حوار تلفزيوني ..بحبك يا حمار

حوار تلفزيوني .."بحبك يا حمار"
بقلم : محمد خليفة / كاتب من الإمارات
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع الإلكتروني : http://www.mohammedkhalifa.com
إن الإعلام هو أحد وسائل التثقيف والتوعية ، وان رسالته النبيلة بمختلف طرائقه قد سُخرت من أجل هذا الهدف الذي يلتف الجميع حول أهميته بالنسبة للفرد والمجتمع، في الوقت الذي تحول فيه الإعلام إلى صناعة لها أبجدياتها وإمكاناتها، إلا أنه وبمنتهى الإسفاف والسطحية بث تلفزيون أبوظبي يوم 23/2/2008م ، حلقة من برنامج "وجهة نظر ..حيلهم بينهم " استضاف من خلالها أحد المطربين ، وانقل لكم جزء من الحوار كما ورد في الحلقة حيث سأله المذيع قائلا :" أنت متهم بإفساد الذوق العام للأغنية المصرية "، فرد الضيف "لا أنا غنيت للحمار وقلت له بحبك يا حمار لانه أنقذ صديقي في الفيلم من العصابة، ولو أنقذنا الكلب لغنيت له وأغنية بحبك يا حمار محبوبة من الكبير والصغير "، وفي استفزاز من المذيع للضيف قال للحضور من الطبيعي أن تتسم الحلقة بالتوتر مادام الضيف يغني للحمار ، فرد الضيف قائلا :"ايوة محنا قاعدين في زريبة" ، فسأله المذيع : "هل تنافس الراقصات" رد الضيف :" ايوة أنا ربنا خلقني كدة ، وكل الرجال بترقص ، وأنا مش لابس بدلة رقص عشان تقولي أني أنافس الراقصة" ، وسأل المذيع أنت لا تشاهد الراقصات ؟ فقال المذيع لا ، فرد قائلا : أنت كذاب ..!
لا ندري ما الغاية التي يمكن أن تحصد من مثل هذا البرنامج، ما الذي يضيفه لمشاهديه، انه لا يدخل في إطار برامج التسلية ولا الفكاهة إنما يمثل بحد ذاته استخفافا كبيرا بعقلية المشاهد وبفكره ووقته وأسرته التي يجتمع أفرادها على اختلاف أهوائهم وفئاتهم العمرية لمشاهدتها، ما الذي يقدم لهم لتنمية أفكارهم وزيادة وعيهم ، وما الذي ترنو إليه هذه البرامج إذا كان على لائحة ضيوفها من يتغنى بالحمار والكلب .
نحن على ثقة بأن المسؤولين في التلفزيون سوف يأخذون هذا الأمر بعين الاعتبار و يعيدون النظر برؤية مهنية عالية في التعامل مع هذه البرامج التي لا تسمن ولا تغني شيئا ، بل إنها مضيعة للوقت ، مفسدة للأخلاق رغم كل الاختلافات في الرأي التي نحترمها جميعا ، لأن ما يذاع ليس في معزل عن الأسرة التي تحتاج منا لإعلام صادق ونبيل يؤدي رسالته ، فيقوم السلوك و يربي الأجيال ويكمل رسالة الوعي و التعليم و التوجيه .
إن حاجتنا إلى الثقافة والفكر، أهم بكثير من تشجيع الرداءة من خلال توفير منابر إعلامية تسمح بانتشار هذه الأصوات التي لا يسمعها أحد ، وان العناية بالمعرفة و بالوعي ، أهم واعظم من هذه البرامج التي تضعنا في مواجهة مع ذواتنا ومع حاجتنا إلى كل ما هو راق وجاد وفعال.. حاجتنا للحديث عن آخر الإبداعات والابتكارات وما تنتجه العلوم هنا وهناك ، حتى نكون في مواكبة التطور في العالم أجمع، حاجتنا إلى التفكير في كل ما يحيط بنا من ثورة ثقافية وعلمية و تقنية وتقدم في كافة المجالات ، وهذا هو التحدي الكبير الذي يجب أن نخوضه بعيدا عن كل ما من شأنه أن يعيدنا سنوات عديدة إلى الوراء..!
