باب الحارة حقق ربحا يفوق 15 مرة كلفته

باب الحارة حقق ربحا يفوق 15 مرة كلفته
غزة-دنيا الوطن

مسلسل باب الحارة ظاهرة شامية رمضانية تلفزيونية في الدراما السورية خطفت الإبصار وأبهرت الأطفال قبل الكبار، حيث كان العمل التلفزيوني الأول علي باقي المسلسلات لعام 2007، وهو من أميز ما قدم في الآونة الأخيرة من المسلسلات الدرامية العربية وما يؤكد علي ذلك حصول العمل علي اكبر عدد من المشاهدين.

ولقد تميز من خلاله الفنان السوري المخضرم عباس النوري صاحب شخصية أبو عصام حكيم الحارة الذي زار مدينة الكرك في جنوبي الأردن والتقي نخبتها في حوار شيق حول باب الحارة الذي حقق معدلات مشاهدة مرتفعة جدا بين الجمهور الأردني.

وفي اللقاء معه قال النوري ان سبب تواجده في مدينة الكرك هو تصويره لمشاهد من مسلسله الجديد باسم أبو جعفر المنصور من إنتاج المركز العربي للإعلام، وذلك للعمل في الأماكن التي حدثت فيها الأحداث مما يحتم ضرورة تصويره في الأماكن الحقيقية والأقرب للواقع وخاصة في المناطق الصحراوية.

وقال النوري ان هذا المسلسل يحكي قصة حياة ابو جعفر المنصور واهم الأحداث السياسية التي حدثت في عهده، وينتهي المسلسل بنهاية ابو جعفر المنصور كشخص عندما يموت في طريقه إلي الحج. وانه سيقوم بدور المنصور وهو شخصية إشكالية في التاريخ العربي وهو صاحب أول انقلاب سياسي في الحياة السياسية العربية.

معتبرا ان أي قراءة للتاريخ العربي والإسلامي تدخلك في الممنوعات، ونحن لدينا محرمات كعرب وكتاريخ، وبأننا نخجل من تاريخنا وهذا ناتج عن سوء فهمنا للتاريخ وتخوفنا من ملامسة الحقائق ظاهريا وباطنيا تحسبا لإثارة المزاج العام في الوطن العربي، ولافتا إلي إننا إذا أردنا البناء يجب ان نبحث عن السلبيات وضرورة طرحها بكل جرأة وبأننا لن نكتشف جمال حياتنا ان لم نكتشف عيوبنا.

وتابع النوري حديثه قائلا بان هنالك مجموعة من الرؤي الضيقة للتاريخ العربي فهناك من يقدم التاريخ كإنتاج ليربح فيه وليس من اجل ان يحقق تقدما في النقد والبناء وإلقاء الضوء الحقيقي علي التاريخ.

مبينا من جهته ان القراءة التاريخية لأي عمل تاريخي لا تنجح في الوطن العربي ان لم تثر نقاشا، فأي عمل لايستحق النقد يعني انه لم يصل لمستوي الإبداع بعد، وبان الصراع والتنافس بين الأفكار والمبدعين لا بد منه والساحة تتسع لأشكال الإبداع وفكرة الصراع الإبداعي.

وتحدث الفنان السوري المعروف عن عدم وجود أموال تقف وراء الترويج لفكرة ما، فخطاب باب الحارة مستقل وخطاب الملك فاروق مستقل رغم تقارب صناعه، فنجاح أي مسلسل سواء كان الملك فاروق او باب الحارة حكمه واحد هو الجمهور مضيفا: باب الحارة يركز علي الأسرة وهذا ما جعل المشاهد يتابعه بحرارة بالإضافة إلي حنينه إلي الحارة والقبيلة والوحدة الاجتماعية التي كانت تحتويه وتفككت الآن وهو الحنين الي الانتماء حتي يستطيع المجتمع ان يتماسك.

وقال: ان رمضان هو شهر المجزرة الدرامية التي تعرض فيه كل الانتاجات وفي وقت واحد، وان هناك مسلسلات توظف في رمضان فقط وذلك للمردود المالي الكبير، فمسلسل باب الحارة كان عائده أكثر من خمسة عشر ضعف ثمنه لأحدي المحطات الفضائية.

وعند سؤاله عن تجربة باب الحارة وشخصية ابو عصام قال موضحا ان شخصية ابو عصام موجودة في كل المجتمعات العربية وفي كل حارة وكل حي وكل عشيرة. وان هذه الشخصية هي التي تقيم علاقة جدلية مع الحياة مستفيدة من دروسها دون ثقافة القراءة والكتابة.

وتوقع النوري لهذا المسلسل بان ينجح ولكنه لم يتوقع ان يكون علي هذا المستوي الساحر، حيث أشارت الإحصائيات الي انه حقق رقما قياسيا في المتابعة والمشاهدة، وبان إسرائيل درست ومازالت تدرس أسباب جذب هذا العمل لهذا الحشد الهائل من المشاهدين العرب واليهود داخل فلسطين، وأيضا في الواشنطن بوست درسوا الأسباب التي دفعت المشاهد العربي لمتابعة عمل محدد.

فلم لا والمسلسل يحمل مقومات النجاح، فالمسلسل يتحدث عن البيئة الشامية وهي محببة جدا للجمهور العربي، ملمحا الي ان النقاد قالوا ان هذا المسلسل اظهر صورة مشوهة للمرأة العربية في تلك الفترة، فالمرأة العربية لم تكن بهذا الشكل لكن المسلسل تعرض لشريحة محددة بالذات، فالانثي في هذا المسلسل كانت حاضرة ومتواجدة في حياة الرجل المثقف وتبين ان النساء بحاجة للرجل الحقيقي مثل ابو عصام وان الرجال بحاجة للمرأة الحقيقية.

وعن سبب نجاحه في تجسيد شخصية ابو عصام ذكر النوري بان شخصية ابو عصام هي شخصية أبيه وقريبه منه وهي شخصية متسلطة ولكنه تسلط من النوع المحبوب الذي لا يكاد يخلو منه اية بيت.

أما عن مسلسل الحصرم الشامي قال بأنه لم يمنع عرضه في سورية، وإنما تم تأجيله للنظر فيه لأنه حسب رأي الرقيب فيه ما يسيء لمشاعر الدمشقيين إلا انه مسلسل في غاية الجمال والجرأة وقد عرض علي أوربت لأنها صاحبة الإنتاج .

ومسلسل الاجتياح لم يأخذ حقه وقد عرض بطريقة خجولة وهذا النوع من المسلسلات يصطدم بالسياسات الإعلامية العربية .

وشدد عباس النوري علي ان الفنان يكون في أقصي نجاحاته عندما يترسخ في ذاكرة الجمهور من خلال الشخصية التي يتقمصها، وذلك ما حدث معه خلال تجسيده لشخصية ابو عصام وصولا بالجمهور لمرحلة يعتقد فيها ان لا يمكن ان يقوم غيرك بتجسيد هذه الشخصية. كما جسدتها أنت وبذلك تكون قد بلغت بهم الي غاية الدهشة والإمتاع .

وكشف عن جديدة من المسلسلات بان هناك مسلسل من تأليفه وإخراجه هو أولاد القيمرية وهو عن قصة عنود خالد وسيناريو وحوار عباس النوري وحافظ قرقوط. وداعا التلفزيونات العربية بشكل عام، إذا أرادت استقطاب الجمهور، ان تتحول الي جريدة يمكنها ان تغري الناس بشرائها، فعلاقة الناس مع التلفزيونات الحكومية انعكاس لعلاقة الناس مع الحكومات.

التعليقات