، بحيث يشاهدها الناظر للمبنى من الأسفل، وأشارت الى انه تطبيق لدرس تعلمته وهو لحركة عمودية من خلال ربط المصاعد والدرج بهذا التصميم.

فيما صممت هزار فادان بنكا اعتمدت في فكرته على الشفافية من خلال الزجاج الخارجي، حيث صممته على شكل يدل على احتضان الجميع، مشيرة الى أن كل مشروع من هذه المشاريع استغرق تصميمه قرابة الثلاثة أشهر، كما بينت ان قيمة الدراسة في العام بالكلية تتكلف نحو 60 الف ريال.

المصممات اللاتي ينتظرن التخرج أشرن لـ«الشرق الأوسط» الى ان سبب اختيارهن لهذا البرنامج يرجع لأسباب عدة، فقالت إحداهن «اخترت هذا المجال لحبي للإبداع وهو ما يتيحه لي هذا القسم، اضافة لتأثري بعائلتي، خصوصا أعمامي وأخوالي المهندسين».

وهو ما اكدته زميلتها رنا الأموي، وأضافت هذا المجال جديد على النساء في السعودية، ومن جهتها رأت هزار أن الغياب الكبير للمهندسين السعوديين في هذا المجال يعد سببا لاختيارها له.

وعلى الرغم من الإعجاب الشديد الذي ابداه الحضور، إلا أن الطالبات حملن طموحا اكبر من خلال رغبتهن في حمل شهادة الدكتوراه، وحمل البعض الآخر منهن طموح العالمية وتصميم الأبراج خارج نطاق المحلية، ما اكدته سمر الأسدي التي صممت مركزاً رياضياً نسائياً يتكون من دور واحد، ويحوي العديد من المرافق المتفرقة والمتداخلة.

المهندسون الموجودون أشاروا الى أن وجود المعماريات السعوديات سيشكل دعما حقيقيا لسوق العقار والمعمار في السعودية، ويحل الكثير من المشاكل الاجتماعية في هذا الجانب، وهو ما اكده المهندس خالد اليزيدي مدير إدارة المشاريع والاستثمار في مؤسسة طلال ادهم ومشاركوه للاستشارات الهندسية، الذي قال: «العديد من والفلل والعقارات السعودية دائما ما تخضع لرؤية النساء السعوديات والزوجات بشكل اكبر عند تصميم وبناء المساكن، ووجود المهندسة السعودية سيحل هذا الاشكال».

التعليقات