بقلم : محمد خليفة / كاتب من الإمارات
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع الإلكتروني : http://www.mohammedkhalifa.com
إن الإعلام هو أحد وسائل التثقيف والتوعية ، وان رسالته النبيلة بمختلف طرائقه قد سُخرت من أجل هذا الهدف الذي يلتف الجميع حول أهميته بالنسبة للفرد والمجتمع، في الوقت الذي تحول فيه الإعلام إلى صناعة لها أبجدياتها وإمكاناتها، إلا أنه وبمنتهى الإسفاف والسطحية بث تلفزيون أبوظبي يوم 23/2/2008م ، حلقة من برنامج "وجهة نظر ..حيلهم بينهم " استضاف من خلالها أحد المطربين ، وانقل لكم جزء من الحوار كما ورد في الحلقة حيث سأله المذيع قائلا :" أنت متهم بإفساد الذوق العام للأغنية المصرية "، فرد الضيف "لا أنا غنيت للحمار وقلت له بحبك يا حمار لانه أنقذ صديقي في الفيلم من العصابة، ولو أنقذنا الكلب لغنيت له وأغنية بحبك يا حمار محبوبة من الكبير والصغير "، وفي استفزاز من المذيع للضيف قال للحضور من الطبيعي أن تتسم الحلقة بالتوتر مادام الضيف يغني للحمار ، فرد الضيف قائلا :"ايوة محنا قاعدين في زريبة" ، فسأله المذيع : "هل تنافس الراقصات" رد الضيف :" ايوة أنا ربنا خلقني كدة ، وكل الرجال بترقص ، وأنا مش لابس بدلة رقص عشان تقولي أني أنافس الراقصة" ، وسأل المذيع أنت لا تشاهد الراقصات ؟ فقال المذيع لا ، فرد قائلا : أنت كذاب ..!
لا ندري ما الغاية التي يمكن أن تحصد من مثل هذا البرنامج، ما الذي يضيفه لمشاهديه، انه لا يدخل في إطار برامج التسلية ولا الفكاهة إنما يمثل بحد ذاته استخفافا كبيرا بعقلية المشاهد وبفكره ووقته وأسرته التي يجتمع أفرادها على اختلاف أهوائهم وفئاتهم العمرية لمشاهدتها، ما الذي يقدم لهم لتنمية أفكارهم وزيادة وعيهم ، وما الذي ترنو إليه هذه البرامج إذا كان على لائحة ضيوفها من يتغنى بالحمار والكلب .
نحن على ثقة بأن المسؤولين في التلفزيون سوف يأخذون هذا الأمر بعين الاعتبار و يعيدون النظر برؤية مهنية عالية في التعامل مع هذه البرامج التي لا تسمن ولا تغني شيئا ، بل إنها مضيعة للوقت ، مفسدة للأخلاق رغم كل الاختلافات في الرأي التي نحترمها جميعا ، لأن ما يذاع ليس في معزل عن الأسرة التي تحتاج منا لإعلام صادق ونبيل يؤدي رسالته ، فيقوم السلوك و يربي الأجيال ويكمل رسالة الوعي و التعليم و التوجيه .
إن حاجتنا إلى الثقافة والفكر، أهم بكثير من تشجيع الرداءة من خلال توفير منابر إعلامية تسمح بانتشار هذه الأصوات التي لا يسمعها أحد ، وان العناية بالمعرفة و بالوعي ، أهم واعظم من هذه البرامج التي تضعنا في مواجهة مع ذواتنا ومع حاجتنا إلى كل ما هو راق وجاد وفعال.. حاجتنا للحديث عن آخر الإبداعات والابتكارات وما تنتجه العلوم هنا وهناك ، حتى نكون في مواكبة التطور في العالم أجمع، حاجتنا إلى التفكير في كل ما يحيط بنا من ثورة ثقافية وعلمية و تقنية وتقدم في كافة المجالات ، وهذا هو التحدي الكبير الذي يجب أن نخوضه بعيدا عن كل ما من شأنه أن يعيدنا سنوات عديدة إلى الوراء..!
التعليقات